أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد العزيز الراشيدي - ماركس ومفهوم الإستلاب














المزيد.....

ماركس ومفهوم الإستلاب


عبد العزيز الراشيدي

الحوار المتمدن-العدد: 1614 - 2006 / 7 / 17 - 11:19
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إن مقاربة المفهوم الماركسي للإستلاب تستدعي منا الوقوف على مخطوطات 1844 التي صاغ من خلالها كارل ماركس أرائه في هذا الصدد إن هذا المفهوم سيتخذ كثافته الفوارة و حركته القوية على يد ماركس الذي أجرى على الإستلاب ذالك الإرجاع الذي يعمل على إنتشار المفاهيم الهيجلية، وتحويلها إلى أداة وعي ثوري.
إن كارل ماركس يرجع مختلف أشكال الإستلاب ( الديني و السياسي و الإجتماعي) التي يلاحظها في المجتمع إلى إستلاب أساسي: هو إستلاب الطبقة العاملة في نمط الإنتاج الرأسمالي،وذالك لا يعني إنه يهمل وجود الأشكال الأخرى للإستلاب ، ولكنه يربط ذالك الوجود بظاهرة إقتصادية شاملة هي منبع تصدع الإنسان والعلاقات الإنسانية وإفقارهما. يقول كارل ماركسي في مخطوط 1844 " يزداد عالم البشر فقرا كلما إزداد عالم الأشياء غنى "وإذا كان ماركس لم يستخدم لفظ الإستلاب بعد 1845إلا قليلا فذلك لأنه إهتم بإثبات المكانزم الذي يرجع وفقه إغتناء عالم الأشياء عن طريق العمل ضد العامل ،ومع ذالك فإن ماركس سيتشبث بوجود الإستلاب على المستوى الفكري. فقد خلف له فيورباخ صفة ذالك الإستلاب عندما كشف عن سر الإستلاب الديني. الذي لا يفتح طريقا للرجوع نحو الذات، و إسترجاع الواقع بقدر ما يشق طريق لهروب الإنسان وتشويهه ،خفية لتعرية الإنسان من أحسن ما فيه. ليبقي أصناما يشد نفسه إليها. . و الأمر مخالف لذالك فيما يتعلق بالإستلاب الإقتصادي إد أن ذلك الإستلاب هو مصدر تشويهه الإنسان، وهو لأجل ذالك مصدر إسترجاع لإنسانيته ، وإن الإنسان لا يلجأ إلى إبتداع إستلاب ثانوي وعالم من الأحلام والأوهام إلا ليفلت من عملية الاسترجاع الشاقة. إن العامل قد وضع في عمله عناءه ووقته وقوته الخلاقة ،ولكن ماكان ينبغي أن يكون وسيلة لتحقيق ذاته وسعادته قد نزع منه وتغتصب حريته. عن طريق نظام الإنتاج الرأسمالي. وهكذا تغدو نتيجة عمل العامل نفيا له وهكذا ينزل العمل الذي هو ماهية الإنسان وحقيقته إلى مستوى قضاء الحاجة فلا يغدو إلا وسيلة لكسب العيش لدى كان الهروب نحو عالم مثالي يبحث فيه العامل عن عزاء لنفسه، وإنتقام من الإستغلال و الإحتقار للدين يتعرض لهما. ولدى كان ذالك النوع االثاني من الإستلاب الوهمي الذي هو في حقيقة الأمر إسقاط لعالم الإستلاب الحقيقي و صورة معكوسة فيه.
إذن تأسيسا على ماسبقى يبدو لنا الآن جليا التطور الذي عرفه هذا المفهوم رفقة كارل ماركس. إذ كان الاستلاب مع هيجل هو الوجود الحقيقي للإنسان، و الإستلاب هو الوسيلة التي ينفصل بواسطتها الفكر عن العالم و عن ذاته كي يتغذى من فضلاته و يغتني بإفتقاره الدائم و المحتوم. إن الإنسان عند هيجل هو ذالك الكائن الذي يعاني من الإستلاب ليعود إلى ذاته بعد تلك المعاناة إنه ذلك الكائن الذي يقترب من ذاته كلما إبتعد عنها في وجود أخرى. أما عند كارل ماركس فإن ذالك التصالح بين الشيء ونفسه شيء وهمي ، وإن ذالك التركيب في كل واحد خلال مقاله. كما إن التجاوز الهيجلي للإستلاب لا يدخل إلا في إطار مقولة الإستلاب الثانوي الفكري ،تلك المقولة يجيب التخلص منها في بادئ الأمر لفهم الإستلاب الحقيقي الذي يوجد على صيغة النشاط العملي للإنسان ،إن الإنسان لن يستطيع إعلان النضال الصحيح ضد الإستلاب إلا بالقضاء على العالم الفكري الذي كان يتوهم أن يجد فيه التصالح المنشود ،وأن الإستلاب لن يقهر إلا بالقضاء على الملكية الخاصة و إنتصار الطبقة المشتغلة(2). ومن هنا فلا يمكن القضاء على الوهم إلا بالقضاء على الحاجة إلى الوهم. لذى يتصور كارل ماركس إن إسترجاع الإنسان لذاته و عودته إليها هو تتويج لحركة إجتماعية و إقتصإذية توحد بين الإنتاج و الاستهلاك بين الحاجة و الإستمتاع بالحرية و العمل.
هكذا إذ يكون كارل ماركس قد قارب المفهوم الهيجلي للإستلاب وأجرى عليه إرجاعا و تفكيك في نفس الوقت. ومع ذالك فإن الأمر يتم عند ماركس كما لو كانت الأجزاء المتبعترة لدالك المفهوم تسعى بطبعتها إلى الإنضمام لتعيد له معناه الواسع الذي كان في البداية، لترجع له قدرته اللامحدودة على إمتصاص المعاني.
إذن هكذا كانت المقاربة الماركسية لمفهوم الإستلاب مجددة لتصور الهيجلي ومتجاوزة له،



#عبد_العزيز_الراشيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هكذا تولد الحياة
- حول فكرة موت الله عند نيتشه
- زاكورة الأرض التي تحترق
- دفاعا عن المفهوم الماركسي للسلطة - ردعلى فلسفة ميشل فوكو
- ]دفاعا عن المفهوم الماركسي للسلطة
- أي تشجيع لشعبة الفلسفة في مغرب اليوم؟


المزيد.....




- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...
- نجل شاه إيران الراحل لـCNN: ترامب و-الضغط الأقصى- فرصة لإنشا ...
- -لقد قتلت اثنين من أطفالي، فهل ستقتل الثالث أيضا؟-: فضيحة وف ...
- كيم: المفاوضات السابقة مع واشنطن لم تؤكد سوى سياستها العدائي ...
- الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص ...
- ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
- مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
- إيران متهمة بنشاط نووي سري
- ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟ ...
- هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد العزيز الراشيدي - ماركس ومفهوم الإستلاب