محمد زهدي شاهين
الحوار المتمدن-العدد: 6762 - 2020 / 12 / 16 - 15:42
المحور:
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
محمد زهدي شاهين _ القدس المحتلة
نشر أحد الأصدقاء على صفحته الشخصية تساؤلاً يقول فيه هل ستغير هذه المحنة النظرة الإنسانية السائدة وتقوي من الشعور الإنساني الذي كان على وشك الانقراض؟
تساؤل بكلماتٍ معدودة لكنَ دلالة ما تشير إليه هذه الكلمات كبيرة وعميقة جداً. أستاذنا الفاضل في تساؤله هذا أعتقدُ بأنه كان لسان حال الكثيرين في ارجاء هذه المعمورة بعد صور الابتذال للإنسانية وضرب كرامة البشر بعرض الحائط من دول وأمم مختلفة في هذا العالم على مر العصور.
منذ عام 1914 للآن جرت عدة حروب كبيرة من ضمنها حربان عالميتان ذهب ضحيتها على أقل تقدير مئة وخمسون مليوناً من القتلى عدى عن مئات الملايين من الجرحى و المتضريين.
إعدامات وابادات جماعية، وهتك لأعراض النساء، وقتل واغتصاب للأطفال، ووأد للحياة.
فهل يا ترى اتعظ هذا الكائن البشري، وهل عدل من سلوكه وشعوره خلال هذه الأعوام والفترات العجاف من تاريخ البشرية؟
على كل حال نأمل بإن يكون ذلك، وتكون هذه المرحلة الحرجة درساً لبني البشر وانعطافه حقيقية لجادة الصواب، وتتغير النظرة الإنسانية وتكون بداية فعلية لتقوية الروابط والشعور الإنساني.
إن الشعور الإنساني شعور نسبي متفاوت من شخص لأخر، وبذات الوقت متذبذب عند ذات الشخص أحياناً أخرى.
وبتصوري فبانتهاء هذا الوباء سيعود البشر لممارسة أعمالهم وسلوكهم كالسابق إلا ما رحم ربي، فمن الطبيعي جداً أن يلجأ الإنسان إلى معبوده متضرعاً وداعياً راجياً أن ينجيه من البلاء الذي حل به ومن لجة البحر، وعند اجتياز البلاء ووقت الشدة فالكثيرون منا يعودون إلى ما كانوا عليه من ممارسة الغي وارتكاب الأخطاء.
#محمد_زهدي_شاهين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