أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - بالطباشير.... حديث السحر والخرافة














المزيد.....

بالطباشير.... حديث السحر والخرافة


اسعد عبدالله عبدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 6759 - 2020 / 12 / 12 - 22:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ايام الحصار الصعبة مرت ثقيلة على اهل العراق, وفي تلك الايام وبالتحديد في منتصف التسعينات شاع استخدام السحر, بدعم خفي من السلطة التي تسعى لترسيخ الجهل والخرافة في المجتمع, حيث منعت ملاحقة السحارين كما كان سابقا وتركت لهم حرية ممارسة الدجل, ومن بعض كبار الكهنة وبدعم من عزت الدوري حيث فتحوا باب تعلم السحر باعتباره علم روحاني وليس سحرا, فظهرت "التكيات" السرية لتعليم السحر, بذريعة ان ما يمارسه ليس ساحراً بل علم روحاني, فاصبح له طلاب واساتذة ومدارس, واصبح الناس ترجع للسحارين و"الروحانيين" لمعالجة الامراض والحالات النفسية وحتى حوادث السرقة والخطف, وهي مؤشرات مجتمع نخر بجسده الجهل والتخلف.
المقال سيكون موجه للتعريف بما يسمى (السحر), بعد ان طلب مني بعض القراء الاهتمام بهذا المطلب.
ان تحديد تعريف للسحر من الامور التي اتعبت المفكرين والفلاسفة حتى علماء الدين, لذلك كان الاختلاف كبيرا, وهل هو مجرد خداع للبصر وخفت يد ودجل!؟ ام هو علم له قواعده الثابتة, لكن الشائع انه يتعلق بوجه عام بتحكم البشر في قوًى خارقة للطبيعة, والسحر يُنظر إليه عادة بوصفه أمارة على البدائية والجهل, فالسحر يقدم تفسيرات وحلولًا لمن يعيشون في فقر مدقع ويفتقرون إلى البدائل الأخرى.

• هل السحر مجرد وهم؟
سؤال تردد كثيرا عبر التاريخ الانساني حول السحر, حيث كان المشككين بالسحر كثيرون, والبداية كانت من النبي موسى عليه السلام الذي فضح السحرة وكشف ان افعالهم مجرد خفت يد وزرع للوهم وليست حقيقة, ثم الاطروحة الكبيرة للفيلسوف ابقراط التي ندد فيها بالسحرة, وكان هنالك تشابك بين الكهنة والسحرة, كأنهما يعملان معا, وقد وصف السحر بأنه ممارسة تأثير على قوى المخيلة؛ وفيه يُلقي الممارس وسط جمهور أنواعًا من الخيالات والتخيلات والصور, ثم ينزلها منزلة الإدراك الحسي عند مشاهديه, لكن في الواقع لا وجود لشيء مما ينتجونه في العالم الظاهر.
في منتصف القرن السادس عشر حيث كانت مطاردة السحرة على اشدها في اوربا, قرر صديقين بريطانيين ( وهما النبيل الإليزابيثي ريجنالد سكوت وأديب منتصف القرن السابع عشر توم اسآدي) اللذان حاولا تعرية رجال الدين الذي يربطون سطوتهم بأعمال سحرية, وكانا على ثقة تامة بعدم إمكانية وجود السحر الشيطاني والاتصالات بالأرواح والمعجزات، لكنْ كلاهما ركز تركيزًا كبيرًا وانطلقا في رحلة تعلم السحر لغرض فضحه, وبعد فترة من التعلم اكتشف انها كلها خدع خفة وسرعة وانهم مجرد مساكين وقد شعر بوخز الندم على كشفه ألاعيبهم لأنها طريق كسبهم للعيش خصوص السحرة, والذين يقدمون فقرات مسرحية امام جمهور, بخلاف حقده على رجال الكنيسة الذين يتسلطون على الناس عبر الخدع السحرية, وقد فضح في كتابه كيف يستخدم رجال الكهنوت الخدع لحمل الناس على تصديق فعالية ما يمارسونه من طرد للأرواح الشريرة، أو جعلهم يتخيلون أنهم في حضرة أرواح الموتى، كي يدعموا الإيمان بمفهوم التطهر الذي يدر على الكهنوت المال الوفير.
وقد فضحهم سكوت في كتابه (اكتشاف عالم السحر) المطبوع عام 1584 ففضح اهم الخدع من قبيل نقل النقود من احدى اليدين الى الاخرى, وابتلاع السكين, والخدعة الاكبر وهي قطع الراس.

• الفكر الخرافي
غالبًا ما كان علماء النفس أكثر صراحة في التعامل مع فئة (الخرافة), معتبرين الإيمان بالسحر دلالة عن سلوك نفسي شاذ, وهذا يرتبط بأبحاث علم النفس؛ فعندما نريد ان نستكشف ايمان الاخرين بالخرافة لا يمكن ان نسأله بشكل مباشر: هل تؤمن بالسحر؟ بل علينا ان نلتف ونراوغ لنعرف خبايا عقيدته بالسحر, عبر تساؤلات من قبيل: هل تدق على الخشب عندما تخاف؟ أو هل تتجنب المشي تحت السلالم؟ أو هل تعقد إصبعيك؟ او هل تخاف القطة السوداء في الليل؟ او هل تتشاءم من كسر مرآة وتعتقد انها ستجلب لك سوء الحظ؟ او التحقق المتكرر من ان الباب مغلق!
كل ها يرتبط بالقلق والوساوس النفسية التي تعبر عن حالة سلبية يعيشها الفرد, من شأنها أن تسفر عن نتائج تؤدي إلى تشخيص نفسي مختلف, حيث اتضح ان هناك ربطا وثيقا بين الايمان بالسحر والخرافة وبين الاضطرابات النفسية, وهؤلاء هم من يكونوا اكثر الناس ايمانا بالخرافة والسحر.

• الثمرة
وهنا نكتشف اللعبة الكبيرة التي جرت في العراق من زمن صدام والى اليوم, حيث عمدت السلطات الطاغوتية المتناوبة على جعل البلد بيئة مرعبة, مليئة ببواعث القلق والاضطراب, ليتحول الانسان العراقي الى انسان مضطرب نفسيا! فيكون ارض خصبة للأيمان باي شيء يضخ له, نتيجة المخاوف التي تلاحقه كل لحظة يعيشها, ولن يكون مفكرا او منتجا او واعيا.



#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضريبة إضافية على الساسة والاثرياء
- الصين وحلم الوصول الى اليمن
- اعتراف بعد الفجر
- بالطباشير... حديث الحب البشع
- التاريخ الكروي العراقي المبكي والمضحك -1-
- مخاض وطن
- مفتاح باب الدخول للعالم السحري
- الحياة في العراق اقرب شيء للجنون
- حديث عراقي عاطل عن العمل
- المرجعية الصالحة وتخرصات الصعاليك
- رحيل الانسان الخلوق صباح رحيم السوداني
- بائعات الهوى والعملية السياسية
- العنكوشي يحدث ثورة في عالم الكرة العراقية
- الحب والمنتخب والاختلاف بالراي
- الاعلام البعثي ومحاربة السيد الخوئي
- حبشكلات رقم واحد
- الخوف من الهذيان
- اهمية ملاحقة اثرياء الباطل
- الوزير لطيف نصيف وفبركة فيلم الاسير
- الطريق الى شارع المتنبي


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - بالطباشير.... حديث السحر والخرافة