حزب الكادحين
الحوار المتمدن-العدد: 6777 - 2021 / 1 / 3 - 23:36
المحور:
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
تصارع شعوب العالم فيروس كورونا الذي تحوّل إلى وباء قاتل يحصد الآلاف يوميّا بعد أن سمح له النّظام العالمي بالانتشار على نطاق واسع في إطار سياسة مراكمة الأرباح على حساب الأرواح. ويندرج هذا الصّراع المستجدّ لا في قائمة الصراع ضد الوباء وإنّما أيضا في إطار الصّراعات الدّائرة بين الشعوب والأمم والطّبقات المضطهَدة من جهة والقوى الامبريالية والرّجعيّات التي تدور في فلكها من جهة أخرى، وبالتّوازي مع ذلك يتواصل الصّراع بين القوى العالميّة من أجل مزيد توسيع مناطق نفوذها في المناطق الخاضعة للهيمنة. وفي إطار هذه الصّراعات تظلّ الشعوب والأمم والطّبقات الاجتماعيّة تقاوم الاضطهاد والاستغلال والقمع بأشكال مختلفة من الإضرابات عن العمل وإضرابات الجوع والاعتصامات والمظاهرات (أوروبا، أمريكا، إفريقيا، آسيا...) إلى حروب العصابات وحروب المقاومة الشعبيّة (الهند، كولومبيا، النيبال، كردستان، بيرو، تركيا، الفلبين...) ولا تتخلّف جميع الأنظمة عن مواجهة هذا الكفاح مستعملة أحدث الطرق ومختلف الوسائل في قمع هذا الكفاح المتنامي في العالم، وهي تتعاون في هذا الإطار في ما بينها وتقدّم الدّعم لبعضها رغم التناقض الذي يشقّها، إنّ الامبرياليات والرّجعيّات تتّحد إذا كان الخطر قادما من الشعوب. أمّا الحركات الاحتجاجيّة وحركات المقاومة فلا تمتلك قدرا أدنى من الوحدة والتنسيق في ما بينها وهو ما يجعل تأثيرها وإشعاعها محدوديْن بل إنّ بعض الاحتجاجات في بعض الأصقاع تحدث دون قيادة ثوريّة وهو ما يجعل إمكانيّة فشلها أو احتوائها من قبل أعدائها ممكنة، وهو ما يدعو القوى الثّوريّة إلى خلق إطار تنظيمي لتلك الاحتجاجات والمقاومات محليا وإيجاد مركز ثوريّ عالميّ يوحّدها وهذا ليس بمستحيل لمن يضعون نصب أعينهم تحقيق الثورة البروليتاريّة العالميّة بشكليها الاشتراكي في البلدان الرّأسماليّة والوطني الدّيمقراطي في المستعمرات وأشباهها.
وفي تونس التي تشهد أزمة شاملة وحادّة تنبئ بالانفجار، لا يختلف الأمر كثيرا، فبالرّغم من استمرار المقاومة الشعبيّة واحتدادها أحيانا، لا تزال الحركة الثّوريّة ضعيفة. ويعود هذا الضّعف إلى التشتّت التنظيمي حيث تغلب الصّراعات والانقسامات مقابل تغييب مفهوم الوحدة، كما تغييب البعد الاستراتيجي في البرامج مقابل الانسياق وراء تكتيكات لا تصبّ في نهر الثّورة، وحضور الحماسة الثّوريّة الظّرفيّة والتخلّي عن النظريّة الثّوريّة بدعوى موت الايديولوجيا... وقد أدّت هذه العوامل وغيرها إلى تخلّف الحركة السياسية الثوريّة عن حركة الجماهير المقاومة للسياسات الرّجعيّة. ويفرض هذا الوضع على الثوريين تحمّل كامل مسؤوليتهم من أجل تجاوز هذه العوامل وغيرها المعيقة للتقدّم في طريق بناء حركة ثوريّة منظّمة تتصدّى للقوى الرّجعيّة وتقطع مع التيارات الانتهازيّة وتوحّد الشعب في طريق الثّورة حتّى لا تفوّت عليه تحقيق انتصاره على أعدائه مثلما وقع في الانتفاضات السّابقة.
ننتظم ...نتحد ...ننتصر.
#حزب_الكادحين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