أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - بدر أبو نجم - حقيقة حفلة مزار النبي موسى.. المتهم بريئ حتى تثبت إدانته















المزيد.....

حقيقة حفلة مزار النبي موسى.. المتهم بريئ حتى تثبت إدانته


بدر أبو نجم
صحفي وكاتب فلسطيني

(Bader Abu Nijem)


الحوار المتمدن-العدد: 6776 - 2020 / 12 / 31 - 02:11
المحور: المجتمع المدني
    


الشعب الفلسطيني بجميع مكوناته وأطيافه هو شعب بالتأكيد يحترم الرموز الدينية والوطنية ولا يقبل أحد سواء كان مسيحياً أو مسلماً بأن يسيء إلى أي رمز ديني.
الكل منا يعرف ما جرى في مقام النبي موسى بالقرب من مدينة أريحا قبل عدة أيام، والكل شاهد ما انتشر على مواقع التواصل من مقاطع فيديو التي تُظهر مجموعة من الشباب يرقصون تحت أنغام الموسيقى الغربية، والكل رسم بمخيلته أنها حفلة صاخبة تحتوي على المشروبات الروحية وغيرها من المحرمات التي لا يقبلها مجتمع كمجتمعنا الفلسطيني، على الأقل لا يقبلها جهاراً وأمام الجميع وبهذه الصورة.. لكن ما حقيقة الفيديوهات التي انتشرت على مواقع التواصل ومن المسؤول، ومن أعطى الإذن بإقامة هذا الحفل والذي تبين فيما بعد أنه تصوير لمشهد من عدة مشاهد ومن مواقع أثرية مختلفة سيتم تصويرها لغرض إنتاج فيلم.
بعد انتشار الفيديوهات كالنار في الهشيم على مواقع التواصل لم يكن للحكومة إلا أن تأتي بكبش فداء لتهدئة الرأي العام كما تفعل أي حكومة في مختلف أنحاء العالم لتعالج مشاعر الناس.
فيما بعد تبين أن صاحبة الحفل أو المشهد الذي تم تصويره هي المواطنة الفلسطينية سما عبد الهادي، المختصة بما يسمى ب "موسيقى التكنو الالكترونية"، وتبين أيضاً أن عبد الهادي تقيم حفلات وعروض كثيرة في كثيرٍ من دول العالم، لتضح الصورة القاتمة أكثر بعد فترة وجيزة من الهيجان الشعبي بأن وزارة السياحة الفلسطينية هي من أعطى سما عبد الهادي تصريحاً واضحاً وصريحاً لتنظيم حفلٍ موسيقي في مقام النبي موسى بهدف الترويج عالمياً للمواقع التاريخية والأثرية الفلسطينية عبر موسيقى "التكنو" الالكترونية.
النيابة العامة وجهت إلى عبد الهادي تهمتين وهما "تدنيس مكان ديني" و"مخالفة إجراءات الطوارئ لمنع تفشي كورونا"، لكن الحقيقة تختلف كلياً عن ذلك، لتتضح الصورة أكثر فأكثر وتكشف حقائق أخرى بأن وزارة السياحة أعطت الإذن بإقامة الحفل مع مراعاة التباعد الإجتماعي وغيره من الأمور التي اشترطته الوزارة لإقامة الحفل، لكن في النهاية تم الموافقة على إقامة الحفل وبرسالة الكترونية واضحة وجلية.
في مقابل كل ذلك صرحت وزارة السياحة في بداية الأمر بأنها ليست مخولة بإعطاء تصريح لإقامة الحفل في مثل هذا المكان وأنها ليست مسؤولة عنه ولم تعرف عنه شيئاً، لتكشف فيما بعد وكالات محلية أن الوزارة تلقت رسالة من منظمي الحفل تفيد بطلبٍ واضحٍ أنها تريد إقامة حفل هدفه تصوير مشهد في المقامله أهداف تراثية وتعريفية أمام العالم بتاريخ وتراث فلسطين، وبعد ذلك بساعات اعترفت السياحة أنها تلقت رسالة الكترونية من قبل منظمي الحفل، وبررت ذلك عبر متحدث باسمها أنها اخذت الموضوع بحسن نية وأنها لم تتوقع أن تكون الحفلة كما صورته الفيديوهات على مواقع التواصل وتفاجأت مما حصل.
تراشقت وزارة السياحة والأوقاف في بداية ظهور الفيديوهات، ليتبين فيما بعد أن وزارة السياحة هي المسؤول الأول عن الموافقة، لكنها في ذات الوقت وحتى اللحظة تنفي أنها أعطت الموافقة، في حين أن الرسائل الإلكترونية بين وزارة السياحة والجهة المنظمة للحفل في مقام النبي موسى واضحة وصريحة بأن السياحة أعطت الموافقة، لكن الأخيرة قالت إنه لم يخطر ببالها أن الحفلة ستكون بهذا الشكل في مقام ديني مقدس.
