|
عبقرية الإدارة الأمريكية - القسم الاول
عماد الطائي
فنان تشكيلي
الحوار المتمدن-العدد: 1617 - 2006 / 7 / 20 - 11:30
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
لنفترض ان أعظم دولة امبريالية في العالم سيئة السمعة, مجرمة ومتآمرة لهذه الدرجة، السؤال هو لماذا تلهث غالبية دول العالم وقياداتها خلفها ويزداد نفوذها بهذه السرعة الفائقة؟؟ لماذا استطاعت ان تعمل من منظومة اكبر اتحاد لدول اوربا الشرقية مسرح للردة الفكرية ومعقلا للملاين من الذين يريدون محو فكرة العودة الى الماضي وقدرة العقل الاشتراكي الحقيقية على التغيير والتقدم سريعا الى الأمام كما هو حاصل في الكثير من دول العالم؟لماذا تسيطرعلى هيئة الامم المتحدة بدون منافس؟؟ من يطرح نفسه بديلا لها عليه ان يدرس ويحلل أساليب وحنكة العقول التي تدير دفة حكم الإدارة الامريكية وما خلفها من السرايا الحاذقة بدلا من ان ينهال عليها شتما وتهديدا او ان يحقن الاعلام بتصريحات مضحكة مفادها ان أيام الراسمالية الامريكية معدودة وهي تلعق بجراحها او على اقل تقدير(آيلة الى السقوط!!!!) اما حقيقة الامر فان اشارة بسيطة من هذه الادارة تجعل الكثير من هؤلاء خدم أذلاء لمصالح هذه الادارة ومن لا يصدق ذلك فليتتبع حركة ما جرى للاصوات الرنانة ضد امريكا في منطقة الشرق الاوسط والدول الاشتراكية التابعة للاتحاد السوفيتي!!!نجحت الادارة الامريكية و بدهاء بكسب الكثير من القيادات الدينية المسيحية واليهودية والمسلمة وهاهي أخيرا تعلن بان الآلاف من مؤيدي الشيعة المتشددة في العراق وبفترة زمنية لم تكرر في التاريخ أصبحوا الى جانبها والمسألة مسألة وقت لكي تحسم قضية وساطة بعض القيادات الشيعية في العراق لمساعدتها في المصالحة مع رجال الدين في ايران لضمان سير الرجعية الشيعية في فلك السياسة الامريكية!!!وبذلك تكون أحكمت القبضة على اكبر معاقل السلطات الدينية في منطقة الشرق الاوسط بعد تمهيد رائع دام (أربعون عاما!!!!!)اقتلعت خلاله الحركات الوطنية والتقدمية المعادية لها من جذورها تمهيدا للمعركة الاخيرة القادمة لحسم مستقبل الصين الاشتراكية التي تثير معدلات نموها الاقتصادي والثقافي ، العسكري والتكنولوجي حفيظة التوسع المطرد للهيمنة الامريكية الذي تحد منه فقط الاحزاب اليسارية في عدد من الدول الغربية ودول امريكا اللاتينيةالتي نشطت في التصدي لإخطبوط التوسع السريعلتثبيت الفكر الديني الرجعي- العنصري في العالم وكان آخر دليل على ذلك سحب أسبانيا وايطاليا جيوشها من العراق المحتل وشن حملة اعلامية تفضح التملق والانبطاح المخزي لدول اوربا الشرقية امام ادارة (القوة العظيمة)الا ان العقل الجبار وراء الادارة الأمريكية وجد الحلول السريعة بدلا من التنازل عن العرش والخضوع للانتقادات فهو يغض النظر عن جرائم ودموية مؤيديه لانجاز اللازم في الفترة المناسبة ويعترف دائما بجميل الحركات الدينية المتشددة في تحريم الفكر التقدمي على الرغم من انها لا تمثل اطلاقا حقيقة الفكر الاسلامي لانها تشوه الاسلام وتعتبر فترة الرسول محمد(ص) خارجة عن طراز اسلامها الحالي متعكزة على حجة مفادها