أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ازهر عبدالله طوالبه - التوافق الأيديولوجي بين بعض الأنظمة والجماعات الإسلامية، ليسَ مُبررًا للتطبيع..














المزيد.....


التوافق الأيديولوجي بين بعض الأنظمة والجماعات الإسلامية، ليسَ مُبررًا للتطبيع..


ازهر عبدالله طوالبه

الحوار المتمدن-العدد: 6777 - 2021 / 1 / 3 - 19:09
المحور: القضية الفلسطينية
    


قطارُ التطبيع مع العدو الصهيونيّ، والذي وقفَ في أهمّ محطات المنطقة، بمباركاتٍ مِن كبارِ الأنظمة السياسية في المنطقة، وغطّاها مِن أقصى شرقها إلى أقصى غربها، وبتشجيعٍ وترحيبٍ من قبلِ بعض أبناء الشّعب العربيّ، يوضّح بأنّ أهم مواطنِ الخلل في هذا التطبيع، ليست تلك المُتعلِّقة بالمنصّات العروشيّة للأوطان، ولا بمَن يجلِس عليها، بل بالفكرِ الهَش والضّعيف، والهزيلِ الذي تُسكِنهُ الشعوب والأحزاب السياسية والجماعات الفكريّة - إن وُجِدت- في عقولها .

وللتوضيح أكثر، سأسوقُ مقارنة بسيطة، بينَ ترحيبِ بعض الجماعات بهذا التطبيع، وبالتحديد، تلكَ التي تُطلِق على نفسها "جماعات إسلاميّة"، أو التي ألبسَت نفسها الثّوب الإسلاميّ، بما لا يتوافق مع منطلقات الدّين الإسلاميّ . فهذه الجماعات تُرحّب بموجات هذا التطبيعِ لحساب نظامٍ سياسيّ على آخر، أي لحسابٍ نظامٍ تتَّفِق معهُ في رؤآها السياسية، وأسسها العقائدية، ومُنطلقاتها الفكريّة، على حسابٍ نظامٍ تختلف معهُ فكريًّا وسياسيًّا، ولرُبّما ترى فيه المُختلِف والمُعادي لأيديلوجيّتها . حيث ترى هذه الجماعات بأنّ التطبيع التُركيّ الأردوغانيّ، ومن خلال محاولاتها لتبريرِ هذا التطبيع، وبحثها الدّؤوب عن مُسوّغات تعتقِد بأنها مُسوّغات شرعية لهُ، تطبيعًا مُباركًا ولا تشوبهُ شائبة، وتسوّق لإدراجهِ في سياقِ الدّهاء والعبقرية السياسية، وأن حال الأُمة الإسلاميّة الضّعيف يقتَضي ذلك .

وكما تعتبر هذه الجماعات أيضًا، أن التّعاون الإستخباراتي التركي مع إسرائيل، والذي اعترف وأقرّ بهِ الخليفة المُنتظر -حسب اعتقادهم- قبل أسابيع، قائلًا بما معناه " التعاون الاستخباراتي التركي-الاسرائيلي لم يتراجع في مستواه إطلاقًا، ونطمَح إلى تحسينه في قادمِ الأيام "، أنه تعاونًا محمودًا، لا سيّما ذلك المركِّز على زعزعة أنظمة العرب الديكتاتورية، والطّاغية على شُعوبها .

وحقيقةً، أجد في هذه النُقطة، الكثير مِن البلاهة، بل المسخرة السياسيّة، والتي لا يجِب أن تخرُج من جماعات، تقول عن نفسها، بأنها تُمثِّل شريحة واسعة من أبناء الأُمتين العربية والإسلامية، حيث أنّ وجود الأنظمة العربية الديكتاتورية، يعتبر من أهَم المُقوّمات للعدو الصهيوني، إذ تُعتبَر كُل الأنظمة السياسية في المنطقة، أنظمة وظيفية، لا أكثر ولا أقَل .

أمّا الجهة الأُخرى في هذه المُقارنة، والتي في غالبيّتها تُفرِض قيودًا على أبناء هذه الجماعات، ومنها مَن صنّفَت هذه الجماعات، كجماعات إرهابيّة . فهي كافة الدُّول التي طبّعت بأوامرٍ صدرَت مِن قبل حاكمِ الإمارات العربية المتحدة، محمد بن زايد، والذي لا تُخفي صولاته وجولاته مع العدو الصهيوني، على كُلّ من يجيد قراءة " أ ب" السياسة . والوقوف عند شخصية الرجل هُنا، ليسَت محور حديثي إطلاقًا، فكُل ما يهمّني، هو كيف أنّ الجماعات المذكورة آنفًا تُحرِّم عليهِ التطبيع بينما تُحلّله على أردوغان، وتُخرجه مِن دائرة المصالح التي برّرت من خلالها التطبيع لأردوغان، ورأت بهِ - أي بن زايد- من خلال تطبيعه هذا، بأنهُ الرجُل المُعادي للإسلام، بينما رأت بأردواغان الذي لا يختلف في سياقِ التطبيع شيئًا عن بن زايد، بأنه الرُجل الطّامِح والسّاعي لإعادة أمجاد الدولة الإسلاميّة .


