رشا الفوال
كاتبة
(Rasha El Fawal)
الحوار المتمدن-العدد: 6766 - 2020 / 12 / 20 - 01:33
المحور:
الادب والفن
على اعتبار أن المتلقي هو المُخرج الفعلي للنَص، الذي يُحلل مكوناته وحركية الشخصيات، في ظل تدخل الزمن الإبداعي ضمن سياق إعادة إنتاج النص علىَّ أرضية بعدد مستويات عُمق التلقي، من خلال ذلك المدخل يمكننا البدء بالعنوان لنلاحظ أن(الزمن) يمثل العامل المُسيطر على بنية العمل، ومن خلال تلك الملاحظة نجد أن الإنتقال بين(الزمن الميقاتي) و (الزمن الإجتماعي) كان متداخلًا وتدريجيًا ؛ فجاء العنوان معرفًا للإشارة إلى يوم بعينه(الرابع عشر)، ثم كلمة(مِن) ليقتلع الكاتب ذلك اليوم من السياق العام لزمانه وتصبح الأيام الأخرىَّ متشابهة، هنا يحق لنا ان نتناول العمل عبر آلية(التجريد) وانتزاع المعنىَّ الخاص من(الكل)، مجوعة(الرابع عشر من برومير) هى المجموعة الأولىَّ للكاتب/ أمل سالم، صدرت عام 2019م عن الهيئة العامة لشئون المطابع الأميرية
أولًا: فقدان الواقع واستعادته
إنطلاقًا من كون(الفصام Schizophrenia) نوع من الإضطراب العقلي تبدو أعراضه بدرجات متفاوته، و"يتضمن عادة تناقص صلة الإنسان بالعالم الواقعي"(1)؛ فتبدو السمة الأساسية في المجموعة القصصية هى التفكك في مجالين: المجال الداخلي الذي تجلىَّ في تحطيم الإنسجام بين الفكر واللغة، والمجال الخارجي الذي بدا أكثر وضوحًا في تحطيم الوحدة بين الوظائف النفسية وعلاقتها بالوجدان والميول والإرادة و السلبية والقابلية للإيحاء الظاهرة في سلوك الشخصيات، كل ذلك يؤكد فكرة التناقض بين مايشعر به كل شخص من شخصيات القصص وبين مايقوله، فنراهم يؤكدون العاطفة ثم يقومون بنفيها في آن واحد، فينتهي الأمر إلى التفتيش في عالم الأخيلة الوهمية عبر آلية(الإجترار الفكري)، ومن مظاهر فصام النَص اضطرابات شكل التفكير؛ فنجد "الهلاوس تتجلىَّ في وجود صوت يُعلق على تصرفات الفرد أو صوتين يتجاوران"(2)، كما نجد الميل إلىَّ الإنسحاب من الواقع، وتفكك الوظائف النفسية، فالتفكير والعاطفة يعمل كلا منها مستقلًا عن الآخر، كما أن العاطفة تتفكك في داخلها فيختلط الغضب بالخوف بالفرح بتبادل سريع، وتصبح حركات الذات مُكررة، بل تصبح الجمل نفسها مكررة؛ يبدو ذلك في قصة(منى) لنجد تكرار جملة"سوق البلدة" و"سوق القرية" و"إنه حمام برى" و"هذا حمام برى" و في قصة(رحلة) تكرار جمل"هى لم تكن كذلك، كانت اسوأ من ذلك، لذا سأروي بالضبط" ثلاث مرات، وفي قصة(عبث) تم تكرار كلمة"المباشرة" و"إختارت المباشرة" و"باشرت الاختراق" و"الطريقة المباشرة"، وتكرار جملة"فاردة أطرافها" مرتان، وتكرار جملة" هذا الصدر الذي يشبه الصوان" و"صلابة الصوان" و"حجر الصوان" و" عن قلب صوان" وفي قصة(شرك) تكررت جملة "اعترضت طريقه" ثلاث مرات ، وفي قصة(سحابة) تكررت جملة "حلقها كل يوم" و" حليق الذقن"، وفي قصة(غروب) تكررت جملة"أن واحدة أحبت" و" آخر واحدة أحبت"؛ فالشخصيات الفصامية تعتقد أن العالم الخارجي هو الذي يتغير وتكون غير مدركة للتغيرات التي تطرأ على شخصيتها وبالتالي" تتبنىَّ أنماطًا غير منطقية من التفكير"(3)، تتسم أيضًا شخصيات المجموعة القصصية بالتوقعات الكارثية والقراءة السلبية لأفكار الآخرين والمقارنة المستمرة بهم، تلك التوقعات التي تدفع إلى(تجريد) الشخصية المقابلة من إيجابياتها، يتضح ذلك في قصة(مساحة السلالم) فيقول الكاتب" أدرك بعدها أن حدثًا جللًا بينهما سوف يحدث، فقد تعنفها، وتبدأ في توعيتها ضد احتضان الغرباء"، وفي قصة(الرابع عشر من برومير) يقول لنفسه كثيرًا"إنهن جبلن على المرقعة، ولولا المرقعة مانظر إليهن الرجال ولا انجذبوا إليهن"، وفي قصة(رحلة) يقول"لكنها فاتنة لا تغتر بها عندما تراقصك، ثم تخلع ثوبها أمامك، وأنت فاغر فاهك ، متحين أن ترى الفيض الربانى في جسدها الأبيض المرمى، مستشعرا طاقاته النافرة، لكنها غانية"، وفي قصة(منى) يقول الكاتب على لسان حال الشخصية النسائية" السيدة العقيم خير سيدة رفق للرجال، إنهم في العلاقات يفضلونها عاقر" ينبغي هُنا الإشارة إلى أن"التفكير القائم على الإستنتاجات الإنفعالية يؤدي إلى الاضطراب النفسي"(4)؛ حيث تؤكد نظرية "لاكان" بقوة على اضطراب علاقة الشخصيات الفصامية باللغة، فاللغة تفرض الإحساس بالفقد؛ لذلك نكتشف فشل شخصيات المجموعة على المستوىَّ(الرمزي)، وعدم قدرتهم على استخدام الضمائر لذلك فهم لايملكون القدرة على التحاور(5)، والسبب في ذلك ضعف(الذاكرة الدلالية) المتعلقة بالتفكير ومعاني الكلمات، والذاكرة الدلالية نوع من أنواع الذاكرة طويلة المدىَّ الخاصة بالحقائق والمعلومات عن العالم باستثناء الخبرات الشخصية لحياة الفرد، في حين أن(الذاكرة العاملة) تعتبر "نظام محدود السعة يقوم بحفظ المعلومات ومعالجتها بشكل مؤقت"(6)، وتتكون(الذاكرة العاملة) لشخصيات المجموعة من(المكون الصوتي/ اللفظي)، "الذي يقوم بحفظ المعلومات اللفظية وله مكونان أحدهما يختص بترميز المعلومات، والآخر يختص بالتكرار"(7)؛ فتأتي المقدمات غير منسجمة مع التراكم السلوكي للشخصيات، والكاتب هُنا إما أنه يحاول رسم شخصياته بصيغة التناقض، أو يحاول أن يُقحم المتلقي في حالة من الغموض غير المُبرر، لنكتشف أنه ربما يكون(الفصام الزمني للنص) مدروس يوضح أنه لا فكاك من الكوابح التاريخية التي يستدعيها الكاتب لتصبح نقيضه لسياق الزمن الإجتماعي الذي تعاني فيه الشخصيات من صراعات حاده، و(المكون البصري/ المكاني) الذي يُنظر إليه باعتباره مخزن مؤقت للذاكرة يحفظ الصور البصريه، فنجد قدرة خلاقة على الوصف قام بها الكاتب في قصص المجموعة، و(المكون التنفيذي) الذي" يوجه الأنشطة المعرفية والاستجابات الإنفعالية والسلوك ويتضمن عمليات المراقبة والتخطيط"(8)، الذي ظهر في جُمل مثل"أنت كعقرب يُحصي الثواني" في قصة (رحلة)، وجملة" لكن عينه المغمضة مكنت عينه المصوبة من التدقيق في الهدف" في قصة(عبث)، وجملة"أستمتع دائمًا بمشاهدة من يمارس القيادة" في قصة (الحدث)، وجملة" تابعت السيدة بعيني، أحصي حركاتها وسكناتها" في قصة(فصام)، وجملة" كان يتفحصها من كل زاوية" في قصة(ذاكرة الموتىَّ)؛ فنجد التسلسل الوصفي للعالم عبر استخدام الفعل(الماضي) ويتخلل ذلك شبكة من الجُمل المكررة؛ بهدف خلق حالة من الإشتباك بين(الزمن الإجتماعي) وما يحويه من خلل في الشخصيات و(الزمن الميقاتي) المجرد، ثم ينتقل الكاتب من الماضي السردي إلى الحاضر الزمني تدريجيًا
ثانيًا: الإكتئاب والشعور الوهمي بالذنب
"في الميل الإكتئابي يعلل المكتئب الأحداث والمواقف السلبية التي يتعرض لها إلى أسباب داخلية تتعلق بذاته"(9)، كما أن الخبرات المبكرة التي يتعرض لها الإنسان في حياته تعتبر بمثابة (متغيرات مهيئة Pre disposing) لتكون التصورات السلبية نحو الذات والعالم، ثم يأتي دور(المتغيرات المرسبة Pre cipetating) المتمثلة في أحداث الحياة التي تثير التصورات السلبية وبالتالي تؤدي إلى الإكتئاب
وعلى اعتبار أن(الشعور بالذنب Guilt Feeling ) يمثل في المجموعة الحوار الداخلي بين(الانا) و(الأنا الأعلىَّ)، يتضح لنا أن وخز الضمير يُعد ألم تثيره مثيرات يُدركها الفرد، ويتسم "بالقلق العصابي الذي كثيرًا مايقترن بالإشمئزاز من الذات"(10)، فيقول الكاتب في قصة(الرابع عشر من برومير) "تارة شك أن رذاذة من فم إحداهن انطلقت كالقذيفة واستقرت في فمه، قضىَّ يومه والأيام المتتالية في استخدام فرشاة الأسنان"، كما أنه يعتبر قلقًا تجاه(الأنا الأعلىَّ) "ويكون الدافع هنا هو الحاجة لإثبات براءة الذات"(11)، فيقول في نفس القصة" لذا لن يحدث أبدًا"، ويقول في قصة(رحلة) " أنت عندما تراها فإنك تبصر الموت بالضبط"، ويقول في قصة (عبث) "شكرًا لله كثيرًا أنه كان قويًا بدرجة تمنعه من الإنحطاط فيما هو ظاهره السلام وباطنه المعركة"
ثالثًا: مفهوم الذات وعلاقته بصورة الجسم
يتضمن مفهوم الذات "وصف الفرد لذاته من خلال محتويات مشاعره"(12) لذلك فإن مواجهة الإنسان لذاته بعد إضعاف صلته بالواقع الخارجى تؤدي إلى تضخم الذات، وتصبح معرفته مهددة بالإنحراف نتيجة للذة التي يجنيها التأمل من تحليل ذاته عبر آليات الدفاع، وتاخذ(صورة الجسم Body Image) لدىَّ الشخصيات الفصامية في المجموعة شكلين يختلف كل شكل منهما عن الآخر، وهما "صورة الجسم السلبية التي تتضمن اضطرابات في إدراك شكل الجسم، وصورة الجسم الإيجابية التي تزيد من قيمة الفرد بالإضافة إلى سيطرة مشاعر الفخر والقبول الجسدي"(13)؛ ففي قصة (منى) حاولت المرأة التي تحب تربية الحمام أن تجعل من جسدها وعاًء للمشاعر حتىَّ تستطيع امتلاكه، لكنها اختارت البُعد(الوهمي المتخيل) عبر آلية(التعويض) فتقول" على أن أعتني بتغذيته؛ لأنه يهاجر إذا لم يجد غذاءً يكفيه" فكانت النتيجة مشاعر الذنب، ونجد آلية (التوحد) في قصة(حرفوش الميدان) حيث يقول البطل الذي توحد بالثوار مكتفيًا بمشاهدتهم" تدخل المقهىَّ، تجلس في شرفتها، تتناول قهوتك وأنت تشاهد الجموع تهتف للحرية"، وفي قصة(الحدث) استخدم البطل آلية (الإزاحة) لنقل مشاعره تجاه أمه إلى السيدة المنتقبة في الباص فيقول"السيدة المنتقبة كانت وبحرفية ومهنية شديدتين تنقل النقاب عن وجهها إلى عقل الطفل المستسلم هناك"، ويقول" كان الطفل راكبًا بصحبة امه ، صامتًا، عبوسًا، مستسلمًا لديكتاتورية الأم وهى تمارس أقصىَّ مالديها من سلطة عليه" ، وآلية(إسقاط) صورته على الطفل فيقول" هذا الطفل ذكرني بطفولتي" لذلك كان معجبًا بسلوك الطفل عندما تخيل أنه سيقاوم سلطة الأم فقال" أحببت في الطفل صوته العالي، وصراخه، وقوته"
خاتمة:
يرىَّ"فرويد" أن النواتج الإبداعية عبارة عن تجليات وإشباعات رمزية للرغبات والتخييلا اللاشعورية ؛ ولذلك يستجيب المتلقي لاشعوريًا للمضمون الخفي المتنكر، وعناصر السرور التي يستثيرها الأدب"(14)، وعلى اعتبار أن العمل الإبداعي يتم تقييمه من حث مدىَّ ملاءمته، وإذا قبلنا بالفرضية التي تقول بأن الأدب هو انعكاس للمشاعر الشخصية وتسجيل لحياة الكاتب من خلال ما يكتب، أو من خلال الشخصيات التي يبتكرها، وإذا كان الكاتب يترجم نفسه في أبطال قصصه؛ فإننا نجد أن الكاتب: أمل سالم رسم لنا شخصيات تتسم بالتناقض الوجداني، وفي ذلك قدرة على إعادة تشكيل عناصر الخبرة في صيغ جديدة، هُنا ينبغي الإشارة إلى أنه هرب بشخصياته من الأساليب المألوفة في معايشة أحداث العالم وتفسيرها، في محاولة كاشفة لجعل العالم أكثر أمنًا، عبر التشبث بالوعى من خلال استعادة خبرات الماضي بصورة تكاد تكون تفصيلية، واستخلاص دلالات بعض هذة الخبرات واختلاط الأمر في عرض الفكرة والتعبير عنها لغويًا؛ فجاءت التعبيرات مكررة لرسم خطوط محددة توحي بالخطاب الفكري الموجه من قبل الكاتب؛ لذلك كان سعينا أيضًا في محاولات جادة لجعل عالم النَص أكثر قابلية للفهم من خلال رصد (الفصام التبريري) الذي يتجلىَّ في المقدمات، و(الميل إلى الكمال) والنزعة المثالية للشخصيات عبر آلية(إنكار) السلبية والبرود العاطفي الذي جعل سلوكيات الشخصيات باتجاه خط أحادي الجهة، والذي ساهم في وجود حالة من القصور في مواجهة خبرات الحياة، والإستيطان في الخيال، وفقدان الواقع، كما جاءت الكتابة أيضًا موجهه في سبيل خفض التوتر الناتج عن الشعور بالتهديد الداخلي أو الخارجي الذي تفرضه بعض الظروف البيئية والصدمات النفسية والخوف من العقاب في الطفولة المبكرة، والشعور بالعجز والحرمان والوحدة في مراحل العمر التالية، أضف إلى ذلك حالة القلق الهائم الطليق المؤثرة على أجواء المجموعة والتي أدت في معظم القصص إلى توقع الشر، ومن أجل التغلب على هذا التوتر والتفكك والإفتقار إلى الإتجاه، والذي نجم عنه الإنقسام بين المحتوىَّ وأسلوب التعبير، تناول الكاتب الشخصيات عبر مقاربة إنسانية، وتناولناها بالدراسة عبر مقاربة نفسية تسعىَّ لتناول الظواهر الإنسانية من خلال معنىَّ إنساني، ليتحقق نوعًا من التوازن بين الكتابة الأدبية والنقد النفسي من خلال الإعتماد على النّص الأدبي في إضاءة العلم، ذلك أن الإتجاه النفسي لتفسير الأدب يقوم هنا بتبيان ظواهر الوعى واللاشعور في محاولة لفهم الرسائل الإدراكية والجماليات المرتبطة بالإنتباه والدافعية والصور الذهنية التي سيطرت على الكاتب أثناء الكتابة
المراجع:
1_ وليم الخولي(1976)، " الموسوعة المختصرة في علم النفس والطب النفسي"، دار المعارف، القاهرة
2_ احمد عكاشة(2003)، "الطب النفسي المعاصر"، مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة ، صـــ245
3- سيلفانوآريتى(1991)، "الفصامي كيف نفهمه ونساعده، دليل للأسرة والأصدقاء"، ترجمة: عاطف احمد، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، سلسلة عالم المعرفة، الكويت، ع 156، صــ53
4_ عبد الستار ابراهيم، وآخرون(1993)، "العلاج السلوكي للطفل : أساليب ونماذج من حالات"، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، سلسلة عالم المعرفة، الكويت، ع180، صــ123
5_ ياسر كمال(2018)، "التفسير اللاكاني للمناحي السيكودينامية الناجحة في علاج مرضىَّ الفصام عند كل من فيلموز وكارون: نماذج لحالات إكلينكية"، مجلة علم النفس، الهيئة المصرية العامة للكتاب، س 31، ع118
6_ Baddely, A.(2003) Working memory: Looking back and Looking forward. Nature Reviews. 4, p829
7_ Chin, J.& Fiez, J(2001) .Dissociation of Verbal Working memory system components. Using a delayed serial recall task.Cerebal Cortex. 11(11), 1003
8_ Gioia,Gerard, A,Is`uith& Peter, K(2004). Ecological assessment of executive --function-- in traumatic brain in Jury .Developmental Psychology. 25(1/2), 135
9_ Abramson,L.Y,Garber,J., Edward,N.B, &Seligman ,M.E.P. (1978A), Expectancy Changes in depression and Schizophrenia . Journal of Abnormal Psychology, vol.87(1), 102
10_ أحمد عزت راجح(1977)، "أصول علم النفس"، دار المعارف، القاهرة
11_ صلاح مخيمر(1979)، "المدخل إلى الصحة النفسية"، مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة
12_ Lier, L.V & Hult, F.M &Cavalcanti, M.C & Janks, H& Kramsch, C& Penny cook, A.(2011). Towards an Understanding of Language learner, Self_Concept Heidelberg, London, New York
13_ National Eating Disorders Association(2005) Body Image. https://www. National Eating Disorders. Org
14_ S.Freud, A general Introduction to Psychoanalysis(New York: Parmabooks,1953). P384
#رشا_الفوال (هاشتاغ)
Rasha_El_Fawal#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