ان المجتمع بفترة الرسول لم يكن ناضجا بعد ومارس العادات الجاهلية هذا النهج السلفي للقيادات الاسلامية التي أسهمت بتصفية معارضيها من رجال الدين لاجتهاداتهم الصحيحة وقضت فعلا على قرابة اربعة ملايين تقدمي في العراق والسودان واليمن وإيران كما هيأت اللازم للمشاركة بإسقاط التجربة الفقيرة للاشتراكية في اوربا الشرقية والشرق الاوسط ولم تنفك الادارة الذكية وبديناميكية مرهفة عن التعاون معهم واضعة تحت خدمتهم التطور التكنولوجي الكبير الذي تتمتع به فهي تدرس الوضع بطرق علمية تحفز وتثير، ترشي و تحرض،تخدر او تهدد و تعمل المسرحيات ,تخلق الحجج, تغتال او تراوغ، تلعب على ألحبلين تارة وتثير هستيرية إعلامية تارة اخرى، تختار الاقوياء من بين الشياطين فتوصل الحبال بهم ليصبحوا معها بدلا من ضدها...... سياسة بارعة في تسلق سلم الظفر بصبر وعزم وبخطوات مدروسة. كيف مهدت تدريجيا لاحتلال العراق لتحسم قلقها الشديد من امتلاك صدام لأسلحة متطورة ولحسم مشكلة قوة الجيش العراقي ومسألة التهديد بسلاح النفط؟ لذلك مسحت جيش العراق من الوجود وحلت حتى قوى الشرطة فيه.تتمتع الادارة الامريكية بشبكات رسمية أوغير رسمية تساعدها وتعمل لها اللازم بعيدا عن المزايدات واستعراض العضلات تراها تغرر بمن تراهم مناسبين لان يقوموا بعمل شنيع ولكن ما تلبث وتنقلب الآية لتنعكس سلبا على القائمين به. تراها فطنة بإضعاف أعداءها لكي تنقض عليهم في الوقت المناسب. في العراق سلمت مقاليد أمور الشارع العراقي من اول يوم لحلفائها من الشيعة المتشددين لا حبا بهم ولا بدينهم بل لان لهؤلاء خبرة في تخدير شعوبهم ومحاربة الفكر التقدمي ومحوه من صفوف طائفتهم كما حصل في ايران وتم لهم ما أرادوه وما لبثوا وبحجة سياسة (اجتثاث البعث)أن همشوا العقائدية ومحو التفكير بالسياسة والنظريات العلمية كما اعتبروا مقاومة الاحتلال ضرب من ضروب إعادة نظام صدام الدموي فحلت الفتاوى الدينية محل القرارات السياسية التي غالبا ما اعتمدت رأي رجال الدين المتشددين في ايران وأبقت على المليشيات الموالية لها لتحولها الى جيش نظامي فنقلت بعبقرية فريدة الطائفية الى مؤسسات النظام الجديد مما اتاح الفرصة للأجهزة الايرانية لان تنتقل عبرهم الى العراق لتغلق الفرص امام من ظن انه يستطيع بناء بؤر عسكرية تحسبا للمستقبل فأصبحت القوات المسلحة طائفية البنية وليست وطنية حرموا فيها شرعا العقائد السياسية فخنقوا دور الاحزاب وسحبوا البساط من تحتهم وبحجة (الدين) حرموا الأفكار الوطنية والتقدمية بما فيها الفكر الاشتراكي لدى الفصائل الشيعية وأعطوا الحبل للمليشيات الموالية لايران لتثبت أقدامها في كل زاوية من زوايا المجتمع فاختلطت الطائفية بالتعصب القومي المعادي ( للعرب) و بدأت بذلك المرحلة الجديدة من الفاشية الطائفية المتعنتة!!! وهو نهج ذكي من جهة الادارة الامريكية لأنه أغرى ايران وفتح الأبواب على مصراعيها لجرها الى شباك الاخطبوط المنتصر لتضمن الادارة الامريكية بذلك(جانب الحكومات الإسلامية المتشددة سواء السنية او الشيعية منها) وتستمر بمد الجسور نحو الاحزاب الدينية المعارضة للفكر التقدمي