|
لبنان تحترق... بغداد تذبح من الوريد إلى الوريد... فلسطين تباع في سوق النخاسة
محمد خير الجهماني
الحوار المتمدن-العدد: 1617 - 2006 / 7 / 20 - 11:11
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لبنان تحترق... لن أذكركم بالمجازر الهمجية التي ترتكب ضد النساء والأطفال العزل إلا من إيمانهم بعدالة دفاعهم عن وطنهم ...وصون ما تبقى من كرامة لهذه الأمة المكلومة بحكام (السفلس)... فلسطين يستباح فيها الأرض والشجر والحجر والإنسان... وتحول من قضية مركزية لهذه الأمة إلى قضية جوع...تباع في سوق النخاسة للحفاظ على كراسي حكامنا الأشاوس... العراق يدمر ويذبح من الوريد إلى الوريد، بعد أن كان حصنا حصينا لهذه الأمة يشد أزرها ويشارك في كل حروبها عن جدارة ورجولة. وهكذا على المكشوف وكما خلقتني ياربي يتلذذ حكامنا بالمشهد النازف الذي يقطع أوصال الأمة دون أن يهتز لهم جفن أو يرتجف جبين مادام كل هذا يؤمن لهم بقائهم على عروشهم كوكلاء لأسيادهم من وراء البحر. فإليكم يا أصحاب (السيادة... والجلالة والسمو) أيها القابعون في قصور من الرخام والمرمر أيها المحاطون بجيش من الخدم والحشم والعسس...أيها الباركون على صدور شعوبكم بالحديد والنار بجيش عرمرم من أجهزة أمنكم تسبح بحمدكم وتحصي على المواطن المقهور والمكبل في زنازين سجونكم المظلمة، والمغلوبة على أمورها حتى أحلامها الليلية. ياخفافيش الظلام... يامعدومي الإحساس والكرامة... أسألكم هلا يوجد في قصوركم العملاقة أجهزة تلفاز تشاهدون من خلالها وعلى المباشر كما يشاهد المواطن البسيط صيحات الثكالى من أمهاتنا وأخواتنا الحرائر اللواتي فقدن الغالي والرخيص الابن والابنة والزوج، الأرض والوطن ويصرخن بوجه هذا العالم البائس المتوحش الهارب من أخلاقه والفاقد للحد الأدنى من إنسانيته التي يتحفنا بلوك معانيها من على أقماره الصناعية... تبثها شاشات تلفزيوناته صباح مساء... بنفس الوقت الذي يقلن فيه بمنتهى الإباء والكرامة نموت جميعا ولانقبل الهزيمة... نموت ويحيا الوطن... لأنهن يدركن بعفوية المواطن البسيط أن الحرية انتماء... أن الديمقراطية انتماء... أن الحضارة انتماء... أن الحداثة انتماء... أن الدين انتماء.
بنفس الوقت الذي يناشدن فيه ماتبقى من ضمير لدى الشعوب المحبة للحرية والسلام... بنفس الوقت يقلن أما حكامنا فلا رجاء منهم. ولكن عفوا لقد أثقلت على مسامعكم فأنا أقدر وكل مواطن مثلي في هذه الأمة يقدر أن هذه المناظر لاتعنيكم هي بعيدة عن قصوركم وقصور حواشيكم...هي تعرض في (الهنلولو) أما أجهزة التلفاز الفاخرة الموجودة حتى في مراحيضكم هي للترفيه وليس لإزعاجكم ...لتشاهدوا فيها مثلا (أفلام الجنس) لتنشيط رجولتكم المخصية.. يا أصحاب النياشين المرصعة بالذهب واليا قوت والزمرد... ياأصحاب الياقات البيضاء... يا أصحاب الدشاديش الحريرية المطرزة بدم الفقراء والمظلومين... يا (حماة) الحرمين الشريفين... أيها القادة المعجزة الملهمين الخالدين على جماجم شعوبكم وعلى أشلاء أوطانكم... أسألكم بالله عليكم عندما تدخلون إلى حجرات نسائكم بعد عناء المواجهة ووضع الخطط الملهمة في قمع شعوبكم،وبعد الاطمئنان على أن سجونكم أصبحت ملآ بالمتمردين على عروشكم،وبعد أن تطمأنوا أن ديار الدنيا تعج بالآلاف من المشردين والمنفيين الذين قد يزعجوا مسامعكم ببعض الكلمات كالدفاع عن الوطن وتحرير الأرض المحتلة ومنع النهب المنظم وإعطاء الحرية في أن يختار حكامه بالاقتراع المباشر...