أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - الاخلاق والسياسية توأمان لا ينفصلان














المزيد.....

الاخلاق والسياسية توأمان لا ينفصلان


عبد الخالق الفلاح

الحوار المتمدن-العدد: 6751 - 2020 / 12 / 3 - 21:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان غاية السياسة هي المحافظة على العلاقات السياسية بطرق سليمة وبذلك فهو يسمح باستخدام كل الوسائل المشروعة من اجل ابقاء العمل السياسي قائماً عند البعض وهناك البعض الاخر بينهم لا يؤمن إلأ بالطرق الغير المشروعة في التعامل وهناك علاقة وثيقة بين السياسة والاخلاق بلاشك عندما تكون أخلاقية الدولة مساوية فى أهميتها لأخلاقية الأفراد، ويكون ذلك متجذرا فى وعى الناس ويستعملونه فى حكمهم على مؤسسات الحكم ومؤسسات التشريع والأحزاب، عند ذاك فقط ستصبح قيم العدالة والمساواة فى المواطنة والحرية المسئولة والكرامة الإنسانية متحققة و تقدم السياسة اولا ما يعني مزيداً من الأنانيات الفردية وخاصة اذا ما قدمت نفسها على أنها مشاريع إصلاحية وهي عابر ومرحلية و تُقدَّم عدد من المسميات على أنها أحزاب سياسية في ظل دكاكين مفتوحة وجمعية تقودها عقول خالية من الوعي السياسي الحقيقي وتحمل من الثقافة الزائفة والهواجس المتمركزة حول الذات الفردية أو الفئوية فترفعها إلى مرتبة الحق المطلق ، الغاية منها السعي لتحقيق المكاسب الشخصية، على حساب حق الاخرين وحقوق من هم أكثر ضعفاً وحاجةً في المجتمع وعلى أنها مشاريع مدنية، الأخلاق في السياسة هو جزء من فن لإدارة الدول، ولكن ضاعت خلال السنوات الاخيرة واصبحت أقل تحضرا ودماثةً، والرياء حين تحصل لحظة تقاسم الغنائم، عندها يتحول أصحاب المبادئ في الكلام، الى طلاّب مصالح في الواقع، كما يتحوّل التنظير الأخلاقي المثالي الى سلوك منحرف، وتتحول الأيديولوجيا المثالية التي تطلق من بطون الكتب الى اختبارات ميدانية فاشلة وشعارات واهية،كما يتصورها "ماكيافيلي"على القائد السياسي أن يستخدم كل الوسائل للتغلب على خصومه وبلوغ غايته، وعليه أن يعرف كيف يخضع الناس لسلطته بالقانون والقوة معا "ولهذا اعتقد العدد الكبير بهذه المقول ويعمل عليها ، أن اجتماع الأخلاق بالسياسة اليوم لا يتجاوز على مستوى الصياغة اللغوية فقط، وفي الواقع يرفض الساسة بعضهما البعض، بل يصلون الى درجة التنافر والتضاد. وإن كان هناك تأثير فهو للسياسة على أخلاق عند ممارسيها، وهذا تصور تصدقه ممارسات الكثير من السياسيين الذين كانوا يجعلون من الأخلاق مرتكزا لتعاملاتهم أو كانوا يتظاهرون بذلك وخاصة المعارضة العراقية عندما كانوا في المهجر ، فلما فتحت لهم السياسة أبوابها تكالبوا عليها فكانت تلك بداية لسياسة لا مكان فيها للأخلاق والقيم، حيث يصبح كل شيء مبررا ومستباحا لهم ،و
قد يتحجج السياسي فيها بتحقيق مصلحته أو دفع مضرة، لكنها فقط تبريرات تقوم عليها الممارسة السياسية وخصوصا في عالم الحاضر ليسهل استقطاب كل من يتصور أن الأخلاق والسياسة قد لا يجتمعان لمصلحة واحدة ،ولعل ذلك، احد أسباب انحسار الثقة بالسياسيين في الكثير من الاحيان و يطلق انيس منصور عليها “السياسة هي فن السفالة الأنيقة”، و أصبح واضحا ان الممارسة السياسية أصبحت غير مقيّدة بمبادئ اعتبارية، وان اقطابها ينقصهم الصدق الشخصي، والمهني على حد سواء وزيادة الغلوا والنفاق والمرائية وكل من يصل الى سدة الحكم، يعتمد على اساليب غير لائقة لمهاجمة المعارضين، وبشكل منتظم.
ويعتقد البعض منهم ان السياسة تستدعي التخلي عن القيم الاخلاقية واللجوء الى وسائل واساليب تتحرر من روابط القيم الاخلاقية لكون الاخلاق والسياسة بالنسبة لهم مفهومان متناقظان ولاعلاقة بينهما ،وحقيقة الأمر أنها ليست سوى أحابيل لالتهام المال العام القادم من دعم المسؤولين الذين يتم ضخهم في مؤسسات الدولة بالتقاسم للسلطة وياتيهم الدعم الحكومي أو من التمويل الخارجي في وقت غياب تام للمرجعية الأخلاقية السياسية؛ تلك المرجعية النبيلة التي توفر قيم التسامح والعدالة والمساواة وفصل السلطات ودولة القانون، كل ذلك تحت مظلة الدولة المدنية، التي لم يسمح بالخروج عن أخلاقها ومبادئها. ولكن شيئاً ما يحدث؛ فبينما يتم الوعد بالرخاء والأمان وتعزيز الوطنية الزائفة و يتم طرد العدالة والحريات و فقدان الاستقرار وإثارة النزاعات والحروب والصدامات على خلفيّة فكر إقصائيّ متعصّب عدائيّ النزعة تحريضيّ الخطاب وهي جزء من أزمة السياسة البعيدة عن الاخلاقية.
الأقوياء اليوم ما زالوا عند نواياهم وأعمالهم وسلوكهم، يمارسون القهر والظلم والقتل والإجرام، لكن بشعارات تختلف عن شعارات الديكتاتوريين والمستبدين، ووجدوا في الديمقراطية شكلاً من أشكال العمل للوصول للأهداف نفسها في الطرد والتشريد لخصومهم ، على الرغم من كونها تحمل بالظاهر والشكل، الأهداف التي يسعى إليها الضعفاء والفقراء المحكومين لذلك الصراع بين الفكر السياسي والفكر الاخلاقي و يتمثل في الصراع بين الوسيلة والغاية فتحقق الاستقرار المتمثل في تاسيس الدولة يعتبر مكسبا هاما الى المجتمع ولا يمكن ان تكون كذلك بل مجرد وسيلة لتحقيق العدالة والامن والطمانينة داخل المجتمع وبذلك يتضح ان الدولة هي مجرد وسيلة لهذه المعاني الاخلاقية وتشارك السياسة الملتزمة في ابطال الافكار والتصورات المتمثلة في النفاقات بين مختلف المجتماعات للسيطرة والتوسع الذي طالما فرق الشعوب ، يبقى العدل هو الهدف الرئيسي الذي وضعته الشرائع السماوية والنظم السياسية، وأي ابتعاد عنها خطأ يجب عدم السماح به. والسياسي الحاكم عليه ان يلزم بالاخلاق قبل كل شي لادارة الدولة او المنصب وكما يقول ابن خلدون" على القائد السياسي أن يكون القدوة للآخرين، بأن يحترم الأخلاق الفاضلة ويدافع عن الحق، وعليه أن يتعامل بحكمة واعتدال مع غيره ، للمرور نحو تقويض المصالح والذهنيات والممارسات المؤسسة لاستبداد الفساد والتحكم والإخضاع "، وللدفع باتجاه القيم المؤسساتية التغييرية نحو الديمقراطية الحقيقية الشفافة المنشدة للمساواة والحرية والتنمية والعدالة الاجتماعية وهو مطلب جماهيري ضاغط الاعتبار للقيم النبيلة للفعل السياسي كآلية لخلق الادارة الصحيحة للمجتمع
عبد الخالق الفلاح باحث واعلامي



