أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - بير رستم - أصنامكم “بشر” أيضاً!














المزيد.....

أصنامكم “بشر” أيضاً!


بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)


الحوار المتمدن-العدد: 6766 - 2020 / 12 / 20 - 17:29
المحور: المجتمع المدني
    


الصنم أو الوثن هو عبارة عن “تمثال أو رمز لإنسان أو جني أو ملاك، يصنعه الإنسان ليعبده ويتخذه إلهاً، ويتقرب إليه بالتذلل والخضوع”، طبعاً التعريف السابق والمختصر ينطبق على مفهوم الألوهية نفسها حيث هو الآخر كان وما زال أشد الأصنام فتكاً بحرية الإنسان كفرد وكائن اجتماعي سياسي، كوننا نختار طوعاً أو فرضاً أن نصبح عبيداً لهذه الأصنام والطواطم بحيث تصل الأمور بهؤلاء العبيد إلى التضحية بأنفسهم في سبيل “مجد” هذه الآلهة والأصنام وهذا ما حصل مع آلاف القرابين خلال المراحل التاريخية المختلفة؛ إن كانت من خلال الحروب الدينية و”الشهادة في سبيل الله” أو حتى بتقديم القرابين البشرية في مرحلة ما من المراحل -وربما لليوم ولكن بطرق مختلفة وأحياناً مباشرة بالتضحية بالذات ك”شهيد” من شهداء الوثن- لكن قضية الأصنام لم تقف على الساحة والمشهد الديني السحري، بل للأسف انتقل إلى ساحات أخرى وبالأخص الساحة والميدان السياسي بحيث باتت مقولات مثل “للأبد أيها القائد” أو “الأسد أو نحرق البلد” أو “لا حياة بدون القائد” أو “الله للعبادة وبارزاني للقيادة”.. وغيرهم العشرات من هذه المقولات التي ترفع في ساحات مختلف الجغرافيات الوطنية وبالأخص في البلدان ذات النظم الثيوقراطية الاستبدادية والتي تروج لأيديولوجيا ما ويتخذها “الجماهير” -أو بالأحرى العبيد والمريدين- “آية” من الآيات التي لا تأتيها الباطل، بل شعاراً وهدفاً مقدساً تعمل على تثبيته في ذهنية الشعوب أجهزة ودوائر ثقافية إعلامية خاصة بتجييش تلك الشعوب خلف القائد الرمز والصنم الإله الذي “لا يأتيه الباطل” وعلى الجميع الخضوع له ولمشيئته وإرادته، كون من دونه لا حياة ولا وطن ولا وجود أساساً حيث الكون وكل الوجود في عرف هؤلاء واقف ببقاء “الزعيم الإله” على الكرسي.

لكن دائماً كان يرادوني سؤال واحد؛ لما لا يُعمل هؤلاء “العبيد” العقل بخصوص أوثانهم ويطرحوا على أنفسهم سؤالاً محدداً وبالأخص حول شخصية “الإله القائد”، أليس هذا الآخر كائناً هوموياً -من الهومو؛ الإنسان الأول- فيزيائياً مثل كل الكائنات البشرية المشابهة له، بل حاشا أحد يشبهه في عرف العبيد طبعاً، لكن رغم هذه القناعة الثابتة لدى هؤلاء المريدين والعبيد بخصوص أوثانهم وقياداتهم فتلك لا تنفي حقيقة أن هؤلاء “الأصنام القادة” هم مثلنا “بشراً”، يولدون وينامون ويأكلون مثلنا جميعاً نحن الكائنات البشرية الأخرى، بل يموتون أيضاً مثل أي كائن حي بالوجود في هذا الكون المليئ بالكائنات المختلفة فحتى النجوم تولد وتموت، إلا أصنام هؤلاء فهي “خالدة” أبداً ودائماً حيث هو “الأحد .. الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد” متناسياً بأن لكل شيء بداية ونهاية إلا لدى هؤلاء العبيد حيث الدوام والبقاء والخلود للزعيم “الأبدي” جاعلين من صورة الزعيم أيقونة خالدة جامدة من غير محددات ومواصفات إنسانية بشرية تنام وتشرب وتأكل مثلنا نحن الآدميين، بل وتفعل أفعالنا كلها.. بالمناسبة هل فكر أحد من هؤلاء العبيد المريدين؛ بأن قائده وزعيمه وصنمه يذهب للحمام -مثلنا نحن بقية البشر- ويفعلها وتزكمه رائحة “خرائه” أنفه مثلاً أو أن قائده المفدى يمارس الفعل الجنسي ويتعرى تماماً وبإمكان أي طفل صادق -وليس مريد عابد- أن يصرخ ويقول: الملك عار من اللباس” وهو عار ليس فقط من اللباس، بل من الكثير من تلك الأوصاف والأفعال التي تلبسونها على أصنامكم تلك أيها المريدين وبات عليكم أن تستفيقوا من غيبوبتكم لتعرفوا إن “إلهكم / وثنكم” بشر أيضاً، مثله مثلنا تماماً يصيب ويخطأ وليس هو “الواحد الأحد.. الخالد للأبد”!



#بير_رستم (هاشتاغ)       Pir_Rustem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ردود وإجابات بخصوص مقالتي الأخيرة؛ (ملاحظات على حوار “آلدار ...
- ملاحظات على حوار “آلدار خليل” الأخير
- جيفري يكشف عن المخططات الأمريكية بخصوص الملف الكردي
- رؤية “مظلوم عبدي” بخصوص العلاقات الكردية
- الكرد ومعاهدة سيفر
- حكايتنا مع المعارضة جعلتنا نبكي على أيام النظام!
- لا تجعلوا منا كلاباً.. وإلا سيكون نصيباً فقط العظام!
- شنكال.. الكرد ما زال يدخلون حروب القبيلة
- أردوغان فجأة يتذكر الديمقراطية والقانون
- أردوغان “أكبر فيروس يهدد العالم”!
- الترجمة.. حاجة إنسانية وضرورة معرفية حضارية.
- أزمتنا؛ إننا نريد أن نبقى في الماضي
- شنكال والصراع البارزاني الآبوجي
- المرجعية الكردية ضرورة وطنية كردستانية
- تركيا وفوبيا الكردستاني!
- تركيا و”مئة مشكلة”!
- الجيل الجديد يستحق إهتماماً أفضل
- الكردي المهزوم داخلياً!
- أردوغان والركوب على ظهورنا!
- تركيا والتهديد الأخير لمناطق الإدارة الذاتية


المزيد.....




- الخارجية الفلسطينية: تسييس المساعدات الإنسانية يعمق المجاعة ...
- الأمم المتحدة تندد باستخدام أوكرانيا الألغام المضادة للأفراد ...
- الأمم المتحدة توثق -تقارير مروعة- عن الانتهاكات بولاية الجزي ...
- الأونروا: 80 بالمئة من غزة مناطق عالية الخطورة
- هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست ...
- صربيا: اعتقال 11 شخصاً بعد انهيار سقف محطة للقطار خلف 15 قتي ...
- الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
- -الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - بير رستم - أصنامكم “بشر” أيضاً!