|
نزاع الصحراء ألعوبة أممية
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 6769 - 2020 / 12 / 23 - 20:01
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بدعوى من ألمانيا ، عقد مجلس الامن دورة غير عادية ، لبحث قرار الرئيس الأمريكي ، مقايضة الاعتراف بمغربية الصحراء ، بإخراج تطبيع النظام المغربي الإسرائيلي الى العلن .. فهل الاتجاه الذي سار عليه مجلس الامن و بالإجماع ، حين دعا الى التمسك بالمشروعية الدولية التي هي قرارات مجلس الامن ، وقرارات الجمعية العامة التي تتخذها بناء على التوصية التي ترفعها لها اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار كل سنة ، هو رفض لمقايضة الرئيس ؟ .. وأوْجه الغرابة هنا ، انّ السفير الأمريكي بالأمم المتحدة ، كان واحدا من اجماع كل دول مجلس الامن الخمسة عشر ... وهنا نتساءل : --- هل السفير الأمريكي بالأمم المتحدة ، تابع لكاتب الدولة في الخارجية ، الخاضع للرئيس مباشرة ، ام انه شخص مستقل لا علاقة له بوزارة الخارجية الامريكية ... ؟ --- وكيف نفهم ان يغرد السفير الأمريكي ، ضد قرار الرئيس الأمريكي القاضي بالاعتراف بمغربية الصحراء ، مقابل إخراج التطبيع بين النظام المغربي والدولة العبرية الى العلن ... --- فهل الرئيس الأمريكي في واد ووزارته في الخارجية في آخر ؟ --- هل فقد الرئيس المنتهية ولايته كل سيطرة على اجهزته ، ام انّ ما حصل بمجلس الامن ، كان بأوامر الرئيس شخصيا ، من جهة لأثبات التمسك الأمريكي بالشرعي الدولية ، ومن جهة نفض اية مسؤولية للرئيس فيما حصل في مجلس الامن ، ومن جهة سل شعرته من فخ مقايضة اخراج التطبيع بين النظام المغربي والدولة العبرية بدون دم ؟ أي ارجاع المسؤولية لمجلس الامن الذي ساير السفير الأمريكي بالأمم المتحدة اجماع المجلس ، ولم يستخدم حق الفيتو لنقض قرار الاجماع ... ؟ ان كل ملاحظ مهتم ، سيلاحظ انّ ما خرج به مجلس الامن ، فيه تناقض مفضوح ، لأنه حاول إرضاء اطراف النزاع كاملة .. من جهة لم يشر الى واقعة معاجلة الجيش المغربي لواقعة الغرغرات ، وما يستشف من هكذا موقف ، هو مواقفة المجلس على ما حصل ، وموافقته على ما يحصل من تغيير من قبل الجيش المغربي بمعبر الغرغرات ، وهنا يكون المجلس قد ارضى الرباط . لكن رفضه لقرار ترامب الأحادي بالاعتراف بمغربية الصحراء ، واعتبار ان القضية من اختصاص ، وبيد مجلس الامن ، هنا يكون المجاس قد ارضى الجزائر والبوليساريو .. امْ انّ ما جرى بين الرئيس الأمريكي ، وبين سفير الولايات المتحدة الامريكية ، هو مناورة محبوكة ومخدومة ، تقاسم فيها اللعب الرئيس الذي اعترف شخصيا ومن جانب واحد بمغربية الصحراء ، وبين المؤسسات السياسية الامريكية ، ومنه مؤسسة الكونغريس الذي يجب ان يناقش قرار الرئيس ويخضعه للتصويت ، لأنه لا يعقل ان يصدر قرار مقايضة من الرئيس يعترف بمغربية الصحراء ، وممثل الولايات المتحدة الامريكية الذي هو السفير يتماشى ويتباهى مع اجماع كل دول مجلس الامن ومن دون استثناء ، برفض اعتراف الرئيس ، عندما اعتبروا ان نزاع الصحراء هو من اختصاص مجلس الامن ، ويخضع للمشروعية الدولية .. ان اعتراف