أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حسن بلاسم - سطور مثل رسوم الاطفال















المزيد.....

سطور مثل رسوم الاطفال


حسن بلاسم

الحوار المتمدن-العدد: 474 - 2003 / 5 / 1 - 03:25
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


- نص -


: الليلة الماضية كانت بحر !!

انا مخنث اذ ما كان لهذا تاثير على طريقة تنفسي ، حين اتحدث ٠ ومهنتي شاعر خفاش ٠
وعندما كنت في الخامسة عشر من عمري ، اكتشفت لحياتي فكرة ، كادت ان تكون قصة لولا هوسي بهذه الحديقة العامة التي كسرت فيها حياتي عمدا ٠ هنا حيث تذوقت مرارة دمي لاول مرة ، وهنا ولدت فوق الاعشاب اللزجة ٠ وكل ما اذكره من ذلك العرس ، انه لم يكن هناك مطر وﻻ ريح تعوي وﻻ حتى سكون ٠ مجرد قمر معاق ، كان يستعد لاهانة المشهد ٠ وهذه ليست حكايتي ، وهكذا :

امشي وقلبي كلمة ٠
البوصلة في جيبي ، المصيبة ان الاتجاهات قد نفذت ، لهذا ابكي مثل طفل تائه ، كلما توقفت في محاولة ان اعود الى نفسي او اذهب ٠ ثم اعود وامشي وقلبي كلمة ٠
من كان يظن ان هذه الارض هي ليست لنا ، واننا لن نتمكن مطلقا من النوم فيها بسلام ٠ ومن قال انها كانت حلم ، وقد كورت لتضيع ٠ وهل كنت تظن ان الوسيقى ستتخلى عنا اخيرا ومن دون ذنب ، كقضية هروب الله ٠
ومن مازال يذكر معي سنة موت الوردة ، حين قررنا في ذلك اليوم باعجوبة انها مزحة ٠ كانت الدروب تعبد امام الانسان مثل مؤامرة ، من اجل ان يعي جسده اوسع ، ويحيض بالضربة القاضية ٠
وها انا ابكي من جديد على سقوط الوردة ٠ من يمكن له تصديق مخنث ٠هل سمعتم ٠ نطحت عمود النور حتى اطفاته ، ولم اتوقف ٠ حاولت الانشغال ، قلت لاتسلى مع الهواء ، ابتكرت لعبة ٠ استل خيط منه ، الفه على اصبعي ٠٠٠ المنحط ، يدميني قبل ان اجعل من معنى ٠ ويشتد نحيبي ٠ تذكرت راقصة الباليه ٠ الف حول نفسي الف مرة ، للغيبوبة ٠ لكنها تدهسني ، زوبعة مسرعة ، حاولت من قبل ٠ وها هي كما تدعون ، مجنونة ٠
هل مازالت لدينا مواخير للشفافية ٠ ام اننا تعلمنا ابعد مما يجب عن فنون الرقص والمني ٠
ﻻداعي للهلع !!
ما دام كل شيئ على ما يرام ، سوى اننا لم نعد بحاجة للمرايا للتاكد من اننا مازلنا نشيخ ، باستثناء حفنة من المحاربين القدامى ، من اسماك وعشاق وطيور ٠ الاروع اننا لم نعد بحاجة لمن يقول لنا ، انتم مجرد عربات محملة بالتنفس والمخاط ، وان اللحظة قحبة ٠ وان يقشر اسمائنا الشعراء ، للسخرية ٠ فعبر قرون طويلة لم يصرح احد لنا ، بان الانسان نظيف ٠ وقد آن لنا ان ننتقم ، وان ننتزع اناقتنا بالمخالب والاسنان ٠ ولتسقط الوردة ، ولتبكي ٠ ابكي ابن الزنى ، وهذا صحيح ، ولدت بهذه الطريقة :
بسم الله الرحمن الرحيم
( ٠٠٠٠٠٠٠ ثم انتفخ في رحم اصم ومن قلم كوني حزين )

تمددت في محاولة موهومة لسماع ما تهمس به الاشجار لبعضها ٠ ملاين الموجات الحارة والموجعة مرت من تحتي ، دون ان اسمح للحب ان يلج مخيلتي ٠ حتى سمعته يدخل ٠ كان هو الاخر خفاش وشاعر ، وانا في الخامسة عشر من عمري ٠ لم تكن صدفة ، بل كان عقاب من الحديقة نفسها ٠ فاصل كل حديقة ليلية : طائر عملاق ، نائم وشرير ٠ وتصاب بدوار حزين ، اذ ما افاقت قبل الصباح ٠ وربما تفيق ٠ ولكانت صدفة ، لو انه كان يمشي ، هو يزحف وقلبه بصقة ٠ تعهدت له ان اخون نفسي ، لكي ﻻ اطمس في نفس الاغنية ٠ هذا ما اراده هو ، ﻻ ما فعلته بي الاغنية ٠ وانتم شهود زور منذ ان خلقكم ربكم قردة ٠
وقلبه بصقة ، وقال لي انكم تشتهون الخلود ولو في بالوعة ٠
قوة شاهقة ودنيئة تتيح للانسان الشجاعة في التصدي لمغريات الانتحار المقدسة ٠ وربما هو الماء ، حقيقة كل لذة ، وسر الاستسلام ٠
يمكنني ان اتذكر اليوم فقط ، انه كان يضحك ٠ بينما انا ابكي ، كما تشاهدون ٠ على الرغم من انني لم التق به سوى هذه الساعة التي توشك ان تدخل ٠
في حياة كل واحد منا ساعة فصامية واحدة ، ان لم يحسم فيها نفسه بصراحة ، فانه سيتناسل الى ما ﻻ نهاية الى تمزقات تافهة ﻻ طائل منها ٠ حدث لي ذلك اقسم بشرف امك ٠ لكن ايمكن لقبيح مثله ان يطيع الحياة ويمتثل اليها ، دون ان يتسبب باعاقة احدهم او حتى جريمة واحدة وبحجم عصفور ﻻ باس به ٠ ونحن الذين نعرف ان العالم لم يمنحنا مالم يمنحه لنفسه ٠
والشاعر الخفاش ، لما ﻻيتوب ويكف عن عبادة كل ماهو غير الله والحياة !
اين وصلت !؟
ها ٠٠ ماذا ٠٠ ﻻاسمع ٠٠ نعم ، نعم ، ساكتب الآن : وهذه السطور التي تريد ان تشبه رسوم الاطفال لما ﻻ تلتهم خراءها وتصمت ٠
رسوم الاطفال طقوس مذهلة ٠ خطوط بليدة خالية من الزمن ٠ الشجرة بحجم الانسان ٠ والجبل يساوي القارب ٠ حجوم متورمة ومنكمشة واخرى حادة كما هي الاحاسيس الهمجية في قلب الارنب والبقرة والمراة والضفة ٠ اما الافق فهو مجرد خط اعوج وغير مكتمل ، تركبه نفس الشمس بتلك الضحكة الابدية ومن الزوايا ٠
رسوم الاطفال هي الخطيئة يعينها ٠
الغيوم التي تواكبت على حجب القمر ، انهت مهمتها ، والقمر المعاق في قمر السماء ، ومثل رسوم الاطفال ، حين انير المشهد ، وعانقني ٠ مثل سحاقيتين ارهابيتين ، عراة ٠
امشي وقلبي كلمة
الحديقة العملاقة تفيق ، وتدور ٠
دون ان نصمت او نكف او ننام ،
متحدين باالدم واللحم والقيا والضحك والبكاء
حين اطل الفجر براسه وراى كل شيئ : الليلة الماضية كانت بحر !!
فصاح الديك باسم اخر حرف في المشهد صاح : فضيحة ٠

 

حسن بلاسم
المجر ٠



#حسن_بلاسم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دون كيخوتة مريض بالزائدة الدودية
- شفافية الارهاب
- الاخلاقيون الجدد
- خمس دقائق ، من اجل هذه اللحظة !
- - فضائيات ٠٠٠ بلا فضاء -
- المخلص ام بروتس


المزيد.....




- بعد عزل الرئيس.. كوريا الجنوبية تحدد موعد الانتخابات الرئاسي ...
- مواصفات الهاتف المنافس الجديد من Xiaomi
- الجزائر وفرنسا: كيف يفتتح البلدان -المرحلة الجديدة- بعد أزمة ...
- جماعة أنصار الله: غارات أمريكية قتلت شخصين على الأقل في صعدة ...
- مالي والنيجر وبوركينا فاسو تستدعي سفراءها من الجزائر بعد اته ...
- ما قصة اشتعال السباق النووي بين الصين والهند وباكستان؟
- نتنياهو يصل واشنطن لمناقشة -ملفين رئيسيين- مع ترامب
- بدنيا ونفسيا.. إسرائيل تعلن عدد جنودها المصابين في حرب غزة
- الجيش الروسي يسيطر على بلدة في سومي ويدمر 100 مسيرة أوكرانية ...
- -لا يتذكر-.. أردني أن حاول فتح أبواب طائرة متجهة إلى سيدني


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حسن بلاسم - سطور مثل رسوم الاطفال