أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - المستنير الحازمي - بسبب أني ملحد صرت فقير..أفقرني الله وأقفرتني الحكومة














المزيد.....

بسبب أني ملحد صرت فقير..أفقرني الله وأقفرتني الحكومة


المستنير الحازمي

الحوار المتمدن-العدد: 6780 - 2021 / 1 / 6 - 15:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أنا في أرض ليس فيها رزاق سوى الله ... لكي ترزق عليك أن تؤمن بالإله الرزاق. و إلا لن ترزق وتكسب شيئا !!
وقد حول الله مصدر الرزق من السماء إلى باطن الأرض ... فما عاد في السماء رزقكم, وما عاد ينزل من السماء إلا النيازك وبراز الطيور.. لذلك لن أرزق بفلس أو درهم أو دينار.
أو بأي شيء من مال الله.. أو أن أقبض بعملة الله المفضلة الدولار الأمريكي والريال الأخضر السعودي.. وفي الحقيقة ‏إني مفلس ومعدم و فقير
وكل ذنبي هو أني ملحد غير مؤمن في دولة مؤمنة ..ليس فيها رزاق سوي الله وبسبب أني قرأت الطبعة الأولى والأخيرة والممنوعة في بلدي السعودية من قصة الفلسفة
"إنّ الله تعالى بقدر ما يعطي من الحكمة يمنع من الرزق"
أفلاطون
ولقد قضيت طفولتي ومراهقتي وأنا في تجارة مع الله أصلي أركع أسجد ..أعتني بمساجده وجوامعه ومصلياته.. وأعمل في إزالة الغبار والتراب المتراكم على قرآنه ومصاحفه وسجاده وفرشه ...
أفتح المسجد حين يغيب فراش وبواب المسجد ,و أوذن حين يغيب مؤذن المسجد وأنظف واكنس وأبخر بالبخور وأعتنى ببيوت الله.. أفضل عناية, كل ذلك تجارة مع الله.. لكن لا أذكر أني رزقت بشيء من الله مقابل أتعابي تلك سوى بعشرة ريالات وجدتها كالقطة على الأرض. بعد صباح شاق قضيته ذلك اليوم في تنظيف المسجد.. وإزالة مياه الأمطار عنه .أمطار أغرقت كامل المسجد كما لا زلت أذكر
إن مشكلتي الأزلية مع الله هي أنني لم أفتح فمي لكي أرزق مثلما يقول المثل "افتح فمك يرزقك الله" ومثلما يفعل رجال الدين والدعاة والوعاظ وكيف يجنون ملايين الدولارات من وعظهم وتجارتهم بالدين, وكيف كسبو المال والجنس والسلطة .. بل عملت بيدي بإخلاص وتفاني . كله من أجل الله.. لكن لم أزرق بشيء من هذا الإله.. لم أرزق بشيء خسرت تجارتي مع الله فكانت أول مخاسري ..خسرت الله باكرا فخسرته لاحقا وفيما بعد .. بعد أن كبرت وألحدت به تماما !
لكن تحول عملي بعد إلحادي في تعقب أعمال الله الفاشلة. وتعقب و وتبع فشل رسالته وأنبيائه وديانته على الأرض ..هذا التعقب جعلني فاشلا أدفع ثمن تعقبي ذاك ! فمن جاور الفاشل فشل !! ومن تتبع الهالك هلك
وفي سبيل سعيي عن الرزق أيضا عملت في التجارة مع الحكومة , ففتحت متجرا ومحلا خاصا لأصرف فيه على نفسي وأنفق فيه على احتياجاتي , فإذا بي قد وجدت نفسي أصرف على الدولة والحكومة, رسوم وضرائب وفواتير... لا تنتهي (سجل تجاري.. رسوم الغرفة التجارية بريد واصل .. تأمينات حكومية وأهلية ,,زكاة ودخل.. إيجار محل.. رسوم اللوحة.. رسوم رخص البلدية.. رخص عمل. رسوم ابشر) ...
وبدلا أن استغني وأسد حاجتي افتقرت.. وخسرت تجارتي , فكل من عمل معي رفض العمل معي بسبب الإصلاحات العمالية من وزارة العمل السعودية ..
فالدولة تسعي الي تحرير عمالها الأجانب واستعباد مواطنيها بالداخل بالرسوم والضرائب والكاميرات والتقنية الحديثة .. ولم يبقى معي الا ورقة سجل تجاري هو بمثابة حكم إعدام على حصولي على أية مساعدات حكومية.. أو وظيفة أخرى ..وحين جئت لكي أتخلص منه خرجت لي رسوم مكلفة مرة أخرى ..فأين المخرج والمأل
لقد تحول العيش في بلدي ليكون للأغنياء فقط وللعصابات العمالية.. للعمال الأجانب الذين غزو السوق منذ القدم ولم يعد هناك أمل في تفكيكها.. . أما حالتي فقد تحولت لفقير معدم مرة آخري فقير, ليس لي بعدما خسرت تجارتي مع الله و الحكومة .. سوى الشيطان ولم يترك الأغنياء للفقراء شيئا سوى الله والشيطان ... لكني لا أعرف سبيلا وطريقا لتجارة مع الشيطان.. كم أود أن أكون ولو يوما ومرة تاجرا مع الشيطان.. فأنا أشعر أنه مثلي صادق وصريح ومعارض ورافض وغامض,, ويحب المغامرين والمقامرين , لكني لست جيدا في التعامل مع الشيطان فلم يسبق لي أن تناولت طعام مائدة معه لكي أحضر ملعقة كبيرة !!
إن لسان حاليا مع رزقي مع الله و الحكومة .. مثل حال لسان شاعرنا المعذب الفقير المطارد "ابن الرواندي " الذي قال صدقا وحقا !! ومات شنقا مصلوبا على ذلك
قسمت بين الورى معيشتهم...
قسمة سكران بين الغلط
لو قسم الأرزاق هكذا رجل...
لقلنا إنك مجنون فاستعط
وكما قال شاعرنا أبو العلاء المعري
"إذا كان لا يحظى برزقك عاقل ...
وترزق مجنوناً وترزق أحمقا
فلا ذنب يا رب السماء على امرئ ...
رأى منك ما لا يشتهي فتزندقا "
وكما قال الشاعر : ابن الروندي
‏سبحان من أنزل الأيام منزلــــــها
و صيّر الناس مرفوضا و مرموقا
كم عاقل في الورى أعيت مذاهبـه
و جاهل في الورى تلقاه مرزوقـــا
هذا الذي ترك الأوهام حائــــــــــرة
و صيّر العالــــــــم النحرير زنديقــا
أو كما قال شاعر مجهول ذات يوم
إذا قلّ مال المرء قلّ فضاوئه ... وضاقت عليه أرضه وسماؤه
وصار لا يدري وإن كان حازماً ... أقدّامه خيرٌ له أم وراؤه
لهذا يا رب أنا سعودي فقير معدم مفلس معارض زنديق !
بالقدر الذي لا تعرفني فيه يا لله أنا لا أعرفك ..فالله لا يعرف الفقراء


