أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليمان عباسي - ثرثرة في مقهى شعبي 3














المزيد.....


ثرثرة في مقهى شعبي 3


سليمان عباسي

الحوار المتمدن-العدد: 1616 - 2006 / 7 / 19 - 12:54
المحور: القضية الفلسطينية
    


ثرثرة في مقهى شعبي ( 3 )
دخلت المقهى كعادتي يوميا في الساعة الثالثة ظهراً وعلى غير العادة في مثل هذا الوقت كان المقهى مكتظاً بالرواد ولم يكن هناك مكاناً شاغراً واحداً للجلوس وهممت بالخروج عندما سمعت صوتاً من الخلف يناديني باسمي و يدعوني إلى الجلوس بجانبه وقد كان صاحب المقهى: كما ترى أبو أدهم فالمقهى كومبليت والجميع يتابع صواريخ حزب الله،وجاءني عامل المقهى مهرولاً:فنجان القهوة المعتاد أليس كذلك؟ هززت رأسي موافقاً فقد كنت منهمكاً بالنظر إلى رواد المقهى مستغرباً حيث لم أجد أحداً يلعب بالورق أو بطاولة الزهر كالمعتاد فقد كانت جميع العيون و الأعناق مشدودة إلى إحدى المحطات الفضائية وهي تعرض بنقل حي ومباشر القصف المتبادل ما بين صواريخ حزب الله وصواريخ الطائرات الإسرائيلية و لم أنتبه إلا على صوت صاحب المقهى يسألني: شو وين رحت؟ ؟ أبداً إنني فقط أتابع ما تعرضه تلك الفضائية.
وبنبرة يشوبها الحزن قال: شايف يا أبو ادهم كيف صواريخ المجرم أولمرت تهدم الأحياء المدنية وتسقط على رؤوس الأطفال والنساء!! فأجبته بتبرم: وما الجديد في الموضوع؟؟ فنظر إليَ مستغرباً: ماذا تعني؟؟
نظرت إليه مباشرةً قائلاً: اسمع أبو غسان الإجرام الصهيوني المتمثل بقتل المدنيين وهدم المدن والقرى ليس بجديد و هو مستمر منذ ستين عاماً... ألا تذكر وأنت من مواليد فلسطين هدم 425 قرية فلسطينية بالكامل وتسويتها بالأرض؟؟ ألا تذكر مذبحة دير ياسين وكفر قاسم و-و-و-و-؟؟ ألا تذكر مذبحة قانا ومذبحة مخيم جنين ؟؟ ألا تشاهد على الفضائيات الهدم والمذابح الإسرائيلية اليومية التي ترتكب بحق شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة وفي الضفة الغربية ؟؟
فهزَ رأسه موافقاً: معك حق... معك حق وبخجل أردف قائلاً: إنني أستغرب هذا الصمت و الخنوع الرسمي العربي!! فقاطعته متذمراً: وما الجديد في الموضوع أيضاً؟؟ نظر إلي واستدرك: معك حق مرة أخرى فالصمت والخنوع الرسمي العربي مرادف دائم للإجرام الصهيوني ولا حاجة لنا للسؤال أو الاستغراب.
فابتسمت وقلت له: لقد أصبت كبد الحقيقة الآن . وانصرفت إلى مشاهدة ومتابعة المجزرة الإسرائيلية الجديدة في بيروت والجنوب اللبناني ولمحت بطرف عيني أبو غسان يتململ في كرسيه ويهمهم بكلمات مبهمة فقلت له: خير أبو غسان بماذا تهمهم؟؟ نظر إلي وسألني بخجل واضح اعذرني قد يكون سؤالي سخيفاً، فشجعته بحركة من رأسي وبابتسامة عريضة فاستطرد قائلاً: هل بالإمكان هزيمة إسرائيل بتلك الصواريخ؟؟ اعتدلت في جلستي و هممت بإلقاء محاضرة عليه حول صواريخ حزب الله ومدى جدواها العسكري والمعنوي ولكنني أشفقت عليه من الإطالة وآثرت أن أختصر بكلمات بسيطة جداً: انظر إلى عيون الإسرائيليين القاطنين في المدن التي انهمرت عليها صواريخ حزب الله، ماذا ترى في عيونهم؟؟
أجابني مسرعاً: أرى الخوف والهلع الشديد وأرى رجالهم تلطم خدودها كنسائهم.
انظر إلى عيون القاطنين في بيروت وفي الجنوب اللبناني فماذا ترى؟؟
أجابني أيضاً: أرى التصميم على النصر في عيونهم وأرى أيادي الأطفال والنساء والشيوخ ترفع علامة النصر رغم كل الدمار الذي سببته تلك الصواريخ الإسرائيلية لبيوتهم وممتلكاتهم.
سألته مجدداً: انظر إلى عيون رواد مقهاك وهم يتابعون القصف المتبادل فماذا ترى؟؟
أجابني بسرعة ملحوظة: أرى الفرحة تقفز من عيونهم وعبارات النصر ترددها شفاههم. فوضعت يدي على كتفه وقلت: كل تلك الفرحة هي من التداعيات الغير مباشرة لصواريخ حزب الله والتي تبشرنا ببداية الهزيمة للعنجهية والعربدة الإسرائيلية وصدقني أن الأيام القادمة ستكون أشد ألماً على حكومة وجنرالات هذا العدو الغاصب.
ولم أشعر إلا وصديقي أبو النور يربت على كتفي قائلاً : مبروك سقوط الصواريخ على صفد فضحكت وأجبته: الله يبارك فيك وعقبال عندكم في الطيرة، فقهقه ضاحكاً رافعاً يده إلى السماء وهو يردد: الله يسمع منك .... يارب ....... يارب..... وأردف منادياً عامل المقهى: اجلب لي كاسة زهورات على حساب هذا الصفدي.
وللحديث بقية.
سليمان عباسي .......دمشق



#سليمان_عباسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثرثرة في مقهى شعبي ( 2 )
- قف- إنتبه- إننا قادمون
- أمة تعشق الانتصارات
- دماء فلسطينية
- يستفزني قائد
- آمنّا بالله واليوم الآخر
- أحلا م فلسطينية مبعثرة
- أقلام غبية
- العري الأمريكي
- حماس مابين الأكاذيب والتهديدات
- الانتصار المؤلم
- الانتخابات التشريعية والمجهول
- كاد يما – إلى الوراء دّ ر
- وطن من الرمال
- فوز حماس نعمة أو ....؟؟؟
- الرهان الخاسر- شارون
- الأستاذ عبد الباري عطوان-كفى
- استهداف مع سبق الإصرار - ميليس
- حماس بديل او شريك
- الابن الشرعي - الفساد


المزيد.....




- الملكة رانيا تهنئ الأمير هاشم بعيد ميلاده العشرين
- انتشال 30 جثة حتى الآن لضحايا كارثة مطار ريغان في واشنطن
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف في كورسك
- فوائد -مكملات الحمل- في تقليل مضاعفات الولادة
- ماذا نعرف عن وحدة الظل في كتائب القسام المسؤولة عن تأمين الر ...
- -مخاوف من سيطرة دينية على الحكم في سوريا- - جيروزاليم بوست
- سانا: الرئيس أحمد الشرع سيلقي خطابا موجها للشعب السوري مساء ...
- شاهد: فرحة أسرة الأسيرة أغام بيرغر بعد أن أفرجت عنها حماس
- انهيار صخري في أعماق كاليفورنيا يكشف أسرار تكوّن القارات
- سر -طبيب الموت- ولغز -عاصمة التوائم-!


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليمان عباسي - ثرثرة في مقهى شعبي 3