القاضي العراقي زهير كاظم عبود
فخامة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – رئيس دولة الأمارات العربية المتحدة
تحية عراقية وبعد :
لطالما تطلعنا نحن أبناء العراق الى بلادكم وأنتم تشيدون صروحها من الصفر حتى أضحت من أجمل بلدان الله ، وحولتم الصحراء المقفرة الى واحات ومناطق سياحية يحلم الأوربي قبل العربي أن يصلها ويعيش في ربوعها ، ونشرتم في إماراتكم الأمن والآمان وهما التاج الذي يكلل حياة الناس في كل زمان ومكان .
كل هذا يتحقق بفضل حكمة الرجال وتفانيهم من أجل خدمة أبناء شعبهم الذين جعلوهم مسؤولين مسؤولية تامة أمام الله في أدارة شؤونهم ورعايتهم وقيادتهم .
وليس أعتباطاً أن تأتي مبادرتكم التي أطلقتها بكل جرأة ، وأضعاً نصب أعينكم خلاص الناس من محنة الحرب وخلاص المسؤولين الذين لم يتمتعوا ببعد نظر وبقيت بصائرهم محدودة لاترى أبعد من ظلالها ، وكانت مبادرتكم موضع تقدير وامتنان من كل عراقي في زمن أفتقدنا فيه كلمة الحق والصدق ونصيحة الأخ ، وسط أعراف وتقاليد وقيم دبلوماسية وسياسية تدعو للصمت أو لمجاراة الحكام الطغاة والمتسلطين على رقاب شعوبهم .
مواقفكم تجاه الشعب العراقي ومساعداتكم التي تعبر فعلاً عن أخوتكم وأحساسكم بمشاركتنا نحن أبناء العراق محنتنا وزمننا الصعب.
لكننا نستغرب أيها الشيخ الجليل ما تقوم به قناتكم الفضائية من دور محموم تجاهد فيه لبث الفرقة وأشعال فتيل الحرب الداخلية بين أبناء العراق ، ويناضل المشرفين على هذه القناة من أجل ألتقاط الجانب السلبي من الأحداث وغض النظر عن الأيجابي ، أضافة الى نقل الصورة غير الحقيقية والتكاتف مع القوى الشريرة والتي ترتبط بمصالح مع سلطتنا البائدة للأستخفاف بمعاناة شعبنا الكبيرة ، والأعتماد في تحليل الأحداث على المراسلين .
أن العناصر المرتبطة بالمخابرات العراقية لم تزل تعمل بكل حريتها في قناتكم الفضائية ، وهي تستمر بالأساءة الى شعب العراق الذي بدأ ينهض من جديد ليبني دولة مدنية تحترم الأنسان وتحافظ على كرامة الأنسان بعد أن أفتقدناها هذا الزمن الطويل ، وسأفترض عدم معرفتكم بهذا سيدي الكريم .
وحتى يبقى أسمكم في الذاكرة العراقية لاتلطخة مواقف المشرفين على قناة أبو ظبي الفضائية ومايتم تهيئته لنا مستقبلاً ، لانطلب منكم مناصرتنا والوقوف بجانبنا ، نطلب منكم ايها الأخ الكبير أن تقفوا على الحياد ، وثقوا بأن الزمن لن يدوم لأحد الا أن التاريخ يسجل موقف كل أنسان مثلما يسجل مواقف الدول ، ويقول المثل العربي ( عند الشدائد تعرف الأخوان ) ، نحن بحاجة لأيقاف عملية التجريح والأساءة التي تعتمدها قناتكم الفــضائية تجاهنا أكثر من حاجتنا للغذاء والدواء ، وأذا كنت أحدد قناتكم لأنني لاأجد لكم عذراً وأنتم تكنون كل التقدير لشعب العراق ، فلاتدعوا المواقف الأعلامية تبرهن على أزدواجية موقفكم وكراهيتكم في السر للعراق ومحبتكم له في العلن ، فأنت أكــــبر من هذا ونحن بأنتظار ماتقرره حكمتك من موقف أيها الأخ العربي .