أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعود سالم - تناقض الفن والفلسفة














المزيد.....

تناقض الفن والفلسفة


سعود سالم
كاتب وفنان تشكيلي

(Saoud Salem)


الحوار المتمدن-العدد: 6755 - 2020 / 12 / 8 - 18:49
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


عن العبث والحرية
١٣ - الفن نقيض الفلسفة
"القضية بالنسبة للإنسان العبثي ليست بعد قضية تفسير وحل، بل هي قضية معاناة ووصف. فكل شيء يبدأ باللامبالاة المبصرة " يقول كامو في أسطورة سيزيف مضيفا بأن الفن لا يقدم مخرجا حقيقيا لداء الفكر المزمن، بمعنى أن الموت لا ينقذ من الحقيقة ردا على نيتشة الذي يقول : لدينا الفن لكي لا نموت من الحقيقية - ذلك أن الفن هو علامة من علامات هذا الداء الفكري. وبذلك ينفي كامو أي تعارض - حقيقي أو مفترض - بين الفن والفكر، لأن الفنان والمفكر على حد سواء يندمج ويتصير في أثره في نوع من الإمتصاص أو التناضح والتنافذ المتبادل - osmose، باعتبار الفن النابع من الخيال، والفكر النابع من العقل هما من إنتاج الإنسان كوحدة كلية. ولكي يكون الأثر العبثي ممكنا، يجب على التفكير في أكثر أشكاله إشراقا أن يكون ممتزجا بالعمل الفني وحالا - من الحلول - فيه، ولكن بشرط ألا يشير إلى هذا الحلول مباشرة. الأثر الفني يجسد بطبيعة الحال محنة الفكر والمأزق الذي يحاصره ولكنه لا يشير إليها ولا يقدم عليها الدليل إلا بطريقة جانبية وغير مباشرة. الفن العبثي إذا هو " فن لا يدل فيه المحسوس على أكثر من نفسه "، ولا يمكنه أن يكون هدفا أو غاية أو عزاء للحياة، ذلك أن الخلق والإبداع أو عدمهما يتساويان في العبثية وعدم المعنى. ولذلك نجد الخالق والمبدع العبثي لا يحرص على أثره ويمكنه أن يعزف عنه أو يدمره، ويكفيه بلد كالحبشة - بخصوص رامبو - أو رصاصة في الرأس كما فعل العديد من الفنانين والمفكرين. ذلك أن القضية الأساسية بالنسبة للفنان العبثي هي قضية إكتساب تلك البراعة في العيش والتي تتخطى المهارة الحرفية -الإبداعية، فنحن نتعلم الحياة قبل أن نتعلم التفكير.
ألبير كامو يرى أن الرواية هي الشكل المثالي للعمل الفني المتميز بطابع ذهني - intellectualisation de l art فالروائيين الكبار، هم " روائيون فلاسفة " رغم التناقض الواضح في هذا المفهوم، ويذكر كمثال كل من المركيز دي ساد، بلزاك، ملفيل، ستاندال، دوستوييفسكي، بروست وغيرهم. ذلك أنهم يفضلون الكتابة بـ "الصورة " بدل الكتابة العقلية - المنطقية بالإستدلالات، رغم أن الفن ضمنيا لا يستطيع أن يستغنى عن الصورة. ويشتركون جميعهم بالإقتناع بعدم جدوى كل محاولة للتفسير، فالمظهر الحسي هو أساس العمل الفني. والعمل أو الأثر الفني هو في الأساس بداية ونهاية لنوع من المعرفة المستحيلة. والرواية والقصة هي آلة هذه المعرفة النسبية. وهذا التحليل يمثل بوضوح عدم قدرة كامو على التفرقة بين الفلسفة والفن، مثل نيتشة، وذلك لعدم إهتمامهم بقضية "الوعي" كمصدر أساسي للفكر والفن والإدراك، وهو الموضوع الذي درسه سارتر وميرلوبونتي ومن قبلهم هايدغر وهوسرل. ولهذا السبب يمكن إعتبار كامو ونيتشة كمفكرين وكفنانين وليس كفلاسفة.



#سعود_سالم (هاشتاغ)       Saoud_Salem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العبث وخرافة اللاوعي
- بين التمرد والعبث
- الصياد وجنية البحر
- القفص الزجاجي
- براءة الغريب
- الطفو على سطح الأحداث
- المحاكمة
- ميرسو وإغتيال الشمس
- ميرسو - اللامبالي
- المسامير والعودة المضنية
- الغريب .. والسرد العبثي
- نهاية كامو العبثية
- ألبير كامو وأسطورة العبث
- عن الحرية والعبث
- فردة الحذاء والكورونا
- عدو الوطن
- جففوا المطر
- تحب تفهم تدوخ
- الشاعر لا يحب الأزهار
- الله غني عن الكينونة والوجود


المزيد.....




- رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز ...
- أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم ...
- البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح ...
- اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
- وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات - ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال ...
- أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع ...
- شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل ...
- -التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله ...
- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعود سالم - تناقض الفن والفلسفة