|
الشيوعية العمالية : هَوَس التفتت و تفتيت الحركة الشيوعية 16-50 ، نقد أطروحات منصور حكمت المعادية للماركسية
حسين علوان حسين
أديب و أستاذ جامعي
(Hussain Alwan Hussain)
الحوار المتمدن-العدد: 6760 - 2020 / 12 / 14 - 01:38
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
حاء / معاداة الحكمتية للمبدأ الماركسي : "عبادة الشخصية هو إبتلاء و إيمان خرافي محتقر و سيء النية يعادي النضال الشيوعي الحقيقي" / تكملة الرسالة المشار إليها في نهاية الحلقة السابقة و التي يشوه نصوصها على نحو مقرف البرجوازي منصور حكمت هي تلك المرسلة في أوائل شهر تشرين الأول لعام 1844 من إنجلز في مدينة بارمن الألمانية إلى ماركس في باريس - فرنسا ؛ و ليس في ألمانيا مثلما يفتري البرجوازي منصور حكمت . و هي أولى الرسائل المعروفة المرسلة من إنجلز لماركس . و المدينة التي يشير إليها البرجوازي منصور حكمت هي نفسها مدينة ألبرفيلد (Elberfeld) المجاورة لمدينة بارمن التي ولد فيها أنجلز عام 1820 و التي كان والده يمتلك فيها مصانع نسيج ضخمة علاوة على امتلاكه مصانع نسيج أخرى في مدينة سالفورد بانجلترا . و عندما أصبح إنجلز في سن 13 ، التحق بمدرسة القواعد (Gymnasium) في مدينة ألبرفيلد نفسها حتى بلوغة سن 17 ، عندما ترك المدرسة بسبب ضغط والده ، الذي أراده أن يصبح رجل أعمال و يبدأ العمل كمتدرب تجاري في العائلة . و من المعروف تاريخياً ، أن مدينتي صناعة المنسوجات في بارمن و ألبرفيلد كانتا الرائدتين في التصنيع ليس في ألمانيا كلها فحسب ، بل و في كل أرجاء أوربا القارية . و قد أدت هجرة العمال إلى مصانع ألبرفيلد إلى تضخم عدد سكانها من 16000 نسمة في عام 1810 إلى 40.000 نسمة في عام 1840 ، و كانت المدينتان - بارمن و جارتها ألبرفيلد - من بين أكثر البلديات كثافة سكانية في ألمانيا كلها . و كانت آخر زيارة لإنجلز لهذه المدينة – و التي يشير إليها في رسالته - قبل سنتين تقريباً من كتابة هذه الرسالة ، أي في عام 1842 عندما سافر بعدها لمانجستر لأدارة مصنع والده هناك . ماذا تعني كل هذه الوقائع التاريخية ؟ إنها تعني على الأقل بأن إنجلز كان يعلم علم اليقين بالتطور الصناعي و بالتزايد الهائل الحاصل في عدد العمال في هذه المدينة و الذي عايشه بنفسه طيلة أربع سنوات من دراسته فيها ، و لهذا فقد تمحور جل رسالته حول هذه المدينة ضمن إطار استشرافه لآفاق تأسيس التنظيم الشيوعي الماركسي للعمال فيها بعد أن زار مدينتي كولونيا و دوزلدورف لنفس الغرض . لنقرأ ترجمتي لفقرات رسالة إنجلز هذه المرتبطة بهذه المدينة حصراً : "رسالة من إنجلز في بارمن بالمانيا إلى ماركس في باريس تاريخ كتابة الرسالة : بداية شهر تشرين الأول ، 1844 ..."بالمناسبة ، أكثر من أحبهم هم أهل مدينة ألبرفيلد ، حيث أصبحت طريقة التفكير الإنسانية حقًا طبيعة ثانية لهم ؛ لقد بدأ هؤلاء الزملاء فعلاً في إحداث ثورة في حياة عائلاتهم و بإلقاء المحاضرات على شيوخهم كلما حاول هؤلاء تقليد تصرفات الطبقة الأرستقراطية حيال الخدم أو العمال – و هذا يقول الكثير عما أصبح عليه الوضع في إلبرفيلد البطريركية . و لكن ، و إلى جانب هذه المجموعة بالذات ، هناك مجموعة أخرى في إلبرفيلد وهي جيدة جدًا أيضًا ، على الرغم من أنها مشوشة إلى حد ما . فمفتش الشرطة في بارمن هو شيوعي . و أول من أمس زارني زميل مدرسة سابق ، و هو الآن مدرس في مدرسة ثانوية ، و قد هدَّه الوضع السيء هنا هداً على الرغم من أنه لم يكن على اتصال بالشيوعيين على الإطلاق . فإذا ما تمكنّا من إحداث التأثير المباشر على الناس ، فسنحصل قريبًا على اليد العليا ، لكن مثل هذا الشيء يكاد يكون مستحيلًا ، خاصة و أن علينا نحن الكتّاب أن نلتزم الصمت إذا ما أردنا تفادي الإعتقال . و باستثناء هذا فإن الوضع هنا آمن بما فيه الكفاية ، و لا أحد يزعجنا كثيرًا طالما أننا نلتزم الصمت ، و يبدو لي أن مخاوف هيس ليست أكثر من مجرد خيال . فأنا لم أتعرض للتحرش على الإطلاق هنا حتى الآن ، على الرغم من أن المدعي العام قد استجوب مرة واحدة بإصرار أحد أفرادنا عني ، لكن حتى الآن لم أسمع بأي شيء آخر.... في ألبرفيلد أيضًا ، طفق أعيان رجال الدين بالوعظ ضدنا ، على الأقل "كروماخر" فعل هذا ؛ إنهم في الوقت الحاضر يقتصرون على شجب الإلحاد عند الشباب ، لكنني آمل أن يُتبع ذلك قريبًا بنشر رسالة كهنوتية ضد الشيوعية . في الصيف الماضي ، لم يتحدث أهل ألبرفيلد كلهم عن أي شيء أخر غير هؤلاء الزملاء الملحدين . بشكل عام ، الحركة هنا رائعة . منذ آخر مرة لي هنا ، فقد أحرز وادي نهر الفوبر تقدمًا أكبر في جميع النواحي عما كان عليه في الخمسين عامًا الماضية . لقد أصبحت الأخلاق الاجتماعية أكثر تحضرًا ، وانتشرت المشاركة في السياسة و في المعارضة ، و حققت الصناعة تقدمًا هائلاً ، و أضيفت مناطق جديدة إلى المدن ، و تم تجريف غابات بأكملها ، وأصبح مستوى الحضارة في جميع أنحاء المنطقة أعلى بالفعل من ألمانيا ككل ، بينما كان أقل بكثير قبل أربع سنوات فقط . بعبارة أخرى ، كل هذا يَعِد بأن تكون ألبرفيلد تربة خصبة من الدرجة الأولى لمبدئنا ، و إذا ما تمكنا فقط من الحصول على عمال صباغة و قصر الخيوط من البسطاء ذوي الدم الحار فيها ، فسوف يفاجئك وادي نهر الفوبر بعد الآن . و مثلما هو الحال ، فقد بلغ العمال بالفعل المرحلة الأخيرة من الحضارة القديمة منذ بضع سنوات ، و الزيادة السريعة في الجريمة و السرقة و القتل هي طريقتهم في الاحتجاج على النظام الاجتماعي القديم . في الليل ، تبات الشوارع غير آمنة على الإطلاق ، ويتعرض البرجوازيون للضرب و الطعن و السلب ؛ و إذا ما تطور البروليتاريون هنا وفقًا لنفس القوانين التي حصلت في إنجلترا ، فسوف يدركون قريبًا بأن طريقة الاحتجاج هذه كأفراد و بالعنف ضد النظام الاجتماعي غير مجدية ، و سوف يحتجون من خلال الشيوعية بصفتهم العامة ككائنات بشرية . فقط لو كان بإمكان المرء أن يبين لهؤلاء الزملاء الطريق ! لكن هذا مستحيل ..." إنتهى نص رسالة إنجلز من بارمن في ألمانيا إلى ماركس في باريس الخاص بمدينة ألبرفيلد الصناعية . أين نص رسالة إنجلز أعلاه من هذه التشويهات التي يختلقها البرجوازي منصور حكمت في نصه أدناه ؟ : " من الملفت للانتباه في إحدى رسائل أنجلس إلى ماركس في ألمانيا، والتي كانت بالنسبة لي مبعث صدمة نوعاً ما، ولا أتفق معها كذلك، ولكن ما أريد قوله هو كيف وبأي شكل ينظر طرف ما للعامل. يتحدث أنجلس عن تصاعد القتل والجريمة والسرقة في هذه المدينة، وإن هذا يدلل على نمو البروليتاريا في هذا البلد. ويظهر نفسه الآن على شكل قتل وجريمة، ولكنه يظهر بعد ذلك فوراً على شكل نضال شيوعي. إنها رسالة أنجلس إلى ماركس. كان ينظر بصورة موضوعية لهذه الظاهرة، يقول ظهر العمال، نزلوا وانتشروا في الشوارع، ساخطين، يتعرضون للظلم، لا يتمكنون من القيام بشيء ما؟ يمضون بسرعة لسرقة بيت ما، وإن هذه الفئة التي ظهرت في المدينة كانت مبعث حركة في المدينة. سابقاً، في المرحلة الإقطاعية ليس بوسعك أن ترى قطة هنا، الآن يسرق الناس بعضهم البعض في الشوارع، يفرغون جيوب بعض، يقول إن هذه مؤشرات ظهور الصناعة وظهور العامل، ولكنه يعبر عن احتجاجه هذا بشكل آخر. مثلما هو الحال مع حركة تحطيم الآلات، حيث عبر عن احتجاجه بذلك الشكل. العامل هو ظاهرة أخرى عند ماركس وأنجلس." إنتهى نص البرجوازي منصور حكمت . فقط انتبهوا لجملته الكارثية التي يضحك بها على عقول سامعيه هذه : " يتحدث أنجلس عن تصاعد القتل والجريمة والسرقة في هذه المدينة، وإن هذا يدلل على نمو البروليتاريا في هذا البلد " ! إنجلز العظيم – صاحب أكبر عقل في أوربا مثلما اعتبره ماركس – يتحدث عن "تصاعد القتل والجريمة والسرقة في هذه المدينة وإن هذا يدلل على نمو البروليتاريا في ألبلد" (أي بلد؟!) . انجلز المسكين لا يستدل على نمو البروليتاريا مما عايشه و رآه و وصفه في نفس الرسالة من توسع مصانعها فيما حولها في كل مكان ، حتى الغابات المجرفة ! هذا البرجوازي منصور حكمت الكذاب يدس حتى على العلاقة الأولية القائمة بين السبب و النتيجة ؛ و لهذا تراه يلغي الديالكتيك كله من تلفيقاته البرجوازية لأن من شأن نفيه له أن يجنبه نفي الديالكتيك للبرجوازي منصور حكمت نفسه و رميه في مزبلة التاريخ . و مداركه سيئة النية تزين له ربط نمو البروليتاريا في البلد (كذا) بتصاعد القتل و الجريمة و السرقة فيه و ليس ربط تصاعد الجريمة بتفشي الفقر و البطالة فيها . ثم يفتري على إنجلز بالقول : "يقول ظهر العمال، نزلوا وانتشروا في الشوارع، ساخطين، يتعرضون للظلم، لا يتمكنون من القيام بشيء ما؟ يمضون بسرعة لسرقة بيت ما"! عجيب ! أين ترد كل هذه التلفيقات في نص رسالة إنجلز ؟ الجواب : لا توجد . رسالة إنجلز تنص بالضبط على : " في الليل تبات الشوارع غير آمنة على الإطلاق ، ويتعرض البرجوازيون للضرب و الطعن و السلب " . و أين يوجد في نص رسالة إنجلز : "سابقاً، في المرحلة الإقطاعية ليس بوسعك أن ترى قطة هنا، الآن يسرق الناس بعضهم البعض في الشوارع، يفرغون جيوب بعض، يقول إن هذه مؤشرات ظهور الصناعة وظهور العامل" ؟ الجواب : لا توجد ! رسالة إنجلز تنص على : "و الزيادة السريعة في الجريمة و السرقة و القتل هي طريقتهم في الاحتجاج على النظام الاجتماعي القديم" و ليس "إن هذه مؤشرات ظهور الصناعة وظهور العامل" مثلما يفتري على إنجلز البرجوازي منصور حكمت . و أين يوجد في نص رسالة إنجلز ما يكذب به البرجوازي منصور حكمت بالقول : "مثلما هو الحال مع حركة تحطيم الآلات، حيث عبر عن احتجاجه بذلك الشكل" ؟ الجواب : لا توجد ! الموجود فيها هو هذا النص الواضح : " و إذا ما تطور البروليتاريون هنا وفقًا لنفس القوانين التي حصلت في إنجلترا ، فسوف يدركون قريبًا بأن طريقة الاحتجاج هذه كأفراد و بالعنف ضد النظام الاجتماعي غير مجدية ، و سوف يحتجون من خلال الشيوعية بصفتهم العامة ككائنات بشرية " . هذا النص يستشرف بالضبط تحول الإحتجاجات العمالية ضد الظلم الاجتماعي من النشاط "الفردي" - رسالة إنجلز نفسها تؤكد على هذه المفردة (individuals) - غير المجدي إلى النشاط "الشيوعي العام" - بتأكيد إنجلز على عبارة (human beings) - المؤثر مثل تنظيم الإضرابات و الفعاليات الجماعية الأخرى و ليس أبداً "تحطيم الآلات" مثلما يكذب البرجوازي منصور حكمت ، لماذا ؟ أولاً ، لأن هؤلاء العمال الألمان – عكس اللوديتيين الإنجليز – كانوا مهاجرين من الريف للمدينة و لم يكونوا قبلئذٍ من أصحاب الورش الحرفية المدينية التي عرَّضتها المنافسة القاتلة للانتاج الصناعي الكثيف للإفلاس مثل اللوديتيين الانجليز . ثم أن نص إنجلز يقرأ : " و سوف يحتجون من خلال الشيوعية " على نحو مؤثر ، فمتى كانت الشيوعية تقبل بتحطيم العمال للمكائن ، و هي من إبداعات عقولهم و سواعدهم و مكمن معيشتهم ؟ و متى كان تحطيم المكائن مجدياً كاحتجاج أصلاً ؟ نأتي الآن إلى بيت القصيد من كل أكاذيب البرجوازي منصور حكمت المسطرة بالجملة في نصه أعلاه عندما نجده يختتم تلفيقاته بالدس : "العامل هو ظاهرة أخرى عند ماركس وأنجلس" . ما هو المقصود من دسه لهذه الجملة ؟ أين يوجد في هذه الرسالة بل و في كل أعمال ماركس و إنجلز تعريفهما للعامل بكونه "ظاهرة أخرى" ؟ الجواب : لا يوجد . إن دس البرجوازي الكذاب منصور حكمت لهذه الجملة إنما المقصود به هو التلفيق لسامعيه بأن ماركس و أنجلز يعتبران أن : "تصاعد الجريمة يدلل على ظاهرة نمو الطبقة العاملة" (و لهذا فهو يكرر تلفيق هذه الفرية مرتين) لتبرير قوله أبتداءً بأن رسالة إنجلز تلك :" كانت بالنسبة لي مبعث صدمة نوعاً ما، ولا أتفق معها كذلك " ! إنه يقول : "العامل هو ظاهرة أخرى عند ماركس وأنجلس يرتبط نموها بالجريمة و هذا بالنسبة لي مبعث صدمة نوعاً ما، ولا أتفق معها كذلك" ! مع البرجوازي منصور حكمت لا يوجد قرار لأعماق الانحطاط الفكري . يفتري على إنجلز باسناد الأكاذيب إليه ، و يصادق بنفسه على افتراءه هذا ، ليقول أنه لا يتفق مع انجلز في هذا ! و لكن حتماً البرجوازي الكذاب منصور حكمت لا يتفق مع ماركس و إنجلز لكونه عدوهما اللدود المزوّر لنصوصهما الثابتة التي لا تقبل التزوير . ماركس و انجلز هما اللذان كانا من أوائل المدركين بأن الطبقة العاملة هي المحرر لكل البشرية من عبودية رأس