فلاح أمين الرهيمي
الحوار المتمدن-العدد: 6760 - 2020 / 12 / 14 - 12:00
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تعتبر الصحافة في الدول التي تطبق الديمقراطية وتحترمها بالسلطة الرابعة لدورها المميز في متابعة الأحداث الداخلية التي يعيشها الشعب سلباً أو إيجاباً وهذه العلاقة بين ما ننشره أصبحت ذات مصداقية وثقة تمتاز به وترتبط من خلاله بالسلطة والشعب ومن خلال ذلك أصبحت مرآة ترى من خلالها الدولة للوضع السياسي والمعيشي والاجتماعي للشعب وأصبحت ذات موقف ودور لا يقل عن السلطة التشريعية المتكونة من نواب الشعب ومجرد نشرها خبر صغير يسبب أزمات وزارية وإحدى الصحف الأمريكية نشرت خبر صغير حول رئيس الولايات المتحدة الأمريكية سببت استقالته من مركزه وهذه العلاقة بين الصحافة والدولة والشعب تعكس عن الثقة والمكانة البارزة والأهمية الكبرى للصحافة في الدول الديمقراطية .. ونحن في العراق المستباح وشعبه المذبوح بالرغم من الفسحة الصغيرة في الدستور العراقي عن الحرية إلا أن الحقيقة عن ضعف الثقة والمصداقية في العلاقة بين الصحافة والدولة والشعب أصبح يطلق على ما تنشره الصحف سخرية (حجي جرائد) .. ورب سائل يسأل كم من الوقت نحتاج من الوعي والثقافة حتى نتعرف على قيمة الحرية والديمقراطية ؟ وكم من الوقت نحتاج حتى تتعزز الثقة والمصداقية بما تنشره الصحف وتهتم بها الدولة وتجعلها مرآة تعكس معاناة الشعب إلى الدولة ؟ إن هذه الصورة تعكس عن فقدان وضعف قيمة الإنسان في العراق وعدم احترام وتقييم لشرف الكلمة والمصداقية.
ما يؤسف له في العراق أن الأسس التربوية (البيت والمدرسة وسلطة الحكم) .. الصدق والكذب التي منها تولد الثقة في البيت البيئة التي ينشأ ويترعرع فيها الإنسان يجد نفسه محاط بالكذب وعدم المصداقية الأب يكذب .. الأم تكذب فيصبح كلام الكذب هو الأساس في العلاقة العائلية .. يذهب إلى المدرسة وهو لديه سلاح للتخلص من المسائلة في إهماله للدروس والرسوب هو الكذب وحينما يصبح هذا الإنسان رئيس وزراء أو موظف بسيط مشحون بالكذب الذي أصبح لديه طبيعة غريزية مكتسبة من الواقع العراقي ... وهذه الحالة في كثير من الأحيان إن الإنسان يسوده القلق بين الصدق والكذب حينما يسمع خبر من المذياع أو التلفزة وهنالك مقولة حينما ينقل صورة عن حادثة يوجه له سؤال (هل رأيته بعيونك ؟) مما يدل أن الذي قاله ذلك الشخص عدم واثقين من كلامه ؟ وأصبح الإنسان العراقي يشك حتى في نفسه، حتى أصبح الإنسان العراقي حينما يتكلم يردد مع كلامه القسم واليمين من أجل أن يصدقه الآخرون مما يدل على ضعف الثقة والمصداقية مع نفسه ومع الآخرين .. كم من الوقت وكم من البشر يحتاج العراق حتى يصبح في مستوى الدول الديمقراطية التي تحترم الكلمة والمتكلم ؟
#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