|
معركة دكتور عمر القراى مع علماء السلطان المتوجهين من دعارة دق الطبول و حرق البخور للسلطان الظالم، لتجارة التكفير بإسم الدين3-1.
عبير سويكت
الحوار المتمدن-العدد: 6774 - 2020 / 12 / 29 - 21:53
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
عبير المجمر (سويكت)
فذكر إنما انت مذكر لست عليهم بمصيطر، نعيد و نكرر لعل الذكرى تنفع المؤمنين ، فالسودان كغيره من البلاد pays en voie de développement يعاني مشاكل عدة ،لكن ما يميز السودان عن بقية بلدان العالم الثالث أنه يعاني من أمراض سرطانية متجذرة منها : العنصرية، إشكالية الهوية، و أخطرها "المتاجرة بالدين"، و في جانب آخر المفاهيم الخاطئة الموروثة و الخلط بين تعاليم الإسلام و الموروث التقليدي.
نتوقف عند الجانب الأهم و هو المتاجرة بالدين من أجل غرض في النفس و الغرض مرض، و قد عانى السودان على مر السنين من أصحاب الرأي و الفكر الضعيف و الذين لا يجدون قبول و التفاف شعبي فليجأون للمتاجرة بإسم الدين لتحقيق أهدافهم و مصالحهم الشخصية، وتارة أخرى لغسل امخاخ الشباب بأفكار مضللة بإسم الإسلام ، والإسلام دين السلام و التسامح برئ منها. و تاريخ السودان شهد العديد من القضايا التاريخية الإنسانية التي زهقت و أعدمت فيها أرواح شخصيات أصحاب فكر اختلفنا أو أتفقنامعهم، والله هو من بيده ميزان العدالة، و هو وحده من له أحقية محاسبة عباده، و ليس كل من توهم أنه عالم دين أو شيخ او إمام جامع بدل من أن يعملوا على تعليم الأجيال تعاليم الإسلام السمحة، و نشر السلام و ثقافة التسامح و الحوار و تقبل الآخر يلقنوهم ترديد "القراى عدوالله"و هى بالتأكيد فئة محددة و ليس الجميع يعمل على بث روح الفتنة و الكراهية و الإرهاب تنفيذًا لأجندة مُغرضة،معتمدين خطاب مُضلل مُغرض لتهيج العواطف بالكذب و النفاق و عندها نستعجب من خلايا تنمو لتكوين دولة داعش و تدعو لزهق الأرواح و النفوس، و رفع رايات الجهاد الهجومي و ليس الدفاعي، فتصبح دعوة جهاد على كل من يحمل فكر مختلف عنهم، أو عنده فلسفة و رؤية مختلفة للحياة عنهم ، فقد سبق و رفعوا شعارات "أو ترق منهم دماء أو ترق منا دماء او ترق كل الدماء.
علماء السلطان الذين شاركوا في فساد الدولة في الوقت الذي عم فيه الفقر و الجوع و تفشت فيه الأمراض و ظلم فيه المواطن شر ظلم، و سُلب أقل حقوقه بينما هم كانوا يمارسون دعارة دق الطبول و حرق البخور للسلطان الظالم، و اليوم عندما ضاقت بهم لقمة العيش، و خافوا أن تدور بهم الدوائر و يعيشوا نفس المأساة التي عاشها الشعب سنين عدة رجعوا لتجارتهم الفاسدة المتاجرة بإسم الدين. علماء السلطان هؤلاء هم بعيدين كل البعد عن العلم و المعرفة "يرفع الله الذين آمنوا منكم و الذين أوتوا العلم درجات"،"إن الله وملائكته و أهلالسموات والأرضين حتى النملة في جحرها و حتي الحوت في البحر يصلون على معلم الناس الخير"، قيل معلم الناس الخير و ليس معلمالناس الكره، و الداعي لقتل النفس بغير حق، و الداعي لبث ثقافة الكراهية، و نشر الفتن بين الناس، و الدعوة للإرهاب و تفجير النفس في سوريا و العراق، و بناء دولة الإرهاب و ليس دولة الإسلام،فالإسلام برئ من هذا الإرهاب و المتاجرة السياسية الرخيصة بإسم الدين. ما يفعله هؤلاء تسمى فرفرة مذبوح يخاف "الوسطية المعتدلة و الإصلاح " و يسميها "حداثة غربية و فسوق " ، يخاف "دولة القانون" وأحقاق الحق و يقول أنها "علمانية هدم الدين " .
علماء السلطان تجار السياسة بإسم الدين أين هم من علماء الوسطية الصالحين؟؟؟ ، علماء الإسلام الإصلاحيون الوسطيون تبرأوا من أمثال هؤلاء و أسموهم علماء السلطان الذين لا يفرقون بين الدين و التين فقال المنفلوطي فيهم :(("فقلت في نفسي :ليت الفقهاء الذين ينفقون أعمارهم في الحيض و الإستحاضة، و المذي و الودي، و الحدث الأصغر و الحدث الأكبر، يعرفون من سر الدين و حكمته و الغرض الذي قام له، ما يعرف هؤلاء الذين لا يفهمون معني الجنة و النار، و لا يميزون بين الدين و التين") .
