حسام محمود فهمي
الحوار المتمدن-العدد: 6752 - 2020 / 12 / 5 - 21:56
المحور:
الصحافة والاعلام
أتحفتَنا إحدى الفضائياتِ بحلقةٍ قدمتَها مذيعُتها المُتفردةُ عن صيدِ الثعالبِ. ما شاء الله على الإبداعِ والابتكارِ، اِنتهت كلُ المواضيعِ الترفيهيةِ والثقافيةِ ولم يتبق سوى صيدِ الثعالبِ.
ما هو الغرضُ الذي أنشئت من أجلِه هذه الفضائية؟ أهو الإثارةُ وجمعُ مشاهداتٍ على حسابِ الأخلاقياتِ والذوقِ العام؟ أهو الحَضُ على العنفِ والتعدي على كائناتٍ خلقَها الله؟ أهو تقديمُ صورةٍ ما عن المصريين؟ من يديرُ هذه الفضائيةُ وكيف يُختارُ مذيعوها ومُعِدوها؟ هل الثقافةُ والكاريزما من معاييرِ الاختيارِ؟ ما قُدِمَ من خلال المذيعةِ والمُعدين لا يُظهِرُ إلا صورةً سيئةً للشعبِ المصري تجَلَت فيهم، تعليمُه وثقافتُه وأخلاقياتُه. هل هذا هو الشعب المصري؟ أم أن العيبَ في تلك الفضائيةِ التي أساءت له؟
برامجُ الحياةِ الطبيعيةِ التي تُقدَمُ في الفضائياتِ العالميةِ المُحترمة تمتازُ بالإعدادِ الشيِّقِ والتصويرِ البديعِ والمعلومات الثريةِ وبالتعبِ والجَهدِ. أين كلُ ذلك فيما قدَمته تلك الفضائيةِ بسطحيةٍ واستسهال؟
هل نهج ُهذه الفضائية هو واقعُ العملِ عمومًا؟ أيهما أكثرُ إساءةٍ، الحلقةُ إياها أم ما عُرِضَ من صورِ فتاةٍ أمام هرم سقارة؟ قُدِمَ اعتذارٌ عن المحتوى، أين كانت الحصافةُ قبلَ تقديمِه؟
هل تكون الحلقةُ القادمة عن كيف تصطاد حوتًا بتجربة عمليةٍ من طاقمِ الفضائيةِ كلِه؟ قد نرى منهم دروسًا عملية في الشجاعة.
اللهم لوجهِك نكتبُ علمًا بأن السكوتَ أجلَبُ للراحةِ وللجوائز،،
Twitter: @albahary
www.albahary.blogspot.com
#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