الترقيع في كتاب العواصم من القواصم !.

صادق العلي

الحوار المتمدن-العدد: 6762 - 2020 / 12 / 16 - 03:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

,,,,
مدخل :
اسم الكتاب : العواصم من القواصم في تحقيق مواقف الصحابة بعد وفاة النبي
المؤلف : القاضي ابو بكر بن العربي الاندلسي المالكي ولد سنة 468هـ ومات سنة 543هـ ( هو ليس الصوفي محي الدين بن عربي ).
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
المشكلة الاكثر تعقيداً في الدين الاسلامي هي عدالة الصحابة واهليتهم ليكونوا نواب الرسول بعد موته كذلك يكونوا الانموذج الذي يجب تقديمه للامم الاخرى على اعتبارهم رافقوا الرسول وعاشوامعه سنوات وسنوات بكل تفاصيلها.
من ناحية المذهب الشيعي فقد اتخذ من ولاية الامام علي بن ابي طالب والايمان بعصمة اهل البيت الاثنى عشر المقياس الوحيد لدخول الجنة ما عدا ذلك فالجميع سيدخل جهنم بلا ادنى شك , هذا المقياس يصلح لكل زمان واي مكان وعليه فان مشكلة عدالة الصحابة وافضليتهم او اهليتهم ليست مشكلتهم ولن تكون وانما هي مشكلة المذهب السني فقط ,على هذا الاساس كان لازماً على فقهاء المذهب السني التعاطي مع هذه المشكلة وفق منطق عقلي مقبول والا سيكون تفسيرهم وتبريرهم لما وقع من احداث مجرد هراء , لذلك انقسم المذهب السني بهذا الخصوص الى قسمين :
1-القسم الاول يؤمن بأن جميع الصحابة هم عدول وأي مساس بهم يعني مساس بالرسول هو كفر ,هؤلاء التيار الاصولي او السلفي .
2- القسم الثاني يؤمنون بتقسيم الصحابة ( المهاجرون , الانصار , التابعون ) كذلك تم تقسيم الصحابة وفق تعاطيهم مع الرسول بمعنى الذي رافقه سنوات يختلف عن الذي شاهده مرة واحدة فقط ناهيك عن الاقدمية في الاسلام .
المشكلة الاكبر ان بعض الشخصيات في التاريخ الاسلامي لها مواقف ضد الاسلام ورسول الاسلام بشكل علني وان حالة العداء لا يمكن تجاهلها فكيف سيتعاملون معها , مثلاً عبد الله بن سعد بن اني السرح ( اخو عثمان بن عفان بالرضاعة )الذي كان من ضمن كتبة الوحي , اتهم الرسول بأنه لا يعرف ماذا يقول وانه ليس هناك وحي فلقد اختلطت على الرسول الكلمات من خلال ترديد كلمات مختلفة ( هذا ما ادعاه بحق الرسول ) وقد ارتد عن الاسلام بعدها لذلك اهدر الرسول دمه لحين فتح مكة وتدخل عثمان بن عفان للعفو عنه وبالفعل حصل على عفو خاص ودخل ضمن الصحابة واصبح والي مصر فيما يعد.
طبعا هناك امثلة كبيرة وكثيرة لاناس عملوا ضد الدين الاسلامي بشكل مباشر مثل معاوية بن ابي سفيان ودوره في تحويل الدين الاسلامي الى دين ( توريث ومكائد ) وهذه اهم مميزاته واصبحت سنة الدولة الاموية بكل خلفائها وتم ترسخ (توريث الحكم ) بشكل رسمي ايضاً خروجه على اوامر الخليفة الرابع بشكل واضح وصريح لا لبس فيه وتسببه بحروب كبيرة راح ضحيتها الالف من الابرياء .
المثال الاخير هنا هو الشخصية المضحكة ( الخليفة الحمار ) اخر خلفاء الدولة الاموية التي اسسها معاوية إذ يعتبر مؤلف الكتاب ان مروان بن محمد اخر خلفاء الدولة الاموية من الصحابة الاطهار العدول وهو ضمن النخبة المباركة لخلفاء الدولة الاموية مع انهم استكبروا ان يضعوا كلمة الاسلام ضمن اسم خلافتهم ( الدولة الاموية ) وليس الاسلامية مما حمل الدول الاخرى اللاحقة على عدم وضع مصطلح الاسلام من ضمن اسمها كالدولة العباسية والفاطمية والنزارية وغيرها من الفرق والدول التي جعلت من الدين الاسلامي اداة قتل وترهيب وسبي.
