مصطفى راشد
الحوار المتمدن-العدد: 6757 - 2020 / 12 / 10 - 12:59
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
وصل لنا سؤال عبر الانترنت من السيد /محمد عطية من بنجلاديش يعيش فى سيريلانكا يقول فيه ان السلطات السيرلانكية قررت حرق الجثث لكل من مات بمرض الكورونا ومنهم من هو مسلم فما حكم الشرع فى حرق المسلم المتوفى بمرض معدي ؟
وللإجابة على هذا السؤال نقول ان حرق جثة الميت الطبيعى مكروهة تحريمآ فى الإسلام لكن فى حالة ما اذا كان الميت أو الميتة مصاب بمرض معدي فأتقاء للضرر يجوز شرعآ حرق جثته خاصة بعد مشاهدة بعض الدول تحرق الموتى خوفًا من انتشار كورونا، لخطورة هذا المرض وسرعة انتشاره وهو سريع العدوي والإنتقال ومن يستدل على حرمة حرق الميت بالآية فى قول الله تعالى: "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ" [الإسراء: 70]، هو تحريم فى غير محله لأن الآية تتحدث عن الإنسان فى وقت الحياة لكن بعد الموت لن يضير الشاة سلخها بعد موتها فالأحياء هم الاولى بالحماية وجسم الإنسان غير محرم حرقه على الإطلاق فهذا مصير من يدخل جهنم وايضا لعدم وجود نص قرآن أو حديث صحيح يحرم حرق المتوفى المريض بمرض معدي او يخشى منه وهو مايعنى عدم التحريم وجواز الفعل واباحته كما ان الله قادر على إعادة الإنسان بعد حرقه يوم القيامة فهو من يقول للشىء كن فيكون كما ان القاعدة الشرعية تقول ( الضرورات تبيح المحظورات).
وهى قاعدة أصولية مأخوذة من نص قوله تعالى: (إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ) [الأنعام:119].وايضا دفع الضرر مقدم على غيره لقول الحديث الشريف عن أبي سعيد سعد بن سنان الخدري ض : أن رسول الله ص قال : ( لا ضرر ولا ضرار ) ، حديث حسن رواه ابن ماجة والدارقطني وغيرهما مسندا ، ورواه مالك في الموطأ مرسلا : عن عمرو بن يحيى عن أبيه عن النبي ص--- وفى النهاية نقول ان حرق جثة المتوفى بمرض معدي جائز شرعا لعدم وجود نص صحيح يحرم حرق الجثث .
اللهم بلغت اللهم فاشهد .
#مصطفى_راشد (هاشتاغ)