أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حميد طولست - التطبيع يحتاج الى تحليل وتفهم وليس الى تخوين وتكفير














المزيد.....


التطبيع يحتاج الى تحليل وتفهم وليس الى تخوين وتكفير


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 6767 - 2020 / 12 / 21 - 17:15
المحور: القضية الفلسطينية
    


التطبيع يحتاج الى تحليل وتفهم وليس الى تخوين وتكفير.
جرت العادة عند مناقشة أي طارئ ، أو تداول أي جديد ، أن تتضارب وجهات نظر الناس وتنقسم آراؤهم ، كما حدث في تعاطي الكثيرين مع قضيتي "استئناف العلاقات مع إسرائيل" و "الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على صحرائه" اللتان يبدو أن غلبة الجانب العاطفي عليهما وفورة المشاعر الجياشة والتدخلات والتحليلات المتشنجة غير الموضوعية التي يختلط فيها الدين بالقومية والوطنية، قد قسمتا المغاربة على أنفسهم إلى رأيين لا ثالث لهما ، واحد مؤيد بتعصب شديد لقرار الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على صحرائه ، ويرى أنه سيشكل تحولا كبيرا في قضية الصحراء ، وتعزيزا لإستراتيجية المغرب وتقوية لموقفه الدولي وخدمة لمصالحه الوطنية العليا ، وتغييرا في التوازنات الإستراتيجية بالمنطقة ، وآخر معارض بتطرف وتخوين لقرار استئناف المغرب لعلاقاته الثقافية والدبلوماسية العريقة والدائمة مع اليهود المغاربة ، على اعتبار أن ذلك خيانة للقضية الفلسطينية ، وهو سلوك بشري عادي وطبيعي مادام الناس ليسوا على نمط واحد، وأن الاختلافات والتباينات بينهم كثيرة ومظاهر التضاد عديدة لدرجة يستحيل معها أن تكون العقول والأفهام والأذواق والميولات على مقاس واحد ، ونمط متشابه، ورأي واحد لا يتغير، لمخالفة ذلك الإجماع للطبيعة البشرية التي لا قرار يحظى معها به ، اللهم إذا كان إجماعا قسريا مفروضا بالقهر الذي ينهي الحرية التي تضمن حق الإنسان في أن يعتنق ما يعتنق ويرفض ما يرفض - كما يقول "فرنسوا ليوتار":"الإجماع هو نهاية للحرية ونهاية الفكر" ..
فمتى يفهم مناهضوا التطبيع أن حق مدعمي التطبيع مكفول -ما دام دعمهم يحترم القانون ويلتزم بالمشروعية ، وليس فيه أي تحريض أو ممارسة للعنف ، أو إيحاء لآخرين بممارسته- وأنه منطقي أن يصبح استئناف علاقات المغرب الثقافية والدبلوماسية العريقة مع اليهود المغاربة ضرورة ملحة ، والاعتماد عليه والعمل به واجب وطني ، مادام أنه سيحقق انتصارا وطنيا ودوليا لوحدته الترابية دون أن يشكل عرقلة أمام حل القضية الفلسطينية ، كما يفعل التطبيع الأمني والسياسي لقيادة فلسطين مع الكيان الصهيوني ، الأخطر تآمرا على القضية الفلسطينية من أي تطبيع آخر، والذي شتت الوحدة الوطنية الفلسطينية الداخلية وقسم شارعها السياسي ، فهل ينتظر ناكري الجميل - من المكونات السياسية والإيديولوجية والثقافية بالداخل والخارج ، الذين وضعتهم هذه القضية على المحك- أن يكون المغرب فلسطينيا أكثر من الفلسطينيين أنفسهم الذين وقعوا على اتفاق أوسلو للسلام ؟
الخلاصة أنه كلما ارتقى عقل الإنسان كلما تراجعت انتماءاته الضيقة القبلية والعرقية والسياسية والإيديولوجية والدينية ، وأصبح لا يصنف إلا بسلوكياته الراقية ومواقفه الإنسانية البعيدة عن الصراعيات التقليدية التي شحنت بها التيارات السياسية والإيديولوجية والدينية عقول بسطاء المواطنين ، وغدت بخطاباتها ومشاريعها وأوهامها وجدانهم وهويتهم.
حميد طولست [email protected]
مدير جريدة"منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس
رئيس نشر "منتدى سايس" الإليكترونية
رئيس نشر جريدة " الأحداث العربية" الوطنية.
عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة.
عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية.
عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس
عضو المكتب التنفيدي لـ "لمرصد الدولي للإعلام وحقوق الأنسان



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معضلة الانتخابات5
- التَّرحم مجاملة اجتماعية وليس عقيدة أو عبادة !
- معضلة الانتخابات!4
- معضلة الإنتخابات !3
- الوطنية لا تحتاج إلى دروس ، بل إلى أحاسيس صادقة !
- معضلة الإنتخابات !2
- معضلة الإنتخابات!
- كما لو كان ذلك قدراً مقدراً على حينا الشعبي !.
- سمو الإيديولوجية الإسلاموية على الوطنية !
- الأمل يضعف ولا يموت .
- لتطبيع بين السرية والعلن !
- ليس العنف باسم الدين مجردَ فعل طارئ !
- وزراء لا عهد لعائلاتهم بالمناصب المرموقة .
- ماذا أقول في تأبين المجاهد الكبير والوطني الصادق عبد الرزاق ...
- أجمل كائن في العالم لن يعطي أكثر مما لديه !
- عندما تسمو الأيديولوجية على مصلحة الوطن ؟ !.
- المرأة المغربية في يومها الوطني .
- غباء أم استراتيجية ممنهجة؟ !!
- 6 اكتوبر اليوم العالمي للحمار ..
- أئمة المتأسلمين و الفضائح الجنسية !


المزيد.....




- هيغسيث: إسرائيل حليف مثالي للولايات المتحدة
- علماء يكشفون كيف وصلت الحياة إلى الأرض
- ماسك يرد على ترشيحه لنيل جائزة نوبل للسلام
- برلماني أوكراني: زيلينسكي يركز جهوده على محاربة منافسيه السي ...
- رئيس جنوب إفريقيا يحذر نظيره الرواندي من عواقب الفشل في وقف ...
- مستشار سابق في البنتاغون: على واشنطن وموسكو إبرام اتفاقية أم ...
- منعا للتضليل.. الخارجية الروسية تدعو إلى التحقق بعناية من تص ...
- ترامب -يعلن الحرب- على دعم فلسطين داخل المؤسسات التعليمية
- لوبان لا تستبعد استقالة ماكرون
- ترامب يوقع أول قانون بعد عودته إلى المنصب


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حميد طولست - التطبيع يحتاج الى تحليل وتفهم وليس الى تخوين وتكفير