كتاب العواصم من القواصم لمؤلفه ابو بكر بن العربي وتحقيق محب الدين الخطيب وبعيداً عن النوايا ان كانت حسنة او سيئة وبعيداً ايضا عن القصد من كتابته ولاننا لا نستطيع دخول عقول وقلوب الناس كي نحكم على نواياهم فأننا سوف نحكم عليهم بما متوفر لدينا من كتبهم . .
لقد تناول الكاتب الاحداث التاريخي التي قسمت الاسلام فرق ومذاهب تناولها بطريقة التبرير لهذا او التأويل لذاك مع الاعتماد على الحديث ( من اصاب فله اجران اجر ومن اخطا فله اجر) , سأورد بعض الاحداث التاريخية الكبيرة في الاسلام ونرى كيف تناولها مؤلف الكتاب :
1-احداث الفتنة الكبرى ففي اثناء فترة الخليفة الثالث عثمان بن عفان وقعت احداث كبيرة ادت الى مقتله بطريقة بشعة على يد المسلمين الذي هو خليفتهم ورئيسهم شرعاً !.
2-خروج معاوية على الخليفة الرابع وتمرده عليه وتحشيد جيوش ضده والدخول في حروب !.
3-مقتل الحسين بن علي ( سبط رسول الاسلام ) على يد يزيد بن معاوية الذي ورث الحكم عن ابيه !.
طبعاً هناك احداث كثيرة وقعت تناولها الكاتب بطريقته ولكن هذه الاحداث الثلاثة تعتبر الاهم على مر التاريخ الاسلامي بالمطلق ومع ذلك نجد الكاتب ومحقق الكتاب محب الدين الخطيب يوزعون الحسنات لهذا واحد ة ولذاك حسنتين لدرجة ان تفسير ما جرى من احداث وتبرير بعضها من وجهة نظر الكاتب تجعله غير منصف ربما يكون اقرب الى المضحك مثلا :
في قضية مقتل الحسين بن علي سبط الرسول الذي قال فيه الرسول وشقيقة الحسن انهما امامان ان قاما او قعدا وانهما سيدا شباب اهل الجنة ... الخ , تناول الكاتب معركة الطف التي تعتبر من اكثر الاحداث جدلاً في كل احداث الاسلام على الاطلاق فلقد قُتل فيها الحسين واهل بيته على يد يزيد بن معاوية وجيشه بقيادة عبيد الله بن زياد تناولها بطريقة .........! إذ وردت في الكتاب ( ليس هناك ما يُبرر نسبة قتل الحسين الى يزيد فهو لم يأمر بقتله ) وفي موضع اخر ( من الضروري قتال الحسين وقتله لانه لن يستسلم ولم يبايع ) , يخبرنا الكاتب ايضاً بأن يزيد حزن حزناً شديداً وهو يشاهد رأس الحسين امامه بعدما احضروه كما احضروا اهل بيته وكان بينهم علي بن الحسين الصغير السن فخاطبه يزيد بكل حنان وعطف ( يا علي ابوك الذي قطع رحمي وجهل حقي ونازعني سلطاني فصنع الله به ما رأيت )!, ايضاً يعتقد الكاتب ان الحسين بن علي لم يسمع نصيحة البعض ممن قالوا له لا تذهب الى الكوفة ولا تخرج على الخليفة يزيد بن معاوية ولكنه ( الحسين بن علي) لم يسمع نصيحتهم وعليه فهم يتحمل مسؤولية خروجه !.
يرى الكاتب ان الحروب التي وقعت بين الخليفة الرابع علي بن ابي طالب والمتمرد عليه معاوية بن ابي سفيان ماهي الا حروب بين المؤمنين او بين طائفتين من المؤمنين معتمداً على الاية 9 من سورة الحجرات وعليه لا يجب الحكم على معاوية كونه خارج على الخليفة او انه غير عادل وانما مصالحتهم وارجاع امرهم لله .
نلاحظ هنا ان الكاتب يعتبر موقعة الطف هي خروج الجسين بن علي على الخليفة يزيد بينما حرب صفين ليس فيها خروج معاوية على الخليفة علي بن ابي طالب!.
انا هنا لست بصدد تعريف القارئ ان كان الكاتب شبياً او شيعياً ولكنني بصدد تقديم عقول كتبت بطريقة اقرب الى المهزلة التاريخية ومع ذلك يتم تناولها حالياً على انها من امهات الكتب ويعتبرها البعض الاخر مراجع يجب دراستها والاستفادة منها وبالتالي لا يمكن للمسلم ان يعيش الوقت الحاضر وسيبقى سجين تلك العقول من التاريخ الاسلامي.

#صادق_العلي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات