أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - تقي الوزان - بين الخديعتين














المزيد.....

بين الخديعتين


تقي الوزان

الحوار المتمدن-العدد: 1612 - 2006 / 7 / 15 - 10:32
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الأنحدار الى الجحيم , وبهذه السرعة الجنونية , يدفع للأعتقاد بأن كل الأطراف المشتركة في جريمة تمزيق العراق في عجلة من أمرها . وكأنهم على موعد محدد ونهائي يريدون الوصول اليه .
سلطات الأحتلال وعلى مر التاريخ تبغي احكام سيطرتها من خلال خلق التناقضات وتعميقها بين مكونات المجتمع . وفي بداية الأحتلال تركت الباب مفتوحاً لتشكيل , وتقوية المليشيات . وحفزت هذه المليشيات للسباق فيما بينها لزيادة مساحة نفوذها , وتوسيع رقعة سيطرتها على أرض الواقع, بغض النظر عن عدم شرعيتها, وما حققته أحزابها من أصوات في البرلمان . ولو أخذنا على سبيل المثال لا الحصر سلطة " جيش المهدي " فهي أضعاف مضاعفة على حجم أصوات التيار الصدري في البرلمان ومجالس البلديات . هذه الحالة كانت سبب رئيس في خلق العداوات والتناحر , وكلنا نذكر الصراع الدموي الذي سقط فيه الكثير من الأبرياء بين التيار الصدري والمجلس الأعلى للثورة الأسلامية , وكلهم ابناء مذهب واحد , وقائمة أنتخابية واحدة .
سلطات الأحتلال أرادت من خلال العملية الديمقراطية وأجراء الأنتخابات,الحصول على حكومة تحقق لها المحافظة على العراق , وعدم أنزلاقه الى الحضن الايراني . وتحقيق شروط الأحتلال بشكل قانوني , وجعل الحكومة مصد للرفض الذي سيرافق أستغلال النفط بشكل غير منصف , ودمج الأقتصاد العراقي الضعيف بسوق الرأسمال الأمريكي العملاق عبر سلسلة من من القوانين يصدرها البرلمان المنتخب . أضافة للطلب ببقاء القوات الأمريكية في قواعد ثابتة تمكنها من فرض سيطرتها على كل المنطقة .
ايران من جانبها أستغلت رغبة سلطات الأحتلال القاضية [بغض النظر] عن توسيع سلطات المليشيات, وبشرط ان تبقى في حدود السيطرة , ودفعت بكل امكانياتها في تغذية أغلب مليشيات الأحزاب الشيعية الموالية لها . وجعلتها تمارس سلطات أكبر من [ حدود السيطرة ] وباتت تشكل خطراً حقيقياً على سلطات الأحتلال ذاتها . وبدل الدخول في مواجهات ساخنة مع هذه المليشيات , التي أخذت تعبر بوضوح عن رغبة النظام الإيراني في افشال المشروع الأمريكي في العراق.
توجهت سلطات الأحتلال الأمريكي لمد يدها لأحتياطيها الذي لن يتأخر , وأبن خطيئتها الأولى في العراق عام 1963 حزب البعث وتشكيلاته الدموية . وبهذا ترجع التوازن الأشد لضبط خيوط لعبتها السياسية , وتحصيل حقوق ديونها من العراقيين حيث أنقذتهم من حكم الطاغية صدام . وكذلك أفشال محاولة جعل العراق تابع لثاني دول محور الشر ايران . أضافة لتفكيك وحدة التحالف الذي نشأ بين منظمة القاعدة والسنة التكفيريين من جهة , والبعثيين المتضررين من فقدان السلطة من جهة أخرى . وسيكون البعثيين أدات الأمريكان ليس لمحاربة مجرمي القاعدة والسنة التكفيريين فقط , بل ومحاربة ايران مرتاً أخرى اذا طلب منهم ذلك .
التحالف القديم الجديد لهذه القوى , سلطات الأحتلال الأمريكي والقتلة من البعثيين سيحتاج الى وقت أكبر , ودماء أكثر للأعلان عنه . دماء عراقية بريئة خدعت مرتين . الأولى عندما أنتخبت من أدعى تمثيل مصالحها , وصدقت الشعارات الطائفية والقومية , وهي التي خرجت لتوها من عقود التجهيل والأستلاب . والثانية أنطلاء أدعاءات سلطات الأحتلال بتطبيق الديمقراطية , وتحقيق الرفاه والتقدم الأجتماعي . والى أن يجد هذا الأتفاق أو التحالف الجديد موضع القبول لدى العراقيين عن طريق هذا القتل والأحتراب الطائفي . كفر العراقيون بالأنتخابات , وبمن أنتخبوا . ولو كانت الظروف تسمح لخرجت الجماهير بمظاهرات تطلب من الأمريكان والأمم المتحدة حكومة أنقاذ وطني تلغي نتائج الأنتخابات , وتعيد لهم الأمن , وتكون لهم جسراً يعبرون عليه للضفة التي تعيد لهم أنسانيتهم , وتدمجهم مرتاً أخرى بحركة الشعوب .
سلامة العراق ليست مسؤولية سلطات الأحتلال الأمريكي , وعصابات القتلة من البعثيين والسنة التكفيريين , والطائفيين من الشيعة , ودول الجوار . أنها مسؤولية أبناء الحركة الوطنية العراقية, وورثة المقابر الجماعية , والأنفال , وعذاب ودماء الخمسة والثلاثين عاماً تحت ظل الحكم الفاشي .



#تقي_الوزان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مخاوف لا تنتهي
- المالكي و-خريطة الطريق - العراقية
- كل شئ بأذن الأمريكان
- الداهية
- مسؤولون أمام الله في أهل البصرة
- عسى أن لايكون ألقادم أعظم
- فرصة حقيقية أخرى
- لا أحد ينكر عظّمة القائد
- سوق-مريدي- للأوراق الوطنية
- الدوّامة
- إدعاءات المرحلة
- الخدمة المجانية
- لنخدم العلاقة الحقيقة بين الشعبين العراقي والأيراني
- ماذا سيبقى للعراقيين من العراق ؟!
- أستحقاقات سيؤجل حلها
- -التيتي- الامريكي زلماي خليلزاده
- تصريحات لاتخدم وحدة العراق
- هل سنعيش مرحلة الأنتقال الى مالا نهايه ؟!
- جماهير العراق هي التي أنتخبتكم
- العراق وشعبه قبل اي شئ آخر


المزيد.....




- معالجات Qualcomm القادمة تحدث نقلة نوعية في عالم الحواسب
- ألمانيا تصنع سفن استطلاع عسكرية من جيل جديد
- المبادئ الغذائية الأساسية للمصابين بأمراض القلب والأوعية الد ...
- -كلنا أموات بعد 72 دقيقة-.. ضابط متقاعد ينصح بايدن بعدم التر ...
- نتنياهو يعطل اتفاقا مع حماس إرضاء لبن غفير وسموتريتش
- التحقيقات بمقتل الحاخام بالإمارات تستبعد تورط إيران
- كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - تقي الوزان - بين الخديعتين