أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - 1 تموز 2006 - العلاقة المتبادلة بين العلمانية والدولة والدين والمجتمع - محمد صبري أبو زيد - العلمانية : الوجه العملى لفلسفة التسامى














المزيد.....

العلمانية : الوجه العملى لفلسفة التسامى


محمد صبري أبو زيد

الحوار المتمدن-العدد: 1613 - 2006 / 7 / 16 - 12:36
المحور: ملف - 1 تموز 2006 - العلاقة المتبادلة بين العلمانية والدولة والدين والمجتمع
    


اعتقد اننا فى حاجة ماسة الى العلمانية لا بالنظر اليها كوسيلة للتحرر من هيمنة دينية او سياسية معينة ، بل اننا فى حاجة اليها لان حياتنا ذاتها مهددة بالانقراض من دون العلمانية...
حسنا كيف يأتى ذلك؟
ان العالم ينقسم بالاساس الى نوعين من البشر : النوع الاول ينتمى للانسان فى ذاته والثانى ينتمى للانسان لاجل ذاته او الانسان المتسامى الذى لايخضع امام الواقع وانما يغيره باستمرار وينفى نفسه عن الموجودات والاشخاص المحيطين به باستمرار ليؤكد هويته المستقلة المتجددة.
هذا مفهوم وجودى بحت يمقته الماركسيون الذين ينظرون اليه بوصفه مذهبا فرديا خالصا ، لكن ايضا لى ان اقول ان سارتر كان مخطىء جدا حين استبعد فكرة الجماعية من فلسفته او ابخسها حقها ، ذلك ان واقع كيان مثل الاتحاد الاوروبى يكشف ببراعة عن ان الجانب الانسانى المؤمن بفكرة التسامى (الانسان لذاته) قد وجد فى الاتحاد والجماعية ضرورة ملحة تزيد من قوة التسامى وتجعلها اكثر تأثيرا فى مواجهة مشكلات الواقع ، اكثر حسما فى اية مواجهات محتملة مع اناس ميزولوجيين يكرهون الحرية والتفكير ويتحالفون مع الطبيعة القاسية ضد مستقبل الانسانية.
هذا ما اغفله سارتر تماما لحساب افكاره الشاذة عن الفردانية التى لا يندفع فيها الفرد الى جماعة الا حينما يشعر بتطابق اهدافه واهدافها بصورة مطلقة !!!!

يكفى ان يجمعنا خيط واحد هو التسامى بشكل عام ، حتى وان اختلفت اهدافنا المرحلية ، حتى ننخرط فى جماعة
لسنا بحاجة الى هذا القدر اليوتوبى من التطابق السارترى المريب...
انا انظر الى العلمانية بوصفها خطوة من خطوات التسامى التى انجزتها الانسانية فى تساميها على الروابط الاولية الضيقة (الدين - القبيلة -العشيرة - الطائفة - ....الخ) ،
اذن العلمانية هى منجز من منجزات عملية التسامى اللامتناهية
وبالتالى وحيث اننا لم ننجز بعد خطوة مثل هذه فى مجتماعتنا الملتصقة بالطبيعة والراكعة امام متغيرات الواقع ، فإن حياتنا كمجموعة بشرية تكون مهددة بالدخول فى صدام قاس مع المجموعات الاخرى المتسامية التى لن تسمح لنا بإعاقتها عن هدفها الاسمى فى صراعها التاريخى الممتد مع قوى الاخضاع والاضعاف الطبيعية المختلفة.
هو انتحار اذن ان نبقى هكذا ملتصقين بالتاريخ الاسود للجنس البشرى ، التاريخ الذى يتلخص ببساطة فى هيمنة كل شىء على الانسان وعجز الاخير عن اخضاع ماحوله بالعقل والعلم مدفوعا برغبة محمومة فى التسامى اللانهائى
انهم يبحثون باستمرار عن اشياء ينفصلون عنها وينفون ذواتهم عنها فى المجتمعات المتسامية ، لذلك نرى انهم يتحدون معا لمواجهة مشكلات الواقع مثل الامراض مثلا او انتشار الاسلحة النووية او غيرها من قضايا تجعلنا خاضعين لمشاعرنا الاولية البدائية القميئة ، وبالتالى هم حين يبحثون عن شريك لهم فى مجتمعات مثل مجتماعتنا الموقرة لن يجدوا امامهم سوى اننا نسجد للواقع ونعبد المال لانصنعه ونعبد مشاعرنا الاولية ممثلة فى الدين والجنس
اننا اذن قمة الضعف ولن نصلح كشريك متسامى بل نصلح كعدو يجب التسامى عليه اذ انه يتحالف سواء عمدا او دونما قصد منه مع قوى الطبيعة القاسية التى تحاول تدمير ارادة الانسان باستمرار
هذه رؤيتى وانا لازلت شابا فى العشرين من عمرى وقد تخرجت حديثا من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة ، واتمنى ان تبدو رؤية متماسكة واضحة اذن ان هذا المنتدى الحر يحوى طاقة نرجسية غريبة تجعل لكل شىء معنى



#محمد_صبري_أبو_زيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ياملوثى النقاء انتحروا
- هكذا يكون الحب
- هذا مايدعونه حقوق إنسان
- الكفر بقداسة الفكر


المزيد.....




- وزير الخارجية العراقي: بغداد تلعب دورًا محوريًا في إطفاء بؤر ...
- الكرملين يكشف تفاصيل -الاجتماع المطوّل- بين بوتين ومبعوث ترا ...
- فرار مئات آلاف من مخيم في دارفور مع دخول الحرب عامها الثالث ...
- أمير قطر يزور روسيا في 17 أبريل
- الاتحاد الأوروبي يخطط لإعلان -خارطة طريق- للتخلي عن الطاقة ا ...
- استطلاع: تقريبا 50% من الأوكرانيين يعتقدون أن هناك فساداً في ...
- -فوربس-: روسيا تستخدم أنظمة حرب إلكترونية جديدة لمكافحة الطا ...
- ترامب يتهم طهران بـ -المماطلة- ويهدد بضرب مواقعها النووية
- هل ينجح ترامب ونتنياهو بمنع إيران من إمتلاك سلاح نووي؟
- الجزائر تعلن 12 موظفا بسفارة فرنسا أشخاصا غير مرغوب فيهم وتل ...


المزيد.....

- ما بعد الإيمان / المنصور جعفر
- العلمانية والدولة والدين والمجتمع / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف - 1 تموز 2006 - العلاقة المتبادلة بين العلمانية والدولة والدين والمجتمع - محمد صبري أبو زيد - العلمانية : الوجه العملى لفلسفة التسامى