المال ، و هما اللذان أكدا بأنها لا تستحق أقل مما هو أعظم النظريات البشرية طراً لكونها الخلاقة لأثمن ما هو موجود على وجه الأرض فمنحاها أرقى نظرية ثورية علمية ، و ليس البرجوازي الكذاب منصور حكمت . ماركس و إنجلز إعتبرا الطبقة العاملة ليست "ظاهرة أخرى" بل "القوة الإجتماعية الثورية الوحيدة الحفارة لقبر البرجوازية" بضمنها برجوازية منصور حكمت و من لف لفه من أعداء الطبقة العاملة و المفترين عليها . هذا هو معدن و مدى مدارك و دس "ماركس العصر" (كذا!) صاحب الزمان البرجوازي المزيف منصور حكمت . أعود الآن لظاهرة – هذه هي "الظاهرة الأخرى" و ليس "العامل" هو "الظاهرة الأخرى" – عبادة الزعيم البرجوازية عند الحشعا و الحشعع لاستكشاف وظائفها المبتغاة من طرف فارضيها فرضاً ممن هم على شاكلة البرجوازي الكذاب منصور حكمت و التي رآها ماركس رؤية العين في نصه المعروض في الحلقة السابقة و المعاد أدناه : "أنا "ليس عندي سوء نية" (كما يقول هاينه) و لا إنجلز بهذا الشأن . ما من أحد منا يهتم قيد قشة بالشهرة . و اسمح لي أن أستشهد بدليل واحد على ذلك : لقد بلغ بي أحتقار عبادة الشخصية - في عهد الأممية ، عندما ابتليت بالعديد من التحركات – التي نشأت من مختلف البلدان - لمنحي شرفًا عامًا - حداً جعلني لا أسمح مطلقاً لأي من تلك المحاولات دخول ميدان الإعلام ، و لم أرد عليها أبدًا ، باستثناء إبداء الازدراء العرضي . عندما انضممنا انجلز و أنا لأول مرة إلى الجمعية الشيوعية السرية ، فإننا لم نفعل ذلك إلا بشرط حذف كل شيء من شأنه أن يؤدي إلى الإيمان الخرافي بالسلطة الفردية وارد في قواعد عملها . (لاسال عمل لاحقًا في الاتجاه المعاكس .)" أنتهى الاقتباس من ماركس . تلاحظ في النص أعلاه مقولتا ماركس : " ليس عندي سوء النية ..." ، و "... بشرط حذف كل ما من شأنه أن يؤدي إلى الإيمان الخرافي بالسلطة الفردية .." الرائيتين . هاتان المقولتان تبرزان مدى وعي ماركس و إنجلز لويلات إبتلاء الحركة الشيوعية بمرض عبادة الشخصية المدمر للطبقة العاملة . لذا نراهما يحتقرانها و يبترانها من منشأها لكونها ممارسة تنطوي على النيات السيئة ، و هي تقف بالضد تماماً من النضال الشيوعي الحقيقي الموجه لخدمة كل البشرية بتحريرها من عبودية رأس المال و ليس الموجه لخدمة التأليه الخرافي للزعامات الفردية اياً كانت و مهما كانت . و لقد شهد التاريخ بعدهما كيف أن مرض عبادة الشخصية حيثما تم النفح فيه قد ولد ديناً خرافياً محلياً جديداً زاد في عفن العبودية لراس المال و تأبيده ، فدمر القضية الشيوعية – أشرف و أنبل و ألح قضيه يتوقف على انتصارها ليس فقط تحرير كل البشر ، بل و إنقاذ كوكب الارض من خطر الدمار الكلي الذي يتهدده – مثلما حصل بسبب تأليه ستالين و ماو و كيم إيل سونغ و ذريته . و تماماً بالضد من المبدأ الماركسي المصيري هذا ، فقد عمل البرجوازي الكذاب منصور حكمت كُلَّ "ما من شأنه أن يؤدي إلى الإيمان الخرافي بسلطته الفردية" في حزبة لكي يرسِّم بسوء النية كل تلفيقاته المبتذلة المعادية للماركسية إلى مباديء تؤسس لـ "دين جديد" ، و لينصب نفسه ربّاً أوحدَ له بتصوير كل تلك التلفيقات المعادية للماركسية نصاً و روحاً كما لو كانت هي نفسها أفكار ماركس و انجلز و لينين الحقيقية عبر افتراء منح امتياز "ماركس العصر" لنفسه مثلما هو واضح من تزويره الفاضح لنصوص رسالة إنجلز أعلاه و التي لا تقبل التزوير ، و كذلك من معاداته لكل القوانين الأساسية للماركسية مثلما هو ثابت من سياق هذه السلسلة ، ليلغي بهذا اعتباطاً شيوعية كل الشيوعيين الحقيقيين في العالم طراً – أحزاباً و أشخاصاً - باعتباره "خاتم الانبياء" و "صاحب الزمان المعصوم" و الماركسي الواحد الأحد الواجب الطاعة في كل بقاع الكرة الأرضية طراً . و مثلما يحرص كل مخلص لدين ما على رمي الآخرين من غير دينه بفرية "الكافرين" بتنطع مكابر ، فإن البرجوازي الرث منصور حكمت و ربعه البرجوازيين للنخاع يدمغون كل شيوعي آخر في العالم أجمع – حزباً و أفراداً – بـ "البرجوازية" ، و يلصقون فرية "الشيوعية العمالية" بأنفسهم و هم أعدى أعداء الطبقة العاملة ممن برمجوا أنفسهم طرائقياً مثل الزومبية لتدمير الحركة الشيوعية في كل مكان ينشطون فيه . و لكي يتفادوا الثورة على التلفيقات المكشوفة لنبيهم البرجوازي الكذاب منصور حكمت داخلياً ، فقد ألغوا بخبث الديالكتيك و علم الإجتماع الماركسي و أصبحت ترهات نبيهم البرجوازي الرث منصور حكمت المعادية للماركسية وحدها فقط لا غير هي المقدسات لـ "ماركسية ماركس العصر" لتتشامخ فوق النقد و التفنيد باعتبار أن الأعور هو الملك المقدس المطاع في مملكة العميان . البرجوازي الكذاب منصور حكمت اخترع ديناً جديداً باسمه ينسف من الجذور صرح كل الفكر الماركسي الثوري الشامخ الخلاق في العالم أجمع من ماركس حتى الآن و إلى ما شاء الله مستقبلاً ، ليجيِّر و يحتكر "الماركسية الحقيقية" لحساب خزعبلاته الزعطوطية فقط و حصراً لا غير – بعد تحويله ماركس و إنجلز و لينين إلى مجرد ديكور ميت معلق على الحيطان للزينة و لذر الرماد في العيون . و من يؤمن بهذه الزعطوطيات هو وحده "الشيوعي العمالي" ، و غيرهم من الشيوعيين الحقيقيين السابقين و اللاحقين في كل أرجاء العالم هم "برجوازيون" حسب بروتوكولات عبادات هذا الدين المسخ الجديد . هكذا يتم عبر عبادة الشخصية توظيف آلية الاحتكار الرأسمالي في سوق النخاسة السياسي لنسف الماركسية كلها في العالم أجمع باختزالها في شخص النكرة منصور حكمت و زعطوطياته المريضة . لقد صدق لينين عندما أطلق على هذه "الظاهرة الأخرى" لمثل هؤلاء اسم "مرض الطفولة اليسارية في الشيوعية" . أما ماركس و انجلز – المكتويين من كل صوب بمحاولات المتسلقين الزعطوطيين من طراز البرجوازي الكذاب منصور حكمت الصعود على أكتاف البروليتاريا - فقد أوصدا الأبواب في بيانهما الشيوعي ضد أي محاولة لاحتكار النظرية الشيوعية من طرف شخص واحد بعينه ، بتثبيت هذه القاعدة الذهبية :
"لا تستند الاستنتاجات النظرية للشيوعيين بأي حال من الأحوال إلى الأفكار أو المبادئ التي اخترعها أو اكتشفها هذا المصلح العالمي أو ذاك ."
عسى ذوي الألباب من الشيوعيين الشرفاء أن يعوا كلام ماركس و إنجلز هذا حق وعيه ، فيرموا بالزبالة كل تزييفات منصور حكمت البرجوازية المثالية مثلما سبق أن بيَّن لنا لينين ، و يعودوا للنهل من الينابيع الصافية لماركس و إنجلز و لينين و كل الماركسيين الثوريين أصدقاء الطبقة العاملة الحقيقيين و ليس الراكبين عليها لبناء مجدهم الشخصي على حساب خداعها و تدميرها . يتبع ، لطفاً .
#حسين_علوان_حسين (هاشتاغ)
Hussain_Alwan_Hussain#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الشيوعية العمالية : هَوَس التفتت و تفتيت الحركة الشيوعية 15-
...
-
ترجمة كتاب الطاو (طريق العقل)
-
سلطانُ الكلاوات
-
الشيوعية العمالية : هَوَس التفتت و تفتيت الحركة الشيوعية 14-
...
-
انتهاء عصر التوازن النووي
-
ترجمة قصيدة مظفر النواب : أشياء للتداول هذه الأيام ..
-
هل كان اغتيال العالِم طلقة البداية لحرب ترامب على إيران ؟
-
ليلة الضرب : ظهور تفاصيل عملية التطهير في فندق الرِيتز- كارل
...
-
الشيوعية العمالية : هَوَس التفتت و تفتيت الحركة الشيوعية 13-
...
-
الشيوعية العمالية : هَوَس التفتت و تفتيت الحركة الشيوعية 12-
...
-
الشيوعية العمالية : هَوَس التفتت و تفتيت الحركة الشيوعية 11-
...
-
الشيوعية العمالية : هَوَس التفتت و تفتيت الحركة الشيوعية 10-
...
-
الشيوعية العمالية : هَوَس التفتت و تفتيت الحركة الشيوعية 9-2
...
-
الشيوعية العمالية : هَوَس التفتت و تفتيت الحركة الشيوعية 8-2
...
-
الشيوعية العمالية : هَوَس التفتت و تفتيت الحركة الشيوعية7-20
...
-
البُلبُل الفتّان
-
الشيوعية العمالية : هَوَس التفتت و تفتيت الحركة الشيوعية 6-2
...
-
الشيوعية العمالية : هَوَس التفتت و تفتيت الحركة الشيوعية 5-2
...
-
الشيوعية العمالية : هَوَس التفتت و تفتيت الحركة الشيوعية 4-2
...
-
الشيوعية العمالية : هَوَس التفتت و تفتيت الحركة الشيوعية 3-2
...
المزيد.....
-
الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
-
هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال
...
-
الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف
...
-
السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا
...
-
بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو
...
-
حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء
...
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
-
جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر
...
-
بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
-
«الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد
...
المزيد.....
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
-
ماركس الثورة واليسار
/ محمد الهلالي
المزيد.....
|