اينما كان بما فيها الدموية منها لمنع نشوء دول غير رجعية في منطقة الشرق الاوسط وهو ما اكده خطاب الرئيس جورج بوش الاخير حين اكد ان ضمان المستقبل سيتطلب دماء الابرياء وتضحيات عجاف ونسي ان يضيف بان يكون العراق هو الضحية الاولى وحقل تجارب الرئيس بوش لانه بعيد آلاف الاميال عن هذا اللغم المتفجر والاطفال فيه هم ليسوا من احفاده ولا من احفاد وزير دفاعه المجرم رامسفيلد لذلك فضل مستنقع ارض عربية محتلة تشعل الحرب الطائفية وتنشرها تباعا لكي تهدم ما بنته دول الجوار وتلهيها بالتشدد والتعصب الديني والقومي لكي تسهل عملية احتوائها بالكامل لتقيد الهوية السياسية للعالم الإسلامي لحين حسم قضية الاشتراكية في الصين واوربا الغربية لذلك وقع العراق بين نارين نار القواعد العتيدة لعملاء مخابراته السابقين مثل حركة طالبان والقاعدة ونار التطرف الايراني فتشابكت المصالح الطائفية والاقتصادية مع الاهداف الاساسية لغزوا العراق لضمان( المستقبل الأمني والعسكري والاقتصادي) ولإشغال المسلمين بالاقتتال الداخلي الذي سينتقل لاحقا الى مناطق عديدة في العالم وهي عملية ذكية جدا جاءت في الوقت المناسب لوقف أي محاولات جديدة لانتشار الفكر الاشتراكي في المنطقة خاصة المتعاون منه مع الحركات الصاعدة في العالم الغربي التي تصبو الى وقف جرائم هذه الادارة عند حدها وفضح لعبة استغلال الدين لتخدير العقول والضحك على ذقون البشر فهاهم الابرياء في فلسطين ولبنان ها هو حزب الله تمزق أشلاء عوائله قنابل المتشددين الإسرائيليين بينما المليشيات ومراهقو الاحزاب الدينية منشغلون بتحويل بلادهم الى مآتم تبكي وتنوح على الماضي، شباب مخدر منشغل بملاحقة من لا يطيل من لحيته او من لا ترتدي الحجاب، يوزعون اشرطة البكاء على الحسين(سلام الله عليه) مع ان الآلاف من أحفاد الحسين يقتلون ويشردون بالجملة لان الإدارة الامريكية تعرف كيف تخدر عقول هذه الشعوب وتوجه نشاطهم واهتماماتهم!!!! هذه الادارة التي اعطت الحرية المطلقة لقواعد وقيادات بعض الشيعة العراقيين ليستنسخوا النموذج الايراني عبر السلطة الجديدة فسحقت الحريات الشحيحة المتبقية من نظام صدام حسين( وحملته الإيمانية) واقبلت على حرمان الشعب العراقي من لعب(الطاولي والشطرنج) منع الاستماع الى الراديو منع الغناء والضحك والتصفيق، دخلوا حتى الى دورات المياه لمنع المواطنين من استعمال المراحيض الغربية مع انهم اصبحوا أسيادنا بفضل (الدبابات الغربية) ليشيدوا صرح دولة الممنوعات والشرف المزيف والنزاهة المضحكة لانه من المفيد للمستعمر ان تتفرغ القيادات الدينية لشؤون توافه الأمور وتترك البلد فقيرا مذبوحا ومواطنه مهانا سواء في البيت او في الشارع، يتحكم بأمره إما جهلة أو أميون يهسترهم الكبت الجنسي وحب الدماء مراهقو الثورة الايرانية لتكرار التجربة في العراق الذين وجدوا الفرصة للتفريغ عن عقدهم المكبوتة وشذوذهم فاقتحموا حتى الحرم الجامعي لارهاب الشابات والشباب ولقتل التلاميذ الذين يحتفلون بيوم تخرجهم لانهم يسمعون الموسيقى!