|
من دمر العراق بعد 2003 2/2
أدهم الكربلائي
الحوار المتمدن-العدد: 6778 - 2021 / 1 / 4 - 18:54
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
قد يسأل البعض لماذا أدعي إن قوى الإسلام السياسي الشيعية، هي بالدرجة الأولى والأساس التي دمرت العراق، وأحلام العراق، وديمقراطية العراق، وسيادة العراق، واقتصاد العراق، وثروة العراق، وأمن العراق، ومستقبل أجيال العراق القادمة؟ نقول بما أن الشيعة يمثلون الأكثرية من نفوس العراق، وبما أن الدولة والسياسة والتعددية والحياة الحزبية، قائمة على أساس المكونات، لاسيما الثلاثة الكبرى (الشيعية، الكردية، السنية)، وبما أنهم حتى الآن هم الذين شكّلوا الأكثرية البرلمانية (الائتلاف العراقي الموحد 169)، ثم (الائتلاف العراقي الموحد 555)، ثم لدورتين (التحالف الوطني) متشكلا من (ائتلاف دولة القانون + الائتلاف الوطني)، وهم الذين ترأسوا الحكومات المتعاقبة، حيث كان رئيس مجلس الوزراء لعدة دورات ثم انتقلت إلى المجلس الأعلى ولو بصورة مسقيل ومستقل، فهذه القوى هي المسؤولة بشكل أساسي وبإصرار عن الكوارث الآتي ذكرها: 1. كارثة دولة المكونات بدلا من دولة المواطنة. 2. كارثة الطائفية السياسية (الشيعية - السنية). 3. كارثة المحاصصة الطائفية (شيعة سنة) والعرقية (عرب كرد). 4. كارثة التحاصص بناءً على ذلك في الفساد المالي وسرقة المال العام بين سراق شيعة، وسراق سنة، وسراق كرد، لكل حسب حصته في السلطة، مما أدى إلى التستر المتبادل، والسكوت عن تهريب أكثر من سارق بما سرقه من ثروة خيالية إلى خارج العراق، ليتنعم ويترفه بملايينه وبعضهم بملياراته التي استقطعها من قوت فقراء العراق، ولو بإذن شرعي بالنسبة للمتدينين جدا منهم. بلا شك إن السياسيين السنة لم يكونوا أقل سوءً، بل طائفيتهم كانت هي الطائفية الأشد والأعنف، لكنهم كانوا أبعد عن الإسلام السياسي باستثناء الحزب الإسلامي الذي انحسرت شعبيته كثيرا، ثم هم لم يروا خيارا آخر غير التخندق سنيا، من غير أن نبرئهم من الطائفية، ذلك بعدما رأوا الشيعة الإسلاميين قد تخندقوا شيعيا. وإذا قيل إن أكثرهم طائفيون أساسا، نقول كان بالإمكان إحراج الطائفيين منهم بسحب بساط المبررات عبر الفعل الطائفي للطائفة ذات الحجم الأكبر. فالشيعة هم الذين يتمتعون بالناخبين الأكثر عددا في المجتمع العراقي، فما كان من السياسيين السنة وقواهم إلا أن يرفعوا راية تمثيل مصالح واستحقاقات المكون السني وحمايته من التهميش والإقصاء. ثم الاضطهاد الطائفي والابتزاز الطائفي من قبل الطائفة الأكبر عددا، والأشد نفوذا، كان دافعا أو مبرر لخلق طائفية سنية سياسية مقابل الطائفية السياسية الشيعية. وبقينا نسمع العزف النشاز على وتر (تمثيل المكون) و(استحقاقات المكون)، وغير ذلك، فقضي بذلك على مبدأ المواطنة، وأصبح مجرد علكة تلوكها أفواه السياسيين، كما يلوكون بمصطلحات أفرزها هذا الواقع الشاذ والسيئ، من قبيل «حكومة وحدة وطنية»، «حكومة