#عبد_الخالق_الفلاح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفيليون وزنبقة الامل في يقضتهم
- الفساد..تعريف ...اسباب ...العلاجات
- الغرق من وحي الفساد
- الحضارة الغربية بين التشبث والهبوط
- العدالة....بين مفهوم الدولة والمواطنة
- الاغتراب .. وعي الأزمة هو جزء من حلِّه
- التخطيط الاقتصادي السليم قبل الازمات
- منح الشهادات الدراسية بشرطها وشروطها
- امريكا من ترامب الى بايدن
- تصورات تفضلية عن القيم
- سياسة تجويع العراق الحالية مخطط لها
- حق التظاهر في حماية الحق العام
- الاثار العراقية ... المنهل العظيم
- الازمة الاقتصادية العراقية .... واحلام الحلول
- الارهاب الفكري اخطر انواع الارهاب
- السلوك الانساني بين الجوانب الايجابية والجوانب العدوانية
- التواصل الاجتماعي في نظرة تاريخية للتنشئة
- هل ستكون الانتخابات العراقية فاصلة تاريخية...؟
- المرأة العراقية وتغيب دورها الحقيقي في المشاركة المجتمعية
- القدوة والقيادة...ما لها وما عليها


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - الاخلاق والسياسية توأمان لا ينفصلان