أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - مصعب قاسم عزاوي - محنة العملية التعليمية في العالم العربي














المزيد.....

محنة العملية التعليمية في العالم العربي


مصعب قاسم عزاوي
طبيب و كاتب

(Mousab Kassem Azzawi)


الحوار المتمدن-العدد: 6759 - 2020 / 12 / 12 - 15:39
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


حوار أجراه فريق دار الأكاديمية مع مصعب قاسم عزاوي

فريق دار الأكاديمية: كيف تنظر إلى واقع ودور النظم التعليمية بنيوياً ووظيفياً في العالم العربي؟

مصعب قاسم عزاوي: النظم التعليمية في الدول العربية هي استطالات بشكل أو بآخر للنظم الاستبدادية المسيطرة عمقاً وسطحاً على حيوات الأفراد والمجتمعات في الدول العربية، وهو الواقع الذي يجعل منها أدوات لا بد أن تعمل في خدمة الآلة الاستبدادية الأخطبوطية، وتوطيد قدرتها على القبض على كل مفاصل المجتمع وإحكام تلك القبضة في كل الظروف والأحوال.

والنظم التعليمية العربية تمثل في واقعها الحالي مؤسسات للتنميط العقائدي منذ المرحلة الابتدائية وحتى أعلى المستويات الجامعية عبر إرغام الطلاب على استبطان أن واقع الاستبداد الوحشي الذي يعيشون فيه من طبائع الأمور، وأن التفكر بتغييره إثم لا بد من علاجه حتى لو اقتضى ذلك الكي.

وتقوم تلك المؤسسات التعليمية في العالم العربي بدورها الوظيفي المناط بها لتصنيع «الإنسان المُرَّوَضِ» الذي يتقن فن تنفيذ الأوامر التي تصدر له، دون التفكر بفحواها، وأحقيتها العقلانية أو الأخلاقية، عبر تحويل المدارس إلى ثكنات شبه عسكرية تقوم بالإضافة إلى دورها الترويضي عبر كبح كل قدرات الإبداع، والتفكير الحر، والاستنباط العقلاني، ومهارات اكتشاف المعرفة عبر التفاعل المبدع معها؛ بدور «الكتاتيب القروسطية» القائمة على التلقين والاستحفاظ الببغائي، والتحصيل العلمي لأجل اجتياز الامتحان، عبر تحويل كل طاقات العقل البشري، لأجل تعزيز مهارات الذاكرة القصيرة والمتوسطة المدى واستبطان القوالب الصماء التي يتعامل معها العقل البشري دائماً وفق مبدأ «القِدْرِ المثقوب» الذي لا يستطيع الاحتفاظ بفيض تلك المعلومات النظرية التي لم يتم ترسيخها عملياً بالاشتباك المعرفي و التطبيقي معها، و التي لا بد لها من التسرب من ثقوب الذاكرة القصيرة المدى و المتوسطة، لينساها الطالب في فترة وجيزة عقب اجتياز الامتحان. وذلك ما يفسر الكم الهائل من «أشباه الأميين» سلوكاً وتفكيراً ومنظاراً للحياة في غير مجتمع عربي على الرغم من تحصلهم مسبقاً على مؤهلات ثانوية وجامعية؛ حيث أن الدماغ البشري غير قادر من الناحية التطورية والفيزيولوجية على الاحتفاظ بأي خبرات تراكمية، ما لم ينخرط الفرد في عملية تآثر فعال معها، تقتضي منه الاستكشاف والتفكر والإبداع والاستنتاج والاستخلاص وصولاً إلى ترسخ المعرفة في الذاكرة البشرية.

وكمثال على الواقع التعليمي الراهن في الدول العربية يخرج طلاباً كالببغاءات يتقنون فن ترديد وتكرار أهم وظيفة في الحفاظ على حيوات وقوت كل الحيوانات على وجه الأرض ألا وهي فيزيولوجيا الإلقاح في النباتات، دون أن تتمكن الغالبية العظمى من أولئك الطلاب من التفريق بين الأسدية والمآبر في زهرة إن أمسكوا بها ونظروا إليها بمجهرة بسيطة موجودة في كل مدارس الكرة الأرضية.

وواقع الحال أن المدارس الثانوية العربية أصبحت ثكنات عسكرية مناط بها القيام بدور «الكتاتيب القروسطية»، بينما الجامعات تحولت بدورها إلى «مدارس ثانوية كبيرة»، حيث أن الدور الأساسي للجامعات في العالم المتقدم مرتبط بالبحث العلمي المتواشج عضوياً بحاجات المجتمع الذي تتواجد فيه تلك الجامعة، وهو الذي تعد الدول العربية من أقل المساهمين فيه على المستوى العالمي؛ فالتحصيل العلمي فيها مرتبط باللهاث للحصول على الدرجة العلمية بغض النظر عن تبعات ذلك في إنتاج مخرجات تعليمية هزيلة إن لم تكن تراجيدية في كثير من الأحيان ترقى إلى مأساة تخليق «الأمي الذي يحمل أسفاراً» في كل تفاصيل العملية التعليمية الجاهلية في الوطن العربي، إلا في استثناءات نادرة على المستوى الشخصي لأفراد قرروا تعليم أنفسهم عبر القراءة و الاجتهاد والتفكر، وهو فعل في الواقع لا يحتاج إلى الانخراط في أي جامعة للوصول إليه.



#مصعب_قاسم_عزاوي (هاشتاغ)       Mousab_Kassem_Azzawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستنساخ البيولوجي لبني البشر
- أسباب وأعراض الأورام الدماغية
- معترك العين والمخرز
- منعرجات الطريق الثالث
- في ذكرى اليوم العالمي للحرية
- الإرهاب وجدلية التفاوت التلفيقي
- نهج التعليم الناجح عند الأطفال
- سُعَارُ الحروبِ السرمديةِ
- مقصلة الأغذية المعدلة وراثياً
- التشريح الوظيفي للبعبع الإرهابي
- نوب الهلع الليلية عند الأطفال
- هل ختامها حرب؟
- عُجَاب الإرهاب مفهوماً ونهجاً
- لغة الفساد والإفساد
- أسباب وأعراض سرطان العظام
- إعدام العراق العظيم نووياً
- كشف المستور في الحادي عشر من سبتمبر
- الموات النخري للإعلام العربي
- مقصلة الوعي الاستهلاكي
- صناعة الشواش الاصطلاحي


المزيد.....




- زيلينسكي: الحرب مع روسيا قد تنتهي في هذا الموعد وأنتظر مقترح ...
- الإمارات.. بيان من وزارة الداخلية بعد إعلان مكتب نتنياهو فقد ...
- طهران: نخصب اليورانيوم بنسبة 60% وزدنا السرعة والقدرة
- موسكو.. اللبنانيون يحيون ذكرى الاستقلال
- بيان رباعي يرحب بقرار الوكالة الذرية بشأن إيران
- تصريحات ماكرون تشعل الغضب في هايتي وتضع باريس في موقف محرج
- هونغ كونغ تحتفل بـ100 يوم على ولادة أول توأم باندا في تاريخه ...
- حزب -البديل- فرع بافاريا يتبنى قرارًا بترحيل الأجانب من ألما ...
- هل تسعى إسرائيل لتدمير لبنان؟
- زيلينسكي يلوم حلفاءه على النقص في عديد جيشه


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - مصعب قاسم عزاوي - محنة العملية التعليمية في العالم العربي