ليلي عادل
الحوار المتمدن-العدد: 1615 - 2006 / 7 / 18 - 12:30
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
تحاول الحكومة التحاصصية ذات الأغلبية الأسلاموية حسب الأستحقاق الأنتخابي ..بين فترة و اخرى ان تستعين بالمراجع العظام في حل الأزمات التي لا تجد لها طريقا للحل ...كأن هذه المرجعيات تعويذة مركونة او مخبأة في درج تكون آخر ما يتم اللجوء اليه ..مع اننا جميعا نعلم ان سبب كل ما حصل في العراق من طائفية قاتلة و تقسيم كان سببه الرئيسي المضي خلف أولئك الرجال وجعلهم في القيادة و تطويع المجتمع ذو الأغلبية الجاهلة المستسلمة للأقدار و المؤمنة بالمكتوب ...للسير بعيون مغمضة خلف مرجعيات لا يهمها سوى مصالحها الخاصة و كم ستجمع في الصناديق من دخل ...و كيف تسيطر على عقول لتصل الى جيوب ملايين مسيّرة ...ومن خلالها تصل الى تحقيق مطامع أكبر و جر البلد بما فيه من لخدمة مصالح هذه المرجعية او تلك ...و أولى النزاعات التي حدثت بعد السقوط كانت تدور حول تقاسم المزارات و المراقد الدينية التي تدر موارد كبرى و كلما تم توجيه المجتمع نحو التدين و التطرف فيه كلما زادت تلك الموارد و ملأت تلك الجيوب ....
وهكذا نرى كيف تشكلت الحكومة ديمقراطيا" بتوجيه من المرجعية التي سيّرت الملايين و هم مغمضي الأعين و مسلوبي العقول الى انتخابات نتجت عنها حكومة اسلامية متطرفة متعاطفة مع ..و مساهمة في نشاط القوى الدينية الدكتاتوري الأرهابي الموّجه ضد العراقيين ...
ان الصراع الدائم بين تلك المرجعيات المختلفة في المذاهب من ناحية و ضمن المذهب الواحد مع تعدد المراجع من ناحية اخرى ..هو الشر الذي ابتلى به العراق بعد سقوط النظام الصدامي الذي كان يوحد العراقيين من حيث الظلم اولا"...حيث قامت تلك المرجعيات ذات الولاءات المختلفة و التي ليس من ضمنها الولاء للعراق ..بتأجيج النعرات الطائفية و إثارة الخلافات التي أنعكست على الواقع السياسي حيث ان غالبية القوى السياسية الأسلامية تتبع تلك المرجعيات أو تتخذ منها رمزا لجذب و تسيير الجماهير على هواها و تجييشهم خدمة لمصالحها الخاصة, و التي غالبا" بل حتما",ما تتعارض و مصلحة العراق و العراقيين ...اليوم يتحارب الشيعي و السني والسيعي و الشيعي و لا ضحية غير العراقي... لا خلاص للعراق اليوم الا بحكومة علمانية تلغي كل شكل من أشكال التعصب الديني و الطائفي و تطلق الحريات في الفكر و توحد كلمة العراقيين...و ليكن إنشغالها على بناء العراق... إذا ما كان هناك بعد بصيص من أمل...
#ليلي_عادل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