أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أدهم الكربلائي - من دمر العراق بعد 2003 1/2














المزيد.....

من دمر العراق بعد 2003 1/2


أدهم الكربلائي

الحوار المتمدن-العدد: 6777 - 2021 / 1 / 3 - 15:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الجميع يعرف من ساهم في تدمير العراق منذ 2003، لكن هذه المقالة تريد التذكير بالذين يجب أن يمثلوا يوما أمام القضاء العادل، والذين رحلوا منهم فنوقفهم أيضا أمام محكمة التاريخ، ولم يعذرهم موتهم عن المحاسبة.
يا ترى من دمّر العراق؟
البعض سيقول الاحتلال الأمريكي هو الذي دمر العراق، ومن غير تبرئتها من أخطائها الفظيعة، سواء ارتكبتها بقصد تدمير العراق بنوايا خبيثة، أو لغبائها، ولا أبرئ السياسة الأمريكية من الغباء. لكن أمريكا لم تكن العامل الأساسي في تدمير العراق. لكن سقوط نظام صدام الديكتاتوري مثل فرصة لبداية جديدة، فتعليق الغسيل الوسخ على شماعتي أمريكا وحزب البعث ما هو إلا هروب من مواجهة الحقيقة، أو هو تبرير للمسببين الحقيقيين للكارثة التي حلت بعد 2003 بالعراق. وكون الأحزاب المتنفذة قد جاءت بها أمريكا قول غير دقيق. هذه الأحزاب كانت تمثل قوى المعارضة في المهجر، ولم تكن هناك معارضة منظمة تذكر في الداخل، بعد أن أبادها صدام بقمعه اللامحدود في دمويته. معارضة المهجر هذه كانت تترقب سقوط صدام، سواء على أيدي إيران أثناء حرب الثماني سنوات، التي أشعلها الطاغيتان صدام وخميني، أو على أيدي أمريكا، أو بأي وسيلة أخرى، كأن يكون ذلك عبر انقلاب عسكري، أو انتفاضة شعبية كانتفاضة 1991. عندها كانت ستدخل أحزاب معارضة المهجر وتستلم زمام الأمور لقيادة مقدرات العراق سيئ الحظ.
كما وبلا شك إن للتدخلات الإقليمية لدول الجوار دورا تدميريا تخريبيا ومؤذيا منذ 2003، ولا يمكن تبرئة أي من تلك الدول، على رأسها إيران، أكثر دول الجوار كان لها نصيبها في مرحلة من المرحل من التخريب على جميع الأصعدة. أيضا لسلطة إقليم كردستان وسياسات الحزبين المضرة بمصالح الكرد وبمصالح عموم العراق. كما كان للسياسة السنة السيئين الطائفيين مشاركتهم الكبيرة في عملية التدمير.
لكن علينا أن نشخص لمن كانت حصة الأسد في عملية تدمير العراق. إنها بلا أدنى شك قوى الإسلام السياسي الشيعية، فإنها المسؤولة الأولى والمسؤولة الرئيسة لتأسيس وتأصيل وإدامة كل عوامل تدمير العراق، دولة ومجتمعا، فضيعت الفرصة التاريخية الدهبية على العراق، وعلى الشعب العراقي، أن يقيم نظاما ديمقراطيا حقيقيا، ودولة مواطنة حديثة، تسعى لتحقيق العدالة الاجتماعية والرفاه للمجتمع العراقي، وتجذّر مشاعر وأواصر الإخاء بين شرائح الشعب العراقي، وتُنجِح التجربة الديمقراطية الاتحادية في العراق، لتكون نموذجا يرفع رأس العراق في العالم ويحتذى به في دول الجوار، ونحسد عليه. ولا ننسى دور المرجعية الدينية الشيعية التي تتحمل قسطها من مسؤولية ما حصل، ولتي احتاجت إلى سنوات من عمر العراق، حتى تكتشف مساوئ هذه الطبقة السياسية التي دعمتها وباركتها ومنحتها الشرعية الدينية، فنقول لها، هل العراق حقل تجارب للجهلة بالسياسة؟
إن التقسيم الثلاثي سيئ الصيت وذا النتائج المدمرة للشعب العراقي والمشهد السياسي، إلى شيعة إسلاميين، وعرب سنة، وكرد قوميين؛ هذا التقسيم الذي شكلت فيه القوى الإسلامية الشيعية النسبة الأكبر، وكانت المؤسس الأساسي له، والأكثر تأثيرا على مسار العملية السياسية. أما القوى السنية فهي متوزعة بين إسلاميين يمثلون امتدادا لحركة الإخوان المسلمين، وعروبيين، وذوي نزعة قبلية، وطائفيين، وذوي حنين لعهد صدام. والسياسيون الكرد نراهم قوميين بامتياز، تمثل القوى المفترض بها أنها علمانية، لكن غير الديمقراطية العامل المؤثر عندهم، كما هناك قوى إسلامية متمثلة بثلاثة أحزاب، والذين لم تمنعهم إسلاميتهم أن يكونوا قوميين كبقية الأحزاب، أكثر بكثير مما تتطلبه المصالح القومية للشعب الكردي. ووحدها القوى الشيعية جمعت بين السيئتين، سيئة الإسلام السياسي وسيئة الطائفية السياسية. فمجرد التخندق سياسيا في هوية طائفية معينة هو لون من ألوان الطائفية السياسية ودرجة من درجاتها، وكل ألوانها قبيحة، وكل دراجاتها مدمرة. فالتخندق الطائفي سياسيا هو من أخطر عوامل الهدم لأهم ركن للدولة الديمقراطية الحديثة، ألا هو ركن المواطنة، إلى جانب الطاقة التدميرية للإسلام السياسي، وآلوا على أنفسهم إلا الجمع بين العورتين والسوأتين.



#أدهم_الكربلائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أول طاغية بعد صدام يغني عبيده باسمه
- يا عراقي أرجوك انس إنك شيعي أو سني
- ثلاث رسائل إلى الصدر والكاظمي والسيستاني
- شركة ترميم البيوت الخربة للمقاول مقتدى المرممچي
- مقتدى قل ماذا تمثل حتى تريد التحكم بالعراق؟
- أكبر أخطاء مقتدى في مسيرته السياسية
- البعثيون أمس والصدريون اليوم
- الثورة ستنتصر ويذهب مقتدى إلى مزبلة التاريخ


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أدهم الكربلائي - من دمر العراق بعد 2003 1/2