تقول سما عبد الهادي في مقابلة شفوية من قبل وفد تابعٍ للهيئة المستقلة لحقوق الإنسان بمكان احتجازها بأريحا، أنها لم تقصد الإساءة لأي مكان ديني أو أي رمز ديني، وقالت أنها تقوم بشيء ترويجي لموسيقتها الخاصة التي تتقنها وتختص في هذا المجال، ولم يكن مقام النبي موسى من ضمن الأماكن التي طلبتها للتصوير فيه، لكن أحد موظفين وزارة السياحة وبحسن نية اقترح عليها اسم مزار النبي موسى.
لا بد من الإشارة إلى أن الحفل لم يكن حفل بمفهومه، بل كان تصوير مشهد ضمن مجموعة من المشاهد سيتم تصويرها في مواقع أثرية مختلفة في الضفة الغربية. لكن السؤال هنا لماذا تم اعتقال سما عبد الهادي بعد أن اتضحت الصورة بأن من سمح لها هي وزارة السياحة, هل سما كبش فداء لتهدئة شعور الرأي العام، وهل هذا التوقيف قانوني؟
إن أردنا أن نقول الحقيقة فالمسؤول الأول والأخير هو وزارة السياحة التي أهملت في الحقيقة دورها وشعورها بأهمية مقام النبي موسى، وكان يجب عليها أن تتحقق من تفاصيل الحفل وأن تشرف عليه هي بنفسها أثناء اقامته وتراقبه عن كثب، وهذا دورها وسبب وجودها أصلا. فالقانون يعطي الحق بإسقاط التهم عن سما عبد الهادي، لأنها لم ترتكب جريمة، وإنما قامت بتنظيم نشاط بعد أخذ الموافقات من الجهات الرسمية، بالإضافة إلى أنها لم تكن تعرف أن المكان الذي قامت بتصوير مشهد فيه يندرج تحت مسمى المواقع الدينية كما قالت في مقابلة لها مع الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان.
كان يجب على الجميع أن يعترف بخطئه وأن لا نضخم الأمور إلى هذا الحد من تراشقات الإتهامات بين جهات عديدة، ويدفع ثمنه سما عبد الهادي التي قامت بما قامت به بموافقة من وزارة السياحة التي تعتبر إحدى وزارات الحكومة، والأجدر بنا أن نحقق أولاً مع المسؤول عن هذه المواقع الدينية واحتجاز من أعطى الموافقة، وليس اعتقال من قام بالحفل بموافقة الحكومة، لأنه منافي تماماً للقانون، فكان من الممكن أن تنتهي الأمور من حيث بدأت باعتراف كل الجهات بتقصيره، والإعتراف بسوء التقدير من قبل كافة الجهات المعنية. فتنصل وزارة السياحة من المسؤولية وعدم التحلي بالشجاعة الأخلاقية لإعلان مسؤوليتها عن منح التصريح، وأنها قد تكون أخطأت هو من جر الأمور إلى هذا المربع.
إن توقيف سما عبد الهادي، وتحميلها المسؤولية وحملة التنمر التي تجري على الإنترنت بحقها، هي محاولة تقديم كبش فداء لإرضاء الرأي العام، والذي قامت أطراف رسمية في صعيد مناكفاتها مع أطراف رسمية أخرى بإثارته.
من الغريب في هذه القضية أن أحد أطراف لجنة التحقيق التي شكلها رئيس الوزراء محمد اشتيه للتحقيق بالقضية هي وزارة السياحة والأوقاف، فهل هذا يجيزه القانون بأن المتهم يكون طرف للتحقيق بقضية هو أصلا المتهم الأول فيها؟
توقيف سما عبد الهادي لا يجوز، فالمتهم بريء حتى تثبت إدانته، فلا يمكن لنا أن نحمل فرد واحد مسؤولية كل ما جرى ويتنصل كل مسؤول عن دوره فيما جرى.



#بدر_أبو_نجم (هاشتاغ)       Bader_Abu_Nijem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا نفهم من كتاب أوباما -أرض الميعاد-
- عامٌ مسروق
- هل سيطوي لقاح كورونا الصفحة القاتمة من تاريخ البشرية؟
- ميس أبو غوش.. خمسة عشر شهراً من العزلة
- كشف المستور: في تعطل المصالحة والعودة للتنسيق الأمني
- اسير فلسطيني وعروسه يتحديان المستحيل
- الرهان على بايدن أم على قوانا الذاتية؟؟


المزيد.....




- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...
- شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
- هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و ...
- ممثل حقوق الإنسان الأممي يتهرب من التعليق على الطبيعة الإرها ...
- العراق.. ناشطون من الناصرية بين الترغيب بالمكاسب والترهيب با ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - بدر أبو نجم - حقيقة حفلة مزار النبي موسى.. المتهم بريئ حتى تثبت إدانته