شراكة وطنية»، «توافقية»، «اتفاقات السلة الواحدة»، وأخيرا «التسوية السياسية التاريخية»، ألا لبئس هذه الطروحات الكاذبة وعديمة الحياء. لو كان قد سلك السياسيون الشيعة سلوكا وطنيا ديمقراطيا تصالحيا، وطرحوا أنفسهم كسياسيين عراقيين، وليس كسياسيين شيعة، وطرحوا مشروعا عراقيا وطنيا ديمقراطيا قائما على مبدأ المواطنة، ولو توزعوا في أحزاب سياسية غير منغلقة على طائفة واحدة، بل عابرة للطوائف والأعراق، ولكن متوزعة حسب الفكر السياسي والبرنامج السياسي، وليس على أساس التقسيم المكوناتي (الشيعي-السني-الكردي) لوجد السنة أماكنهم أيضا في أحزاب عابرة للطوائف والأعراق، بحيث وجدنا في كل حزب من الأحزاب الشيعي والسني والمسيحي والإيزيدي والصابئي والكاكائي والزرادشتي واليهودي والملحد واللاديني، العربي والكردي والتركماني والآشوري والشبكي والفيلي، دون أن يبحث الواحد عن الهويات الجزئية، سواء القومية، أو الدينية، أو المذهبية، أو العشائرية، أو المناطقية. عندها لَكُنّا (أوادم) بحق. أن يقال إن هناك سنة طائفيين، أو سنة يحنّون إلى عهد صدام، ففي الشيعة أيضا طائفيون، وخامنئيون، عندها كان سيسحب البساط من تحت أقدام الطائفيين والصداميين والخامنئيين والأردوغانيين والعروبيين والإسلاميين وغيرهم، وكان الطائفيون سيعزلون من نفس أبناء طائفتهم، كي لا أقول من مكونهم، ذلك المصطلح الذي لم نعد نطيق سماعه. أفبعد تشخيص هذه الحقيقة التي ستُثَبَّت في الصفحات السوداء لسجل التاريخ يُلام، من يصرخ وكله غضب وحنق في حب العراق، أن خسئتُم وخزيتُم؟ فكلكم بقدر أو بآخر مسؤولون عما حل بالعراق، يا حزب الدعوة، والمجلس الأعلى، وبدر، والحكمة، والفضيلة، والدعوة تنظيم العراق، والإصلاح، والتيار الصدري، والعصائب، والكتائب، ومرة أخرى أقول ألا خسئتم وخزيتم أيتها الأحزاب الطائفية الشيعية والسنية، وخسئتم وخزيتم يا أحزاب الإسلام السياسي الشيعية والسنية، وخسئتم وخزيتم يا أحزاب الفساد المالي وسرقة المال العام الشيعية والسنية والكردية. فإن هذه الأحزاب تجاوزت الحدود القصوى من العار التاريخي وما يستحق لعنة الأجيال، بتدميرها للعراق مكملة عمليات التدمير الصدامية، وما ستبقى آثاره أجيالا وأجيالا وأجيالا، كلها ستدفع ثمن هذا التدمير، إلا إذا ستحقق ثورة تشرين المعجزة، لتصحح لنا ما كنا نقوله من كوننا لسنا في زمن المعجزات.
#أدهم_الكربلائي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من دمر العراق بعد 2003 1/2
-
أول طاغية بعد صدام يغني عبيده باسمه
-
يا عراقي أرجوك انس إنك شيعي أو سني
-
ثلاث رسائل إلى الصدر والكاظمي والسيستاني
-
شركة ترميم البيوت الخربة للمقاول مقتدى المرممچي
-
مقتدى قل ماذا تمثل حتى تريد التحكم بالعراق؟
-
أكبر أخطاء مقتدى في مسيرته السياسية
-
البعثيون أمس والصدريون اليوم
-
الثورة ستنتصر ويذهب مقتدى إلى مزبلة التاريخ
المزيد.....
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|