|
ماذا يعني أن تكوني صحافية ناجحة ؟
اسماء محمد مصطفى
كاتبة وصحفية وقاصّة
(Asmaa M Mustafa)
الحوار المتمدن-العدد: 6761 - 2020 / 12 / 15 - 12:39
المحور:
الصحافة والاعلام
أن تكوني صحافيةً ناجحةً ، ذلك يعني : ـ أنكِ امرأةٌ شجاعةٌ وحرةٌ وصاحبةُ قضية ولستِ تابعة فكرياً الى أحد . ـ أنكِ تجيدين اختيار الأفكار التي تكتبين عنها . ـ أنك قبل الإقدام على الكتابةِ او اجراءِ مقابلةٍ مع شخصيةٍ او التحدثِ بموضوعٍ ما ، اعتدتِ جمعَ معلوماتٍ وافيةٍ عما تتناولين ، ما يُظهركِ ملمةً بالموضوع . ـ أنك تكتنزينَ خبراتٍ حياتيةً وليست مهنيةً فقط ومعرفةً بالناسِ ومقدرةً على فهمِهم وتوقعِ تصرفاتِهم ومعرفةَ الخياراتِ الصائبةِ وذلك كلهُ بفضلِ الاحتكاكِ بالناسِ بمختلف شرائحِهم ومستوياتِهم ، لاسيما إذا كنتِ صحفيةً او مراسلةً تنزلُ الى الميدانِ كمؤسساتِ العملِ والتعليمِ والشوارعِ والأسواقِ والأمكنةِ العامةِ .. هناك ، ووفقاً لمايتطلبهُ موضوعُكِ الصحفي ، تلتقينَ وتحاورين المسؤولَ الناجحَ والفاشلَ ، النزيهَ والفاسدَ ، الوطنيَ واللاوطني ، الإنسانيَ واللاإنساني ، تلتقين المثقفَ والجاهلَ ، تلتقينَ المرأةَ المقتدرةَ والأخرى المهمشة .. تلتقينَ الأطفالَ والشبابَ والشيوخَ .. تكونين صوتَاً لمن لاصوت له ، وبمرور السنواتِ تجدينَ او وجدتِ أنكِ استفدتِ من لقاءاتِك بهِم لاكتسابِ المزيدِ من ثقافةِ الحياة .. فالصحفيُ لابد أنَ يتزودَ بثقافةِ الحياةِ الى جانب ثقافةِ الكتبِ . وعليه فإنّ نضجكِ المهني والشخصي ، يدلانِ على أنكِ نزلتِ الى شارع الحياةِ ، وتكوَّنَ لديك مشهدٌ واسعٌ عنهُ . ـ أنكِ مررتِ بتجاربَ صعبةً سببَّها حاسدو النجاحِ والتفوقِ .. وضعوا العثراتِ في طريقكِ ، بعضُهم استهدَفكِ لأنكِ امرأة وبعضُهم لأنكِ منافسٌ قوي وربما أنتِ أعلى من أن تكوني منافسةً لهم لأنكِ أكفأُ منهم .. لم تنشغلي بكراهيتِهم ، فقد عرفتِ أنَ كل ماعليكِ فعلَهُ هو أن تردي عليهِم من خلال استمرارِك بالعطاءِ والعملِ . ـ أنك ثقفتِ نفسكِ بقراءةِ الكتبِ النوعيةِ ومن كل حقلٍ معرفي فقد تعلمنا منذ البداياتِ في مرحلةِ الدراسةِ الأكاديميةِ أنَ الصحفي هو من يعرفُ شيئاً من كل شيء .. ـ أنكِ طورتِ أدواتِك مهنيا أكثر ، وعرفتِ الفروقَ بين الفنونِ الصحفيةِ حتى لاتخلطينَ بينها عند الكتابةِ ، وأطلعتِ على تجاربَ من سبقوكِ من الصحفيينَ الناجحينَ نساءً ورجالا ، واحترمتِ تاريخَهم ، وبقيتِ وفيةً لمن وقفَ معك منهم وأنصفكِ ، وأنكِ أطلعتِ على مستجداتِ الإعلامِ أكاديميا ومهنيا حتى تتقدمي أكثر ولاتكوني متخلفةً عن التقدمِ الذي يشهدهُ الإعلامُ عالميا . ـ أنكِ متمكنةٌ لغويا ، او مستواك جيد في اللغة ، ولاتتوقفين عن الإهتمام بتطوير لغتكِ ولاتقولين لنفسك لمَ تتعبيها مادام هناك مصحح لغوي في الجريدة او المجلة ينقح موضوعاتك قبل نشرها ؟! لايتوفر مصحح لغوي أحياناً ، فماعساكِ فاعلة ؟ ـ أنكِ لم تختصري الطريقَ الى نجاحٍ وهمي ولم تسمحي لنفسكِ بسرقةِ موضوعاتِ غيرك ، او التسلقِ او التنازلِ ، قد تجدينَ أخرى أقلَ منك في مقدراتِها المهنيةِ لكنها أكثر شهرةً ، لاتبالي بالبالوناتِ والفقاعاتِ والدمى واللاهثاتِ وراء شهرةٍ فارغةٍ ، كوني كما أنتِ ، حقيقية في كفاءتِك ، أمينة في إيصالِ رسالتِكِ ، حريصة على نظافِة قلمكِ ونزاهةِ تفكيرِكِ وسلوككِ الصحفي والحياتي . ـ أنكِ امرأةٌ صحافية على خُلقٍ جميلٍ ، فالأخلاقُ الراقيةٌ مطلوبةُ كالكفاءةِ المهنيةِ ، وماأجملَ تحليكِ بالاثنين . ـ أنكِ تضعينَ ضميرَكِ الحيَّ نصبَّ عينيكِ وأنتِ تتناولينَ حالةً او ظاهرةً ما ، تكتبينَ او تتحدثينَ بموضوعيةٍ ، تتعمقينَ في الموضوع ، لاتسطحينَ الفكرةَ . ـ أنكِ تتابعينَ مستجداتِ الأحداثِ من مصادِرها الموثوقِ بها ، ولاتقعينَ في شركِ الأخبارِ المفبركةِ والشائعاتِ التي نعانيها اليوم من جراء فوضى الأنترنت وشبكاتِ التواصلِ الاجتماعي ، لذا أنتِ لاتكتبينَ او تتحدثين بشيءٍ عبر مساحتكِ في الصحيفةِ او شبكةِ التواصلِ بناءً على خبرٍ غير موثوقٍ به ، بل تتأكدين أولاً حفاظاً على مصداقيتكِ . ـ أنكِ تحترمينَ آراءَ قرائِكِ او متابعيكِ ، وتهتمينَ حتى بآراءِ مَن ينتقدونكِ او لايتفقونَ معكِ منهم ، استمعتِ اليهم او قرأتِ آراءَهم في ماكتبتِ حتى لو لم تعجبكِ الآراءُ ، فليس كلُّ من يقولَ لك رأياً مخالفاً يكرهكِ او يحسدكِ او يقصد الإساءةَ اليكِ بالضرورة ، ثمة آراءٌ تفيدكِ في تطويرِ إمكانياتكِ . أما الآراءُ السلبيةُ الناجمةُ عن كرهٍ وحسدٍ فقد وضعتِها في خانةِ ضريبةِ النجاحِ التي يتوجبُ على كل ناجحٍ أن يدفعَها . خلاصة القول .. إعجابُ الآخرينَ بعملِنا يعززُ ثقتَنا بأنفسِنا ويشجعُنا على تقديم المزيدِ ، وعدم إعجابهم يدفعُنا لنطورَ أنفسَنا أيضاً . ـ أنكِ قائدةُ رأي ، ولايقللُ من شأنكِ ألا تقودي مؤسسة او صحيفة ، لأنَ معيارَ النجاحِ هو الاستمرار في العملِ بمهنيةٍ وأخلاقٍ عاليةٍ معاً . ـ أنكِ حرةٌ في تفكيركِ ، معتزةٌ بنفسكِ ، متواضعةٌ لم يغرْكِ الإعجابُ والنجاحُ .. أنتِ سيدةُ قلمكِ .. أنتِ سيدةُ نفسكِ .
#اسماء_محمد_مصطفى (هاشتاغ)
Asmaa_M_Mustafa#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تبادل أدوار
-
كراسة تشرين / (1)
-
دور الإعلام في ترسيخ القيم والذوق العام
-
العالم يقف على قدم واحدة أمام كورونا المتمدد
-
أمثال من وحي ساحات التحرير
-
(كذلك) .. قصص عن حياةٍ كالموت ، بل إنها .. كذلك !
-
التفاعل مع الحقيقة المُرّة على أنها حلوة
-
العراق فيه هؤلاء
-
(مساج) العقل / (8)
-
(مساج) العقل / (7)
-
(مساج) العقل / (5)
-
نوارس الذكريات .. تغني وترقص أيضاً
-
(مساج) العقل / (4)
-
شبكة الحياة لوحة رسم في الذكرى السنوية الاولى لتأسيسها
-
(مساج) العقل (3)
-
إيميلي فيدال منسقة برامج النوع الاجتماعي في المعهد الأوروبي
...
-
سامحيني .. أغنية العماري الريفي المناهض لاضطهاد المرأة
-
الذكاء والأنوثة
-
(مساج) العقل (1)
-
هي الدنيا
المزيد.....
-
ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه
...
-
هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
-
مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي
...
-
مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
-
متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
-
الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
-
-القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من
...
-
كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
-
شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
-
-أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج
...
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|