مقارنة الإنسان سلوك وعمل بين الخير والشر

فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 6755 - 2020 / 12 / 8 - 11:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

العالم الفيلسوف لقمان الحكيم إنسان مثل أي إنسان في هذا الوجود اكتسب علمه ومعرفته وخبرته من خلال التجربة والواقع فأصبح يمتاز بعقل ثاقب وراجح في حياته وأصبح مضرب الأمثال والأقوال ولم يحتكر علمه ومعرفته وإنما نشرها من خلال مدرسته الواقعية في العالم .. سأله أحد تلاميذ قائلاً : كيف نعرف الإنسان ونقارنه بين الشر والخير ؟ فأجابه يمكن معرفة الإنسان من خلال عمله وسلوكه وتصرفاته ومعرفته. وتحضرني الآن قصة واقعية طريفة عن أحد الخلفاء العباسيين في العهد الثاني من عمرها في التدهور والانزلاق والفشل والسقوط ... كان بعض خلفاء ذلك العهد بعيدين عن أمثالهم السابقون في احترامهم للعلم والمعرفة وكان الخلفاء في العهد الثاني بعضهم يعيشون في الملاهي والطرب وقد تزوجوا من بنات تلك البيئة وشاءت الأقدار وفاة أحدهم فتولى الخلافة أحد أبناءه الذي كان يعيش في بيئة أمه الذين يزاولون الغناء والطرب والرقص وحينما نصب لمركز الخلافة أصبح ديوانه يتردد عليه العناصر والبشر الذين كانوا أصدقاءه ويترددون على الخيام التي تقام بها حفلات الغناء والطرب والرقص ... وحينما أصبح في مركز الخلافة جاء البعض من وعاظ السلاطين وأصحاب المصالح من وجوه المجتمع بتقديم التهاني والتبريكات للخليفة الجديد وقد عصى أحد رجال الدين والعلم واستنكف من الذهاب وتقديم التهاني لذلك الخليفة الفاسد .. فجاءه بعض الوعاظ ينصحونه بالذهاب إلى الخليفة وتقديم التهاني له خوفاً عليه من غضبه إذا سمع به عاصياً ورافضاً له أمراً ... فقرر ذلك الشيخ الجليل الذهاب إلى ديوان ذلك الخليفة وتقديم التهاني والتبريكات له ... حينما علم الخليفة العباسي أن رجل الدين الذي استنكف الحضور إليه لتهنئته سوف يأتي إلى مجلسه ويقدم له التهاني بخلافته فطلب من أتباعه وجماعته التي كان يقضي معهم الليالي والأيام في اللهو والطرب والرقص المتواجدين في مجلسه أن يجلبوا البيض الفاسد والطماطة التالفة وحينما يدخل رجل الدين المجلس ارموا هذه المواد من البيض والطماطة عليه لإهانته وتكبره ورفضه من تهنئة الخليفة بولايته .. وفعلاً أول ما ظهر من باب الديوان للدخول لتهنئة الخليفة انهالت عليه الطماطة والبيض الفاسد على عمامته وملابسه ووجهه وشتمه والتشهير به وتغيرت ملامحه وتلوثت عباءته وملابسه وتغير لونها وشكلها وهو واقفاً يحدق بعينيه نحو الخليفة الجالس على منبره ويضحك عليه ويسخر منه حتى هدأ الجالسون من السب والشتم والإهانة والسخرية على رجل الدين فقال للخليفة : (لقد قطعت أصلك) فطلب الخليفة من الحضور السكوت وعدم الكلام وبعد أن سكت الجميع قال الخليفة لرجل الدين : (إذا لم تقل لي الآن كيف قطعت أصلي سوف أقطع رأسك ؟) فقال رجل الدين : (إن هذا المكان كان لا يرتاده ولا يحضره ولا يجتمع به إلا أهل العلم والأدب والمعرفة وهؤلاء قد شوهوا ودنسوا هذا المكان وحينما الأيام تترى وتستعرض الأجيال أمام منصة التاريخ سوف تشاهد بالسخرية والاستهزاء عند المقارنة بين مجلسك الآن ومجالس الأسلاف من الخلفاء) فقال له الخليفة وأنت من تكن سوى رجل وضع على رأسه العمامة البيضاء .. فقال له رجل الدين : (إن أبي كان يحمل القربة مملوءة بالماء ويذهب بها إلى البيوت (سقه) وأنا سوف أدخل معه إلى رحاب التاريخ حينما ألفت الكتب العديدة عن العلم والأدب والمعرفة وسوف تذكرني تلك الأجيال بالتقدير والاحترام بخدماتي وعلمي ومعرفتي التي قدمتها لهم التي تبقى محفورة بذاكرة الناس وفي بطون الكتب يذكرها ويطالعها الناس).

#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات