|
مهازل اختنقت بها رئة الوطن
حسن حاتم المذكور
الحوار المتمدن-العدد: 1614 - 2006 / 7 / 17 - 10:46
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
المجازر تواصل فصولها... تشبه بعضها ... لا جديد بأهدافها منذ انقلاب 08 / شباط / 63 البعثي والى يومنا هذا . سيدة عراقية من بقايا ضحايا انقلاب 08 / شباط / 63 البعثي .. عاشت تجربتها وقدمت نصيبها من المعاناة بين وكري الأمن العامة وقصر النهاية للتعذيب والتصفيات وارتكاب البشاعات ’ تساءلت : ماذا يريد الأمريكان منا نحن العراقيين ... ؟ ــ دخلوا ارضنا بقطارهم محملاً بضباع الأجرام القومجي ’ استباحوا وطننا .. اسقطوا ثورة 14 / تموزنا’ وبوحشية ودناءة صفوا قياداتنا وخيرة بناتنا وابناءنا ودمروا كيانات الحركة الوطنية وشوهوا مستقبلنا وانتزعوا منا مكاسباً دفعنا ثمنها دماءً وارواحاً وسلمونا رهينة تحت رحمة الجلادين والمأجورين الخونة ’ وحرقوا اخضرنا ويابسنا بعد بيان الموت رقم 13 سيء الصيت لوكلائهم ’ وجعلوا من العراق مسلخاً تتناوب فيه على ذبحنا وتقطيع وطننا شلل من متوحشي البدو القساة ’ احرقوا العراق بحربين مدمرتين ’ لا ناقة للعراق فيها ولا جمل’ دعموا وبرروا الجرائم الوحشية للنظام البعثي ’ مثال حلبجة والأنفال والدجيل وعرب الأهوار وجريمة اجتثاث الكرد الفيلية وابناء الأنتفاضة الشعبانية 1991’ ولم يتركوا في العراق بيتاً واحداً لم ترتكب فيه مجزرة ’ وفرضوا على الوطن (لا على النظام) حصاراً جائراً اهلك الناس واتى على قدراتنا وانهى صبرنا وخلطوا علينا الأوراق والوان التاريخ وضيقوا علينا وسدوا جميع ابواب الفرج بوجهنا ولم يتركوا لنا مخرجاً او خياراً الا تكذيب الوقائع وتجاهل الحقائق التاريخية ونخدع انفسنا ونضحك على ذقوننا ونقبلهم محــررين لنا !!!. قل لي ارجوك مَن من حررونا ... ؟ منهم بالذات .. من مآجوريهم وعملائهم ووكلائهم.. من بعثهم وصدامهم.. ؟ هل هناك كذبة عرفها التاريخ اكثر سخرية ومهزلة من كذبة تحريرنا من قبل من اغتصبنا وزرع في وطننا كل تلك المصائب والمحن ... ؟ ها هم يواصلون فصول اللعبة القذرة ويزرعون اسباب الفتنة المنظمة واثارة حرائقها الطائفية والعرقية وادواتها من بعثيي المسلسل التاريخي للأجرام ... انهم يحرقون الوطن ... ويدمرون الأنسان العراقي بوسائل وادوات بشعة ’ محلية كانت ام مستوردة . ماذا يريدون منا ... ؟ هل انهم يكرهون العراق الى هذا الحد ... ؟ وهل لهم ثأر معنا ... ؟ ولماذا هم عديمي الرحمة معنا ... يتلذذون ببشاعة موتنا المتواصل ... ؟ لقد اظلمت الدنيا في عيون الناس .. ولم يعد خداع النفس مجدياً والكذ ب على الذات مقنعاً ’ ومنطق الوقائع لا يسمح لنا ان نضحك على ذقوننا اكثر مما ينبغي . ــ لا يا سيدتي .. الآمر ليس هكذا .. انهم لا يكرهوننا ولا يحبوننا ايضاً ’ انهم امريكا بكل بساطة ..