الخُلاصة : حينما تتعلّق المسألة بقضيّة شعِبٍ يُدافِع عَن أرضٍ مُغتَصَبة، ويُحاول أن يُحافظ على ما تبقّى مِنها، إن لَم يتمكَّن مِن استردادِ ما سُلِب منها ؛ فحتمًا لَن يكونَ هُناك فرق بينَ تطبيعِ أردوغان وتطبيعِ ابن زايد وما التحقَ بهِ، حتى وإن كانا يتناحران ويتخاصمان في الكثيرِ مِن المسائل الإقليميّة الأُخرى، وكُلّ واحدٍ منهُم يسعى كي يكونَ القائد الأوّل للشّرقِ الأوسَط، وحتى وإن اختفلفا أيضًا في انتماءاتهم الإيديلوجيّة . ما حرّمتهُ القضيّة على أبن زايد، حرّمتهُ أيضًا على أردوغان ؛ فالقضيّة ومَن يستَميت بالدّفاعِ عنها، هُما فقَط مَن يُحرّما ويُحلِّلا، أما مزاعِمكم القائمة على البرغماتيّة، والتّلفيقِ والتّزوير والإدّعاءات الكاذبة، فدعوها تسير بالصّحراء الكُبرى ؛ علّهُ يأتي يوم، يعتَرف لكُم أحد بها .



#ازهر_عبدالله_طوالبه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التطبيع وسقوط قُدسية العداء للصهيونية
- الأزمة الخليجية أشدّ فتكًا لما تبقى من الوحدة العربية
- أُغتيلَ وطن وصفي
- نتنياهو وسلسلة التطبيع
- غياب الإعلام ؛ صنع قدسة واشنطن بوست
- الوعي ينتَصر على الديمقراطية المُخادعة .
- مآلات التفاعلات المجتمعية
- السُلف المالية، تدّفع الأحزاب للمشاركة بالعُرس الوطني
- كيفَ سينتهي المطاف الانتخابي بحركة الإخوان ؟!
- العاطفة الدينيّة وتناقُضات العقلِ العربي
- النّقد البنّاء للسُلطة، يُعد لها دواءً شفايًا مِن الأمراض
- أنظمة البتردولار وقيادتها للتطببع
- -مصفوفات فاشِلة، وحكومة قمعيّة راحلة -
- -مَن منكُم قادِر على إعادة الثّقة للشباب في هذه البلاد -
- لا قيمة لطالبِ العلم الفقير في مؤسسات التعليم الرأسمالية -
- إيّاكُم ونبِذ الشباب الذين يختلفونَ في تفكيرهم عن تفكيرِ الم ...
- ديمقراطية مجهضة
- الإنفصاميّة والإنتخابات النيابية 1
- الدولة ما بينَ جُملتي -أنا الأمر- و - نحن الدولة-
- - تدّمير الثّقة، هو أخطر ما تعرّضت له هذه البلاد -


المزيد.....




- إسرائيل توسع عملياتها في الضفة الغربية والسلطة الفلسطينية تت ...
- -هجوم- أوروبي مضاد في وجه أطماع ترامب التوسعية
- السجن 14 عامًا لجندي بريطاني سابق مُدان بالتجسس لصالح إيران ...
- كيف وقع حادث اصطدام الطائرة والمروحية في واشنطن؟ - بي بي سي ...
- حرب -لا رابح- فيها... أوروبا تتوحد سياسة ترامب الجمركية
- الاستخبارات الروسية: -الناتو- يستعد لحملة تشويه بزيلينسكي
- -حماس- تعلق على إمكانية عودة إسرائيل إلى الحرب في قطاع غزة
- رسميا.. جورجيا تسحب وفدها من الجمعية البرلمانية الأوروبية
- ملتقى سلطنة عمان للسياحة يدعو لتفعيل التأشيرة السياحية الخلي ...
- مبادرة المشري وتكالة.. هل تضع حدا لانقسام مجلس الدولة في ليب ...


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ازهر عبدالله طوالبه - التوافق الأيديولوجي بين بعض الأنظمة والجماعات الإسلامية، ليسَ مُبررًا للتطبيع..