غيفارا معو
باحث وناشط سياسي ,واعلامي
(Ghifara Maao)
الحوار المتمدن-العدد: 6776 - 2020 / 12 / 31 - 18:04
المحور:
الادب والفن
لم تمر ليلة رأس السنة منذ أن وعيت دون ان يحضر لها ويجلب الى البيت الفرح كان احيانا رغم ضيق الحال كان يحضر كل ما لذ وطاب الى سفرة عريضة تحضرها اخواتي وتجتمع حولها العائلة وهي تتمنى عام اجمل من الذي مضى
في أوائل الثمانينيات كان هطول الأمطار الغزيرة قطعت الطرقات وخاصة القرى التي لا تربطها مع المدينة طرق معبدة آنذاك ومنها قريتنا قره تبة كانت وفي صباح آخر يوم استيقظنا سألت أمي أين أبي ...؟
قالت ذهب الى عامودا ليجلب لكم لوازم سهرة رأس السنة
كان الطريق بين قره تبة وسنجق موحلة لا يستطيع الإنسان المشي فيه إلا بمشقة احيانا كان ينجبر على خلع حذائه ويمشي حافي القدمين رغم برودة الجو ليمضي الى المدينة لجلب احتياجات البيت
وكانت الجرارات الزراعية تخرب الطريق أكثر مما هو سيء
لقد ذهب ابي في هذا الطريق مشيا ليصل الى عامودة اصبحنا نراقب طريق عودة ابينا فكل خيال شخص يخرج من سنجق شيخ نقول يمكن أن يكون أبي
حتى بين عن قريب لقد جاء أبي محملا كيسا كبيرا يئن تحت ثقله رغم الأوحال فركضنا ولكن الأوحال منعتنا وصرخت فينا اختي اميرة عودوا الى البيت انا سأذهب الى مساعدة ابي تلقت اختي الحمل عن كتف أبي ولكنها لم تكن تستطيع حمله فطلب أبي رغم هد الحيل اكمال المهمة وإيصال لوازم سهرة رأس السنة لبيته وأطفاله حتى يدخل الفرح والبهجة إلى قلوبهم بالعام الجديد وفي المساء يكون كل شيء جاهزا فيطلب منا دعوة العمات والأعمام ليشاركونا سهرة رأس السنة فيأتي من يأتي ويبقى من يبقى مع عائلته
هكذا طوال كل هذه السنين كان أبي دوما السباق الى ادخال الفرحة الى البيت مع ابنائه واحفاده والاهل وسفرة رأس السنة
أبتي من سيحضر لوازم رأس السنة هذا اليوم وكيف سيجتمع دونك امي واخواتي واخوتي والأهل والبيت بارد لا دفىء فيه بدونك
السفرة لن يكون لها طعم بدون كل شيء بدونك فقد طعمه حتى الحياة
كم هي قاسية هذه الحياة يا أبي
كم قاسي هذا الموت يا أبي
لروحك السلام الأبدي أيها الشامخ ابدا
#غيفارا_معو (هاشتاغ)
Ghifara_Maao#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