أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - فوزي النوري - ازمة التنظيمات السياسيّة














المزيد.....

ازمة التنظيمات السياسيّة


فوزي النوري
مناضل يساري تونسي

(Ennouri Fawzi)


الحوار المتمدن-العدد: 6748 - 2020 / 11 / 30 - 01:31
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


لم تستوعب التعبيرات السياسيّة الحاليّة ارتدادات العولمة على النسيج الاجتماعي و مفهوم الفرد و و اكتفت باختزال التصدّعات الحاصلة في بعدها السياسي ولذلك عجزت عن تجديد نفسها و حتّى عن الدفاع عن المساحات التابعة لها في الفضاء العام .
هذه المناخات الجديدة غيّرت طبيعة العلاقات داخل النسيج الاجتماعي من خلال إتاحة مساحات جديدة من التحرّر و الانفتاح للفرد الذي أصبحت مراقبته و تأطيره رحلة شاقّة حتّى بالنّسبة للتيّارات الليبراليّة التي لطالما رسمت خطوط حركته و تفاصيل استجابته و معالم حلمه.
إنّ تماسك النسيج المجتمعي الذي كان يسهّل عمليّة التأطير الجماعي عبر التعبيرات السياسية أو ما اصطلح عليه بالمنظومة تفكّك تحت وطأة التعدّدية الوافدة من بوّابة النموذج الاستهلاكي المعمّم عبر البوّابات الاتصاليّة و التواصليّة.
لطالما تحكّمت المنظومات في تدفّق المعطى و المعلومة و التي تمثّل احدى العناصر الرئسية في تشكيل بنية الوعي الفردي و الجماعي لكنّ ارتباط الاقتصادي العالمي بهذه البنية الافتراضيّة جعل من التحكّم فيها استحالة نظريّة و أصبحت هذه المساحات الافتراضيّة سلطة مستقلّة عن صانعيها : لقد خرجت عن السيطرة و أنتجت تفاعلات هجينة غيّرت بنية الوعي برمّتها و أصبح من السّهل التقاط السلطة من قبل أيّ من الفاعلين سواء كانوا أفرادا أو جماعات أو منظومات .
هذه التحوّلات فرضت مراجعات نظريّة في العمق لمفهوم الفرد و المجتمع و السّلطة لأنّ التعبيرات السياسيّة عادة ما تبني تصوّراتها على ما تفرزه هذه العناصر لكنّ سرعة إيقاع التحوّلات لم تترك مجالا للتنظيمات لاستيعاب ما الذي يحصل حولها .
هذه التحوّلات هيّ أنتجت الظواهر السياسية التي تملأ مساحات المشهد السياسي : الأحزاب العقائديّة ، التطرّف، الشعبويّة و كلّها ردود فعل سياسيّة آنيّة صنعتها أجهزة المخابرات لملئ الفراغات السلطويّة و لمحاولة التحكّم في المشهد السياسي الذي يصرّ على الافلات من قبضتها تحت وقع البنى المتحرّكة و الضاغطة .
لقد تغيّر مفهوم العمل السياسي و تدحرج من عمليّة التجميع حول تصوّر ما الى البحث عن المساحات التي تمكّننا من الالتقاء بكائن ما بعد العولمة في مساحات دون جدران أو حدود أو أطر .
في اعتقادي هذا الكائن الجديد هوّ كائن متمرّد يتوق أكثر فأكثر للتحرّر و لا يمكن استيعابه الّى من خلال التصوّرات التي لا تعارض نزوعه للتحرّر و تؤسّس لتحقيق سلم اجتماعي بما يرتبط بذلك من تصوّرات اقتصاديّة و اجتماعيّة و التخلّي الى أقصى حدّ ممكن عن نظريّة الضبط سواءا كان اجتماعيّا أو أخلاقيّا أو حتّى قانونيّا .



#فوزي_النوري (هاشتاغ)       Ennouri_Fawzi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن والمعتقد
- الارهاب
- تحت وطاة الانعطاف القسرية :موضوعات في طبيعة الشخصية التونسية
- تركيا: الجمهورية الارهابية
- تونس الى اين؟
- هل لدينا حقا نموذج مجتمعي
- ليس للاسلام السياسي اي مشروع
- الوضع في ليبيا
- المجتمع السياسي في تونس
- لكي تقرع الاجراس
- اليسار و المغالطات الكبرى


المزيد.....




- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»


المزيد.....

- نَقْد شِعَار المَلَكِيَة البَرْلَمانية 1/2 / عبد الرحمان النوضة
- اللينينية والفوضوية فى التنظيم الحزبى - جدال مع العفيف الأخض ... / سعيد العليمى
- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - فوزي النوري - ازمة التنظيمات السياسيّة