لقد حرموا على العراقيين اعتناق المذاهب السماوية الاخرى واعتبروها ( نجسة) خلافا لدين محمد(ص) فشوهوا القران الكريم ثم التفتوا الى نقطة ضعفهم ( المرأة العراقية ) فحللوا ازدرائها والتعامل معها على إنها بهيمة من الدرجة الواطئة واستعاضوا عن روعة خلقها بحوريات الجنة وحور العيون . روجوا لفتاوى دينية وصل الاستهتار بها مخالفة نصوص القران ووصايا الرسول ايام كانت الجنة تحت أقدام الأمهات وكان يمزح مع زوجته عائشة في سباق الجري لكي يدخل الفرح الى قلوب المسلمين ويوصي بان تكون بشوشا يفرح بلقائك الناس ولم يعتبر اهل الكتاب من غير المسلمين ( نجسين ) ولم يمنعهم من ممارسة طقوسهم واستمرت العلاقات الودية معهم بدليل ان من افضل اصدقاء العبقرية المسلمة علي بن ابي طالب عليه السلام يهودي من اهل العراق!!!!!فلننظر الى ما نتج عن سياسة الكذاب محتل العراق جورج بوش فقد أدار وجهه عمدا عن ما يحصل من تشويه رسمي ومتعمد للمجتمع العراقي والديانة الإسلامية لأنها لا تعنيه فانهالت على المجتمع فاشية دينية لتثبيت المناسب عنوة عبر مليشيات التشدد الشيعي والسني التي ابدعت بدمويتها وتصرفاتها تاركة التشفي والفرحة تشفي قلوب من حلم بان يتحول الاسلام رسميا الى هذا المنحنى!!!فلو أرادت فعلا إدارة جورج بوش الحرية الحقيقية للشعب العراقي لفعلت العكس ولأخضعت ادارة الاحتلال بقوة الرصاص كل من سولت له نفسه ان يعبث بمقدرات الناس بحجة العقيدة الإسلامية لهذه الدرجة الخطرة!!!! لكن هذا الرجل كذاب وما وعد به من إعادة بناء ومنح الحرية لكل عراقي كان هراء فقد اتبع نهج ذكي حيث جعل من اشاعة الطائفية حجة لفرض( نظام التخلف ألقسري باسم الاسلام) وترجمها على انها حق الاغلبية في فرض ارادتها بعيدا عن القانون الدولي والدساتير التي وقع عليها القادة الجدد وكانوا اول من خرقها فتواصلت المأساة لاضطهاد الناس بالجملة على حساب امن المواطن والدور الايجابي لكل الاديان والطوائف في بناء صرح تاريخه الطويل ونجح الاحتلال بأسابيع بتثبيت الخطة الطائفية مما اذهل الشيعة والسنة معا لانه فرض خطته المحكمة فرضا وشل أي صوت عارضها!!!!فالاستعمار لم يأتي لبناء المسارح او اندية الشعر ودور الادب ومؤسسات الثقافة والسياحة ولا لإعادة المكتبات او حماية ارواح الابرياء هؤلاء الذين لم يأتي على بالهم يوما ان يأتيهم محررهم من ظلم صدام بما هو أسوأ لنسف تأريخ العراق بالكامل وتهديد الاجيال القادمة بسموم التشويه الاجتماعي والبيئي ولم يعدهم( خادم الطرفين المتحاربين) جورج بوش بان يتحول نهري دجلة والفرات بعد الاحتلال الى مستودعان لرمي الزبالة واغراق الجثث المتعفنة!!! هذه الكوارث المروعة لايعرف العالم عنها الا القليل فالثورة السريعة نحو الجهل و التخلف في العراق كان من الممكن التطبيل والتزمير لها لو إنها حصلت في دولة عراقية( تقدمية!!!!!) معادية لسياسة جورج بوش الطائفية تحقق الحريات فعلا وتفضح جرائم النظام الطائفي لتصفية القليل الباقي من دعاة التقدم الاجتماعي واحترام عقائد المواطنين وسحق كل صوتٍ معادٍ لسياستها بتثبيت سلطة رجال الدين الاثرياء لتحشرهم بكل صغيرة وكبيرة ولم تتنازل عن هذا النهج ولا لدقيقة حتى اصبح أسهل على العراقيين الاطلاع على الانتقادات للادارة الامريكية وجرائمها ضد الابرياء والحضارة بواسطة الامريكان انفسهم من خلال صحفهم وكتابهم وفنانيهم بما فيها المغنية الشرسة المعروفة بتحديها للمتشددين من اصدقاء ادارة جورج بوش( المغنية المتصوفة مادونا) لان الذي يقف بالمرصاد ضد مؤامرات جورج بوش في العراق تصفيه جسديا عشرات من شبكات الاحتلال( ثم يشاع بعد ذلك ان القائمون بذلك هم التنظيمات الارهابية!!!!)