تطبيق المعايير العالمية للسياحة المستدامة في العراق خطوة نحو الأصلاح والتطوير

سوسن شاكر مجيد
(Sawsan Shakir Majeed)

الحوار المتمدن-العدد: 6777 - 2021 / 1 / 2 - 13:48
المحور: السياحة والرحلات
    

تعاني السياحة في العراق جملة من المشاكل والمعوقات وقد شخصها العديد من الباحثين في دراساتهم وأبحاثهم ومنها دراسة الدكتور فارس كريم بريهي من جامعة المثنى بعنوان ( تطور السياحة مدخل للتنمية المستدامة في العراق)، ودراسة الدكتور عبد الله حسون محمد من جامعة ديالى بعنوان ( السياحة في محافظة ديالى)، ودراسة الدكتور نوفل عبد الرضا من الجامعة المستنصرية بعنوان ( مدينة كربلاء المقدسة وامكانية النهوض بمستوى السياحة الدينية فيها) وغيرها من الدراسات بما يلي:
1- الأفتقار الى إستراتيجية واضحة المعالم حول السياحة وآفاق تطويرها في العراق.
2- ضعف موقع التنمية السياحية في خطط التنمية وتواضع التخصيصات المالية المخصصة للسياحة.
3- عدم توفر البيانات والمعلومات الواضحة عن السياحة في العراق.
4- تواضع نوعية البنى التحتية السياحية او القصور في المرافق الاساسية والخدمات كالطرق والكهرباء والاتصالات والصرف الصحي.
5- قلة المؤسسات التعليمية السياحية وضعف مستوى التأهيل والتدريب لدى نسبة عالية من العاملين وقصور برامج التدريب السياحي والفندقي للنهوض بمستوى الخدمات والتسهيلات السياحية حيث لا تتجاوز نسبة العاملين المتخصصين سياحيا في الفنادق 10%.
6- تواضع خطط الترويج والتسويق السياحي وقصور الأعتمادات الحكومية المخصصة للتسويق والبحوث والأحصاءات والأعلام السياحي.
7- الأهمال للمناطق السياحية والآثارية وخصوصا المواقع الدينية والمباني التاريخية فهناك تقصير واضح في أعمال الصيانة والترميم وأعادة البناء واعمال التنقيب فضلا عن عدم وجود نظام مبرمج لزيارة وزيادة جذب السواح لهذه المناطق.
8- ضعف الوعي السياحي وتخلف التوعية الشعبية بأهمية السياحة لدى افراد المجتمع من أجل الحفاظ على المعالم السياحية في البلد.
9- تردي الخدمات الأساسية المتمثلة في الإقامة والأطعمة والمشروبات والبنى التحتية.
10- انعدام الخدمات السياحية في المواقع السياحية من خدمات كالتسلية والترفيه والصحة والأمن ومحطات الوقود ودورة المياه العامة.
11- عدم وجود مقاهي ومطاعم وملاعب الكرة ودور العرض والمسارح في مدن المحافظة بشكل عام وبالمناطق السياحية بشكل خاص.
12- ضعف وسائل الأعلام السياحي في الترويج عن الأماكن السياحية الأثرية والدينية والطبيعية.
ودأبت المنظمات الدولية الى وضع المعايير العالمية للسياحة المستدامة من أجل التوصل إلى الفهم المشترك للوجهات المستدامة، وهو الحد الأدنى الذي يجب على أي منظمة إدارة سياحية ترغب في أن تكون مستدامة ينبغي التطلع للوصول إليها.
ان السياحة المستدامة تتضمن أربعة أهداف رئيسية هي:
1- تحقيق الأدارة المستدامة من قبل الجميع.
2- تحقيق أقصى قدر من المنافع الاجتماعية والاقتصادية للمجتمع، والتقليل من الآثار السلبية.
3- تعزيز منافع المجتمعات والزوار والتراث الثقافي، والتقليل من الآثار السلبية أيضا.
4- تعزيز الفوائد التي تعود بالنفع على البيئة والتقليل من التأثيرات السلبية.
لقد صممت هذه المعايير ليتم استخدامها من قبل جميع أنواع الجهات السياحية، وهذه المعايير تمثل استجابة للمنظمة السياحية الدولية كجزء من التحديات العالمية المتمثلة في أهداف منظمة الأمم المتحدة الإنمائية للألفية، كما ان من أهم القضايا المتشعبة التي تتم معالجتها من خلال هذه المعايير هو التخفيف من حدة الفقر، والمساواة بين الجنسين، والاستقرار البيئي، و التغير المناخي.

