أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - الصراع الدولي والاقليمي حول مشروع ميناء الفاو















المزيد.....

الصراع الدولي والاقليمي حول مشروع ميناء الفاو


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 6779 - 2021 / 1 / 5 - 11:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


 الصراع الدولي والاقليمي حول مشروع ميناء الفاو

ادركت الصين في وقت مبكر خطورة التهديد الامريكي لتجارتها العالمية فعمدت الى تنشيط طريق الحرير القديم تحت مسمى  “الحزام والطريق “ وهذا الحزام يمثل ستة خطوط، ينتهي نصفها الى البحر الابيض المتوسط .

يمثل العراق نقطة تلاقي القارات الثلاث ، ويكون بذلك ضمن الخطوط الصينية المشار اليها ، مما حدى بالصين للتقدم لبناء مشروع ميناء الفاو الكبير . وربطه بالقناة الجافة التي تتكون من سكك حديدية ، وطرق مواصلات سريعة لنقل البضائع الصينية خلال ساعات قليلة الى ميناء اللاذقية السوري على البحر المتوسط . ومن ثم الى اوروبا .
ايران هي الاخرى وجدت في هذا المشروع ضالتها لاستخدام هذا الطريق لاغراض الدعم اللوجستي لحلفائها في المنطقة . وبذلك تسعى للربط بينها وبين العراق وصولا الى سوريا ولبنان على البحر المتوسط . هذا من جهة ومن جهة ثانية فان ميناء الفاو الكبير اذا اعطي  للصين فسيكون لها موطئ قدم في العراق ومنه الى الشرق الاوسط ، وتكون بذلك في مواجهة امريكا في هذه المنطقة الحيوية . مما يخفف الضغط على ايران ، وبذلك فان هذا المشروع سيكون في صالح الصين وايران في نفس الوقت .

وعليه فان العراق سيكون جزء من هذا المخطط ، وفي قلب الصراع القادم  . مما يعرضه لمخاطر بالغة نتيجة كونه ساحة المواجهة بين اكبر قوتين في العالم ، الولايات المتحدة والصين . وسيكون في نفس الوقت اداة ايران الفاعلة للسيطرة على المنطقة .

الميليشيات الموالية لايران لايهمها مستقبل العراق واستقلاله ، ومصلحته في ان يكون بعيدا عن الصراعات الدولية والاقليمية . حيث سيكون في هذه الحالة الخاسر الاعظم ، ويفقد كينونته واستقلاله .

فبعد اعطاء المرحلة الاولى لانجاز مشروع ميناء الفاو الكبير الى شركة دايو الكورية . اعلن الأمين العام لعصائب أهل الحق إنه سيحاول بكل قوته لالغاء هذا العقد .
وفي وقت لاحق ، قال زعيم فصيل صادقون في البرلمان العراقي ، إنه سيستجوب  وزير النقل رسميًا من قبل البرلمان .

وهكذا انبرى مؤيدوا التمدد الايراني في العراق والمنطقة العربية بالتأكيد على اعطاء المشروع الى الصين ، ليس حبا بالصين ، وانما تنفيذا لمشاريع ايرانية في السيطرة على المنطقة تحت الجناح الصيني . فنظمت حملة كبيرة من الصحفيين والكتاب المؤيدين لايران باستعراض الفوائد المترتبة على اعطاء مشروع ميناء الفاو الى الصين .

وهناك من انخدع بهذه الاطروحات واعتبر دخول الصين الى العراق عن طريق مشروع الفاو خلاصا من التخلف والفساد ونقل العراق الى مرحلة متقدمة من الرقي والتمدن . وقد نسي هؤلاء ان العراق بامكاناته الذاتية يستطيع تحقيق اهدافه من دون التوسل بوسائل تبعية او استجداء الديون . ونحتاج فقط الى التخلص من النفوذ الاجنبي ، وضمان السيادة على ارضنا وثرواتنا المنهوبه .
وعليهم ان يدركوا بان الصين لم تعد دولة اشتراكية كما كانت سابقا . وهي اليوم تحاول الهيمنة على دول العالم التي لديها صعوبات اقتصادية من خلال تمويل مشروعاتها ، مما يسهل السيطرة عليها اقتصادياً ومن ثم سياسيا .

دول اسيوية وافريقية كثيرة أبدت استعدادها لتقبل الاستثمارات الصينية ، واعتقدت أن الاموال الممنوحة لها هي منح مجانية . لكنها وجدت ان هذه الاستثمارات ماهي الا قروض ذات فوائد مكلفة جدا ، وتكبل هذه الدول لتجعلها اسيرة السياسات والهيمنة الصينية.

وقد استثمرت الصين مليارات الدولارات لدول عديدة ، وتعذر عليها سدادها او تسويتها . وتواجه الصين اليوم مطالب متزايدة لتخفيف الديون او تاجيلها .

ومؤخرا طلبت باكستان من الصين اعادة جدولة الديون نتيجة الاستثمارات الصينية فيها .
وهناك طلبات مماثلة على بكين من قيرغيزستان وعدد من الدول الأفريقية ، حيث طالبت بإعادة هيكلة الديون،  أو تأخير السداد أو التنازل عن عشرات المليارات من الدولارات من القروض المستحقة هذا العام نتيجة الاستثمارات الصينية فيها . وقد وضعت كثير من
الموانئ والمناجم وغيرها كضمانات  .

في جيبوتي من المتوقع أن تبلغ الديون 88% من جملة ناتجها المحلي البالغ 1.72 مليار دولار، وأغلبها ديون للصين، وربما تواجه هي الأخرى احتمال تسليم الصين بعضا من أصولها لتسديد ديونها .

وسلمت سريلانكا ميناء هامبانتوتا
الخاص بها إلى شركة صينية تديرها الدولة في عام 2017  كمقايضة ديون تصل إلى 1.2 مليار دولار أمريكي !.

وكان براهما شيلاني أستاذ الدراسات الإستراتيجية بالهند من أوائل الذين حذروا من مشاريع الصين الهادفة إلى استغلال الموارد بالعالم الثالث وغزو الأسواق المحلية بالسلع الصينية واطئة الجودة . كما ترسل بكين أحيانا عمالتها الخاصة للمنافسة على الوظائف المحلية ، ونتيجة لذلك "أصبحت هذه البلدان غارقة في فخ الديون الصينية".

وفي هذا الصدد، قال رئيس الوزراء الماليزي محمد مهاتير
باننا لانريد نسخة جديدة من الاستعمار" وأبلغ الرئيس الصيني حينها أن بلاده ألغت ثلاثة مشاريع اقتصادية عملاقة كانت ستمولها بكين، وأكد حينها أن الأمر لا يتعلق بصب أموال كثيرة، إنما في عدم قدرة كوالالمبور على سدادها.
كما الغت دولة سيراليون الأفريقية مشروعًا بتمويل صيني بقيمة أربعمئة مليون دولار لبناء مطار فيها .

وقد حذّر خبراء أفارقة بارزون من أن الصين قد توقع الدول الأفريقية في فخ الديون، من خلال الاستثمارات فيها او منحها قروضاً ثقيلة قد لا تتمكن من سدادها .

أن بكين في سياساتها هذه بدأت تؤثر على القرارات الاقتصادية والسياسية لتلك الدول . وبذلك تتمدد الصين في كل انحاء العالم لتصبح الدولة الاعظم في منافستها للولايات المتحدة من خلال "الحزام والطريق" النسخة الحديثة من طريق الحرير  .

أندريه دوفنهيج الأستاذ في جامعة نورث وست بجنوب أفريقيا يقول "في النهاية، ستطلب الصين من الدول المتعثرة عن سداد ديونها أشكالًا أخرى من إعادة الدفع، مثل الاستيلاء على الموانئ والأراضي".

وبناء عليه فعند الحديث عن ميناء الفاو الاستراتيجي يجب ان نأخذ كل هذه الاعتبارات في الحسبان ، اضافة الى مخاطر النزاعات الاقليمية والدولية ، والنظر الى مصلحة العراق وشعبه قبل محاباة اطرافا ودولا تحقق مصالحها على حساب المصلحة الوطنية للعراق . 



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملامح سياسة بايدن في الشرق الاوسط
- بيت العراق من يرممه ؟
- رسالة مفتوحة الى ممثلة الامم المتحدة في العراق
- انتفاضة اكتوبر العراقية . . الواقع والمآل
- عقوبة الاعدام بين مؤيديها ومعارضيها
- فشل النموذج الامريكي للديموقراطية
- الدعوة للاقليم السني
- قتل المدرس الفرنسي. بين التعصب والتسامح
- الكاظمي والمزمار السحري
- هل وصل قطار التطبيع الى بغداد ؟
- الانفتاح خيار الحياة
- اخفاق الاحزاب القومية في الدول العربية
- الاسلام السياسي في العراق والمستقبل المجهول
- الذكرى السنوية لانتفاضة اكتوبر . . المسيرة مازالت مستمرة
- تجريم الطائفية تعزيز للوحدة الوطنية
- الحسد وصيبة العين
- هل ستنهار دول الشرق الاوسط ؟
- تعطيل المنظومة الكهربائية . . العودة الى ماقبل الصناعة
- ما الذي يجعل الزواج طويل الامد
- سياسة التطبيع مع اسرائيل


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - الصراع الدولي والاقليمي حول مشروع ميناء الفاو