عبد الرافع كمال
الحوار المتمدن-العدد: 6748 - 2020 / 11 / 30 - 20:00
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
الهوية في ابسط معانيها تعني الانتماء الي كيان عرقي يحمل موروث ثقافي ، والاعتزاز بهذا الموروث الثقافي و العمل علي تجسيده في الزات ، و المحافظة عليه و حمايته من خطر الزوال .
و لعل مفهوم الهوية احد اهم المفاهيم الانسانية ، و ان كان هذا المفهوم اكثر ترديدا عند تيار المحافظين الا انه اصبح مفهوما انسانيا .
يمثل النسب القبيلي و العشيري و العائلي بمثابة اهم المداخل التي من خلالها يعرف الانسان الكيان العرقي الذي اليه ينتمي ، و من ثم يبحث عن الموروه الثقافي لذلك الكيان بغية تمثيل مفهوم الهوية .
فهو بمثابة الالية التقليدية لمعرفة اي انسان .
و مع التقدم التكنولوجي برزت مفاهيم جديدة علي المجتمع ذات ارتباط و ثيق بمفهوم الهوية . كالتحليل الجيني و فحص ال،dna . راجت هذه المفاهيم بين اواسط المثقفين حتي غدت اهم المفاهيم لمعرفة الهوية .
قمنا بالاطلاع علي نتائج عدد من التحليلات الجينية لافراد من عدة قبائل فكانت النتائح صادمة جدا مما اثارت لديهم شكوك حول اصولهم العرقية .
و بالرغم من القصور المعرفي الذي يكتنف ثقافتنا و المامنا بتلك التقنية الا اننا قمنا بحصر عدد من نقاط الضعف لديها نستطيع حصرها في الاتي :
.
-$- لا تقوم بتحديد السلف الابوي :
فالتحليل الجيني يعجز عن معرفة السلف "ancestor" ، و فتحديد السلف هو امر من اختصاص النسب النسب القبيلي .
-$- تقوم علي التشابه :
فالتحليل الجيني يقوم اساسا علي التشابه و التقارب ، فمثلا يظهر التحليل الجيني ان جينات الشخص الفلاني او القبيلة الفلانية تتشابه مع جينات الاحباش او الهنود و من ثم يتم الحكم علي العينة حسب تقارب ظني .
-$- تعددية النتائج :
عند اجراء فحصين جينيين لشخص واحد او افراد قبيلة واحدة يمكن ان تظهر نتائج مختلفة و متناقضة .
فالنتيجة الاولي قد تظهر ان ان جينات الفرد او القبيلة تشبه جينات الاحباش ، بينما تظهر نتيجة التحليل من مركز اخر ان جيناته تشابه جينات العرب ، و هكذا ، فنتائجها غير علمية البتة .
-$- صعوبة التوحيد :
ان الشعب او القبيلة في ذاتها لا تحتمل طرازا معينا من الجينات فكل الاعراق تختلط مع بعضها البعض ، فحدوث الاختلاط العرقي و تعذر وجود عرق نقي يجعل من المستحيل وجود كيان عرقي ذو جينات محددة يمكن الاخذ بها و القياس عليها
.
ان هذا النمط الجديد حسب منهجنا الطوباوي " طوبي الكمال الاطلاقي مرفوض تماما ، لأن المعرفة التي تنبني عليه معرفة ظنية و غير علمية ، كما اثار موحة من التشكيك حول الاصول الهويية لدي الاف من الاشخاص و القبائل .
لذا فأننا و ختاما نشير و نؤكد علي ان الالية التقليدية لمعرفة الهوية الا و هي النسب القبيلي هو الافضل .
و بالاستناد علي المقولة المنسوبة الي رسول الاسلام "محمد بن عبد الله " و نصها " الناس مأمونون علي انسابهم " نستطيع التأكيد علي ان محدد الهوية الاساسي هو النسب ،
النسب و الانتساب هو محدد الهوية و هو من حفظ للمجتمعات هويتها
لا ننكر ان للنسب مساوئ و لكن النسب هو الوحيد الضامن لحفظ هوية الافراد و الجماعات .
#عبد_الرافع_كمال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