أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - لطفي حاتم - لطائفية السياسية وتفكك بنية الدولة الوطنية















المزيد.....

لطائفية السياسية وتفكك بنية الدولة الوطنية


لطفي حاتم

الحوار المتمدن-العدد: 6764 - 2020 / 12 / 18 - 15:55
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


تلازمت الطائفية السياسية والدولة العراقية منذ نشؤها ولحد اللحظة التاريخية المعاشة ويعود ذلك الى كثرة من الأسباب منها داخلية تتمثل بالسياسة الكولونيالية واعتمادها على النخب السنية المتعلمة ومنها عزوف الطائفة الشيعية عن المشاركة السياسية وتكفيرها للوافد الكولونيالي.
استنادا الى ترابط الطائفية السياسية ومراحل تطور الدولة العراقية نحاول متابعة تأثيرات ذلك التلازم اعتماداً على المحاور التالية--
أولا -الطائفية السياسية وتفكك الدولة الوطنية.
ثانياً - الطائفية السياسية وانهيار تشكيلة الدولة الاجتماعية.
ثالثاً -الطائفية السياسية وتراجع كفاح الأحزاب الوطنية.
أولا -الطائفية السياسية وتفكك الدولة الوطنية.
- تتناقض الوطنية العراقية مع الطائفية السياسية وبهذا التحديد فان سيطرة الطائفية السياسية على الدولة العراق يفقدها سمة الدولة الوطنية باعتبارها دولة طائفية غير ممثلة لتشكيلة العراق الاجتماعية وغير مهتمة بالطوائف الدينية الأخرى.
-- استنادا الى ذلك نستطيع ملامسة التأثيرات السلبية على تطور الدولة العراقية عبر الرؤى الفكرية -السياسية التالية –
- سيادة الطائفية السياسية تشترط استبدال الهوية الوطنية بالهوية الطائفية واعتبارها معياراً للمواطنة في الدولة الوطنية. وبهذا التحديد تتحول الدولة الوطنية الى دولة طائفية لا تمثل مصالح طبقاتها الاجتماعية يل تمثل مصالح طائفتها الاجتماعية.
- تسعى الطائفية السياسية الى تقسيم الدولة الوطنية الى أقاليم طائفية شيه مستقلة تتحكم فيها الفتاوي الدينية والأعراف العشائرية والتقاليد الطائفية.
- تفكك قوانين الدولة الوطنية الناظمة لحياة الشعب الداخلية واستبدالها بالأعراف والتقاليد والعادات الناظمة لشؤنها الطائفية.
-- انهيار تشكيلة البلاد الاجتماعية وتحكم القوى الإقليمية المذهبية بالأقاليم الطائفية.
- تحول أقاليم الدولة الوطنية الى أقاليم طائفية يساهم في تطوير الروح العسكرية والنزاعات الطائفية.
-- تجزأت الدولة الى أقاليم طائفية يؤدي الى تفكك المؤسسة العسكرية ويضعف مهامها الوطنية.
ان تفكيك الدولة الوطنية والروح الانقسامية التي تحملها الطائفية السياسية تجد انعكاساتها على التشكيلة الاجتماعية وبنيتها الطبقية.
ثانياً - الطائفية السياسية وانهيار تشكيلة الدولة الاجتماعية.
تفكك وحدة الدولة السياسية وتوزع سلطاتها على أقاليم طائفية تنتج كثرة من السلبيات على تشكيلة البلاد الاجتماعية تجد سماتها بالموضوعات التالية –
1 – تفكيك البناء الطبقي للتشكيلة الاجتماعية.
بسبب السيادة الفعلية للطبقات الفرعية واعتماها على التصدير تتراجع قدرة الطبقات الأساسية في العملية الإنتاجية وما يحمله ذلك من تفكك قاعدتها الاجتماعية.
- يقود تفكك القاعدة الاجتماعية للطبقات الأساسية الى انهيار وحدتها الوطنية وما ينتجه ذلك من أضعاف كفاحها الوطني – الديمقراطي المشترك.
2 – ضياع سيادة الدولة الوطنية
- بسبب ترابطات الطبقات الفرعية مع الخارج الكولونيالي تتكاثر التدخلات الدولية وتحول البلاد الى ساحة للصراعات الإقليمية – الدولية.
3 – تقود هيمنة الطبقات الفرعية على أقاليم الدولة الطائفية الى غياب البرامج الوطنية وتفكك عوامل الكفاح الوطني – الديمقراطي.
4 – تزايد مسببات الحروب الاهلية بين الأقاليم الطائفية وما يسفر عن ذلك من تدخلات خارجية لصالح أ أطراف الطائفية السياسية المتصارعة.
5 – تقود النزاعات الوطنية – الدولية السياسية الى اشتداد إرهاب المليشيات المسلحة وما ينتجه من تخريب أمن المواطن ونهب ثروة البلاد الوطنية.
6 - تقود التغيرات السياسية – الاجتماعية في الأقاليم الطائفية الى تغيير أولويات الكفاح الوطني والتركيز على الكفاح الاقتصادي ومناهضة التدخلات الدوية.
7 – تقود التغيرات الناتجة عن تفكيك وحدة البلاد الوطنية الى هيمنة الرأسمال المعولم والطبقات الفرعية على سلطة البلاد السياسية.
ان الاضرار البالغة على الدولة الوطنية وتشكيلتها الاجتماعية تجد انعكاساتها الضارة في محور اخر يتمثل ب--