مصطفى المنفلوطي أحد تلامزة الشيخ عبده، و هو أديب مصري عالمي ،و مناضل فكري وطني و سياسي، التقي بالشيخ عبده في الأزهرالشريف و صار من تلاميذه المعجبين به، و المتأثرين بفكره و فلسفته،ثم انصرف عن تعاليم الأزهر الشريف و ركز على دراسة تعاليم محمد عبده، و كان شديد الإهتمام و الإطلاع على الأدب الأوربي و الفرنسي بصورة خاصه، مما ساعده في تكوين ثقافة أوربية عالمية واسعة وأسلوباً أدبياً مختلف عن غيره، حتي أصبح أحد رواد النثر العربي الحديث. و فى نهاية روايته الشهيرة (مدينة السعادة) التي هي عبارة عن نقد اجتماعي و سياسي يصف تلك المدينة و سكانها قائلًا :(عجبت أن يكون مثل هذا الإيمان الخالص راسخا في نفوس أهل هذه المدينة، و لم يرسل إليها رسول و لم ينزل عليها كتاب)، و أهلها لا يعرفون الجنة و النارو لكنهم بلغوا مرحلة الموحدين الصادقين الذين يعبدون الله مخلصين له الدين لا يرجون ثوابا و لا يخافون عقاباً. فبدل من أن يقضي علماء السلطان وقتهم في تكفير الاخرين و مراقبة فريق الكرة النسائية تارةً و تارةً أخرى مطاردة مدير المركز القومى للمناهج لماذا لا يعملوا على محاربة التطرف و الإرهاب و العنف بنشر تعاليم التسامح و السلام ، و هكذا يؤكدوا لأمريكا و العالم من حولنا ان السودان لم يرفع فقط شكلياً من قائمة الدول الراعية للإرهاب بل هو بالفعل بلد التسامح و التعايش السلمي و يتبنى لغة الحوار مع الآخر المختلف ناهيك عن دكتور القراى ابن السودان.
فنحن لا نسمعهم يتحدثون في منبارهم الدينية عن المواطن و تحسين عيشه، وعلاقاته الخارجية ، و بناء جسر تواصل ما بين الشرق و الغرب ولكن الحديث كله يدور حول المرأة عورة، و التكفير، و الزندقة، و المتاجرة الرخيصة بإسم الإسلام . لا حول و لا قوة الا بالله اللهم لا نسألك رد القضاء و لكن اللطف فيه.
#عبير_سويكت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عيسى عليه السلام إبن البكر البتول موضعه و موقعه فى الإسلام .
-
أساطير حول حقيقة بابا نويل(سانتا كلوز) هل هو عيد البهجة و ال
...
-
أساطير حول حقيقة بابا نويل(سانتا كلوز)،القديس نيكولاس ينتصر
...
-
أساطير حول حقيقة بابا نويل(سانتا كلوز)، هل هو الرجل الحكيم أ
...
-
المجلس التشريعى القومى القلعة المصفحة ضد الانقلاب على المدني
...
-
شهادة للتاريخ حتى لا ننسى موقف الحزب الشيوعى من الوثيقة الدس
...
-
اليوم العالمي لذوى الإعاقة فى السودان و ذكرى نفحات برنامج ال
...
-
الإيدز فى السودان ما له و ما عليه -سلامة الفرد من سلامة المج
...
-
تجربة التأمين التكافلى الإسلامى ما لها و ما عليها
-
المؤتمر السودانى القومى الأول لصناعة التأمين في السودان ( ال
...
-
الصادق الإمام زعيم الانصار الهُمام الإنسان سمح الوصوف يا رب
...
-
مؤتمر المائدة المستديرة للحريات الدينية العالمي
-
المؤتمر الدولى الإسلام و التجديد ما بين الأصل و العصر
-
تقرير البيئة نحو إقتصاد أخضر مكسى بلون السندس تزفه أنغام الس
...
-
محاولة الذين فى قلوبهم مرض طمس الحقائق بالإغتيال الشخصي و ال
...
-
رفع الدعم فى السودان ما له و عليه حقائق،ضرورة، مبررات
-
الأمل الأخضر الذى يتمخطر فى بهاء المؤتمر الإقتصادى القومى ال
...
-
ما هو سر الفرقعة الإعلامية حول التصريحات الصحفية التي أطلقته
...
-
السودان: ما الذى يضير طبيبة المناضل المقاتل فى الميدان ان تك
...
-
ما الذى يضير طبيبة المناضل المقاتل فى الميدان ان تكون وزيرة
...
المزيد.....
-
تقرير فلسطيني: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
-
نفيسة خويص مرابطة مقدسية يلاحقها الإبعاد عن المسجد الأقصى
-
وادي الجوز.. حي تحيط به المعالم التاريخية والدينية بالقدس
-
أجدد أغاني البيبي.. تردد قناة طيور الجنة بيبي عبر أقمار النا
...
-
رفض اسلامي وتنديد أممي وانتقاد أميركي لاقتحام الأقصى
-
الخارجية الفرنسية تدين تصريحات بن غفير واستفزازته بشأن المسج
...
-
فرح طفلك NOW.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على نايل سات
...
-
زعيما المعارضة الإسرائيلية وحزب -شاس- يتحدون ضد بن غفير ويسع
...
-
بوريل يدين اقتحام بن غفير المسجد الأقصى ويدعو للحفاظ على وضع
...
-
الخارجية الأمريكية: اقتحام المسجد الأقصى ينتقص من فرص التوصل
...
المزيد.....
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
-
جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب
/ جدو جبريل
المزيد.....
|