الرئيس الأمريكي ، وفي الوقت الضائع ، حيث لم يبق له اكثر من شهر لمغادرة البيت الابيض ، ومن دون المرور على المؤسسات المعنية ، كان مقلبا اسقط فيه النظام المغربي الذي يبحث عن اية قشة يستعملها ، لتجنيبه مخاطر الصحراء التي تنتظره ، وخاصة انّ اثناء مراسيم توقيع اخراج التطبيع الى العلن ، لم يحضر أعضاء الحكومة الإسرائيلية ، وحضره رجال الاعمال برئاسة صهر ومستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، الصهيوني كوشنير ، وحضره ذليلا " الله يعز ويذل من يشاء " ، الوزير الأول المغربي سعد الدين العثماني عن حزب ( العدالة والتنمية ) اللاّإخواني رغم تجارته الواضحة بالدين .. وهنا فان النظام المغربي الأشد مكرا وخبثا ، يكون قد الحق ذلاً وإهانة مقصودا بالعثماني ، وبحزبه ، وبشعاراته المضللة ، عندما تقدم شخصيا التوقيع على اتفاق اخراج التطبيع بين النظام وبين الدولة العبرية الى العلن ، خاصة وهو الذي ردد منذ مدة ليست بالبعيدة ، وفي تجمع حزبي ، انّ المغرب لن يطبع ، وان حزبه ضد التطبيع كذلك ، وخاصة وانّهم في بيعهم الأوهام للمصطّلين وللسذج ، كانوا يرددون " خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سيعود " ، و يا ما باعوا واشتروا باسم فلسطين التي هي منهم براء .. ان اجماع مجلس الامن في اجتماعه ليوم الاثنين الفائت ، والذي شدد بالإجماع على الحل الاممي المبني على المشروعية الدولية لنزاع الصحراء ، فهو الى جانب رفضه اعتراف الرئيس الأمريكي الأحادي حتى من قبل سفير الولايات المتحدة الامريكية بالأمم المتحدة ، من جهة يؤكد على رفض المؤسسات الامريكية لقرار الرئيس الانفرادي بالاعتراف ، وهذا يعني ان قرار الرئيس عرف معارضة قوية حتى من اقرب المقربين اليه ، كرئيس لجنة الدفاع في الكونغريس ، ومن جهة يكون الجميع ، أي كل أعضاء مجلس الامن ، وبما فيهم السفير الأمريكي ، قد اعتبر ما قام به الرئيس قرصنة غير مقبولة لاختصاصات مجلس الامن ، ولاختصاصات الجمعية العامة ... وهذا في حد ذاته يطرح إشكالية للنظام المغربي ، الذي يتشبث بالاعتراف مع الإدارة القادمة ل " جون بايدن " ، التي تشير اغلب التوقعات انها ستتراجع عن قرار الرئيس في شق المقايضة بين الاعتراف بمغربية الصحراء وبين اخراج التطبيع الى العلن ، كما ترفض التشبيه والمزاوجة بين قضية الصحراء الغربية ، وبين القضية الفلسطينية ،لان الوضع القانوني الذي يحكم القضيتين يختلف في جوهره ، رغم ان قيادة منظمة التحرير الفلسطينية ، طبعت مع الدولة العبرية حين اعترفت بالدولة الإسرائيلية في سنة 1993 ، بمقتضى اوفاق " أسلو " الخيانية ، التي انتهت بعد مرور سبعة وعشرية سنة الى الإفلاس التاريخي المدوي للقضية الفلسطينية ، افلاس بيد خونته وافلاس عن طيب خاطر بسبب اللهفة على الدولار... ان قضية الصحراء في شكلها وفي جوهرها ، هي لعبة اممية ، وصراعا إقليميا بالمنطقة ، كل واحد يوظفه بما يخدم بقاءه ، ويخدم مصالحه .. --- فالدول الدائمة العضوية بمجلس الامن ، والدول الغربية ، تستعمل نزاع الصحراء لجرجرته ما امكن ، الى حين حلول وقت حله ، وحله لن يكون حسب المخططات الامبريالية الاّ كارثة على المنطقة ، وكارثة على شعوبها ... ان استمرار النزاع مفتوحا منذ اكثر من خمسة وأربعين سنة والى الآن ، الغاية منه استنزاف المنطقة ، واغراقها في الازمات المختلفة ، وتعطيل التنمية التي تحرم منها الشعوب اليوم ، بفعل ديمومة النزاع الذي يستنزف الميزانية في الأغراض العسكرية المختلفة ... ان لعب الأدوار المتبادلة بين دول مجلس الامن صاحبة الفيتو في التعامل مع النزاع ، يدل على ان الغرض المتوخى من هذه الأدوار، هي الاستنزاف ، وجلب المصالح ، والحيلولة دون الحلول الجادة في إيجاد الحل الجاد ... فرغم ان روسيا من المفروض فيها انها ( حليفة ) الجزائر ، الاّ انها تتصرف ضد طموحات ومرامي الجزائر .. ففي الاجتماع الأخير بين الاتحاد الافريقي وموسكو ، لم تستدع روسيا الجمهورية الصحراوي ، كما انها ابرمت اتفاقية للصيد البحري مع النظام المغربي ، تشمل مياه الأقاليم الصحراوية .. ومؤخرا فان أحد مسؤوليها الكبار قام بزيارة ميناء بوجدور ، كل هذا وغيره كثير يحصل ، امام اعين وانظار النظام الجزائري ، لكن لا حول ولا قوة له ، لأنه رمى بكل بيضه في السلة الروسية ، فأضحى اسيرا عندها ، وهي التي تتصرف حسب مصلحتها ، ولا تتصرف حسب مصالح النظام الجزائري المتلاشية في المنطقة .. ... كذلك فرغم ان فرنسا المفروض فيها انها ( حليفة النظام المغربي ) ، فهي لا تعترف بمغربية الصحراء ، وكل مؤسساتها الرسمية ، وشبة الرسيمة ، والمستلقة عندما تعرض خريطة المغرب ، فبدون الصحراء التي تصوت لصالح قراراتها بمجلس الامن كما حصل يوم الاثنين الماضي .. --- اما النظام المغربي ، فرغم ادعائه مغربية الصحراء ، فوظيفته الأساسية منها ، هو استعمالها كحاجب ينجيه من أي سقوط ، ولا يستعملها كتاريخ ، وجغرافية ، وشعب ، كما يهمه منها مجرد خيراتها وثرواتها من فوسفاط ، واسماك ، واعتبارها امتدادا تجاريا لمختلف السلع نحو افريقيا ، ولا يهمه الانسان الصحراوي ، كالإنسان المغربي في شيء .. والدليل هو اقتسام الصحراء مع موريتانية بمقتضى اتفاقية مدريد الخيانية ، وبناءه جدارا صخريا ورمليا احتفظ فيه بثلثي الأراضي النافعة ، في حين ترك الثلث المتبقي الذي مساحته اكبر من مساحة العديد من الدول ، خارجا عن ثلثي الأرض التي يحميها الجدار ... وهنا سنجد انّ النظام يتغافل او يتجاهل الوضع القانوني لتلك الأراضي التي تسمى بالأراضي العازلة ، رغم ان البوليساريو تصول فيها وتجول ، لانّ على عاتقه مسؤولية بالنسبة لتلك الأراضي لا تعفيه من المسائلة . ومن جهة سنجد ان الأمم المتحدة المفروض فيها انْ ترعى تلك الأراضي ، لأنها يجب ان تخضع لقوانين الأراضي العازلة ، لا تقوم بما فرضته عليها اتفاقية 1991 التي أنشأت المينورسو ... والسؤال هنا : -/- هل سلم النظام المغربي في الثلث من الأراضي الخارج عن الجدار ؟ -/- وهل صمت الأمم المتحدة عن تجاوز البوليساريو وخرقه لاتفاق 1991 ، هو اعتراف من الأمم المتحدة غير معلن عنه ، بصحراوية ذاك الثلث من الأراضي الذي من الممكن ان تقيم فيه جمهوريتها ، وإنْ كان الامر كذلك ، فإننا سنكون هنا امام تقسيم ثاني بعد التقسيم مع موريتانية ، يُفْرض امام اعين النظام المغربي الذي يلزم الى الآن الصمت ، والصمت طبعا دليل الرضى ، أي ان النظام المغربي بدوره لا يجد مشكلة إنْ اكتفت البوليساريو بذلك الثلث لبناء دولتها .. فهل ما يجري اليوم بين ثلثي الأراضي التي يسيطر عليها النظام المغربي ، وثلث الأراضي الغير النافعة الخارجة عن الجدار ، هو تقسيم ثاني تتعرض الأراضي المتنازع عليها .. ؟ . --- اما ما يهم النظام الجزائري من تورطه في حرب الصحراء ، من جهة تكسير شوكة النظام المغربي الذي يتصارع معه تمثيل المنطقة ، ومن جهة محو عار هزيمة حرب الرمال في سنة 1963 ، وهو ما قد يكرر حالة ثأر" اذر بذجان " مع " أرمينيا " حول الإقليم المتنازع عليه " ناگورني كرباخ " ، ومن جهة الوصول الى مياه المحيط الأطلسي لتطويق ، وحصر ، وخنق ليس النظام المغربي ، بل تطويق ، وحصر ، وخنق المغرب ، والشعب المغربي ... الآن النظام الجزائر تورط في مستنقع لا يمكنه الخروج منه بسلام ، الاّ وضريبة تغيير النظام جذريا ، تلقي بظلالها عليه ، كما تلقي نفس الظلال على النظام المغربي الذي تهدد وجوده الصحراء . ان الأطراف المتشابكة في حرب الصحراء ، واعية كل الوعي ، ان خسارتها ستكون خسارة النظام الذي خسر الصحراء ، ويستوي هنا في هذه الخسارة النظام المغربي والنظام الجزائري على السواء ... --- وفي ما يخص موريتانية التي اعترفت بالجمهورية الصحراوية في سنة 1979 ، وجدد تأكيد هذا الاعتراف مؤخرا الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني ، فهاجسها الأوحد الوحيد الذي يؤرقها ، هو تاريخ الامبراطوريات المغربية . ومع تأكيد حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال ، وغيره ، بمغربية موريتانية ، فان تأسيس الجمهورية الصحراوية ، هو حاجب حفاظ لموريتانية من الطموح الامبراطوري المغربي ، وقد زاد مؤخرا عن هذا الخوف الغير مبرر ، الترويج لفكرة اجتياح لجيش النظام المغربي ل ( الگويرة ) الخاضعة لسلطة الجيش الموريتاني .. ان ( لگويرة ) هي جزء من أراضي ما قبل 1975 ، وجزء من أراضي ما قبل 1979 ،حين سلمت نواكشوط وادي الذهب للبوليساريو ... فلا بد من تصحيح الخلل بالعودة السريعة ( للگويرة ) الى المغرب ، وهو امر يبقى متوقعا اذا حسم النظام المغربي معركة الصحراء امميا . فهل يستطع النظام المغربي تحقيق نصر على دول مجلس الامن أصحاب الفيتو ، وعلى الغرب ، وروسيا ، والصين الذين يخططون لتفتيت المنطقة على طريقة تيمور الشرقية .. ؟ ان مثل هذه الاشاعات المقصودة ، والتي لا أساس لها من الصحة ، هي التي تجعل ساسة موريتانية ، يشجعون دولة صحراوية تفصل بينهم وبين المغرب ، الذي يحلم حسب نظرهم ، بالوصول الى السينغال .. لقد لعب الاعتراف الأحادي للرئيس الأمريكي بمغربية الصحراء ، مقايضة بإخراج تطبيع العلاقات بين النظام المغربي وبين الدولة العبرية ، دورا في كشف مواقف أطراف أخرى ، مرة هي مع المغرب في حل الحكم الذاتي ، ومرة هي ضده ، وكما تقول هي مع المشروعية الدولية .. وهنا نذكر بالموقف الذي اتخذه الاتحاد الأوربي ، حين رفض التماثل بين قضية الصحراء وبين القضية الفلسطينية ، ورفض الاعتراف الأحادي للرئيس الأمريكي بمغربية الصحراء ، الذي اعتبره من اختصاص مجلس الامن والأمم المتحدة ، وانه لا يمكن لشخص ولو رئيس ، الاعتراف بشيء لا يملكه ولا يخصه ، لكنه ، اي الاتحاد الأوربي أشاد بإخراج التطبيع بين النظام المغربي وبين إسرائيل الى العلن ، عوض بقاءه في دهاليز الكتمان ، كما يُعتقد انه كان ، رغم انه كان معروفا للقاصي والداني .. وفي هذا الاطار كذلك ، ستكشف اسبانية عن وجهها الحقيقي إزاء نزاع الصحراء ، ولتنزل بكل ثقلها وضغطها الدولة الاسبانية ، حكومات وأحزاب ، ضد اعتراف الرئيس الأمريكي الأحادي الجانب بمغربية الصحراء .. وادعاءها تشبتها بالمشروعية الدولية ، وبكون الاعتراف من عدمه ، هو بيد الأمم المتحدة ، وبيد مجلس الامن ... وهنا تنجلي الحقيقية الدامغة ، انّ موقف اسبانيا المتماهي نفاقا مع النظام المغربي ، عند ادعاءها مساندة حل الحكم الذاتي ، هو مجرد كذب لا غير ، لإغراق المغرب في طول الوقت والجرجرة ، ما دام ان الوضع الغير سوي قانونا ، يخدم المصالح الاسبانية بدرجة أولى ... لكن ما ان اعترف رئيس اكبر دولة بمغربية الصحراء ، اصبح الاعتراف غير قانوني ، واصبح الوجه القانوني هو الوقوف ضد مغربية الصحراء .. الخطورة من هذه الحقيقة التي تكشفت بعد اعتراف الرئيس الأمريكي بمغربية الصحراء ، هو ان قضية الصحراء هي قضية اممية ، وانْ طال الزمن ، فالمجمع الدولي الذي يحكم العالم ، يسير في طريق فصل الصحراء عن المغرب ، وتأسيس دولة صحراوية تفصله عن موريتانية ، لكن سيكون الوصول الى هذه الهدف الاسمى باستعمال الديمقراطية التي يختصرونها في تقرير المصير على طريقة تيمور الشرقية .. فالمخطط القادم سيكون اخطر واسوأ ، واطرحوا السؤال : لماذا لا تعترف فرنسا بمغربية الصحراء ؟ ولماذا حين تعرض قنواتها ومؤسساتها خريطة المغرب ، فدائما بدون صحراءه ، وهي نفس الشيء تقوم به قناة الجزيرة القطرية ... ان إدارة الحزب الديمقراطي برئاسة الرئيس المنتخب " جون بايدن ) ، سوف لن تزيغ عن هذه الحقيقة ، وسوف لن تخرج عمّا يريده ويخطط له أصدقائها الاوربيين ، والروس ، والصينيين ، وسوف يصبح اعتراف الرئيس دونالد ترامب بمغربية الصحراء ، مجرد نكتة في الدبلوماسية الدولية ، حصلت في زمن 20/20 عشرين/عشرين ، سنة غزو الوحش كورونا بامتياز ... ان المخطط واضح ، والمشروع أوضح .. ويجب انتظار أي شيء وتوقع أي شيء ... لان المنطقة مهددة بالدمار والخراب ، ومهددة بالتفتيت والتقسيم ، حيث مع اشتداد الازمة ، وسيادة الدكتاتورية المؤدية للانفجار ، وبروز ، بل طفح تهديد الانفجار العرقي والاثني المُعطّل .. فشمال افريقيا والمغرب الكبير ، في فوهة مدفع الغربيين ، الإمبرياليين ، والصهاينة ... لقد ظهر الوجه المكشوف الذي لم يكن مستترا ، الاّ عند من لا يحق المخططات . انّ معارضة مغربية الصحراء ، هي معارضة غربية بالأساس ، قبل ان تكون معارضة النظام الجزائري ، ونظام بريطوريا / جنوب افريقيا ، ولا كوبا ... لقد نجح الرئيس الأمريكي " البزْناسْ " ، في اسقاط النظام المغربي في فخ مقايضة اخراج التطبيع بينه وبين الدولة العبرية الى العلن ، مقابل اعتراف الرئيس الأمريكي ، وليس المؤسسات الامريكية بمغربية الصحراء ، وهو الاعتراف الذي يسمى بضربة مْعلّمْ Un coup de professionnel . ولو كان لاعتراف الرئيس من قيمة قانونية وحتى سياسية ولا أقول سيادية ، هل كان لسفير الولايات المتحدة الامريكية بمجلس الامن ، ان ينظم الى اجماع أعضاء المجلس الذي بإقرارهم الحل الدولي لنزاع الصحراء عبر المؤسسات الدولية ، مجلس الامن ، يكون مجلس وبإجماع كل اعضاءه ، وبما فيه السفير الأمريكي ، قد رفض اعتراف الرئيس الشخصي بمغربية الصحراء ؟ ان الهرولة الغير مضبوطة الإيقاع ، بمقايضة اخراج تطبيع النظام المغربي وليس الشعب المغربي ، الى العلن ، مقابل اعتراف شخصي لرئيس ولايته منتهية ، ومن دون المرور عن المؤسسات الدستورية ذات الاختصاص ، كان من جانب الرئيس مقامرة ، وكبزْناسْ ضليع في عالم الاعمال ، فهو ربحها ، وكانت إساءة الى الصحراء ، حين تم ربط الاعتراف بها من قبل شخص ذئب بإخراج التطبيع الى العلن ، وكانت ضربة للقضية الفلسطينية التي خضعت لمنطق المساومة وللبيع والشراء ... --- ان أي تطبيع والقدس أصبحت عاصمة إسرائيل الأبدية ، وباعتراف الرئيس دونالد ترامب نفسه .. --- وان أي تطبيع وقد ابتلعت إسرائيل اكثر من تسعين بالمائة من أراضي الضفة، وأصبحت مرقعة كجلد Le jaguar ... --- وان أي تطبيع مع إسرائيل والجولان العربي قد اصبح إسرائيليا بالضم ... --- وان أي تطبيع مع إسرائيل وهي تتجهز لضم غور الأردن الغني بالمياه ... هي خيانة كبرى لقضايا الامة ، وللقضايا القومية ، وعلى راسها فلسطين ، والقدس ، والجولان ... فماذا تحقق حتى يهرول الحكام العرب الى التطبيع ومن دون خجل ... وإسرائيل متمادية في غيّها حين تعتبر الضفة ، والأراضي العربية المحتلة ، إسرائيلية ... فما تبدل بين الامس واليوم ... وكما اضر اخراج التطبيع الى العلن بالقضية الفلسطينية ، فهو قد اضر حتى بقضية الصحراء المغربية ... لا نه شكك النظام في مغربيتها .. والسؤال : من هم الأطفال الذين يسيرون المغرب ؟ امنياً ، سياسياً ، ودبلوماسياً ؟ من زلة الى اكبر منها ..
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
- ماذا تريد منّي يا محمد السادس - . البوليس الفاشي والجهاز ا
...
-
فرض سيادة الشعب
-
هل كان اعتراف دونالد ترامب بمغربية الصحراء الغربية ، فخ سقط
...
-
الجهاز البوليسي والسلطوي في المغرب
-
مغاربة يعارضون مغربية الصحراء
-
هل تسحب موريتانية اعترافها بالجمهورية الصحراوية ؟
-
الوساطة الموريتانية
-
- اللجنة التأسيسية المعارضة للنظام الملكي بامريكا -
-
تقنين اساليب القمع السياسي والايديولوجي لاضفاء مشروعية جبرية
...
-
حزب النهج الديمقراطي وقضية الصحراء -- بيان الكتابة الوطنية -
...
-
بيان وزارة الخارجية الجزائرية
-
البوليساريو تنتحر
-
الصحراء الغربية
-
من يتحمل مسؤولية ما يجري بالگرگرات ؟
-
الوضع القانوني لمعبر الگرگرات
-
أخطاء جبهة البوليساريو
-
قرار مجلس الامن 2548 حول نزاع الصحراء ، كان صفعة مدوية في وج
...
-
تقييم الوضع في الصحراء .
-
ماذا يختمر بالگرگرات .. ؟
-
نعم انها فعلا حرب يخوضها النظام الجزائري ضد المغرب ..
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|