وبعد أن تسمعوا أن (اولمرت) هذا الطاغوت تلميذ شارون الذي يحرق ويدمر الإنسان والأرض والشجر والحجر في ديار محسوبة مع كل أسف من دياركم، مستجيبا لنداء وألومريتاه (الصهيوني) تلبية لدعوات ثلاث نساء يهوديات لتحرير أبنائهن من الأسر... هل تستطيعون أن تمارسوا فحولتكم مع نساءكم؟؟.. ماذا تقولون لنسائكم في مخادع نومكم؟؟. وكيف تنظر نساؤكم إليكم؟؟.. كيف تنظر نساؤكم إلى فحولتكم أيها المخصيين؟؟.. أسألكم بالله عليكم أو بأية قيمة تريدون ان كان بقي لديكم بعضا من قيم أو تسمعون بها، ألا يوجد بداخلكم ضمير غائب ككل البشر يتحرك أحيانا ليقول لكم إنكم عاجزون ويجب ان ترحلوا لترتاحوا وتريحوا العباد من بلاويكم... أو تقمعونه بشعار بلعتموه للناس وصدقتموه ككذبة (جحا) بالروح بالدم نفديك أيها القائد الملهم. أيها العساكر ...يا ضباط الصف...أيها الضباط... أيها الجنرالات... يا من احترفتم العمل العسكري للذود عن حما الوطن والدفاع عن كرامة الأمة وحماية حدودها من كل عدوان... يا من تعتبرون الشرف العسكري قيمة مقدسة... أين انتم هل تحولتم جميعا إلى أجهزة لحماية السلطان وقمع الإنسان والتفريط بالأوطان... ألم تسمعوا عن أسلافكم من الضباط الأحرار الشجعان الذين فدو الأوطان بدمائهم وأرواحهم ولكي لا أذهب بكم بعيدا إلى خالد بن الوليد وعمر بن العاص وغيرهم من أبطال الأمة في صدر الإسلام خوفا من ان تكونوا لاتسمعوا بالإسلام من حيث أتى، ألم تسمعوا بالبطل يوسف العظمة الذي لم يقبل ان يدخل المحتل الفرنسي إلى وطنه بدون قتال وهو العارف جيدا بعدم التكافؤ بين قواته وقوات الغازي المحتل فقاتل حتى الاستشهاد ولم ينتظر توازنا استراتيجيا ولهم يحزنون كرمته الأمة وكرمه بنصب تمثال له رمزا للحرية والإباء راكمت على هدي نضالاته حتى التحرير. ألم تسمعوا بالضابط البحري البطل جول جمال الذي حما مياه مصر العربية أثناء العدوان الثلاثي على مصر في عام 1956 بعملية استشهادية بطوربيده البحري مدمرا البارجة الانكليزية؟.. ألم تسمعوا بالبطل الطيار فايز منصور الذي كان يقود طيارة من نوع ميغ 17 يتحدى بها احدث طيران العالم من نوع ميراج كان يملكها العدو الصهيوني حتى أطلق عليه العدو في حينه النسر الأسود والذي استشهد وهو يدافع عن حدود الأمة بطلعة لمحاربة الطيران الإسرائيلي الذي اعتدى على حدود لبنان. أليس هؤلاء الأبطال من ضباط الجيش السوري وأمثالهم كثير؟. أين انتم من هؤلاء الأبطال؟.. أين انتم من شرفكم العسكري؟.. أين انتم من القسم العسكري الذي يقضي بحماية حدود الوطن والدفاع عن الأمة من أي عدوان؟... أين انتم من الجازر التي يرتكبها شذاذ الآفاق بحق أهلكم وأبناء جلدتكم. أيها الشعب العربي من المحيط إلى الخليج... يا أبناء سورية العروبة...يا أبناء مصر العروبة ما بالكم بالله عليكم ماذا تنتظرون... كيف تنامون هل أوصلكم حكام الردة المهزومين إلى هذا الدرك من اللامبالاة وهل أصبح ينطبق عليكم مثل (جحا) بأساطير الأقدمين النار في دارك ياجحا... سلامة رأسي... النار في جسدك... إجري هاي ليست كالأخرى. دمرت العراق ومازالت أمام ناظريكم ولا حياة لمن تنادي؟؟؟ دمرت فلسطين وشعب فلسطين ولا حياة لمن تنادي؟؟؟ تدمر الآن لبنان وشعب لبنان ولا حياة لمن تنادي؟؟؟ هل تنتظرون أن تدمر دمشق... وعمان... والقاهرة... وجدة... على رؤوس أهلها وأبنائها. حكامنا هكذا خلقهم الله (للتربع على الكرسي) لحماية الكرسي إنما الأوطان فليس لهم علاقة... هم أسود على شعوبهم وجبناء وفأران أمام العدوان... لاحظوا مثلا عندما تحرك نفرو في مدينة حماة السورية جوبهوا بجيش عرمرم وخطط تكتيكية وإستراتيجية لتدمير تلك المدينة وإبادة قسم كبير من شعبها يقدر بعشرات الآلاف. وعندما تكلم بعض من المثقفين الناشطين الوطنين في سورية فتحت السجون على مصراعيها وزج بهؤلاء المناضلين بتهم يحضرها السلطان... إنهم يشوشون على الحاكم أفكاره السديدة من أجل تحرير الأرض والإنسان. لم يعد الصمت ممكن وماذا تنتظرون مجنون يعلق جرس... لمن ترحلون هم الدفاع عن الأوطان؟. لن ينجو منا أحد فالسفينة التي نركبها جميعا تغرق. هل تنتظرون الأجيال القادمة... ومن هي هته الأجيال أليست إبنك وإبني وأخوك وأخوي وأختك وأختي... إما أن تنهضوا جميعا وإما أن تورثو العار والدمار لأبنائكم وبناتكم. أقسم