أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الحجيري محمد - أبعد من الإسلام السياسي آراء لبعض الباحثين الغربيين في الإرهاب وصراع الحضارات















المزيد.....

أبعد من الإسلام السياسي آراء لبعض الباحثين الغربيين في الإرهاب وصراع الحضارات


الحجيري محمد

الحوار المتمدن-العدد: 32 - 2002 / 1 / 11 - 09:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



جريدة السفير


منذ ان قام صموئيل هانتنغتون بنشر مقالته المعروفة ((صراع الحضارات)) في صيف 1993، في مجلة ((شؤون خارجية)) زاعماً فيها ان أهم الخلافات السياسية ستكون بين الأمم والمجموعات ذات الحضارات المختلفة، داعياً الغرب الى التصدي للاسلام على وجه الخصوص، ومعتبراً في مقولته ((ان المشكلة ليست في الاصولية بل في الاسلام نفسه، كحضارة مختلفة مهووسة بتفوقها))، زادت في الولايات المتحدة حمى الدراسات عن ظاهرة ما سمي بالصحوة الاسلامية. كما كثفت أوساط عدة في الغرب من الباحثين ومنظري السياسة وصناع القرار جهودها لدراسة هذه الظاهرة ومتابعتها بالرصد والتحليل، ومن ثم رسم الخطط ووضع التوصيات والتقارير لكيفية التعامل معها، في مختلف تلاوينها وصورها، ومحاولة التبيان على أنها الخطر القادم. وتفاوتت الآراء حول هذا الخطر.
((مستقبل الإسلام السياسي))
أصيبت فرضية هانتغتون بالخفوت بعد وقت على ظهورها. فصداها في أوروبا (العارفة أكثر بالبنية الثقافية للعالم الاسلامي نظراً لتجاربها الاستعمارية) كان باهتاً، وتلاحقت التطورات العالمية مهمشة جوهرها.
لكن أحداث 11 أيلول أعادت ((صراع الحضارات)) الى الواجهة.
ويمكن القول أن ثمة إجماع لدى القائلين بنظرية الصراع بين الحضارات يتلخص في الفكرتين الرئيسيتين التاليتين:
الشرق الاوسط ليس مستعدا للديمقراطية الحقيقية، وعلى الولايات المتحدة ان تركز على مساعدة دول الشرق الاوسط عن طريق تطوير ((المجتمع المدني)) فيها.
فشل سياسات الانظمة السائدة في الشرق الاوسط في تدبير مجتمعاتها وتسييرها نحو الديموقراطية والمؤسسات المدنية، سوف ينتج عنه بالضرورة وصول الاسلاميين الى الحكم. والاسلام السياسي في نظر الاميركيين بكافة اشكاله هو عدو للسلام.
غير ان كتاب ((مستقبل الاسلام السياسي)) الصادر حديثاً عن ((المركز الثقافي العربي)) والذي أعده أحمد يوسف، يقدم وجهات نظر مختلفة عن السائد. في ما يلي أبرزها.
 غراهام فوللر (الباحث المتخصص في مؤسسة راند)، يرى ان من مصلحة الولايات المتحدة التعامل مع الحركات الاسلامية، بل وحتى تسهيل وصولها الى الحكم طالما ان هذا الامر يحمل في طياته في نهاية المطاف أضعافا لتيار الاسلام السياسي نتيجة دخوله النظام السياسي، وذلك لأسباب عدة منها، افتقار الاسلاميين لحلول موحدة وناجحة للمشاكل القائمة، حتى ان الجماعات الاسلامية حين يتم تأطيرها في احزاب سوف تفقد الكثير من حيويتها وحماستها. كما ان إصرار الاسلام السياسي على تهميش او عزل شرائح او قطاعات واسعة في المجتمع وخصوصا بالنسبة الى المرأة وإبعادها عن ساحة العمل العام سيؤدي الى فجوة كبيرة بين هذه الشرائح والحركات الاسلامية. وفوللر الذي يكن الاحترام للثقافة الاسلامية كما يقول، يرى ان التحدي الذي تواجهه الولايات المتحدة هو قدرتها على الانفتاح على حقبة جديدة، وقدرتها على الانفتاح والتعرف على ظاهرة الاسلام السياسي.
 أما مايكل كولنز ، فيرى انه لا يمكن القول بوجود مستقبل واحد لكل الحركات الاسلامية، نظرا لاختلاف هذه الحركات في التكوين والزعامة والاهداف. ثم يشير الى ان غالبية الحركات الاسلامية المعاصرة ليست مؤهلة لادارة تصريف الاعمال اليومية في حال وصولها الى السلطة.
 من جهته ستيفن بيليتر (أستاذ الدراسات الاستراتيجية في مكتبة الحرب الاميركية) يلاحظ ان تحدي الاصولية لم يبرز ويأخذ شكلا جادا في العالم كله الا بسبب حركة ((حماس)) إذ لم تحظ أعمال منظمة مسلحة باهتمام كبير من جانب صانعي القرار في الغرب مثلما حظيت به أعمال حماس (حصل هذا قبل 11 أيلول)، والحق ان مقتل عدد من الاسرائيليين على يد ((حماس ))جعل الولايات المتحدة تستنفر كل قنواتها السياسية والاعلامية للدعوة امناقشة ظاهرة ((الارهاب)) في رسالة واضحة الى حكومات الدول الاسلامية وشعوبها.