المجلس العالمي للسياحة المستدامة Global Sustainable Tourism Council
وهو هيئة دولية تعمل لتعزيز المعرفة والفهم للممارسات السياحية المستدامة وتشجع على اعتماد المبادئ العالمية وقد قامت المنظمة بوضع المعايير الدولية للجهات السياحية والتعليم والتدريب والوصول الى الأسواق ومنح الاعتماد.
وقد وضعت متطلبات الحد الأدنى من معايير السياحة المستدامة العالمية وتطوير معايير العمل والتي ينبغي على الجهات تطبيقها من اجل الوصول الى اهدافها وتحقيق الحماية والمحافظة على الموارد الطبيعية والثقافية في العالم مع ضمان ان السياحة هي الاداة للتخفيف من حدة الفقر .
وتنضم منظمة السياحة العالمية الى الامم المتحدة مما شجع العديد من شركات السفر والفنادق ومجالس السياحة ومنظمي الرحلات السياحية والافراد والجمعيات الأنضمام اليها من اجل السعي الى تحقيق افضل الممارسات في مجال السياحة المستدامة.
وتهدف الهيئة الى تحقيق ما يلي:
1- السعي الى تعزيز السياحة المستدامة من خلال التفاهم المشترك وتسهيل اعتماد واستخدام المبادئ العالمية للسياحة المستدامة.
2- تحديد منهج موحد للمجتمعات المحلية والوكالات الحكومية والمنظمات غير الحكومية وأصحاب المصالح في صناعة السياحة والمحافظة على السلامة الثقافية والبيئية والجمالية والاقتصادية في بلادهم والمنطقة او المدينة
3- تعزيز الوصول الى الاسواق بما يعزز تطوير الاسواق واعتماد وتطبيق المعايير المستدامة والعروض السياحية وبناء الثقة بين المسافرين والعمل كفريق من اجل تحديد الفرص والحلول لمحاذاة اكبر امكانيات الاسواق
4- زيادة المعرفة اي اعتماد افضل الممارسات السياحية المستدامة وتنفيذها من قبل الصناعة وجمهور المسافرين والالتزام بتحديد افضل الوسائل والموارد المتاحة لتسهيل عملية الانتقال ال الممارسات المستدامة والتدريب.
5- الاعتماد الذي يساعد على تحقيق الاستدامة والاعتراف بالمعايير وبرامج اصدار الشهادات التي هي ذات مصداقية وشفافية ونزيهة والامتثال للمعايير.
كما انها قامت بوضع معايير السياحة العالمية للفنادق ومنظمي الرحلات السياحية .
وقد وضعت هذه المعايير والمؤشرات استنادا إلى معايير ومناهج معترف بها عالميا ومنها مؤشرات منظمة السياحة العالمية لمستويات الوجهات. ومعايير GSTC للفنادق ومنظمي الرحلات السياحية، وغيرها من المبادئ ومعايير الاعتماد والمؤشرات والتوجيهات المتعارف عليها على نطاق أوسع، لأنها تعكس معايير الإشهاد والمؤشرات، والممارسات المثلى من مختلف الأطر الثقافية والجغرافية السياسية في جميع أنحاء العالم سواء في مجال السياحة أو القطاعات الأخرى حيثما أمكن تطبيقها, كما تم عرض المؤشرات المحتملة من حيث مدى ملاءمتها وواقعيتها ، فضلا عن تطبيقها على مجموعة واسعة من أنماط الوجهات.
وتدار المعايير العالمية للسياحة المستدامة من طرف المجلس العالمي للسياحة المستدامة.
اما فوائد استخدام المعايير من قبل منظمات إدارة السياحة هي:
1- تستخدم كمبادئ توجيهية أساسية للجهات التي ترغب في أن تصبح أكثر استدامة.
2- تساعد المستهلكين في التعرف على الوجهات السياحية المستدامة السليمة .
