أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - ماهين شيخاني - ثورة أيلول والآمال على 14تموز















المزيد.....

ثورة أيلول والآمال على 14تموز


ماهين شيخاني
( كاتب و مهتم بالشأن السياسي )


الحوار المتمدن-العدد: 6765 - 2020 / 12 / 19 - 23:51
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


علق الكورد آمالا كبيرة على ثورة 14 / تموز/ 1958 ، فمنذ الساعات الأولى لإعلانها , نظم أبناء المدن والقصبات في كوردستان مظاهرات ضخمة لمساندة وتأييد الثورة ، وأبتهج الكل بسقوط النظام الملكي وقيام الجمهورية الأولى، بزعامة عبد الكريم قاسم، ونجاحها في بناء الجمهورية الفتية الأولى في العراق، كانت أملا لكل العراقيين، الذين سارعوا بالإجماع إلى تأييدها ومباركتها، وكان زعيم الشعب الكوردي الخالد الملا مصطفى البارزاني من أوائل القادة الذين هنئوا قاسم والضباط الأحرار الذين شاركوه وجميع أبناء الشعب العراقي بنجاح تلك الثورة الجماهيرية في الإطاحة بالنظام الملكي وإعلان الجمهورية، وعلى أثرها عاد البارزاني من منفاه ( الاتحاد السوفيتي السابق ) ليشارك فرحة الشعب العراقي ويساهم في بناء الدولة الجديدة التي أطلق عليها إسم الجمهورية العراقية، لتكون عراقا للعرب والكورد وكافة الأطياف والمكونات القومية والدينية والمذهبية والفكرية والسياسية.

أستقبل البارزاني في بغداد استقبال القادة العظماء من قبل كافة فئات الشعب العراقي، وفي اليوم الثاني استقبل من قبل الزعيم عبدا لكريم قاسم، وكانت الفرحة تعم جميع أنحاء العراق، لينعم الجميع تحت رايتها بالعيش الرغيد والحرية والسلام والتعايش السلمي بين جميع مكونات الشعب العراقي دون تميز.

إلا أن هذه الفرحة لم تدم طويلا، حيث تفاقمت الخلافات بين قادة الثورة حول رسم سياسة وهوية الدولة الجديدة بين الفكر الوطني الديمقراطي الذي يتزعمه الزعيم قاسم في بداية الأمر، والفكر القومي الشوفيني بقيادة عبد السلام عارف وبدعم من جمال عبد الناصر، وأرجح قاسم بأن أحداث الموصل وكركوك من صنع القوميين وبدعم مباشر من الناصريين، تفرد قاسم بالسلطة والقرارات وتخلى عن نهجه الوطني وحبه للشعب، وضرب القوى الديمقراطية التي كانت بمثابة العمود الفقري للزعيم ولجمهوريته الفتية، وبشكل خاص الحزب الديمقراطي الكوردستاني والحزب الشيوعي العراقي وبقية القوى الديمقراطية الوطنية العراقية
حاول البارزاني ولمرات عديدة إقناع قاسم بمواقفه المساند للثورة والجمهورية الفتية، وخاصة في لقائهم الأخير في بداية عام 1961 لكن دون جدوى، وعلى أثرها عاد البارزاني الى كوردستان ( بارزان)، وبدأت حكومة قاسم بملاحقة واعتقال أعضاء الحزب الديمقراطي الكوردستاني وإغلاق جريدته الرسمية ( خه بات ) ومقر الحزب في بغداد

والأنكى من هذا كله قام باستغلال الخلافات العشائرية والقبلية في البيت الكوردي، حيث قام بتسليح بعض رؤساء العشائرالكوردية ( الجحوش )، وخلق الكثير من المشاكل السياسية والاقتصادية والإدارية في كوردستان، ثم بدأ في 11 أيلول 1961 بالقيام بحملة عسكرية واسعة شاركت فيها الطائرات الحربية وكانت تتقدمها أفواج الجحوش التي شكلها قاسم لشق وحدة الصف الكوردي وضربها ببعضها. هاجمت تلك القوات مجتمعة ومن محاور مختلفة مدن وقرى كوردستان، وبشكل خاص قرى منطقة بارزان معقل الثورة والثوار وقادتها العظام.

اندلعت ثورة أيلول التحررية بزعامة البارزاني الخالد (1961 – 1975)، كرد فعل للسياسة الفردية لعبد الكريم قاسم وانحرافه عن النهج الديمقراطي الشعبي للثورة، وسيطرة القوى القومية والشوفينية على زمام الأمور في الجمهورية الفتية من خلف الستار، وهذا ما أربك العملية السياسية وعمل على تغيير مسارها الشعبي الثوري الى حكم فردي استبدادي، تحولت نعمة الإنجازات التي تحققت في بداية الثورة للشعب الى نقمة، وتم مصادرة الحريات الثقافية والسياسية، حيث امتلأت السجون بالمناضلين من الشخصيات الوطنية والديمقراطية التي كانت تسهر على حماية الشعب وتدافع عن تطلعاته .

وانطلقت ثورة أيلول، بنضال أبناء شعبنا الكوردي وسواعد البيشمركة الأبطال، وفكر قادتها العظام، ولم تنطفئ شعلتها إلا بعد أربعة عشرة عاماً وبعد أن حيكت ضد الثورة الكوردية اكبر مؤامرة خيانة دولية في الجزائر، سميت باتفاقية الجزائر السيئة الصيت سنة 1975 والتي نصت على منح إيران جزء من شط العرب مقابل قطع المساعدات عن الحركة التحررية الكوردية في كوردستان الجنوبية، حيث باع صدام أرضه وعرضه لإيران مقابل إسكات الكورد عن المطالبة بحقوقهم المشروعة . و أصاب ثورة الكورد بنكسة سياسية، لكن لم تنته ولم تتوقف مسيرتها الثورية والعسكرية، بل واصل الثوار الأبطال ( البيشمه ركه )، بإشعال فتيل ثورة كولان في 26 . 05 . 1976 كامتداد لثورة أيلول، التي كانت مهدا للثورات الكوردية وستبقى الى أن ترسى سفينتها على بر الأمان وتتكلل بحق تقرير المصير. .
شهد كوردستان العراق مابين عامي 1961 م لغاية عام 1970 م. صراع مسلح حيث كانت الحرب العراقية الكردية الأولى والتي سميت لدى الكورد ب ثورة أيلول (بالكوردية: شۆڕشي ئەيلوول) وكان من أبرز القادة العسكريين العراقيين الذين ساهموا في الصراع في كوردستان العراق في تلك الفترة خليل الدباغ وسعيد حمو وعبد الجبار شنشل، ومن الجهة الكوردية كان النضال بقيادة الملا مصطفى البارزاني في محاولة لإنشاء إدارة كردية مستقلة في شمال العراق. في فترة الستينيات، و تصاعدت الانتفاضة إلى حرب طويلة، فشلت في حلها على الرغم من تغيرات السلطة الداخلية في العراق. خلال الحرب، وشارك 80٪ من الجيش العراقي في القتال مع الكورد ,وانتهت الحرب بانتصار الكورد في عام 1970 ، ونتج عنه ما بين 75000 إلى 105,000 ضحية. ثم جاءت سلسلة من المفاوضات العراقية - الكوردية في أعقاب الحرب في محاولة لحل النزاع ,و تكللت المفاوضات إلى اتفاق الحكم الذاتي العراقي–الكردي لعام 1970
أن ثورة أيلول أصبحت مدرسة لايستغنى عن تجاربها وتراثها في مسيرة البارزاني الخالد والحركة التحررية الكوردية بشكل عام، ثورة أيلول كانت ثورة الكورد جميعاً من شرق كوردستان الى غربها ومن شمالها الى جنوبها وبكل طبقات الشعب وفئاته وأديانه ومذاهبه، ومن أعظم إنجازات ثورة أيلول التحررية اتفاقية 11 آذار 1970 والاعتراف الرسمي للحكومة العراقية بحقوق الكورد ومنح الحكم الذاتي لكوردستان .

ثورة أيلول علم الكورد الكثير من الدروس، كما لقنت العدو دروساً كثيرة، نتمنى من حكام العراق اليوم الذين وصلوا إلى سدة الحكم، الاستفادة من تجارب ثورة أيلول ونضال البيشمركة الأبطال، ويتعلموا منها درساً واحداً، إلا وهو إن جميع حكام العراق المستبدين على رقاب الشعب، والذين أفرغوا حقدهم الشوفيني على الشعب الكوردي وأنكروا وجوده وحقه في الحياة الحرة الكريمة، وساقوا حملاتهم العسكرية ضد هذا الشعب الأبي المناضل، إبتداءاً من الزعيم قاسم، ومن بعده عبد السلام، وانتهاءاً بصدام وعلي الكيمياوي والمالكي والحيدري، الذين لطخوا أياديهم بالدماء البريئة لشعب كوردستان قد نالوا جزائهم، وذهبوا دون اثر وبنهاية سوداوية، .

ولن يعم السلام في العراق دون الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الكوردي، والإقرار بحقه في تقرير مصيره. والاعتراف التام عن قناعه بأنه هنالك منطقة جغرافية اسمها كوردستان، يعيش عليها الشعب الكوردي الأصيل، لهم لغتهم الكوردية العريقة، إنهم ليسوا عرباً ولا تركاً ولا عجماً، بل قوم آري، أصحاب تاريخ وحضارة، امة أنجبت قادة عظام وشعب جبار لابد أن تبحر سفينتهم يوماً الى بر الأمان، ويتمكنوا من بناء دولتهم الكوردية على أرض كوردستان ..

أيلول، ثورة كردية، كردستانية، وعراقية، وإقليمية ودولية، شأنها، شأن كل ثورة، سجلها التاريخ المنصف، أو سيجلها يوما، هي كوردية بناسها و قائدها و مناطقها، وفكره و فكرهم، لم يريد البارزاني و لا الشعب، أن يكون مشروعاُ مكرراُ من تجارب ما بعد الانقلابات العسكرية في العالم العربي، وهنا لابد من الإشارة، الى أن الخيار في النظام الجمهوري، لا يفصل بحق له على حساب نظام آخر، ملكياً أم غير ملكي، فليست كل الجمهوريات جنة للقانون، و لا كل الملكيات جحيم للويل و الثبور.

أيلول ثورة عراقية، لان تيارات وطنية عريقة عراقية أيدتها، و أيدت معها أن العراق أوسع و أكبر من اختصاره بسلطة عسكرية يسندها توجه حزبي واحد، كان سائداً يومذاك.

أخيراً، ثورة أيلول، والتي دخلت ذكراها الستين، أنذرت قبل أكثر من نصف قرن، من مآل الأوضاع إذا سادت عقلية عسكرية داخل السلطة، أو ساد نهج عقائدي يمثل خلاصة تكرار تجارب الحكم الفردي.
• ماهين شيخاني .

- ملاحظة : اعتمدت على نص الحوار للأستاذ فاضل ميراني وبتصرف.



#ماهين_شيخاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة
- كوردستان الغربية وما بعد الانتخابات الأمريكية
- الاصطفافات في الحركة الكوردية السورية
- قصة قصيرة- لما الاستعجال ...؟
- اذكروا محاسن موتاكم
- الرائحة ....


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - ماهين شيخاني - ثورة أيلول والآمال على 14تموز