أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد كشكار - حوارٌ، أغلبُه صامتٌ، دار بيني وبين أحدِ رُوّادِ مقهى الشيحي مِنَ الذين يصنفُهم البعضُ خطأً في خانةِ -غير عادي- ؟














المزيد.....

حوارٌ، أغلبُه صامتٌ، دار بيني وبين أحدِ رُوّادِ مقهى الشيحي مِنَ الذين يصنفُهم البعضُ خطأً في خانةِ -غير عادي- ؟


محمد كشكار

الحوار المتمدن-العدد: 6766 - 2020 / 12 / 20 - 15:10
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ملاحظة ديونتولوجية: لقد طلبتُ إذنَه في النشر، أذن لي (عادة دأبتُ عليها).
ملاحظة توضيحية: لا أعرف اسمَه ولا لقبَه ولا مهنتَه ولا مستواه التعليمي أو الثقافي ولا محلَّ إقامتِه ولا أعرفه في الفيسبوك. شاب تقريبًا في الأربعين، من الروّادِ الجُدُدِ لكنه لا يأتي إلا لماما. وعندما يأتي يقول لي دومًا: "صباح الخير أستاذ". أردُّ على تحيته بمثلها، ثم ينزوي وحيدًا مثلي في طاولة غير بعيدة عني. هل هو يعرفني في الواقع أو في الافتراضي.. الله أعلم.

منذ يومَين، بعد تحية الصباح المعتادة ودون مقدمات، توجه لي بالسؤال التالي: "ما الفرق بين العقل والتعقل؟" ثم أردف: "خمّم في عقلك" وغادرَ.
أخذتُ سؤالَه مأخذ الجد ومن الصدف الغربية أنني قرأتُ أخيرًا للفيلسوف إدﭬار موران مقدمة تقارب نفس الموضوع (العقلانية والعقلنة: La rationalité et la rationalisation )، ونشرتُ عنها مقالاً بتاريخ 4 أكتوبر 2020. في الغد، طبعتُ لأجله هذا المقال، لم يأتِ.
اليوم أتي، "صبّحَ"، "صبّحتُ"، ناولتُه المطبوعة (تجدون نص المقال أسفله)، أخذها، نظّف طاولتي، غيّر المنفضة، جلب لي قارورة ماء صافية بلاّر وكوب "جوتابل"، ثم عاد إلى طاولتِه. بعد برهةٍ قصيرةٍ، رجع وناولني جذاذة صفراء كُتِبَ عليها بالقلم الأحمر حَرفيًّا الآتي: "بسم الله الرحمان الرحيم سيدي وسيادة المربّي لولا التعقل ما جاءت كلماتكم معلِّمة شكرًا إمضائي". ثم كرر نفس الحركة في مرّتين متباعدتَين قليلاٌ. في الثانية، كتب: "هل نضرية دارْوين نجحت في الانضمام إلى العقلانية البنائية؟ وإلى مَدَى؟ شكرًا". في الثالثة، كتب على غلاف ظرف بريدي أبيض فارغ: " بسم الله الرحمان الرحيم سيادة المفكّر [المفهوم الحقيقي للخلافة في الأرض] صمت لسان عقلي إحتراما ونطق لسان قلبي قائلا: أحبّكَ سيدي الكريم [تحدّث تعرف] [تحدّث = فكّر].
انتهى الحوار.

ملاحظة أخيرة: هل يحق لبشرٍ أن يصنّفَ بشرًا آخرَ ؟ أيهما "غير عادي" المُصَنَّفُ أم المُصَنِّفُ ؟
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 20 ديسمبر 2020.


نَصُّ المقالِ المعنِي والمذكورِ أعلاه:
ما الفرق بين العقلانية (La rationalité) والعقلنة (La rationalisation)؟ نص الفيلسوف العظيم إدﭬار موران، ترجمة مواطن العالَم
1. نص الفيلسوف العظيم إدﭬار موران:
العقلانية تُميّز بين اليقظة والحلم، الخيال والواقع، الذاتي والموضوعي. العقلانية هي النشاط العقلاني للعقل الذي يعتمد على مراقبة المحيط -environnement (مقاومة الوسط للرغبات والخيال)، ومراقبة الفِعل (أنشطة التدقيق والتثبت والتحقق)، ومراقبة الثقافة (بالرجوع للمعرفة المشتركة)، ومراقبة الغير (هل ترونَ ما أرى؟)، ومراقبة القشرة المخية (ذاكرة، مسائل منطقية). بلغة أخرى، العقلانية هي التي تراقب وتصحّح وتصوّب كل أعمالنا.
العقلانية هي أفضل وقاية ضد الخطأ والوهم، أقصد العقلانية البنائية التي تنتج نظريات متماسكة وتتحقق من منطقيتها، العقلانية التي تحافظ على انفتاحها على مَن يخالفها في الرأي وإلا تحوّلت إلى عقيدة وانغلقت وأصبحت عقلنة ولم تعد عقلانية. من جهة أخرى توجد العقلانية النقدية التي تُمارَس خاصة ضد الأخطاء والأوهام والنظريات والمعتقدات.
لكن العقلانية تحمل في أحشائها أيضاً احتمال الخطأ والوهم عندما تنحرف عن مسارها، وهذا ما أشرنا إليه بالعقلنة: العقلنة تعتقد أنها عقلانية لأنها تُشَكِّلُ نظاماً منطقيّاً لا تشوبه شائبة، نظاماً يعتمد على الاستنتاج أو الاستقراء (déduction ou induction)، لكنها تعتمد أيضاً على دعائم مشوّهة أو خاطئة وتغلق بابَها على البَرهَنة والتجربة.
العقلنة منغلقة والعقلانية منفتحة. العقلنة تغرف من نفس العين التي تشرب منها العقلانية، لكنها تُشَكِّلُ مصدراً من أكبر مصادرً الأخطاء والأوهام. وبالتالي، إذا عقيدةٌ كانت خاضعةً إلى رؤية معينة للعالَم، رؤية ميكانيكية وحتمية (un modèle mécaniste et déterministe)، فهي لا يمكن أن تكون عقلانية بل هي عقلنة.
2. إضافة مواطن العالَم:
يبدو لي أن الإضافة هي مِن أصعب المهمات الفكرية، خاصة إضافة من قِبل غير فيلسوف (مواطن العالَم) على كلام فيلسوف (إدﭬار موران)، لكنني سأتجرّأ وأضيفُ مثالاً يجسّم العقلنة كمصدرٍ للأخطاء والأوهام، أعني به عقلنة الماركسية من قِبل الماركسيين الأرتدوكسيين الذين يحاولون أن يعقلنوا عقيدتهم (La rationalisation) ويُصبغون عليها تعسّفاً صفة "العلمية" ويُسمّونها اعتباطاً "الاشتراكية العلمية" (Le socialisme scientifique)، عقيدةٌ خاضعة إلى رؤية معينة للعالَم، رؤية ميكانيكية وحتمية.
مثال مقتضب على حتميتها: الحتمية التاريخية.
مثال مقتضب على ميكانيكيتها: لو غيرنا البنى التحتية الاقتصادية والاجتماعية فسوف تتغيّر البنى الفوقية الثقافية تقريباً أوتوماتيكيّاً.
مثال مقتضب على أخطائها الجسيمة: الديكتاتوريات الدموية التي حكمت في الدول الاشتراكية وانقرضت مثل ستالين في الاتحاد السوفياتي وماو في الصين وبول بوت في كمبوديا.
مثال مقتضب على أوهامها الكبيرة: الماركسية عقيدة خَلاصية وليست علمية (une doctrine messianique)، أي يعتقد معتنقوها أنها ستخلص البشرية من الفقر والجهل والجور والأشدّ وأنكَى أنهم يعتقدون جازمين أنها نهايةُ التاريخْ.
Référence biblio : Exergue Edgar Morin, in Apprendre par l’erreur, sous la coordination de Maridjo Graner et André Giordan, Ecole changer de cap (Article traduit en arabe par Mohamed Kochkar, docteur en didactique de la biologie, UCBL1, 2007.)
إمضائي:
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك، فدعها إلى فجر آخر" (جبران)



#محمد_كشكار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قد يكون بعضًا من تاريخ لقب -كشكار- قبل الإسلام ؟
- حول عركة عرش دوز (المرازيﭬ) وعرش بني خداش (الحوايا) ع ...
- وشَهِدَ شاهِدٌ من أهلِها !
- لماذا فعلها الجيش المصري ولن يفعلها من حسن حظنا الجيش التونس ...
- بعض الفرضيات التي تفسّر أسباب الانتشار السريع للفتوحات العرب ...
- حِلْمُكُم، إنها مَزْحَةٌ: شعر ملحون طريف، يُقالُ أنه قِيلَ أ ...
- مقال جيد قرأته لعلي حرب: -نقد المثقّف أو أوهام النُخبة...نحو ...
- رغم انتهازيّته قبل الثورة وبعدها، صَوَّتَ لفائدته مليون ناخب ...
- مقارنة بين بعض أقوال السلف الصالح و أقوال بعض علماء الغرب ال ...
- فالاختلاف هو إذن مولّد المعنى وهو أيضا رحمة
- علي حرب يجيب على سؤال: أتؤمن أم لا تؤمن ؟
- إن نقد الحقيقة يجعلها أقل حقيقة
- العنفُ في القرآن ؟
- -كل الحضاراتِ، ودون استثناءٍ، بُنِيتْ على الفسادِ- !
- نقد بعض نظريات نشوء الدين
- سيف بن ذي يزن بين التاريخ والأسطورة ؟
- تعريفات مختلفة لمفهوم الدين ؟
- فكرة الإله ؟
- تعريف دين القوم والدين الشمولي
- ما الفرق بين التديّن الثوري والتديّن التبريري ؟


المزيد.....




- الثلوج الأولى تبهج حيوانات حديقة بروكفيلد في شيكاغو
- بعد ثمانية قرون من السكون.. بركان ريكيانيس يعيد إشعال أيسلند ...
- لبنان.. تحذير إسرائيلي عاجل لسكان الحدث وشويفات العمروسية
- قتلى وجرحى في استهداف مسيّرة إسرائيلية مجموعة صيادين في جنوب ...
- 3 أسماء جديدة تنضم لفريق دونالد ترامب
- إيطاليا.. اتهام صحفي بالتجسس لصالح روسيا بعد كشفه حقيقة وأسب ...
- مراسلتنا: غارات جديدة على الضاحية الجنوبية
- كوب 29: تمديد المفاوضات بعد خلافات بشأن المساعدات المالية لل ...
- تركيا: نتابع عمليات نقل جماعي للأكراد إلى كركوك
- السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد كشكار - حوارٌ، أغلبُه صامتٌ، دار بيني وبين أحدِ رُوّادِ مقهى الشيحي مِنَ الذين يصنفُهم البعضُ خطأً في خانةِ -غير عادي- ؟