ثالثاً -الطائفية السياسية وتراجع كفاح الأحزاب الوطنية.
- تفكك الدولة الوطنية وانهيار تشكيلتها الاجتماعية تنعكس سلبا على كفاح الأحزاب السياسية والتي يمكن رصدها في المحددات التالية--
–تفكك القاعدة الطبقية للأحزاب الوطنية.
-يفضي تفكك التشكيلة الاجتماعية الى تفكك القاعدة الاجتماعية للأحزاب الوطنية ويضيف مصاعب وطنية على فعاليتها السياسية.
– تفكك وحدة القوى الوطنية.
- انقسام الدولة الوطنية الى أقاليم طائفية يضعف الوحدة الوطنية ويعطل برامج الأحزاب الوطنية الهادفة الى بناء دولة وطنية – ديمقراطية.
– تبدل أولويات الكفاح الوطني.
_تعمد القوى الوطنية على تركيز كفاحها الوطني على مكافحة التدخلات الخارجية والتأكيد على وحدة البلاد الوطنية وما يعنيه ذلك من تبدل أولوياتها الكفاحية.
- توطد مكانة الطبقات الفرعية
-- يعزز تفكك الدولة الوطنية قيادة الطبقات الفرعية للسلطة السياسية واعتمادها الإرهاب السلطوي ضد مطالبات القوى الديمقراطية.
-- شمولية الإرهاب السلطوي
- يفضي تفكك الدولة الوطنية الى شمولية ارهاب المليشيات المسلحة الحزبية ضد القوى الوطنية وكفاحها الديمقراطي.
- تزايد التدخلات الدولية
- تفكيك الدولة الوطنية يفضي الى سيادة المصالح الدولية على المصالح الوطنية وتعدد اشكال التدخل في الشؤن الوطنية.
ان التغيرات المصاحبة لسيادة الطائفية السياسية على مستقبل الدولة الوطنية وتشكيلتها الاجتماعية وفعالية احزابها الوطنية يقود البلاد الى الحروب الاهلية وضياع استقلالها الوطني.
تلخيصا لما جرى استعراضه يمكننا إيراد الاستنتاجات التالية -
أولا –سيادة الطبقات الفرعية على سلطة الدولة السياسية تؤدي الى توزيع الدولة على أقاليم طائفية.
ثانيا –تقسيم الدولة الوطنية الى أقاليم طائفية يفضي الى تقسيم وحدة البلاد السياسية.
ثالثاً – يؤدي تقسيم الدولة الوطنية الى أقاليم طائفية الى انهيار القاعدة الاجتماعية للأحزاب الديمقراطية الرافضة للطائفية السياسية ونتائجها التخريبية.
رابعاً- تقسيم وحدة البلاد السياسية وتفكك تشكيلتها الاجتماعية يقود الى التدخلات الخارجية الإقليمية - الدولية في الشؤون الداخلية.
خامساً - يفضي تفكيك التشكيلة الاجتماعية الى تبدل أولويات النضال الطبقي وهيمنة المصاعب الاقتصادية على المهام السياسية.



#لطفي_حاتم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطائفية السياسية وتفكك بنية الدولة الوطنية
- العلاقات الدولية وتناقضات بنيتها السياسية
- التحالفات الوطنية ودورها في الكفاح الوطني- الديمقراطي
- وحدانية التطور الرأسمالي والبناء الديمقراطي للدولة الوطنية
- الوطنية العراقية والطائفية السياسية.
- التشكيلة الاجتماعية العراقية وفعالية أحزابها الوطنية
- موضوعات حول الدولة والمليشيات المسلحة
- التحالف الوطني – الديمقراطي ومناهضة التبعية والتخريب
- وحدانية التطور الرأسمالي والكفاح الوطني – الديمقراطي
- الطائفية السياسية وإعاقة بناء الدولة الوطنية
- التحالف الوطني- الديمقراطي وبناء الدولة العراقية
- الوطنية - الديمقراطية ومكافحة التخريب الرأسمالي
- الأحزاب الطائفية وايديولوجيتها السياسية.
- الطبقات الفرعية ونزعتها الإرهابية
- العلاقات الدولية وعولمة السياسة الامريكية
- الوطنية الديمقراطية والشرعية الانتخابية
- الرأسمالية المعولمة وهيمنة الطبقات الفرعية
- الوطنية الديمقراطية ودولة العدالة الاجتماعية
- كفاح اليسار الاشتراكي وبناء الدولة الوطنية
- موضوعات حول التناقضات والتحالفات الوطنية


المزيد.....




- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - لطفي حاتم - لطائفية السياسية وتفكك بنية الدولة الوطنية