أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - حزب العمال التونسي - تونس إلى أين؟














المزيد.....

تونس إلى أين؟


حزب العمال التونسي

الحوار المتمدن-العدد: 1615 - 2006 / 7 / 18 - 12:30
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


"البلاد وين هازينها؟" هذا هو السؤال الذي يتردد اليوم لا على ألسنة النخب التي تتابع الشأن العام فحسب، بل كذلك على ألسنة عموم الناس. وهو سؤال مشروع يعكس المخاوف التي أصبحت تساور معظم التونسيات والتونسيين من جرّاء المأزق العام الذي تتردى فيه البلاد بسبب تعنت نظام بن علي وعجزه عن الردّ على المشاكل السياسية والاجتماعية بغير الأساليب الأمنية المتخلفة وبغير الكذب والمماطلة والتسويف، كما يعكس رغبتهم في الخروج من هذا المأزق إلى وضع أفضل يحققون فيه طموحاتهم وينعمون فيه بالطمأنينة. وما من شك في أن ما جدّ في الفترة الأخيرة من قمع لأهالي قصيبة المديوني المحتجين على الكارثة البيئية التي حلت بمدينتهم ولأساتذة الثانوي الذين أرادوا التجمع أمام وزارة التربية لتأكيد تمسكهم بمطالبهم المشروعة ورفض المماطلة والتسويف في التعامل معهم، يؤكد مرة أخرى أن السلطة ليس لها أية نية في تغيير سلوكها وأنها ممعنة في سياسة الانغلاق التي كرستها على مدى الأشهر الأخيرة في تعاملها مع القضاة والمحامين والإعلاميين والحقوقيين وسائر مناضلات ومناضلي الحركة السياسية، ومع العاطلين من أصحاب الشهادات العليا وعمال عاملات "فنطازيا" وغيرهم من العاملات والعمال المطرودين. وهو ما يزيد من إلحاحية ذلك التساؤل وتلك الرغبة.

وعن التساؤل الأول نتج تساؤل ثاني: إلى متى سيواصل نظام بن علي في هذا النهج الخطير على مستقبل تونس وشعبها؟ وفي الحقيقة فإن الجواب واضح وهو أن نظام بن علي لا تهمه في شيء مصلحة البلاد والشعب حتى يتخلى عن مثل هذا النهج النابع أصلا من طبيعته الدكتاتورية والبوليسية وينفتح على مطالب الشعب وطموحاته، بل إن ما يهمّه هو ضمان بقائه وضمان مصالح الأقلية الجشعة والفاسدة التي تسنده وتنتفع منه والتي تخطت فضائحها، مع قضية "اليخت" المسروق في الآونة الأخيرة، حدود البلاد. لذلك فإنه لن يتوانى عن انتهاج سياسة القمع والانغلاق للحفاظ على الوضـع كما هو خصوصا وأنه أصبح يشعر باشتداد الخناق عليه داخليا وخارجيا ويضيق هامش المناورة الذي كان يتمتع به في السابق ويمكنه من تغليف القمع.

ولكن ما الحلّ؟ وهنا نأتي إلى لب المشكلة التي بمعالجتها يمكن فتح الطريق نحو هذا الحل، وهو أن ما سهل ويسهل على نظام بن علي الاستمرار في سياسة القبضة الأمنية وإدارة الظهر إلى مطالب الشعب وطموحاته هو ضعف حركة المعارضة السياسية التي أظهر القمع إلى حد الآن نجاعته في عرقلة نموها وفي بقائها في حدود "نخبوية". و من البديهي أن نظاما استبداديا لا يمكنه أن يتخلى عن نهج يمكنه من الحفاظ على سيطرته على المجتمع حتى وإن كانت آفاقه مسدودة. لذلك فإنه لا يمكن التصدي للوضع الحالي دون تطوير أداء المعارضة التي لا تزال إلى حد الآن مشتتة وغير موحدة على قاعدة أرضية دنيا (رغم بعض المبادرات مثل هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات...) وعاجزة نسبيّا عن كسر الحاجز الذي أقامته السلطة بالقمع، بينها وبين الحركة الاجتماعية. وإذا كان الجانب الأول يقتضي من الحركة نبذ كل عقلية فئوية وضيقة والتفكير في مصلحة البلاد والشعب، فإن الجانب الثاني يقتضي بالإضافة إلى تمثل مطالب الشعب وطموحاته، التحلي بروح المبادرة وبالجرأة على النضال.