مما دفع بكتاب أمريكان لان يتهموا مهندسي سياسة ادارة بوش كونهم راحوا الى ابعد ما كان متوقع وتحول العراق الى (ايران طالبانية) على عكس ما ادعته قبل الاحتلال ولو سألنا الكثير من العراقيين للاحظنا انهم يجمعون على ان ادارة بوش ومخابراتها لعبت ( دورا قذرا) لاشعال الفتنة الدينية وتهشيم الهوية الوطنية والثقافية للعراق!!الا ان هذه الانتقادات لا تنفع فقد تحققت انتصارات أمنية اقتصادية وعسكرية و إستراتيجية جبارة رسخت التواجد المباشر لامريكا وفرضت النظام الشيعي الموالي لها لمواصلة بناء الجبهة المتشددة التي تحور الفكر الاسلامي من خلال ديناميكية محنكة تجاه البدائل المناسبة في الوقت المناسب بفضل خبرة في فن التعامل بجرأة مع أي جهة تنحو بها نحو هدفها العظيم!!!فطنة ليس لديها أي مانع لان تبرر مستقبلا تعاونها من جديد مع حركة طالبان والقاعدة لاعادة الامور الى مجاريها حال شعورها بان ثورة شعبية ضد الاحتلال والطائفية ذات طابع وطني ثوري تلوح في الافق او مجرد انتشار افكار راديكالية تبعد الدين والطائفية عن الدولة أو ان يلوح في الافق بصيص ضوء ينذر بتقارب العلمانيين من الشيعة والسنة مع الليبراليين او الاشتراكيين الغربيين لبناء العراق الجديد امل الوطنين وكل الشرفاء والمخلصين.ولو قدر للانتخابات القادمة في العراق ان تتمخض عن فوز مثل هؤلاء فان الادراة الامريكية سوف تقوم بالواجب وترتب الامور حسب الاصول حتى لو سالت الدماء بلا رحمة وتعود الى فطنتها الفذة بسياسة الانقلابات العسكرية وبث الفتنة والفرقة وعند ذاك لا شيء اسمه انتخابات وحق( الاغلبية ) في تحديد طبيعة النظام والمجتمع مادام الخطر ماثل امام آفاق مستقبلها لكسب كل القيادات الدينية الى جانب توسعها!!!ولو كانت هذه الادارة على يقين من فوز الليبراليين أو التقدميين في اول انتخابات لها بعد سقوط صدام لما أقدمت عليها وضلت تراوغ في إقامتها حتى يومنا هذا!!!ولكن هذه الادارة كانت متأكدة من ان صديقها السابق صدام حسين اكمل فعلا اجتثاث اليسار والتقدم والشخصيات الوطنية والدينية بما فيها الأجنحة الرافضة لدمويته من منتسبي حزب البعث نفسه وهيأ الامور تجاه الحرب الطائفية بحملاتها المسعورة فكملت المشوار وأقامت نظام ديني بحت نقل التجربة الايرانية بحذافيرها وانتهى العراق كدولة وتحول الى إمارات متصارعة على مستقبل تقسيم مناطق النفط فيما بينها!!!وهاهي الادارة المتينة لاعوان بوش تراقب بدقة النمو المفاجئ للافكار العلمانية والتحررية في صفوف الطوائف كافة التي أخذت دروس من الحيل والضحك على ذقونها عن وجود أسلحة كيماوية وذرية فقد ذاقت حنظل جرائم جيوش الطائفية والاحتلال وعمالتها للأجنبي.