المصالح والأطماع بكل انانيتها وقسوتها .. انها ابادت شعوب واحرقت مدن واسقطت انظمة وطنية وطاردت واصطادت كل مظاهر الحريات الديموقراطية والمكاسب الشعبية المتواضعة ’ واشعال حرائق الفتن ( فرق تسد ) حيث استطاعت ’ لا يوجد في قاموس تاريخها غير الوحشية وسادية التدمير ’ وعندما دخل قطار مشاريعها ومخططاتها يوم 08 / شباط / 63 الأسود استمرت تواصل زراعة المأجورين والعملاء والجلادين وتنظم ادوارهم وتحدد مهماتهم ونهاياتهم واستبدالهم ’ وانها في جميع الحالات تمتلك كل اوراق اللعبة ’ وهي اللآعب والرابح ’ والخاسر حقاً من يستضيفها ويلعب مهزوماً معها . انها امريكا بكل بساطة .. في بيتنا احتلالاً وبيننا وكلاء وابواق ودعاة مأجورين ورموز لآشعال الفتنة ’ واجهزة مخابراتية معقدة في الظل تدجننا وتهشنا على بعضنا وتتفرج على عبثية صراعاتنا وقتالنا ’ ومن جهلنا واستغباءنا وتخاذلنا وضعف ارادتنا وتمزق صفوفنا’ تفصل لنا ما يناسبها من ارتكاب الجرائم بحقنا وحق الوطن ’ ان بشاعاتها تبداء دائماً وتتواصل دائماً ولا نرى في افق مصيرنا اية نهاية لها ’ لكن موتنا ودمار وطننا وتشويه مستقبلنا هو الثمن المدفوع دائماً شئنا ام ابينا ’ وسيبقى قدرنا هكذا ما دام الوسيط والسمسار والعلاس هو من بين صفوفنا ومن اهلنا ومن داخل بيتنا . اننا شعب يحكمه وينطق بأسمه النصابين والوكلاء وقد بلغوا بنا مربع اللأعزة واللأكرامة’ تدهورت ادميتنا وسفهت حياتنا ولم يبقوا علينا ما سوف نخسره ’ ومن بين هذا الخراب والدمار الشاملين ’ لابد ان ينهض العراق ثانية’ فقوانين الحياة لا تسمح بتوقف ذات الحياة في نقطة الموت ’ والقوة الغاشمة التي تنشاء وتنموا وتبلغ قمتها في العنف والأستهتار وعلى جماجم الشعوب وعذاباتهم’ تحمل دائماً نقيضها واسباب انحلالها وعناصر فنائها ’ وهذا ينطبق على الحضارات والثقافات التي تنطلق من بداية الشر والغطرسة ومبد الغاء وتدمير الآخر . الحياة لاتتجمد والمتغيرات لاتتوقف والواقع لا يمكن تحنيطه ’ وكذلك العراق لا يمكن له ان يبقى وطناً للأنتكاسات والهزائم والتراجعات المهينة ’ ومن يستعين ببصيرته وبعد ادراكه ويتكي على ركائز من الوعي والتفائل سيبصر حتماً خلف ظلام المحن والكوارث والمصائب والأحزان عراقاً قادماً مهما طال الأنتظار وعضم الثمن . ــ وماذا عن القوى الوطنية والقومية والدينية واحزابها العريقة جداً وشعاراتها وبرامجها التي صدقها العراقيون واسترخصوا دمائهم وارواحهم خلفها ومن اجلها .. كيف ارتضوا ان يلعبوا اوراق غيرهم ويمثلوا ادوارهم وينقلبوا على الوجه الآخر لعملــة انانيتهم وضيق افقهم وخلفيتهم المؤذية .. وهل حقاً كانوا هكذا مثلما هم عليه الآن ... ؟ الا تعتقد ان الأمر محزناً ومثيراً للأحباط ... ؟ ــ طبعاً سيدتي ’اكثر من محزن ومثيراً للأحباط ’ ومضحكاً الى اكثر الشرور سخرية ’ ان نرى معارضي الأمس والناطقين بأسم الوطن والشعب هكذا يفقدون توازنهم ورشدهم في رقصة الفرهود المحاصصاتي ’ وعمت بصيرتهم عن رؤية الدم العراقي المقدس . من كان يتصور ان قياداتنا مصابة بعدوى البعث ثقافة واساليب وممارسات’ ويجب عليهم اولاً ان يجتثوا اعراضها من دواخلهم ويغتسلوا من قذاراتها ويجنبوا العراق واهله تكرار المعاناة ومسلسل المذابح على قبلة مكاسباً تنضح حقارة ودناءة ــ مايثير الأستغراب اخي : ان جميع الأنتكاسات التاريخية التي سببتها انتهازية ووصولية وتبعية السياسيين والتي دفع ويدفع ضريبتها العراقيون دماءً وارواحاً وامناً واستقراراً ويهتز لها حاضر الوطن ومستقبله تجد لها دائماً رهطاً من مثقفي الردح والتبرير والتسويق وارباك المواقف السليمة وردود الأفعال المشروعة .. وهي دائماً قادرة على تجميل الوجه القبيح للهزائم والأنكسارات .. وما يثير الدهشة ايضاً’ انهم ذات الوجوه والأدوار تتكرر ’ وكأنهم خلايا نائمة للمهمات المخجلة ومثلما شاهدناهم بالأمس ’ نشاهدهم اليوم مستيقضة طلائعاً مسعورة لتبييض وجه مشروع المصالحــة الوطنية !! ــ نعم سيدتي ’ انهم مليشيات الثقافة .. وقطيع السياسيين داخل الثقافة الوطنية ’ من الصعب التعامل معهم والأمساك بمنطقهم ’ انهم سريعي الألتواء والتراجع والتقدم ’ انهم يتخفون دائماً خلف عباءة من مفردات التضليل والتجهيل والألتفاف على الحقائق وتشويه الواقع .. يغيرون الوانهم وينزعون جلودهم ببهلوانية فائقة .. انهم الوقود دائماً للأنتكاسات والهزائم وجنرالات ثقافية تحت طلب من يملك المال والسلطة ’ وهم من بين ركائز تكرار الكوارث ولا يمكن تجنب ضريبتهم . ــ واخيراً اخي ’ ما مقدار الدم وحجم المصائب وطول الصبر كثمن يجب ان يدفعه العراق شعباً ووطناً على طاولة التحرير الأمريكي !!! .. ؟ ــ علينا ان نسأل رموز حكومتنا الرشيدة .. لقد خولناهم في 15 / 12 / 2005 ( دلالين ) يملكون حق ترخيصنا وبيعنا وحتى اهداءنا وقبض عمولتنا ’ ويمكنها ان تنتصر على موتنا وتتفرج على بؤس نهايتنا .. انها المهازل التي اختنقت بها رئــة الوطن ’ والمآساة التي يواصل فيها الأنسان غرقه . 16 / 07 / 2006 [email protected]
#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اللعب على حبلي الوطن والأقاليم !!!
-
14/تموز: نهضة القيم الوطنية وكبوتها
-
حكومات بالمراسلة !!! .
-
وأخيراً .. تصالح المتصالحون !!!
-
الكرد الفيلية ... جرح يعشق العراق..
-
الأرهاب والمصالحة ...
-
المصالحة الوطنية عندما تكون ملثمة
-
قُتل الزرقاوي ... ماذا عن الأزارقة ... ؟
-
انهم يقتلوننا يا سيادة الرئيس...
-
القاضي رؤوف يتراجع حيث انتهى رزكار
-
المركز العراقي الألماني الثقافي : نشاط مشكور
-
مجزرة القيم
-
الكرد الفيليه : معاناة على الرفوف الخلفية
-
كوابيس عراقية
-
اسئلة عراقية تبحث عن جواب مفقود
-
ثقافة الفرهود الى اين ؟
-
سيدنا ونصيبنا الرئيس
-
غربان المنطقة الخضراء : مجرد مقارنة
-
بين ثقافتين
-
خيطوا النخب ... ومزقوا الشعب
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|