البارز من سائر النصوص هو ما يبين ان الحركات الاسلامية هي نتاج الانظمة اللاديموقراطية والمتأزمة اقتصاديا، المانعة وصول الحركات الاسلامية الى السلطة وان حصل ذلك من خلال العملية الانتخابية الديموقراطية. فالحكومة الجزائرية بعد فوز الاسلاميين في الانتخابات، قامت باعتقال قادة جبهة الانقاذ وألغت نتائج الانتخابات، وعندما نجحت جماعة الاخوان المسلمين في مصر في لعب دور سياسي في عهد الرئيس مبارك من خلال السيطرة على النقابات واتحاد العمال، سارع مبارك الى إنهاء هذا الدور واستخدم في حربه الدعائية ضد الاصوليين وسائل الاعلام العالمية، واستند الى الاعمال المسلحة التي قام بها الاصوليون في مصر ليصعد صراعه معهم...
إنقلاب 11 أيلول واتساع الفجوة
لكن 11 أيلول قلبت الأمور، كما اسلفنا، رأساً على عقب. فعاد صموئيل هانتغتون الى الواجهة، وازداد استخدام تعبير ((صدام او صرع الحضارات))، واخذت الصحف الاميركية تطرح السؤال استنادا الى بلاغ اسامة بن لادن الشهير حول محاربة أميركا و((الكفار)) والافتاء بجواز قتل المدنيين الاميركيين في أي مكان.
 وكان الفرنسي اوليفييه روزنباخ، في كتابه ((القانون الدولي المصادر)) قال ان السياسة الاميركية تعمل على جر المياه الى طاحونة الاصوليين الذين هم اليوم، اكثر من اي يوم مضى، يصرون على تحويل العلاقات الدولية الى حرب بين الحضارات)).
وهكذا حصل. فقد ازدادت الفجوة بين الاسلام والغرب وكل المحاولات التي سعى من أجلها الكتاب لتجسير الفجوة باءت بالفشل، بعد ((زلة اللسان)) عن الحملة الصليبية التي راح بوش يحاول توضيح ما عناه فيها. لكن الكثير من الكتاب وجدوا في ((زلة اللسان)) انها تفضح مكنونات وعيه السياسي المتكئة الى مقولة هانتغتون.
 فرانكلين غراهام (القس البارز في الاوسط البروتستانتية الاميركية)، قال في منتصف تشرين الثاني ((نحن لسنا من هاجم الاسلام، بل الاسلام هو الذي هاجمنا، اله الاسلام ليس إلهنا، ليس ابن الله كما في المعتقد المسيحي او اليهودي المسيحي، انه إله مختلف. وأنا أعتقد انه دين شرير وقبيح جدا)). وحين يتكلم فرانكلين غراهام فهو يعكس نبرة الخطاب المتداول.
بين هانتغتون اميركا وماركس فرنسا
هكذا الخطاب الاميركي يتجه نحو العنصرية، لكن ماذا عن مستقبل الاسلام السياسي؟ حصيلة ((متسرعة)) قد تأتي بالإجابة:
الثورة الخمينية تهاوت: 75 في المئة من الشعب و86 في المئة من الطلبة عن اداء الصلاة.
حسن الترابي خسر السلطة في السودان بعد ان انقلب عليه شريكه عمر البشير.
السلطات التركية ((الاتاتوركية)) حلت حزب الفضيلة الاسلامي، وتراجع أداؤه الانتخابي.
حركة الاخوان المسلمين المحظورة في سوريا تتجه من خلال بياناتها الاخيرة نحو الليبرالية.
حزب النهضة في تونس لا يزال محظورا، وهو معدوم الفاعلية سياسيا.
في المغرب لا تنفصل الحركات الاسلامية عن الملكية، والملك ينظر اليه بوصفه ((أمير المؤمنين)) على اعتبار انه من سلالة ((الامام علي)).
والحق ان صورة الاسلام السياسي في العالم اهتزت على نحو غير محتمل، الانتحاريون في العمليات الارهابية في نيويورك قتلوا الاسلام السياسي، خلقوا أشد الصور بشاعة عنه، فبات في حاجة ضرورية الى مراجعة جذوره، بعد ان تحول الى ظاهرة عامة بامتياز يحكمها الصخب اكثر من الفعل، ولا تستطيع ذهنيات ((الاسلحة)) الصمود أمام التحولات الاجتماعية والسياسية التي تصيب العالم، رغم المكابرة ورفض الاعتراف بالتراجع والانحسار.
في مقابل حضور هانتغتون الطاغي في أميركا، تلاحظ عودة للأدبيات الماركسية في فرنسا، وخاصة لجهة تحميل النظام الرأسمالي وما يخلقه من ظلم وخلل وتفاوت مسؤولية أحداث 11 أيلول.
 وفي هذا السياق، يعتبر جان ماري فنسان، الذي حمل كتابه الجديد عنوان ((ماركس الآخر)) ان المجتمعات الغربية تواجه منذ 11 أيلول ((نمطا جديدا من النزاعات التي تحمل على الاخذ مجددا بما أكده ماركس تكرارا حول المعطيات المدمرة التي تواكب تطور الرأسمالية)).
وهو يرى ان شعار ((مكافحة الارهاب الدولي)) لا يهدف سوى الى ((حماية الهيمنة الرأسمالية الاميركية على العالم))، وتحويل الارهاب الى ((مفهوم تأسيسي)) تدير أميركا سياستها وعقيدتها الدفاعية على أساسه. وبوش منذ اليوم الاول بعد 11 أيلول رفض حصر الارهاب في بن لادن وتنظيم ((القاعدة)) واتجهت الانظار الى ((حماس)) و((الجهاد)) و((حزب الله)) وكل من يشكل خطرا على إسرائيل.
مستقبل الديمقراطية والحرية
النقطة الرئيسية التي يلاحظها المرء بعد الحرب على أفغانستان، أبعد من ((مستقبل الاسلام السياسي)) بل هي مستقبل ((الديموقراطية)) و((الحرية)). فابن لادن قدم الهدية المرجوة لليمين الاميركي لتطبيق فلسفته حول ما يجب ان يكون عليه شكل الحياة في المجتمع الاميركي، وفي العالم.
وبالتالي انتصر الخوف على الحرية لتصير الحياة في مناخ رعب جديد...
 كاتب لبناني



#الحجيري_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بيان جماعة علماء العراق بشأن موقف أهل السنة ضد التكفيريين
- حماة: مدينة النواعير التي دارت على دواليبها صراعات الجماعات ...
- استطلاع رأي -مفاجىء- عن موقف الشبان اليهود بالخارج من حماس
- ولايات ألمانية يحكمها التحالف المسيحي تطالب بتشديد سياسة الل ...
- هل يوجد تنوير إسلامي؟
- كاتس يلغي مذكرة -اعتقال إدارية- بحق يهودي
- نائب المرشد الأعلى الإيراني خامنئي يصل موسكو
- الجيش السوري يسقط 11 مسيرة تابعة للجماعات التكفيرية
- بالخطوات بسهولة.. تردد قناة طيور الجنة الجديد علي القمر الصن ...
- TOYOUER EL-JANAH TV .. تردد قناة طيور الجنة بيبي على القمر ا ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الحجيري محمد - أبعد من الإسلام السياسي آراء لبعض الباحثين الغربيين في الإرهاب وصراع الحضارات