صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي
(Salah El Din Mohssein)
الحوار المتمدن-العدد: 1612 - 2006 / 7 / 15 - 10:32
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من مذكراتي في كندا : " احتجاج طلابي "
في أحد الضواحي الهامة بمونتريال " جي كونكورديا " فوجئت ذات مرة بفرقة موسيقية تعزف وبعض الزحام فمشيت نحوهم حيث كانت المرة الأولي التي أشاهد فيها عزفا موسيقيا بالشارع قرب ميدان عام ..
فوجدت سيارة نقل كبيرة ، صندوقها منزوع الجانبين وفوقها فرقة موسيقية بآلاتها .. السيارة تقف بجانب الرصيف وفوق الرصيف وجدت حشدا طلابيا يحمل لافتات بمطالبهم و رسوما كاريكاتيرية تعبر عن قضيتهم أيضا و احتجاجهم علي قلة المرتبات التي يحصلون عليها بعد تخرجهم ويرون أنها مرتبات لا تكفي لاعاشتهم ..
وطلاب آخرون يوزعون منشورات تحمل نفس المعني علي المارة بالشارع .. وفوق الرصيف وضعوا منضدتين احداهما فوقها مشروبات من شاي وقهوة ، وسندوتشات فوق المنضدة الأخري لمن يحتاج منهم طعاما أوشرابا..
أما الفرقة الموسيقية فانها فرقة من الطلاب أيضا وتعزف موسيقي تعبر عن الاحتجاج والغضب وعدم الرضا .. ولكنها موسيقي
وعلي مقربة منهم بالشارع الآخر كانت هناك سيارات أتوبيس تنتظرهم للعودة بهم بعد الانتهاء من احتجاجهم وواضح أنها نفس الأتوبيسات التي أحضرتهم وأنها كما هو مكتوب عليها تتبع الجامعة التي ينتمون اليها .. لم يمنعهم حرس أو مباحث بالجامعة من التحرك بالأتوبيسات لأجل التظاهر و الاحتجاج ..
لا تكسير ولا تدمير ولا حرق ولا اتلاف لأي شيء عام أو خاص
ولم أر أية سيارة شرطة تقف علي قرب أو بعد منهم
انه احتجاج راق ومتحضر ... من طلاب متحضرين ، وسلطات متحضرة أيضا ..
يمكن لشعوبنا أن تتعلم وأن ترتقي .. ممكن
ولكن بالطبع لا يمكن أن يفيد تعلم الشعوب بشيء ، بل لا يمكنها تعلم شيء أساسا في وجود حكام يجمعون بن الصمم والجهل والغباء .. الثلاث رذائل في آن واحد ..
منذ شهور قليلة مضت كان أحد الليبراليين المصريين في زيارة لشقيقه المقيم في مونتريال وعند سفره عائدا الي مصر سألني : ألا تريد شيئا من مصر ؟
فقلت له : سلم لي علي مصر ..
فسأل : ألا تريد شيئا آخر؟
فقلت له : وقل لمصر نريد أن نراك مثل كندا وأمريكا .. في كل ماهو جميل وراقي ومتحضر ..
وقل لها .. أنه ليس كثيرا علي مصر أن تكون مثل كندا وأمريكا ..
وانما كندا وأمريكا : كثير جدا عليهما أن يكونا أرقي وأجمل من مصر ...
#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)
Salah_El_Din_Mohssein#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