3- تساعد وسائل الإعلام في معرفة الجهات وإطلاع المستهلكين بشأن استدامتها؛ ومساعدة برامج المصادقة وغيرها من برامج التوجيه التطوعية لضمان تلبية معاييرها للخطوط الأساسية المقبولة بشكل عام.
4- توفير نقطة انطلاق لبرامج القطاعات الحكومية، وغير الحكومية، وأيضا القطاع الخاص لتطوير متطلبات السياحة المستدامة.
5- تضطلع بدور المبادئ التوجيهية الأساسية لهيئات التعليم والتدريب، مثل المدارس والجامعات المختصة بالفندقة والسياحة.
تشير هذه المعايير إلى ما ينبغي القيام به، وليس كيفية القيام بذلك أو ما إذا كان قد تم تحقيق الهدف المنشود. ويتحقق هذا الدور من خلال مؤشرات فاعلية سير العمل، والمواد التعليمية المرتبطة بها، والنفاد إلى أدوات الانجاز من طرف مزودي القطاع العام، وغير الحكومي والقطاع الخاص أيضا وهي قطاعات متكاملة لا غنى عنها, وقد صممت المعايير العالمية لوجهات السياحة المستدامة كبداية لعملية تطبيق الاستدامة في الممارسات المعيارية لجميع أشكال السياحة.
المقترحات:
1- وضع استراتيجية سياحية متكاملة وشاملة تتلاءم مع الأوضاع الأجتماعية والحضارية للبلد.
2- تطوير المناطق السياحة الدينية والآثرية والترفيهية وفق معايير الأعتماد الدولية.
3- الاستفادة من الخبرات والتجارب السياحية في الدول المتقدمة بهدف الاستفادة منها لتطوير السياحة في العراق
4- زيادة الاستثمارات الحكومية السياحية في النشاط السياحي وتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار من خلال تقديم الدعم والتسهيلات له من قبل الدولة ، واعادة تأهيل الأماكن السياحية الحالية بما ينسجم مع المعايير الدولية.
5- تسهيل اجراءات الدخول الى البلد بما فيها الحصول على سمات الدخول وبأتباع الأساليب التكنولوجية الحديثة.
6- تطوير البنى التحتية وتوفير التسهيلات الترفيهية للسياح في مناطق الجذب السياحي.
7- رفع كفاءة العاملين في المجال السياحي من خلال فتح معاهد للخدمة السياحية وارسال البعثات الى الخارج لأغراض التدريب السياحي والفندقي.
8- تشجيع الاستثمار العربي والأجنبي في النشاط السياحي من خلال صدور القوانين والأنظمة التي تدعم عملية الاستثمار وتعمل على استقطاب رؤوس الأموال العربية والأجنبية.
9- إنشاء مراكز للمعلومات السياحية ترتبط بقاعدة بيانات مركزية مع التأكيد على دور الأحصاء في النشاط السياحي بأعتباره مرتكزا أساسيا في عملية التخطيط والتنمية السياحية.
10- انعاش الترويج السياحي وتنظيمه بما في ذلك برمجة التوعية الرسمية والشعبية وذلك من خلال تنمية وعي ابناء المجتمع بأهمية السياحة كقطاع مولد للدخل، وإصدار النشرات السياحية والمجلات كالأفلام والأدلة والخرائط، وتطوير استخدام الوسائل المرئية في الترويج عن الأنشطة السياحية، وإقامة المعارض والمهرجانات السياحية لتشجيع الجذب السياحي للعراق
11- تنشيط دور السفارات والقنصليات في الخارج للترويج عن الأماكن السياحية والتراثية.

#سوسن_شاكر_مجيد (هاشتاغ)       Sawsan_Shakir_Majeed#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات