كمال الموسوي
كاتب وصحفي
(Kamal Mosawi)
الحوار المتمدن-العدد: 6769 - 2020 / 12 / 23 - 18:30
المحور:
المجتمع المدني
منذ سنوات اُنطلقت حملة بعنوان ( توقفوا عن جعل الحمقى مشاهير ) وهذه الحملة انطلقت في الولايات المتحدة الامريكية، والتي جميعنا يعلم ان هذه البلاد لها القدرة الكافية والكبيرة على صنع الاعلام ومشاهيره..غالبا ما تبحث الشركات الكبيرة عن المؤثرين في المجتمع..! اي يسلط الضوء على شخصيات معينة لها القدرة الكافية على الاستحواذ على المتلقين بشكل عام..
وتعتمد هذه الشركات على طبيعة المجتمعات التي يخططون للتأثير عليها في صناعة الاعلان. دراسات اولية لثقافتهم، والبحث عن الطرق القياسية للوصول اليهم بشكل سريع ودقيق، وهذا العمل بحد ذاته حقق نجاحات كبيرة وتغيرات كثيرة في كافة المجالات والمستويات العالمية، خاصة في مجال التجارة والحرب الباردة بين كبرى الدول..لكن..!
ان تصنع مشاهير حمقى! هذا ما لا يمكن لاي احد تصديقه، او القناعة فيه..! ولا اعرف كيف تتعامل الشعوب عادة مع مثل هذه الحالات التي اصبحت ظاهرة طبيعية وكبيرة ومتعددة في اغلب المجتمعات العالمية، ان تصنع مشاهيرٌ حمقى حالة قد تنبأ عن حدوث كارثة اجتماعية وسياسية واقتصادية تعجز دول عظمى عن ايجاد الحلول المناسبة لها، وخير دليل ما نراه في العراق وما يتعرض له من تأثيرات كبيرة بسبب حمقى معظمهم وهميون بحسابات افتراضية على مواقع التواصل الاجتماعي ومنصات الانترنت.. لا تستغرب عزيزي المتابع من كلامي هذا فقط تابع معي ما مر ويمر به العراق عبر سنوات التغيير التي مضت..! كيف لمجتمع يحمل عمقً حضاريا كبيرا ، وثقافة كانت ولازالت مضربا للامثال في عموم المجتمعات العالمية، كيف له ان يتأثر "بالبشير شو" او حسين تقريبا.. او غيرهم من الاسماء التي لو ذكرناها قد نفقد خلال 24 ساعة رقابنا او تلصق لنا عبوات ناسفة اسفل مقاعد سياراتنا..!
في مجمل هذه الصفحات لا تجد سوى الحماقة التي يثيرها اصحابها بطرق تهريجية تعكس بضلالها على المتلقي الذي يُقاد بطريقة العقل الجمعي.
انا لست بالضد من حالة الشهرة التي يطمح لها الجميع، ولكنني بالضد من السيطرة على عقول الناس وتوظيفها بالشكل الذي ينسجم مع ما يطرحه هؤلاء الحمقى.. وهنا تأتي العقدة والسبب بالمجتمع الحاضن لهم، لان هذا المجتمع مكن الحمقى منه بطريقة ما.. حتى انه بات سلعة لتمرير بضاعتهم وتسويقها بالشكل الذي يخططون له ..!
#كمال_الموسوي (هاشتاغ)
Kamal_Mosawi#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