أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - حسن مدن - لبنان وموسيقى تايتانيك














المزيد.....

لبنان وموسيقى تايتانيك


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 6762 - 2020 / 12 / 16 - 09:21
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


استباقاً لزيارة مقبلة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى بيروت، هي الثالثة منذ انفجار المرفأ المروّع، وصف وزير خارجيته جان إيف لو دريان، وضع لبنان الراهن بأنه مثل غرق السفينة «تيتانيك»، لكن بدون الأوركسترا.
تصريح لو دريان أعاد إلى الذاكرة حكاية الأوركسترا التي كانت على ظهر السفينة العملاقة «تيتانيك»، التي ظلّ أفرادها يواصلون العزف حتى غرقت السفينة كاملة، بعد اصطدامها بجبل جليدي في 14 إبريل 1912، في رحلتها الأولى بين بريطانيا ونيويورك.
يقال إن والاس هارتلي قائد الفرقة دعا أعضاء فرقته للاجتماع، وطلب منهم أن يبدأوا العزف بينما يغرق نصف السفينة في الماء، ومن حولهم الركاب يبحرون بعيداً بقوارب النجاة، حتى سقطت السفينة كاملة بكل ما عليها في قاع المحيط الأطلنطي، وانقطع العزف.
من شاهدوا الفيلم الذي حكى غرق «تيتانيك» يذكرون هذا المشهد، لكنه لم يكن مشهداً صمم للفيلم، وإنما هو محاكاة لما جرى فعلاً لحظات غرق السفينة، وفي النهاية أصبح هؤلاء الموسيقيون، وعددهم ثمانية، بين نحو 1500 راكب غرقوا من أصل 2224 راكباً كانوا على ظهرها.
ما الذي جعل أعضاء الفرقة يواصلون العزف رغم هول ما يجري حولهم وهم يشاهدون السفينة تغرق والركاب يغرقون؟
المهتمون رجحوا الرأي القائل بأن قائد الفرقة، لا قبطان السفينة، هو من أخذ المبادرة، وأن أعضاء فرقته أظهروا الشجاعة نفسها في مواجهة الكارثة، ووجدوا في مواصلة العزف وسيلة لرفع معنويات من لا يزالون أحياء من الركاب.
اتهم وزير الخارجية الفرنسي أفراد النخبة اللبنانية بأنهم في حال إنكار تام وهم يرون سفينة بلادهم تغرق، موحياً بأنهم لم يتحلوا بالشجاعة التي أظهرها أعضاء الفرقة الموسيقية على ظهر «تيتانيك»، الذين واصلوا العزف، ولم يترددوا في التضحية بحياتهم، فيما كان بوسعهم أن يكونوا من أوائل من صعدوا إلى قوارب النجاة لينجوا بجلدهم من الموت.
كما للسفينة، أي سفينة، قبطان ومساعدون، فإن للدول أيضاً من يقوموا بدور القبطان، الذين يتعين عليهم أن يظهروا الضروري من الحكمة وحسن التدبير وبعد النظر في لحظات الأزمة، لينقذوا دولهم من مصير مشابه لمصير سفينة تغرق.
إن كان سلوك نخبة لبنان لا يشبه سلوك أعضاء أوركسترا «تيتانيك»، فإنه يشبه تصرف قبطانها إدوارد جون سميث الذي تجاهل تحذيرات جدية بقرب اصطدام سفينته بجبل جليدي، ولكن درجة ثقته في متانتها، جعلته لا يكترث بها، وذهب لينام، دون أن يصدر أوامر بتخفيف سرعة السفينة التي اندفعت بجنون لتصطدم بجبل الجليد.



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غطرسة الثقافة
- سرفانتس العاشق
- تصدّع حوامل الحداثة العربية
- (كورونا) شأن سياسي
- أوهام ملفوفة بورق السيلفون
- قنابل شتاينبك الموسيقية
- حنين الكمنجات وحنينها
- فاطمة المرنيسي ونشيد النساء نحو الحرية
- في ذكرى صالح علماني مكتشف القارة اللاتينية
- مدافع الفكر بعيدة المدى
- رضوى المصرية الفلسطينية الغرناطية
- رامبو العدني الماشي على نعال من ريح
- الضمير الشقي
- في ذكرى هيئة الاتحاد الوطني، كيف صنع البحرينيون وحدتهم؟
- من الوطنية إلى المحلية
- (أوروبة) أوروبا
- الرهان الوطني
- غربتان في الزمان والمكان
- البرجوازي غير النبيل
- سلامة موسى علّمني


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - حسن مدن - لبنان وموسيقى تايتانيك