أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نهى نعيم الطوباسي - كورونا بنظرة تفاؤل














المزيد.....

كورونا بنظرة تفاؤل


نهى نعيم الطوباسي

الحوار المتمدن-العدد: 6753 - 2020 / 12 / 6 - 15:23
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لن تنسى البشرية عام 2020، وسيذكره التاريخ كنقطة تحول في حياة الناس والنظام العالمي، سيتذكر العالم تلك الحرب الصامتة، التي اندلعت دون عنف أو دماء، فما زال فيروس كوفيد 19 ينتشر في كل مكان، بتداعيات اقتصادية واجتماعية وصحية خطيرة، وارتفاع عدد الوفيات. ولكن، وفي محاولة فهم المشهد الحالي: هل كانت المؤشرات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية قبل ذلك جيدة ومرضية؟ وهل كان الواقع العالمي رومانسيا قبل جائحة كورونا؟
لقد توقع تقرير آفاق تطور الاقتصاد الكلي على الصعيد العالمي لعام 2019، والذي تصدره الأمم المتحدة أنه وفي الفترة 2017 – 2019، حدوث مزيد من الانتكاسات أو تحقيق نمو ضئيل في نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في وسط أفريقيا وجنوبها وغربها، وفي وسط وجنوب وغرب آسيا، وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي. وحسب الأرقام فإن ما يقارب 275 مليون شخص من سكان تلك المناطق يعيشون في فقر مدقع.
وفي موقع آخر أشارت ميشيل باشيليت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، في بيان لها في نوفمبر 2018 أن عام 2016 وحده سجل أكثر من 7 ملايين حالة وفاة بسبب تلوث الهواء، من بينهم نصف مليون طفل دون سن الخامسة، وفي عام 2019 نشرت الأمم المتحدة التقييم الأكثر شمولية حول حالة البيئة في السنوات الخمس الأخيرة، وحذرت من المخاطر التي تلحق بصحة البشر وكوكب الأرض، نتيجة الأضرار الجسيمة التي تلحق بالنظام البيئي. أما منظمة العفو الدولية فقد أشارت إلى مخاطر إنتاج الأسلحة والتجارة بها واستخدامها، ففي كل عام يتم إنتاج 12 مليار رصاصة، أي ما يكاد يكفي لقتل كل شخص في العالم مرتين، فإذا كان هناك إحتمالية شفاء من فيروس كورونا، فالموت من تلك الأسلحه محتوم. وبالتالي ألم يكن موت سبعة ملايين شخص في عام واحد، نتيجة التلوث، وسقوط آلاف الضحايا من المدنيين نتيجة النزاعات المسلحة، وموت الأطفال بردا في مخيمات اللجوء، أليس كل ذلك كفيلا بإعلان حالة الطوارئ والإستنفار العالمي، لوقوع كارثه حقيقية تهدد مستقبل البشرية؟
لقد أجبر هذا الفيروس العجيب، العالم على إعلان حالة التأهب القصوى، مطلقا صفارة الإنذار من خطر الممارسات الخاطئة والمحرمة للإنسان والقوى العالمية على الأرض.
ظهر الوباء في وقت تتباهى فيه الولايات المتحدة الأمريكية والدول المتقدمة بتفوقها العلمي والتكنولوجي والاقتصادي والعسكري. لكن الفيروس أسقط وهم التفوق لتلك الدول، ألا يدعو ذلك إلى إعادة النظر في معايير تصنيف العالم إلى عالم متقدم وعالم متخلف؟ وهل يعقل لدولة تتفشى فيها العنصرية، وترتفع فيها نسبة الجريمة، واستخدام الأسلحة غير المشروع، أن تصنف دولا متقدمة ومتحضرة فقط لأنها متفوقة عسكريا أو اقتصاديا وتعجز عن إيجاد لقاح لفيروس رغم أنها تمتلك أضخم مراكز البحوث العلمية؟
لقد أثبت هذا الفيروس أن تقدم الشعوب قائم على الإنسانية والتكافل، وأن الصراع هو بين قوى عالمية، وليس بين الحضارات الإنسانية. من ناحية أخرى وعلى الرغم من المشهد الضبابي الذي يسود الكرة الأرضية، برزت لوحة جميلة من التضامن والتعاون الحقيقي بين الشعوب والحكومات، وهذا يثبت أن أصل الحضارة هي الإنسانية، وأن التعاون والبحث العلمي والإستكشاف يجب أن يكرسوا من أجل البناء والتقدم وليس من أجل السيطرة.
أثبت الفيروس أن العقل البشري خلق من أجل الإعمار لا من أجل الدمار، وسبق للمفكر عباس محمود العقاد أن نبّه إلى خطورة استخدام العقل في إنتاج أسلحة الفناء، ودعا إلى تعاون العلماء في إنتاج وسائل تسهل حياة البشر، وتقيهم المخاطر والكوارث والأوبئة، وهو ما يتأكد اليوم بصورة قاطعة، حيث طالب الأمين العام للأمم المتحدة، بأن تتخذ المنظمة الدولية خطوات جدية، لوقف النزاعات المسلحة في العالم، وتتحمل مسؤولياتها في تحقيق السلم والأمن الدوليين، وتضع حدا لكل الانتهاكات للاتفاقيات الدولية، واستخدام الأسلحة المحرمة دوليا، وانتهاك الاتفاقيات الخاصة بحماية النظام البيئي، وعدد من التدابير لمنع أي تهديد للسلم والأمن الدوليين.
نأمل أن تقود أزمة كورونا إلى صحوة لشعوب العالم أجمع، بالمطالبة بحقها في الحياة بهدوء، وأمان وبيئة نظيفة. وعلى صعيدنا نحن، نأمل أن تؤدي هذه الأزمة إلى خلق تضامن وتكافل عربي حقيقي، وأن يتم التركيز على التماسك الاجتماعي، كركيزة أساسية لمواجهة الأزمات، فقد كشفت الأزمة عن عيوب الإصلاح التنموية في العالم، وأثبتت أن الإصلاح الحقيقي يأتي من خلال الإستثمار بالرأس المال البشري.
فيروس لا يرى بالعين المجردة، استطاع أن يقلب العالم رأسا على عقب، ويعجز دولا بإمكانيات علمية وتكنولوجية وعسكرية هائلة، ألا يجب أن يعيد العالم تفكيره في موازين القوى، بعدما تبين أن الإنسانية هي الثابت الوحيد بين كل تلك الرمال المتحركة؟



#نهى_نعيم_الطوباسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في يوم الطفل العالمي: العدالة لأطفال فلسطين
- ماذا بعد الانتخابات الأميركية
- الجريمة في ظل انعدام تقدير الذات العربية


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نهى نعيم الطوباسي - كورونا بنظرة تفاؤل