|
المعهد الملكي للثقافة الامازيغية بين الحصيلة وسؤال القضية
محمد أسويق
الحوار المتمدن-العدد: 1614 - 2006 / 7 / 17 - 10:38
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
تأسس المعهد الملكي لللثقافة الأمازيغية في سياق مجموعة من التطورات الذاتية والموضوعية التي طغت على الساحة المغربية.بحيث كانت الحركة الامازيغية تعيش دينامية واسعة بفضل نشطائها وحماسا جماهيرياأجج المعركة المطلبية على مختلف الجبهات ومدا نضاليا تبوأ الصدارة ضمن باقي التوجهات السائدة خصوصا إن استحضرنا الإلتفافة القاعدية للشبيبة الأمازيغية وحركيتها الدؤوبة من اجل تفعيل ما سمي وقت ذاك بالبيان الأمازيغي الذي مثل أرضية نضالية تشكل حد ادنى من نقط التلاقي بين الجمعيات التي ظلت بوحدها تنضال من أجل أمازيغية المغرب .. وبالتجاوب الفائق مع لجنة البيان(...)توسعت القاعدة الجماهيرية بشكل خارق وتعددت الأصوات والتعبيرات من مختلف المواقع واقتنع الكل بأن الأمازيغية هويتنا وجب دسترتها واحترامها وإعطائها مكانتها الخلاقة في مختلف مجالات الحياة .وتحمس للأمر كل الطاقات التي حاولت أن تطلع على مفاهيم الهوية وعلاقتها بالتنمية والديمقراطية وحقوق الإنسان..... لا سيما أن جل النشطاء المحسوبين على الحركة الامازيغية والملتفين حول البيان الامازيغي كانوا يواكبون بشكل ملفت التطورات المرحلية لتنسيقية العروش بالجزائروالتي كانت تعيش وقت ذاك زخما نضاليا لم يفلت من المواجهة الامنية وترك الضحايا ..... وهذا الرافد الخارجي يعد أحد الدوافع الاخرى التي ساهمت في تاجيج المسار النضالي للحركة الامازيغية بالمغرب. ومما لا شك فيه ومع التصعيد الإحتجاجي للحركة المطلبية الامازيغية وتمتين قاعدتها الافقية وفتحها للنقاش على مستوى عال جدا لاستجماع التصورات والاراء لتشكيل قطب أمازيغي قوي يناضل من أجل حقوق امازيغية عادلة ومشروعة اعتبر التوجه المخزني في شكل التحالفات السائدة كل هذا سلوكا محرجا وانقلابا يسائلها عن ممتلاكتها ومصالحها ويحاكمها ضد ممارساتها البشعة واللا مسؤولة فسارعت إلى الإستنفار الامني في بوزنيقة لترهيب المناضلين وتشتيتهم الذين كانوا في موعد مع التاريخ لتقييم حصيلة البيان الأمازيغي مع اخذ التوصيات لتفعيل الخطاب الأمازيغي أكثر. فتم قمع النشطاء وتهديدهم بالوعد والوعيد ةخصوصا وان البعض كان قد شد الرحال من المهجر إلى بوزنيقة من مهتمين وصحافة ليصتدم في الأخيربكل ما تتشدق به الابواق الرسمية من شعارات مستوردة لا تصلح سوى للإستهلاك وتزيد من تهميش الامازيغية في هذا السياق بالذات ومع التصعيد الامازيغي الذي برهن على احقية النضال من أجل حقوق لغوية وثقافية وهوياتية يطرح المعهد الملكي للثقافة الامازيغية نفسه كبديل آخر لاحتواء الحركة والحدمن نشاطها وديناميتها وجعله المحاور الرسمي بينه وبين المخزن وهو مايعني سياسيا سحب البساط للحركة الامازيغية وتشويه مسارها النضالي وتقزيم صلاحياتها والدفع بها من الوسط إلى الهامش و تبديد كل أفكارها وتصوراتها المتنورة والواقعية التي تؤمن بجدليةا ا لواقع وبماديته . لأنها كانت تحمل لأفكار تنهاض القمع والإستبداد واستغلال ممتلكات الشعب بدون برر موضوعي لهذه الشروط وتلك جاء المعهد الملكي للثقافة الامازيغية كمؤسة رسمية استشارية فوقية بعد خطاب أجدير سنة 2002 لاتملك أية استقلالية أو موقف أو قراربل هي مجرد اداة تمثيلية على مستوى الشكل ليس إلا لايهام الأمازيغ بالتصالح معهم على مستوى الرسمي وبشكل مخزني بالإكتفاء ببعض المشارع الترقيعية على مستوى التلفزة والمقر الدراسي .....التي زادت للطين بلة وحاول المعهد استقطاب بعض الاصوات التي كان يحسب عليها لإحداث شرخ كبير في صفوف الحركة الامازيغية وتمزيقها وتشتيتها مما كان لإحداث المعهدأثر بالغ ايضا على تراجع المد النضالي الجماهيري وهي استراتيجية مخزنية ما فتئت تخطط لهذه النازلة التي ألمت بالحركة الأمازيغية وحولت خطابها إلى فعل انطوائي. فان كان البعض يخالفنا الرأي كونه يرى في المؤسسة المخزنية بديلا لوضعية تعيشها الأمازيغية فإن الحركة الامازيغية تنتقد لا عتبارات واضحة ومعقولة ومسؤؤلة أولا كون المعهد لا يمتلك ادنى استقلالية فكرية او مالية وبالتالي نصف عناصره من وزارات السيادة لا تربطهم أدنى ارتباط بالأمازيغية لا سيما أن بعضهم كان يحمل مواقف عدائية لقضيتنا العادلة . مما يتضح ان تشكيلة المعهد دبجت بشكل مرتجل ولم تخضع لأدنى مواصفات علمية ذات علاقة بطبيعة الموضوع والقضية. لأننا من الناحية المبدئية لسنا ضد المعهد الذي هو مهيكل والدي يأتي كتتويج لمنتدى النقاش الجاد ويأخذ بعين الإعتبار المبادئ الجوهرية والثوابت الرسمية لأن التشكيلة المركبة التي طبعت المعهد الملكي لايمكن أن تكون فاعلة على مستوى البحث العلمي لأنه يأوي عناصر من وزارة الداخلية التي لا تتقن لغة الأدب والفكر والثقافة والفنون الجميلة فبلا شك حصيلة المعهد ستكون ضعيفة وشكلية تستنزف خزانة الدولة بشكل كبير ودون نتيجة تذكر نظرا لطبيعته التأسيسية أما المؤاخذة الأخرى للحركة الأمازيغية على المعهد الملكي فلكون هذا الأخير لم يا خذ بعين الإعتبار مطالب الحركة وتوصيات لقاءاتها وندواتها وتم تجاوزها بشكل مكشوف من هنا يتبين أن المعهد لا يمتلك استراتيجية ثقافية ولغوية انطلاقا من التوتر الذي افتعل على مستوى الإعلام والتربية الوطنية بحيث مدة اربع سنوات 2002الى2006 لم ينتج فيها إلا شيئ هزيل وضعيف مع حجم القضية التي تتطلب منا الشيئ الكثير وبالتالي عمل المعهد أثناء مسيرته الميدانية على اقصاء الحركة الامازيغية ولم يستشر ولم ينسق إلا مع من يقاسمه ليس الطرح ولكن المصالح علما انه لم يستمع قط إلى المبدعين والكتاب والباحثين كون الهم العلمي هو الأخير عنده في الأخير حتى لا نكون متعسفين على بعض قناعات الغير إن كان المعهد يتبنى الأمازيغية ويود المصالحة مع الدات والتاريخ فإن دالك لا يخرج عن فلسفة المخزن للغة والثقافة أما المصالحة الحقيقية فلا بد من معهد تفرزه القاعدة وتؤسسه المصداقية النضالية والتاريخية ويأخذ بعين الإعتبار كل المطالب بدون استثنا ء ولا تراتبية ويرشد النفقات ويسجع الإبداع والمبدعين وينكب على العمل الميداني كل حسب تخصصه العلمي والمعرفي وأكيد التوضيفات الزبونية لن تدفع بالبحث العلمي الى الامام وأن المعهد ستبقى مؤسسة رسمية لن تغير من حالة الأمازيغية لان المخزن لن يكون أبدا صديقا ليس للأمازيغية فقط بل للديمقراطية ككل وعدم الدسترة ودون الامازيغية في الديباجة الامازيغية في الديباجة هو مايوضح ويكشف النوايا فما موقع الأمازيغية لغة وثقافة وهوية وتاريخ في الإستحقاقات المستقبلة و هل ستتحكم في ذالك موازين القوى أم المصالحة المخزنية ستتصدق علينا بشيئ لا يشفي غليل مطلبنا ام الحركة ستستجمع قواها في اطار جبهة قوية تتجاوز الخلا فات الذاتية
#محمد_أسويق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الريف بين الهجرة والتهجير
-
شيئ من بوح التسكع
-
هل الخطاب الأمازيغي سؤال محرج
-
هل ستجيب المصالحة المغربية عن أسئلة ضحايا سنوات الرصاص
-
خابيات الماء
-
عتاب المرايا
-
تامزغا بين الحقيقة والميتافيزيقيا
-
غربة القصيدة الشعرية
-
الخيمة والزلزال
-
شبكة العنكبوت الرقمي
-
الأمازيغية والإسلام السياسي
-
توقيع
-
فاكهة الصلصال
-
الأدب الأمازيغي والقمع المؤسساتي
-
انتظار
-
الوشم
-
العولمة الإقتصادية وسؤال الهوية
-
توهج
-
دور المثقف في التغيير الإجتماعي
-
الحركة الأمازيغية صوت الثقافة الشعبة المقموعة
المزيد.....
-
رصدتهما الكاميرا.. مراهقان يسرقان سيارة سيدة ويركلان كلبها ق
...
-
محاولة انقلاب وقتل الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا.. تهم من ا
...
-
ارتفاع قياسي للبيتكوين: ما أسباب دعم ترامب للعملات المشفرة،
...
-
الكربون: انبعاثات حقيقية.. اعتمادات وهمية، تحقيق حول إزالة ا
...
-
قائد القوات الصواريخ الاستراتيجية يؤكد لبوتين قدرة -أوريشنيك
...
-
روسيا تهاجم أوكرانيا بصاروخ جديد و تصعد ضد الغرب
-
بيع لحوم الحمير في ليبيا
-
توقيف المدون المغربي -ولد الشينوية- والتحقيق معه بتهمة السب
...
-
بعد أيام من التصعيد، ماذا سيفعل بوتين؟
-
هجوم بطائرات مسيّرة روسية على سومي: مقتل شخصين وإصابة 12 آخر
...
المزيد.....
-
الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية
/ نجم الدين فارس
-
ايزيدية شنكال-سنجار
/ ممتاز حسين سليمان خلو
-
في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية
/ عبد الحسين شعبان
-
موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية
/ سعيد العليمى
-
كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق
/ كاظم حبيب
-
التطبيع يسري في دمك
/ د. عادل سمارة
-
كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟
/ تاج السر عثمان
-
كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان
/ تاج السر عثمان
-
تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و
...
/ المنصور جعفر
-
محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي
...
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|