ثائر غندور
الحوار المتمدن-العدد: 1616 - 2006 / 7 / 19 - 13:28
المحور:
حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير
إنها الحرب المفتوحة على لبنان. ترسم الطائرات الإسرائيلية مشاهد الخزي والعار العربي. المشهد العالمي ليس مختلفاً، عض النظر عن آلة الإجرام الصيوني. وحدها المقاومة اللبنانية مستمرة في الحفاظ على الحد الأدنى من كرامتنا. الحكام العرب يغطون الإجرام الصهيوني سياسياً، والشارع العربي نائم. إنه نداؤنا لكم، تضامنوا معنا سياسياً ومادياً. فليتحرك الشارع العربي.
وهذا المقال عينة عن واقع النازحين:
بيروت تستقل النازحين... صارخين: أطعمونا
لم نكد نتكلم فقالت أم حسين: «يا إبني ما عاد بدنا نحكي. ما بقي أحد إلا وجاء سألنا عن وضعنا وحتى الآن ما في فرشة ننام عليها أو أكل». أم حسين لسان حال الآلاف من النازحين من الضاحية الجنوبية لبيروت وبعض مناطق الجنوب. يتشابه الواقع في كافة المدارس من طريق الجديدة إلى فردان وكاراكاس والأشرفية، لا وجود لمؤسسات الدولة وهيئات الإغاثة. وحدها المياه تأمنت عن طريق الدفاع المدني. الفرش والأغطية والطعام والأدوية مطالب يومية للنازحين، حفظها الرسميون عن ظهر قلب لكن جواب اللواء يحيى رعد (الهيئة العليا للإغاثة) كان: «دبروا راسكن».
يوجد 600 مئة شخص بينهم 400 طفل في ثانوية رينيه معوض. وضعها مثالي جداً. الفرش تأمنت، المياه متوفرة إضافة إلى ثلاث وجبات طعام. يجهد متطوعوا النجدة الشعبية لتأمين كافة الحاجيات، «حتى أننا أمنّا أطباء لمعاينة المرضى» يقول حسان زيتوني، لكن الأدوية لم تتوفر بعد.
إذا الحال جيدة في ثانوية رمل الظريف، فإنها مأساوية في متوسطة شكيب إرسلان: أكثر من 800 شخص نصفهم يبيت في الملعب حسب ما أفادنا محمد حطيط (متطوع في النجدة الشعبية) تم توزيع مئة فرشة فقط. نتج عن هذا الواقع إشكال بين عائلتين على أحقية الحصول على الفرش سحبت خلاله السكاكين لكن قوى الأمن والمتطوعين تدخلوا لإنهائه. هذه المدرسة أيضاً كانت محطّ خلافات بين شبان النجدة الشعبية والشيوعي من جهة وتيار المستقبل من جهة أخرى. الحل كان بانسحاب الشيوعي من هذه المدرسة مقابل انسحاب شباب المستقبل من ثانوية رينيه معوض. علت صرخات الأهالي ضد ما أسموه «تمييز طائفي ومناطقي يمارسه تيار المستقبل في توزيع حصص الأكل». لكن شبان المستقبل يؤكدون تأمين ألف حصة غذائية، لكن الملفت هو مرافقة كاميرا المستقبل عملية توزيع الحصص. لم يكن الحال أفضل في مدرسة زاهية قدورة في كاراكاس. يوجد 600 شخص في المدرسة بغياب الخدمات الصحية والطعام.
قريباً من هذه المدراس، وفي حديقة الصنائع تقبع عشرات العائلات بدون مأوى. عملت النجدة الشعبية وقوى الأمن على نقل جزء منهم إلى عدد من مدارس الأشرفية، لكن عدداً منهم رفض الأمر خوفاً من «القوات اللبنانية»! فالناس هنا تخاف من الأشرفية. عمد بعض المتطوعين إلى القول أن سكان الأشرفية فتحوا بيوتهم ومدارس للاجئين، لكن هذه «الكذبة» لم تنطلي على الكثيرين. تم افتتاح ثلاث مدارس في الأشرفية بإشراف النجدة الشعبية تفتقر إلى الحد الأدنى من مقومات الحياة. «وحده الدفاع المدني يتجاوب معنا ويؤمن مياه الشفة» يقول جيسكار «النجدة الشعبية». مدارس الأشرفية امتلأت ما عدا متوسطة التباريس للبنات التي تتسع إلى حوالي مئة شخص بعد.
حرش قصقص كان بدوره أيضاً ساحة للجوء المهجرين إليه لكن مع غروب أمس تم إجلاء جميع النازحين إلى مدارس طريق الجديدة، حيث يوجد أربعة مدارس ودار الأيتام الإسلامية. يلتجأ إليها حوالي 1250 شخصاً كما أفدنا مأمون المكحل «شبيبة الهدى». هذه المدارس ما زالت تتسع لحوالي العشرين عائلة. يلفتك حالة النازحين في مدرسة يعبد التابعة للأنروا، الذي يتشابه مع حالة مدارس طريق الجديدة كلّها: لا ماء، لا طعام، ولا فرش وأغطية.
أضفت المبادرات الفردية مسحة من الأمل إلى حالة النازحين. تبرع أحد القضاة بمئة سندويشة يومياً لمدرسة شكيب إرسلان، وتبرع العديد من المواطنين بمبالغ قليلة، لكنها تضيء شمعة في أمسيات التهجير المظلمة. وحدها الأشرفية لم يتحرك ساكن عند أغلب أهلها، لدرجة انهم رفضوا إرشادنا إلى المدارس.
الدولة اللبنانية «كاذبة وعميلة» بالنسبة لهؤلاء النازحين لأنها لم تتحرك بعد، رغم جولات وصولات المسؤولين ووعودهم المتكررة.
#ثائر_غندور (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