وإذا نظرنا اليوم إلى الواقع فإننا نجد فيه من العوامل الإيجابية ما يسمح للحركة السياسية وخصوصا لفصيلها الديمقراطي والوطني لتجاوز نقائصها والارتقاء بأدائها، ولعل أهم عامل من هذه العوامل هو النهوض الذي بدأت تشهده الحركة الاجتماعية والوعي المتنامي في صفوف مختلف فئات الشعب وهو ما يمثل أرضية مناسبة لتوسع الحركة السياسية قاعدتها الجماهيرية وتتجه نحو إحداث تغيير جذري في موازين القوى.

لذلك فإن على الحركة السياسية أن لا تفوت على نفسها وعلى الشعب التونسي هذه الفرصة وأن تعمل بجدية على استثمار هذا الوضع دون تأخير، وتلملم صفوفها وتتجاوز تشتتها وتضع خطة للنهوض.



#حزب_العمال_التونسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاتحاد العام لطلبة تونس: التوحيد النقابي، مهمة عاجلة
- التناقضات الأساسية والتناقض الرئيسي
- ماذا تعرف عن العَلمانيّة؟(1) لماذا العودة إلى طرح العَلمانيّ ...
- ماذا يجري في الاتحاد العام التونسي للشغل؟ ما هكذا يكون الاحت ...
- الرسوم الكاريكاتورية الساخرة: بين العنصرية الاستعمارية الغرب ...
- الذكرى 28 لأحداث 26 جانفي 1978
- لنلتحم بالشعب ونفك العزلة
- الذكرى العشرون لتأسيس حزب العمال:عشرون سنة في خدمة قضايا الع ...
- بعد انتهاء إضراب 18 أكتوبر: كيف نحافظ على وحدة العمل من أجل ...
- هل مازال للمفاوضات الاجتماعية من معنى ؟
- لنكن جميعا في خدمة أهداف الإضراب
- ماذا جرى بين الاتحاد والحكومة؟
- نحو أزمة اجتماعية حادة
- قانون جديد لتكريس الحكم الفردي المطلق بتونس
- بن علي يخضع جميع الموظفين لشبه مراقبة إدارية
- المنتديات الاجتماعية، إجابة العصر المنقوصة
- الوضع الاجتماعي في تونس الانفجار آت لا ريب فيه
- دفاعا عن الرابطة وعن استقلالية العمل الجمعياتي وحريّته
- النضال هو الوسيلة الوحيدة لمجابهة الدكتاتورية وإرغامها على ا ...
- أزمة النسيج تشتد ونضالات العمال تتصاعد


المزيد.....




- ماذا فعلت الصين لمعرفة ما إذا كانت أمريكا تراقب -تجسسها-؟ شا ...
- السعودية.. الأمن العام يعلن القبض على مواطن ويمنيين في الريا ...
- -صدمة عميقة-.. شاهد ما قاله نتنياهو بعد العثور على جثة الحاخ ...
- بعد مقتل إسرائيلي بالدولة.. أنور قرقاش: الإمارات ستبقى دار ا ...
- مصر.. تحرك رسمي ضد صفحات المسؤولين والمشاهير المزيفة بمواقع ...
- إيران: سنجري محادثات نووية وإقليمية مع فرنسا وألمانيا وبريطا ...
- مصر.. السيسي يؤكد فتح صفحة جديدة بعد شطب 716 شخصا من قوائم ا ...
- من هم الغرباء في أعمال منال الضويان في بينالي فينيسيا ؟
- غارة إسرائيلية على بلدة شمسطار تحصد أرواح 17 لبنانيا بينهم أ ...
- طهران تعلن إجراء محادثات نووية مع فرنسا وألمانيا وبريطانيا


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - حزب العمال التونسي - تونس إلى أين؟