المستنير الحازمي

كاتب مستقل من السعودية
مدير ومؤسس مرصد شهداء حرية الرأي والتعبير في الإسلام
يكتب ليكون يوما ما سجينا وشهيدا
www.marsdcom.net



#المستنير_الحازمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لوثة الإسلام !
- هل يعقل أن النبي محمد في الجنة والنعيم يضاجع الحوريات وأبواه ...
- أنا النبي لا كذب محمد يكذب أشهر كذبات النبي محمد!
- بعد أن فشلت في الحب في زمن الكوليرا فهل أنجح في الموت في زمن ...
- هلي أن أموت في زمن -كورونا - فأني أريد الموت
- إني لأشعر بالعار أنك النبي _ الجنس وأمراض النبي
- إني لأشعر بالعار أنك النبي _النبي العار _ 3
- إني لأشعر.... أنك النبي _ _ 2
- إني أشعر بالعار لأنك النبي -النبي العار -الجزء الأول
- النبي محمد يعطيكم الضوء الأخضر.. فازنوا وافجروا واسكروا ولوط ...
- فضائح المجتمع المسلم فسوق ومجون الصحابة
- هل كان محمد يتوقع كل هذا النجاح لدعوته.قصة مولد امبروطورية ا ...
- أبيع نفسي عارية ولا أسوق عبيد ثانية!!أم أسلم نفسي ولست بمجرم ...
- برؤوس تنثال قملا ومذاكير تقطر منيا ومذيا.. هكذا كان حج النبي ...
- افجروا وزنوا وسرقوا وسكروا واعصوا .. فهذه هي الحياة وهذه وصي ...
- اطلاق مرصد شهداء الحقوق والحريات فهل من مرحب ومنتقد !!
- شارك في حل لغز وأحجية رسول الله الأعظم ودخل السحب على جوائز ...
- النبي ينسي والصحابة ينسون فعن أي قرأن ومصحف محفوظ يتحدثون
- كيف نصطاد ونخرج الدواعش !!
- الإسلام يأكل أولاده


المزيد.....




- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- ليبيا.. سيف الإسلام القذافي يعلن تحقيق أنصاره فوزا ساحقا في ...
- الجنائية الدولية تحكم بالسجن 10 سنوات على جهادي مالي كان رئي ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - المستنير الحازمي - بسبب أني ملحد صرت فقير..أفقرني الله وأقفرتني الحكومة