أني لا أقول ذلك بلحضت ضعف... ولكن بلحضت غضب... أقسم أني أرى النصر وليس الهزيمة من تجارب الشعوب التي اختارت تحرير إرادتها من المستبد والغاصب، هل أكون طوباويا وأستعمل الكليشيهات عندما أقول أن فيتنام إنتصرت على أمريكا وهيا الآن تمارس الحرية في وطنها ولشعبها، العزة والكرامة لهوشيمينه ولجياب ولشعبهم الذي إنتصر عندما حرر إرادته. وهل أكون طوباويا وأستعمل الكليشيهات عندما أقول أن الجزائر العربية إنتصرت على قوات الحلف الأطلسي ودفعت ثمنا لذلك مليون شهيد من خيرة أبنائها وهي الآن تمارس الحرية في وطنها وبين أبنائها، العزة والكرامة للثوار الأبطال العربي بن مهيدي-ديدوش مراد-عبان رمضان-هواري بومدين. هل أكون طوباويا وأمارس الكليشيهات عندما أقول أن المقاومين الفلسطينيين قد هزموا الجيش الإسرائيلي في معركة الكرامة عام 1968 وأن المقاومة الوطنية والإسلامية في فلسطين وإنتفاضتها المباركة انتفاضة الحجارة المقدسة قد أجبرت جيش العدو المتغطرس الانسحاب من غزة هاشم وهاهم الآن يمطرون العدو بصواريخ القسام والأقصى... النصر لفلسطين وشعب فلسطين والتحية للأبطال الشهداء خليل الوزير أبو جهاد-أبو إياد-الشيخ ياسين-الدكتور الرنتيسي-ياسر عرفات أبو عمار. هل أكون طوباويا وأستعمل الكليشيهات عندما أقول أن المقاومة الوطنية والإسلامية بقيادة حزب الله في لبنان قد أجبرت العدو المتغطرس بالانسحاب صاغرا من جنوب لبنان وهاهي الآن تصد الهجوم الوحشي البربري على لبنان وتعيد للأمة كرامتها بإمطار طبرية وحيفا بصواريخ رعد. التحية كل التحية والنصر لمقاومي الحركة الوطنية والإسلامية في لبنان، وكل الاحترام لزعيمها الشيخ حسن نصر الله. النصر هو قدر الشعوب المقهورة المحتلة أراضيها والمغلوبة على أمرها بحكام الارتداد والهزيمة طال الزمن أم قصر هي حتمية التاريخ... وهي سنة الله في أرضه. اصحوا أيها النائمون فالنصر حليف من يحرر إرادته... الحق ثابت... القوة الطاغية من استعمار واستبداد متحولة، ولن أدخل هنا في مهاترات من هو مع أمريكا ومن هو ضد أمريكا وأقتبس بعضا من قول الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش: أمريكا الطاعون... والطاعون أمركا. الاستبداد وليد الاستعمار وهم صنوان وأكثر من ذلك إنني أطرح سؤالا طالما ناقشناه بالأمس من هو الأخطر في هذه المرحلة، الاستبداد؟ أم الاستعمار وأكثر من ذلك أقول من هو الأخطر في هذه المرحلة (الاستعمار) الوطني؟؟؟ أم الاستعمار الخارجي؟؟؟. بغداد تذبح من الوريد إلى الوريد... فلسطين يذبح شعبها وتباع قضيتها في سوق النخاسة... لبنان تحترق... وتدمر المباني على رؤوس أبنائها... وتدمر القاعدة التحتية بقصف المطارات والطرقات والجسور والسدود السطحية. هل هناك من يسمع النداء؟!
#محمد_خير_الجهماني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أمطار الصيف...هجمة بربرية مخططة و مرسومة
-
التغيير في سورية بين الممكن والواقع
المزيد.....
-
الشرطة الإسرائيلية تحذر من انهيار مبنى في حيفا أصيب بصاروخ أ
...
-
نتنياهو لسكان غزة: عليكم الاختيار بين الحياة والموت والدمار
...
-
مصر.. مساع متواصلة لضمان انتظام الكهرباء والسيسي يستعرض خطط
...
-
وزير الخارجية المصري لولي عهد الكويت: أمن الخليج جزء لا يتجز
...
-
دمشق.. بيدرسن يؤكد ضرورة وقف إطلاق النار في غزة ولبنان ومنع
...
-
المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: القوات الإسرائيلية تواصل انتها
...
-
الدفاع الروسية تعلن القضاء على 360 عسكريا أوكرانيا على أطراف
...
-
في اليوم الـ415.. صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإس
...
-
بوريل: علينا أن نضغط على إسرائيل لوقف الحرب في الشرق الأوسط
...
-
ميقاتي متضامنا مع ميلوني: آمل ألا يؤثر الاعتداء على -اليونيف
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|