عايشت فضائح النهب والسرقة والجريمة التي تسترت بالدين لاغتيال العلماء والأساتذة والمثقفين وتشريد الشخصيات الوطنية والتقدمية المتذمرة من همجية عملاء المخابرات الأجنبية لتقليم أظافر أي اتجاه ينحو بالعراق نحو الوطنية الحقيقية والتقدم الاجتماعي لبناء عراق الحريات بعيدا عن التقسيم الطائفي الحاصل وجرائم العصابات التي فرضت بقوة السلاح والدم جيل من المراهقين يمحون حتى البسيط الباقي من شيء اسمه حضارة عراقية او هوية وطنية بحجة متطلبات الطائفية واثبتت مجريات الامور إن كل ما حدث كان ضمن مخطط دقيق اعتمد دراسة مستفيضة لدقائق الامور قبل الاحتلال لترتيب أمر تحطيم البنية التحتية للمجتمع العراقي وثقافته العريقة سياسة استغلال الآلاف من المتوحشين الذين ظهروا اثر سياسة صدام والحصار الاقتصادي الخانق لكي يثيروا الحملة الايمانية لخنق وتشتيت الشيعة ولتصفية العلمانيين منهم والتخطيط لاغتيال أي معارض حتى لو كان السيد السيستاني ) لانه رفض ان يتحول التحرير الى احتلال امريكي-ايراني كما رفض فكرة الدين السياسي وكرر غضبه من تحويل سياسة القضاء على دموية النظام السابق الى حرب اهلية طائفية لتقسيم العراق ولم يوافق على ترحيل المسيحيين والصابئة عن ديارهم.عماد الطائي 18 تموز 2006
#عماد_الطائي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عبقرية الإدارة الأمريكية - القسم الثاني
-
الرسالة التي لم تنشر
-
هل سيتداعى استغلال الدين الإسلامي !! .....
-
من سيشكر ايران على دعوتها الفارغة؟
-
المسلمون كبش للفداء!
-
اما المرجعية الدينية او دولة القانون
-
ما الذي ننتظره من الجبهة العلمانية؟
-
الحوار المسؤول لا يحتمل التأجيل
-
العراق بحاجة إلى سلطة اليد الحديدية
-
مصالح الانسان الذاتية اقوى من التأثيرات الدينية والسياسية
-
القضاء على الفساد الإداري بين الواقع والحلم
-
مصائب قوم عند قوم فوائد
-
ما هي شروط خوض انتخابات المستقبل
-
أعداء الاحتلال ليسوا بالضرورة أعداء لأمريكا
-
احد عشر شهراً...هل هي امتحان لرئيس الوزراء أم للشيعة؟
-
إدارة بوش تعمل على خنق العلم
-
الديمقراطية أصناف ونحن لا نستوعب حتى أسوأ أنواعها
-
الوطنية بين التشويه المتعـمد ومكر المحتـل!
-
التضامن مع اليسار نصر للديمقراطية
-
الامم المتحدة تدعم نهب العراق
المزيد.....
-
أثناء إحاطة مباشرة.. مسؤولة روسية تتلقى اتصالًا يأمرها بعدم
...
-
الأردن يدعو لتطبيق قرار محكمة الجنايات
-
تحذير من هجمات إسرائيلية مباشرة على العراق
-
بوتين: استخدام العدو لأسلحة بعيدة المدى لا يمكن أن يؤثرعلى م
...
-
موسكو تدعو لإدانة أعمال إجرامية لكييف كاستهداف المنشآت النوو
...
-
بوتين: الولايات المتحدة دمرت نظام الأمن الدولي وتدفع نحو صرا
...
-
شاهد.. لقاء أطول فتاة في العالم بأقصر فتاة في العالم
-
الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ باليستي قرب البحر الميت أ
...
-
بوتين: واشنطن ارتكبت خطأ بتدمير معاهدة الحد من الصواريخ المت
...
-
بوتين: روسيا مستعدة لأي تطورات ودائما سيكون هناك رد
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|