كامل الدلفي
الحوار المتمدن-العدد: 6773 - 2020 / 12 / 28 - 13:09
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تصاب البلدان كما الأنسان بأمراض فتاكة و مهلكة .واذا كان العلم المستغَل قد أنتج أمراضاً وحشية بغية فرض سيطرة المستغِلين على مقدرات الأرض .كما حدث في غضون العام النافق 2020 ، وظهور القدرة على تصنيع اللعنة (كوفيد 19)، و توزيعها في القرى والأرياف والقصبات والمحلات والمدن من دون إستثناء أو قيد متحضرة كانت أو متخلفة تلكم الأمكنة المستهدفة . و كان حصاد الأرواح مرعباً في مشهد الجريمة .. الذي يُنظر إليه هو كونية الشر المستطير بفعل إيمانات كونية مضادة لا تؤمن بقداسة الانسان ولا بحقه في العيش الكريم ولا بحقوقه الطبيعية و لا تقر بفرادته الانسانية العقلية والروحية.
الذي أستنتجه هو انقلاب موازين اللعبة بإتجاه أحادية التفكير العنصري وإفلاس الآخرين( المنظومة البشرية) أمام سطوة التفكير المضاد وإندحار المفاهيم أمام فروضه المستبدة. لا شك ان هذه هي ايديولوجيا الإستبداد ونجحت في أن تهيأ لها وكالات دولية بغرض الإنتشار الأمثل في بقاع الأرض، وتوسيع تطبيقات الإحتلال الجديد . إحتلال الإرادة، والثروة، والتحكم بهما من بعيد، و من البديهي والملموس عياناً أن سلطة المال العالمية قد أوجدت لها وكلاء محليين معتمدين في العراق و جميع بلدان الشرق والعالم . ولم أقل عنهم عراقيين لأنهم تناسوا خصائص الوطنية وتنكروا لتطبيقاتها، فهم بالدرجة الأولى كائنات مالية عالمية هُيأت في هذه البلاد لانها تهضم اللغة الأم وطرق التعامل مع التاريخ والواقع.
ان تجربة العام النافق 2020
لم تنهِ متعلقاتها؟ او تصفّر مشاكلها، بل رحلت ثقل الأزمات السياسية و الاقتصادية الى أعوام جديدة .
أُصيب العراق بظاهرة أعتى
و أخطر من كوفيد 19 هي الفساد بشقيه المالي والأداري، واعراض هذه الكورونا المالية قد أذهبت خلالها ريح العراق و تلاشى وجوده وتبعثرت قوته وحيويته ( حتى لأدنى طموحٍ غير مضمون - الجواهري ).
و كما ان كوفيد 19يميت الأنسان بإنسدادات الرئتين جراء التجلط والاختناق بملئهما بالبلغم والقيح و تضاؤل نسب الاوكسجين. فان الفساد وربط العراق بشبكة المحتلين الدوليين أصابت العراق بأمراض متعددة و متفاقمة إلا أن أعراض الإنهيار البنيوي تكمن بصعوبة التنفس وإختناق العراق لإمتلاء رئتيه قيحاّ وفساداً.
رئتا العراق الورديتان ذبلتا و تيبستا وهما: الكهرباء والماء الصالح للشرب.
فقد آمن وكلاء الإستبداد بالترقيع وسلموا الاقدار الى حلول تافهة. أما الكهرباء فكانت وصفتها هي أناطة الحل باصحاب المولدات على طول سنوات التغيير الإنعكاسي وهم قوارض تتقاسم مع الإنسان قوت عمله.
و الماء الصالح للشرب فقد نسي الجيل الجديد ما معنى إسالة ماء و مُحيت المفردة من قاموس الشبيبة ، فالوصفة التي كتبها القرار العالمي هي ان ينتظروا باعة ( مي آرو) بلهف شديد.
#كامل_الدلفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